الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن عبدالسلام /

فهرس الموضوعات

ابن عبدالسلام

ابن عبدالسلام

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/22 ۱۷:۲۱:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عبد السَّلام، أبو محمد عز الدين بعبد العزیز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن محمد المهذّب السلمي الدمشقي (577 أو 578- جمادی الأولی 660هـ/ 1181 أو 1182- نیسان 1262م)، فقیه وقاض وخطیب شافعي وسیاسي ینزع إلی الصوفیة. ولد في دمشق ونشأ فیها. قرأ الفقه علی فخر الدين ابن عساكر والأصول علی سیف‌ الدين الآمدي والحدیث علی القاسم بن أبي القاسم ابن عساكر وعبد اللطیف بن إسماعیل البغدادي وحنبل بن عبد الله الرصافي والقاضي عبد الصمد الحرستاني وغیرهم. كما حضر درس بركات بن إبراهیم الخشوعي، وانتهت إلیه رئاسة العلماء في الفقه الشافعي. ثم اشتغل في دمشق بالتدریس ومن تلامذته تاج‌ الدين ابن فركاح وشمس‌ الدين الحنبلي وابن دقیق العید – وهو الذي لقبه بسلطان العلماء – وعلاء الدين أبو الحسن الباجي وأبو محمد الدمیاطي وأبو محمد هبة الله القفطي وعلي بن محمد الیونیني شهاب‌ الدين أبو شامة (ابن شاكر، 2/350-351؛ السبكي، 5/80، 83؛ الإسنوي، 2/198). وقد أشید بعلمه وزهده وحذاقة لسانه (ظ: الذهبي، العبر، 3/299؛ السبكي، 5/80).

عاش ابن عبد السلام في عصر كانت تعصف به الاضطرابات والحوادث بالشام ومصر، فكان یواجه الجیوش الصلیبیة من جهة، والنزاعات الداخلیة بین الأیوبیین علی السلطة من جهة أخری فنزید من هذه الاضطرابات وكان لتدخل ابن عبد السلام بین هذا وذلك في الشؤون السیاسیة ومواجهته للحكام وصموده أمام جیوش الروم وإصراره علی آرائه الفقهیة أن جعل منه شخصیة فذة، فلم تخل حیاته منذ نشأته العلمیة وإلی آخر أیامه من حادثة.

ففي أیام حكم الملك الأشرف موسی (حكـ 626-634هـ) بالشام، كان لطائفة من الحنابلة نفوذ لدی الملك، وكانوا یكرهون ابن عبد السلام، ولما رأوا أن الملك یمیل إلیه، سعوا فیه واتهموه بأنه یشك بعقائدهم في اللام الإلهي ویعتبرهم من أهل البدع. وكتبوا فتیا في هذه المسألة وأوصلوها إلیه مریدین أن یكتب ابن عبد السلام علیها بذلك فیسقط موضعه عند الملك. وكان ابن عبد السلام علی علم بمقاصدهم، ورغم ذلك ما كتب إلا ما كان یراه حقاً (السبكي، 5/85-92). وقد غیر هذا الجواب رأي الملك الأشرف فیه إلا أن الفقیهیین جمال‌ الدين ابن الحاجب المالكي وجمال‌ الدين الخضیري الحنفي توسطا له في الأمر، فأرسل إلیه واسترضاه. ولكنه أمر الفریقین بالإمساك عن التحدث في مسألة الكلام وألا یفتي فیها أحد. وبعد أن قَدِم الملك الكامل حاكم مصر (حكـ 615-635هـ) إلی دمشق، ووبخ الملك الأشرف دفاعاً منه عن ابن عبد السلام صار الملك الأشرف یترضاه ویعمل بفتاویه (م.ن، 5/97-98). ولما كان الملك الأشرف علی فراش المرضی طلب ابن عبد السلام من أخیه الملك الكامل أن یرسل القوات التي وجهها ضده صوب مصر نحو التتار الزاحفین إلیه. كما طلب منه تبطیل المنكرات المنتشرة في البلاد (م.ن، 5/98-99).

عمل ابن عبد السلام لفترة بالتدریس في زاویة الغزالي بجامع دمشق، إلی أن حَكم دمشق ثانیة الصالح إسماعیل شقیق الأشرف في 637هـ، فولاه خطبتها (م.ن، 5/99-100؛ المقریزي، 1(2)/299). ثم إن المصریین بایعوا نجم‌ الدين أیوب (حكـ 637-647هـ/ 1240-1249م) وملك الدیار المصریة، فخاف الملك إسماعیل ذلك، واصطلح مع الصلیبیین في 638هـ علی أن ینجدوه علی نجم‌ الدين أیوب ویسلم إلیهم حصني صیدا والشقیف، وتردد الفرنج علی دمشق لشراء السلاح، فشق ذلك علی ابن عبد السلام وعلی الناس فاستفتوه، فأفتی بتحریم التعامل معهم، ودعا في آخر الخطبة علی جیوش الكفار، ولذلك قضی مدة في السجن، ولما أطلق سراحه نزح إلی بیت المقدس، وحینما جاء إسماعیل مع جیش الفرنج إلیها اقترح علی ابن عبد السلام أن یعود إلیه ووعده بالرجوع إلی مناصبه السابقة بدمشق، ولكنه رفض، فسجن في بیت المقدس. ولم تمض فترة حتی انتصرت جیوش نجم‌ الدين أیوب وتشتتت عساكر الفرنج (السبكي، 5/100-101؛ رانسیمان، 3/259). وفي 639هـ/1241م توجه ابن عبد السلام إلی مصر فولاه نجم‌ الدين أیوب خطابتها وقضاءها (السبكي، 5/101؛ المقریزي، 1(2)/308). وفي مصر أكرمه عالم الدیار المصریة عبد العظیم المنذري وتخلی له عن الفتیا احتراماً له. واتفق في هذه الأثناء أن فخر الدين عثمان أحد عمال أیوب أقام علی ظهر مسجد بمصر بناء لطبل خانات، فلم یرق ذلك لابن عبد السلام وأمر بهدمه، وأسقط فخر الدين وعزل نفسه من القضاء. وقعد في بیته یجیب عن مراجعات الناس الفقهیة. وظن فخر الدين وغیره أنه لاأثر لهذا الحكم في الخارج. وحدث أن جهز الملك أیوب رسولاً من عنده إلی المستعصم ببغداد، فلم یقبل المستعصم روایته بناء علی حكم ابن عبد السلام وإسقاطه لفخر الدين، وأعاده إلی مصر (ابن شاكر، 2/351؛ السبكي، 5/81). وتولی في 652هـ/1254م تدریس الفقه الشافعي في مدرسة الصالحیة (السبكي، ن.ص؛ المقریزي، 1(2)/394).

ویقول السبكي في روایة أخری (5/84-85) إن ابن عبد السلام لم یثبت عنده أن أمراء الترك أحرار، وعلیه أن یدفعوا حكم الرق لبیت مال المسلمین لإنفاقه في الشؤون الخیرة، فعظم الخطب علی الأمراء ولاسیما نائب السلطنة، ورغم ما حدث بینهم وبین ابن عبد السلام من نزاع، إلا أنه حقق أخیراً ما أراد.

ولما قرر بیبرس في 659هـ بیعة أحمد بن محمد المستنصر بالخلافة، لم یبایعه إلا بعد ابن عبد السلام احتراماً له (الذهبي، سیر، 23/168-169).

توفي ابن عبد السلام في القاهرة، وحضر جنازته الخاص والعام وبیبرس أیضاً (أبو شامة، 216)، وقد بلغ ازدحام الناس حداً دعا بیبرس إلی أن یقول لأحد خواصه: «لم یستقر ملكي إلا الساعة، فإنه لو أمر الناس في شأني بما أراد لبادروا إلی امتثال أمره». ونال من المنزلة ما جعل الناس یقیمون علیه صلاة الغائب حتی عدة أیام بعد وفاته في دمشق والدیار المصریة والشام وحتی في المدینة ومكة والیمن (الیونیني، 1/505-506؛ الإسنوي، 2/199).

وكان ابن عبد السلام ینزع إلی الصوفیة وقرأ علی شهاب‌ الدين السهروردي الرسالة القشیریة، ولبس خرقة التصوف منه (السبكي، 5/83). ورغم أنه اعتبر في كتابه (ص 163) رقص الصوفیة بدعة، إلا أنه كان كما ذكر الذهبي «یحضر السماع ویرقص» (العبر، 3/299). ونری في بعض ما كتب والذي یدل علی نزعته الصوفیة اعتقاده بأن العارفین أفضل من العلماء (ابن عبد السلام، 71-72، 138-139). ولم یكن علی علاقة حسنة بمحیي‌ الدين ابن عربي، وكان یحط علیه وینتقده (الذهبي، سیر، 23/48-49؛ ابن الملقن، 470).

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

1. الإشارة إلی الإیجاز في بعض أنواع المجاز، وهو في مجازات القرآن، طبع بإستانبول في 1313هـ وبالمدینة في 1966م؛ 2. بدایة السؤول في تفضیل الرسول، حققه محمد ناصر الدين الباني، وطبع ببیروت في 1986م؛ 3. حل الرموز ومفاتیح الكنوز، وهو في التصوف، طبع بمطبعة جریدة الإسلام في 1317هـ؛ 4. شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال، حققه إیاد خالد الطباع، ونشر بدمشق في 1410هـ/ 1989م؛ 5. الفتاوی، بیروت، 1406هـ؛ 6. الفوائد في مشكل القرآن، الكویت، 1967م؛ 7. قواعد الأحكام في مصالح الأنام، القاهرة، 1968م؛ 8. مسائل الطریقة في علم الحقیقة، مصر، 1322هـ.

 

ب- المخطوطة

1. أحكام الجهاد وفضائله (GAL, I/554)؛ 2. الأسئلة الموصلیة (آلوارت، رقم 4986)؛ 3. الأمالي (ن.م، رقم 294)؛ 4. الإمام في بیان أدلة الأحكام (ظ: سید، 1/118، 287)، أو بیان الأحكام المتعلقة بالملائكة والمرسلین (آلوارت، رقم 4787)؛ 5. ترغیب أهل الإسلام في سكن الشام (الظاهریة، 89)؛ 6. تفسیر القرآن (GAL, S, I/767)؛ 7. رسالة في خصائص الرسول (صنعاء، 1/49-491)؛ 8. شرح أحوال بعض الصحابة وبعض السلف الصالحین (الوكیل، 2(4)/ 247)؛ 9. الغایة في اختصار النهایة (پرچ، رقم 949)؛ 10. فرائد الفوائد وتعارض القولین لمجتهد واحد (GAL, I/554)؛ 11. قصة وفاة النبي(ص) (آلوارت، رقم 9614)؛ 12. قواعد الشریعة (پرچ، رقم 947؛ ریو، رقم 234)؛ 13. القواعد الكبری في أصول الفقه (پرچ، رقم 948؛ كحالة، 143)؛ 14. القواعد في المصالح والمفاسد (GAL، ن.ص)؛ 15. مبهج الرائض (ن.م، I/768)؛ 16. المجاز إلی حقائق الإعجاز (لاندبرغ، رقم 503)؛ 17. مقاصد الصلاة (دوسلان، رقم 1178؛ الخدیویة، 7/3)؛ 18. ملحة الاعتقاد (آلوارت، رقم 2080).

وله بالإضافة إلی ما ذكر كتب أخری أیضاً (ظ: السبكي، 5/103؛ الداودي، 1/313-314).

 

المصادر

ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1974م؛ ابن عبد السلام، عبد العزیز، الفتاوی، تقـ: عبد الرحمن بن عبد الفتاح، بیروت، 1406هـ؛ ابن الملقن، عمر، طبقات الأولیاء، تقـ: نور الدين شریبة، بیروت، 1406هـ؛ أبو شامة المقدسي، عبد الرحمن، الذیل علی الروضتین، تقـ: محمد زاهد الكوثري، القاهرة، 1366هـ؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد الله الجبوري، بغداد، 1391هـ؛ الخدیویة، الفهرست؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرین، تقـ: علي محمد عمر، القاهرة، 1392هـ/1972م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف ومحیي هلال السرحان بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1985 م؛ رانسیمان، استیون، تاریخ جنگهاي صلیبي، تجـ: منوچهر كاشف، طهران، 1360ش؛ السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعیة الكبری، القاهرة، 1384هـ/1965م؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1954م؛ صنعاء، المخطوطات؛ الظاهریة، المخطوطات (علم الجغرافیة)؛ كحالة، عمر رضا، المنتخب من المخطوطات في المدینة المنورة، دمشق، 1393هـ؛ المقریزي، أحمد، السلوك، تقـ: محمد مصطفی زیادة، القاهرة، 1957م؛ الوكیل، مختار، فهرست المخطوطات المصورة (التاریخ)، القاهرة، 1390هـ/1970م؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1374هـ؛ وأیضاً:

Ahlwardt; De Slane; GAL; GAL, S; Landberg, C., Catalogue de manuscrits arabes..., Leiden, 1943; Pertsch; Rieu, Ch., Supplement to The catalogue of the Arabic Manuscripts in the British Museum, London, 1894.

ناصر گذشته/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: