الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن عباد، أبوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن عباد، أبوالحسن

ابن عباد، أبوالحسن

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/22 ۱۴:۴۰:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ عَبّاد، أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبّاد الأُكیلي، شاعر مغامر یمني، في النصف الثاني من القرن 3هـ/ 9م. كان یعیش في صَعدة وكانت آنذاك من المدن المعمورة في الیمن، كثیرة السكان (یاقوت، 3/389). وأسرته بنو عباد من بني مالك من قبیلة خَولان (ظ: الهمداني، 1/228). وكان عمهم الأكبر یزید بن حجر العابد (أخو جد الشاعر السادس) یعرف بـ «المتوكل» فاشتهرت هذه الأسرة أیضاً منذ ذلك الوقت بـ «الأُكیلي» (نسبة إلی أُكیل، مصغر المتوكل) (م.ن، 1/228-229؛ السمعاني، 1/338). واتصف أكثر أفرادها بالفروسیة والرمایة والقتال وحب الجاه (ظ: الهمداني، 1/220-221، 226، 228). وكانوا یغرمون بالشعر (م.ن، 1/221، 226-227، 235، وأیضاً: بیتان للمتوكل، 230). كما عرف 3 من مشاهیرهم بالاعتزال والزهد (م.ن، 1/228-229، 235، 249).وكان عبد الله والد أحمد أحد اثنین كانا أشعر أهل الیمن في عصرهما (م.ن، 1/245؛ للاطلاع علی شعره، ظ: م.ن، 1/245-249؛ السمعاني، ن.ص؛ الشامي، 308-311)، وكان مقاتلاً شجاعاً (ظ: الهمداني، 1/241).

عرف أحمد كأبیه بأنه شاعر ذو قریحة ثرة (للاطلاع علی شعره، ظ: م.ن، 1/253-261، الشامي، 312-316)، وفارس محارب. وفي 284هـ/ 897م حضر عقد الصلح بین الهادي یحیی بن الحسین العلوي (حكـ 284-298هـ) وبین مسیحیي نجران (للاطلاع علی نص الصلح، ظ: العلوي، 71-78؛ قا: زیارة، 1/13)، وكتب شهادته علیه (العلوي، 78). ولكن بعد سنتین ولما وصل الهادي إلی صعدة لمهاجمة نجران، ترك ابن عباد المدینة لقرابة تربطه ببني الحارث (في نجران) واستیائه من هذا الأمر. ثم كتب له كتباً یخبره بها عن طاعته والانصیاع لأوامره، ویطلب إلیه أن یكف عن مهاجمة نجران، أو یعفیه من الخروج إلیها. فلم یلتفت الهادي إلی أي منها (م.ن، 155-156). ولما نظر ابن عباد إلی الهادي وقد عزم علی القتال، هاجم أنصاره لیلاً، وقاتل بني سعد، ثم ما لبث أن هرب إلی قلعة عَلاف بعد أن ترك عدداً من القتلی وأصیب ببعض الخسارات (م.ن، 156-157). وفي صباح الیوم الثاني، منح الهادي الأمان لأفراده وصحب فرسانه لمهاجمة نجران (م.ن، 157). فأراد ابن عباد أن یهاجم في غیاب الهادي والیه في صعدة محمد بن عبید الله ویخرج المساجین ویتولی الحكم هناك. ولكن المؤامرة انكشفت ولم ینل مراده (م.ن، 163-164). ثم وضع ابن عباد خطة أخری جمع فیها قوماً من الأكیلیین وآخرین من مقاتلي قبیلة خولان لقتال الهادي وانحازوا إلی حصنین لهم هما علاف والثور الأعلی وأعدوا للحرب، فلما عاد الهادي من نجران وعلم بخطة ابن عباد (287هـ) عسكر بصعدة وأمر بهدم دور الأكیلیین وقطع أعنابهم، ودارت حرب شدیدة غلب فیها علی ابن عباد وجیشه (م.ن، 189-190). ونال أنصار ابن عباد الأمان من الهادي كما اضطر ابن عباد إلی كتابة رسالة یطلب منه الأمان أیضاً، فلم یجبه إلیه (م.ن، 196-198؛ زیارة، 1/19).

ولما كان الخلیفة الواثق یحمي والده (ظ: الهمداني، 1/241)، فقد خرج إلی الحجاز فالعراق (العلوي، 198؛ ابن القاسم، 176)، ودخل بغداد بقصیدة بائیة في مدح العباسیین وبیان المصاعب التي تعرض لها الأكیلیون بسبب حمایتهم لهذه السلالة (للاطلاع علی قسم من القصیدة، ظ: الهمداني، 1/253-257؛ الشامي، 312-314). وكان المعتضد العباسي في آخر أیامه، یأخذ البیعة من الناس للمكتفي (الهمداني، 1/249-250؛ قا: ابن القاسم، 187). فوعده المكتفي أن یرسل معه جیوشاً عظیمة. ولكنه ما لبث بعد سنة أن تخلی عنه بذریعة أن الهادي أخرج من صنعاء. وقد روی ابنه أبو الصباح الحسن الذي ترأس قبیلة خولان فیما بعد (الهمداني، 1/249؛ قا: الزركلي، 1/156؛ الشامي، 312)، لمحة عما جری بین الخلیفة العباسي ووالده نقلاً عنه (الهمداني، 1/261؛ الشامي، 314). فقد أشار ابن القاسم مرتین إلی سفر ابن عباد إلی العراق، إحداهما في حوادث 287هـ (ص 176)، والثانیة في حوادث 289هـ (ص 187)، ولكن لایستبعد أن یكون ابن القاسم قد خلط في روایته، ذلك أن ابن عباد بقي في العراق سنة واحدة. كما ظن بعض المعاصرین أیضاً أنه سافر مرتین إلی العراق (الزركلي، ن.ص؛ الشامي، 312)، دون الانتباه إلی تفاصیل حیاته والمصادر السابقة لهم وروایات ابن القاسم.

عاد ابن عباد إلی الیمن خاسئاً وذلیلاً (العلوي، زیارة، ن.ص) وتوسط له بنو كلیب عند الهادي ونال الأمان منه، غیر أنه لم یستطع أن یهدأ، وبدأ بالإغارة مع فرسانه علی الناس في أواخر 289هـ یقتل وینهب ویبعث الخوف والرعب في النفوس. فهب الهادي لقتاله ولقّنه درساً قاسیاً، ولكنه نال وأنصاره الأمان من الهادي ثانیة (زیارة، 1/28؛ قا: العلوي، 251).

لیس لدینا معلومات أكثر من هذا عن حیاة ابن عباد، ویبدو أنه لم یبق من شعره أیضاً سوی قصیدته البائیة تلك، وقصیدة هائیه نظمها أثناء سفره إلی العراق وضمنها ذكریاته المرة وآماله الحلوة علی أسلوب الشعراء الجاهلیین (الهمداني، 1/257-261؛ الشامي، 314-316).

 

المصادر

ابن القاسم، یحیی، غایة الأماني في أخبار القطر الیماني، تقـ: سعید عبد الفتاح عاشور، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ زیارة، محمد، أئمة الیمن، الیمن، 1372هـ/ 1952م؛ الزركلي، الأعلام؛ السمعاني، عبد الكریم، الأنساب، تقـ: عبد الرحمن بن یحیی المعلمي، حیدرآباد الدكن، 1382هـ/1962م؛ الشامي، أحمد محمد، قصة الأدب في الیمن، القاهرة، 1385هـ/1965م؛ العلوي، علي، سیرة الهادي إلی الحق یحیی بن الحسین، تقـ: سهیل زكار، بیروت، 1392هـ/1972م؛ الهمداني، الحسن، الإكلیل، تقـ: محمد بن علي الأكوع الحوالي، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ یاقوت، البلدان.

محمد علي لساني فشاركي/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: