الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن طهمان /

فهرس الموضوعات

ابن طهمان

ابن طهمان

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/21 ۰۹:۰۹:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ طَهمان، أبو سعید إبراهیم بن طهمان بن شعبة (شعیب) الخراساني الهروي، فقیه ومفسر ومتكلم ومحدّث (تـ 163هـ/780م). لاتتوفر معلومات دقیقة عن سنة ولادته. ویمكن الحدس أنه ولد بعد 80هـ/ 699م، ذلك أن أبا حنیفة ولد في 80 هـ وكان أكبر سناً من ابن طهمان (الخزرجي، 1/47)، وأن ابن مقسم ولد في 110هـ/728م وكان أصغر سناً منه (ابن حجر، 1/275)، ولاسیما أن نعیم بن حماد ذكر أن الأخیر سمع الحدیث من ابن طهمان لمدة تزید علی 60 عاماً، وكذلك بالنظر إلی سنة وفاة ابن طهمان.

ولد ابن طهمان في أسرة معروفة من باشان التابعة لهراة (السمعاني، 2/37)، وقصد مرو ونیسابور والعراق والحجاز طلباً للعلم (الخطیب، 6/105-107؛ الخزرجي، ن.ص). سمع الحدیث خلال ترحاله من بعض التابعین كعبد الله بن دینار وعبد العزیز بن رفیع وأبي الزبیر محمد بن مسلم المكي وموسی بن عقبة (أبو داود، 4/126؛ الخطیب، 6/105)، والحجاج بن الحجاج (الطبري، 2/316)، وعمرو بن دینار، وكذلك عن فئة كبیرة من الطبقة التالیة، أي تابعي التابعین، حیث إن بعض الأحادیث التي رواها ابن طهمان تنتهي إلی الرسول الأكرم‌(ص) متصلة أو مرسلة بواسطتین أو ثلاث (المزي، 2/109؛ الذهبي، سیر، 7/378-379؛ ابن كثیر، 1/12، 6/134؛ عبد القادر، 39).

كان في بغداد أثناء وفاة أبي حنیفة في 150هـ/767م (الخطیب، 13/423)، ومن المحتمل أنه قدم بغداد بعد أول رحلة له إلی مكة والمدینة، لما قیل من أنه التقی بأبي حنیفة بالكوفة لأول مرة وعرض علیه أحادیث مالك بن أنس، ومن ثم تبعه إلی بغداد وظل فیها حتی مات (مالك، 19-20). كما یحتمل أن یكون ابن طهمان قد سمع من مالك في المدینة، لاسیما وقد حُدِّث مالك بن أنس بعد سنوات فیها بحدیث سبق لابن طهمان أن حَدّث به عن مالك نفسه (الخطیب، 6/107-108). ویفهم من هذا أن ابن طهمان كان في الحجاز قبل التقائه بأبي حنیفة في الكوفة.

عاد ابن طهمان من العراق إلی خراسان وأقام في باشان، لكنه خرج للحج ثانیة، فقدم نیسابور، فوجدهم علی قول جهم، فقال: الإقامة علی هؤلاء أفضل من الحج، فنقلهم من قول جهم إلی الإرجاء (الغزي، 1/199). ثم توجه منها إلی بغداد واشتغل بإملاء الحدیث، وقیل إنه كان یأخذ جرایة من المهدي (حكـ: 158-169هـ/775-785م) في أوائل خلافته (الخطیب، 6/110). ولم تستمر إقامته في العراق طویلاً، فغادره إلی الحجاز، لأن علي بن الحسین بن واقد كتب عنه بمكة سنة 160هـ (م.ن، 6/107).

أوردت بعض المصادر نقلاً عن بعض المحدثین أنه توفي عام 158هـ/ 775م (ظ: الخطیب، 6/11؛ المزي، 2/115)، غیر أن الخطیب یری أن هذا وهم، والصواب هو أنه توفي عام 163هـ (ن.ص).

عاش ابن طهمان في عصر اشتدت فیه حدة المناظرات الكلامیة بین بعض الفرق كالمرجئة والجهمیة والخوارج في أبواب كأصول العقائد وأفعال الله تعالی والكفر والإیمان. وكان هو مرجئاً، ولایعتقد – علی العكس من الخوارج – بكفر من یرتكب الذنب بشكل مطلق وخروجه عن الدین، بل یری أن ثمة أملاً بالعفو والغفران من المولی سبحانه لمرتكبي الكبائر (المزي، 2/111؛ الغزي، ن.ص). وكان شدیداً علی الجهمیة (الذهبي، تذكرة، 1/213؛ ابن حجر، 1/130)، ویعدّهم والقدریة كفاراً (الذهبي، سیر، 7/381)؛ وكما أشرنا فقد انصرف عن الحج لإرشاد أهل نیسابور الذین كانوا یقولون بالجهمیة. ویضم كتاب سننه أخباراً تدحض أفكار الجهمیة (مالك، 44-45). وقیل إنه رجع عن الإرجاء في أواخر حیاته (ابن حجر، 1/131؛ الخزرجي، 1/247؛ الداودي، 1/11).

لم تتحدث المصادر عن مذهبه الفقهي بشكل صریح وقاطع، إما لأن هذه المذاهب لم تكن قد ظهرت بعد في عصره، أو أن زعماءها كانوا بمستواه ومعاصرین له، ولم یكن ینزع فقهیاً نحو أي منهم. ورغم أن البعض عدّه من الحنفیة (العبادي، 4؛ الغزي، ن.ص)، إلا أنه كان علی طریقة أبي حنیفة في الإرجاء فقط. ولم یكن أحمد بن حنبل قد وُلد بعد في عصر ابن طهمان، إلا أنه كان یؤمن به كثیراً ووصفه بأنه كان من الصالحین (السمعاني، 2/38؛ الصفدي، 6/23). ومع أن ابن طهمان حضر مجلس مالك بن أنس في المدینة وسمع منه، غیر أننا لانمتلك دلیلاً علی نزوعه الفقهي نحوه، كما أن محمد بن إدریس الشافعي كان لایتجاوز الخامسة عشرة من عمره عند وفاة الن طهمان. والجدیر بالذكر أن البعض احتمل تشیعه (الأمین، 2/168)، إلا أنه لایتوفر دلیل قاطع علی ذلك.

تعرض ابن طهمان كسائر المحدثین إلی الجرح والتعدیل، لاسیما وهو یری الإرجاء، مما أثر علی رأي علماء الرجال فیه، ودفع البعض منهم إلی جرحه (الذهبي، المغني، 17)، وعدّه جماعة مثل محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي مضطرب الحدیث وضعیفاً (الخطیب، 6/108؛ ابن حجر، 1/130)، فیما اعتبره أكثر المحدثین ثقة بشكل مطلق، ووصفوه بعبارات مثل: ثقة في الحديث، وصدوق، وحسن الحدیث، وصحیح الحدیث، وحسن الروایة (العجلي، 52، 57؛ ابن أبي حاتم، 2/107؛ الخطیب، 6/106؛ الذهبي، سیر، 7/379؛ عبد القادر، 39-40).

ومن خلال دراسة هذه المصادر نستنتج أنه كان في عصره محدثاً وفقیهاً حسن السمعة، روی عنه أصحاب الصحاح بشكل عام (مثلاً: البخاري، 1/108، 4/30، 65؛ أبو داود، 4/126؛ النسائي، 7/23؛ الدار قطني، 3/81) وكانوا یشتهون حدیثه ویرغبون فیه (السمعاني، 2/38)، حتی إن بعض مشایخه روی عنه كصفوان بن سلیم وأبي حنیفة وعبد الله بن المبارك وسفیان بن عیینة وخالد بن نزار (الخطیب، 6/105؛ التونكي، 3/197). ووضعه البعض في الطبقة الثالثة من المحدثین (خلیفة بن خیاط، 2/835)، فیما جعله البعض في طبقة مالك ابن أنس أي الطبقة الخامسة (السیوطي، 96).

وفضلاً عن ابن طهمان، فقد أشارت بعض المصادر إلی أشخاص حملوا لقب «الطهماني»، بعضهم أبناء وأحفاد ابن طهمان، والبعض الآخر من طلاب مدرسته وجمعة حدیثه، ومن هؤلاء أبوعبد الله ابن البیع الضبي وأبو بكر محمد بن حمویة وأبو العباس عیسی بن محمد وعلي بن حجر وعلي بن خشرم (الحاكم، 156؛ السمعاني، 9/108-109؛ ابن الأثیر، 2/291).

 

آثاره

نسب ابن الندیم أربعة كتب لابن طهمان وهي: السنن؛ المناقب؛ العیدین؛ التفسیر (ص 228). ویبدو أنه عُدّ مع المفسرین لكتابه الأخیر (الداودي، 1/10)، ومع الفقهاء لكتاب السنن (العبادي، ن.ص). وأشار سزكین إلی أنه لم یصلنا أي كتاب من كتبه التي ذكرها له ابن الندیم، ولكن یوجد في المكتبة الظاهریة مخطوط بشیوخه یتألف من 20 ورقة (GAS, I/92-93). وقد توصل محمد طاهر مالك بعد دراسة وافیة لكتاب مشیخة ابن طهمان، إلی أن هذا الكتاب هو نفس كتاب السنن الذي صُنّف قبل ظهور الصحاح (ص 6) ویضم 208 أحادیث في أبواب الفقه وأصول العقائد. طبع هذا الأثر لأول مرة في مجلة معهد المخطوطات العربیة (المجموعة 22، ج 2، 1976م)، ثم نشر في مجلة مجمع اللغة العربیة بدمشق مع مقدمة وافیة.

 

المصادر

ابن أبي حاتم، محمد، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدكن، 11371هـ/1952م؛ ابن الأثیر، عز الدین، اللباب، بیروت، دار صادر؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، كتاب الضعفاء والمتروكین، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذیب التهذیب، حیدرآباد الدكن، 1327هـ/1909م؛ ابن كثیر، البدایة؛ ابن الندیم، الفهرست، تقـ: فلوغل، لایبزك، 1871م؛ أبو داود السجستاني، سلیمان، سنن، تقـ: محمد محیي‌ الدین عبد الحمید، إستانبول، المكتبة الإسلامیة؛ الأمین محسن، أعیان الشیعة، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البخاري، محمد، صحیح، إستانبول، المكتبة الإسلامیة؛ التونكي، محمد، معجم المصنفین، تقـ: عثمان علي خان، بیروت، 1344هـ/1925م؛ الحاكم النیسابوري، محمد، معرفة علوم الحدیث، تقـ: السید معظم حسین، المدینة، 1397هـ/1977م؛ الخزرجي، صفي ‌الدین، خلاصة تذهیب تهذیب الكمال، تقـ: محمود عبد الوهاب فاید، القاهرة، مكتبة القاهرة؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ/1930م؛ خلیفة بن خیاط، طبقات، تقـ: سهیل زكار، دمشق، 1966م؛ الدار قطني، علي، سنن، تقـ: عبد الله هاشم الیماني، المدینة، 1386هـ/1966م؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرین، تقـ: علي محمد عمر، القاهرة، 1392هـ/1972م؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاة، تقـ: عبد الرحمن ابن یحیی المعلمي، بیروت، 1374هـ/1955م؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وعلي أبوزید؛ بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، المغني، تقـ: نور الدین عتر، حلب، 1391هـ/1971م؛ السمعاني، عبد الكریم، الأنساب، تقـ: شرف ‌الدین أحمد، حیدرآباد الدكن، 1398هـ/1978م؛ السیوطي، طبقات الحفاة، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ/1972م؛ الطبري، تاریخ؛ العبادي، محمد، طبقات الفقهاء الشافعیة، تقـ: یوستا فیتستام، لیدن، 1964م؛ عبد القدر القرشي، الجواهر المضیئة، حیدرآباد الدكن، 1332هـ/1914م؛ العجلي، أحمد، تاریخ الثقات، تقـ: عبد المعطي قلعه جي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الغزي، تقي‌ الدین، الطبقات السنیة في تراجم الحنفیة، تقـ: عبد الفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1403هـ/1983م؛ مالك، محمد طاهر، مقدمة مشیخة ابن طهمان، دمشق، 1403هـ/1983م؛ المزي، یوسف، تهذیب الكمال، تقـ: بشار عواد معروف، المدینة، 1404هـ/1984م؛ النسائي، أحمد، سنن، إستانبول، 1981م؛ وأیضاً:

GAS.

جعفر سجادي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: