اِبْنُ العالِمَة، أبو العباس نجم ‌الدين أحمد بن أبي الفضل أسعد بن حُلوان الدمشقي ویعرف بابن العالمة وابن المنفاخ (593-13 ذو القعدة 652هـ/1197-25 كانون الأول 1254م)، طبیب شهیر. ولد في دمشق وتُعرف والدته ببنت دهین اللوز وكانت عالمة بدمشق، فعرف ابنها بابن العالمة. وكان أبوه موفق ‌الدين یعرف بالمنفاخ من أهل المعرّة وطبیب حاذق، ولذلك دعا بعضهم ابنه بابن المنفاخ، خدم الملك الأشرف موسی بن أبي بكر الأیوبي مدة، ثم فارقه، وتوفي بحماة في 642هـ (الیونیني، 1/95؛ الجندي، 2/252).

اشتغل ابن العالمة علی الحكیم مهذب ‌الدين عبد الرحیم بن علي المعروف بالدخوار (تـ 628هـ) بصناعة الطب حتی أتقنها واشتهر فیها (ابن أبي أصیبعة، 2/265). یقول الیونیني الذي استقی أكثر معلوماته عن ابن العالمة من كتاب ابن أبي أصیبعة: «وقرأ الطب علی الحكیم صدقة السامري» (1/92؛ أیضاً ظ: ابن شاكر، 9/67، فقد كرر ذلك). وكان متمیزاً في العلوم الحكمیة قویاً في المنطق ملیح التصنیف، جید التألیف، حسن الخط وكان فاضلاً في العلوم الأدبیة ویترسل وله معرفة بالضرب بالعود (ابن أبي أصیبعة، 2/265). ووصفه من ترجم له بأنه حاد الذهن مفرط الذكاء وفصیح اللسان (ن.ص؛ أیضاً ظ: الصفدي، 6/247)، ورغم أن ابن العالمة تعلم أكثر علوم عصره، غیر أن شهرته الأصلیة كانت في الطب. وقد استدعاه الملك المسعود الأیوبي صاحب آمد وأصبح طبیبه الخاص واستوزره لِما لمس عنده من كفاءة، غیر أنه ما لبث أن تكاثر أعداؤه لحدة مزاجه وقلة احتماله وعدم مداراته للناس، فنقم علیه الحاكم وأقصاه وأخذ كل موجوده، فغادر المدینة عائداً إلی دمشق واشتغل علیه جماعة بصناعة الطب إلی أن استدعاه في آخر عمره الملك الأشرف موسی الأیوبي صاحب حمص وصار طبیبه الخاص. وظل ابن العالمة في هذه المدینة، إلی أن وافته المنیة. ویقول أخوه القاضي شهاب ‌الدين ابن العالمة إن أعداءه دسوا له السم (ابن أبي أصیبعة، 2/265-266؛ فیلسوف الدولة، 77). وقیل إنه توفي عام 656هـ (الیونیني، 1/93؛ الصفدي، ن.ص) وهو غیرصحیح.

آثاره

لابن العالمة مصنفات كثیرة ذكرها معاصره ابن أبي أصیبعة كمایلي: 1. التدقیق في الجمع والتفریق (أو التدقیق في الجمع بین الأمراض والتفریق)؛ 2. هتك الأستار في تمویه الدخوار؛ 3. تعالیق ما حصل له من التجارب وغیرها؛ 4. شرح أحادیث نبویة تتعلق بالطب؛ 5. كتاب المهملات في كتاب الكلیات؛ 6. كتاب المدخل إلی الطب؛ 7. العلل والأغراض؛ 8. الإشارات المرشدة في الأدویة المفردة (2/266؛ أیضاً ظ: الصفدي، ن.ص؛ ابن شاكر، 9/67). وفي مكتبة الروضة الرضویة المقدسة مخطوطة من العلل والأعراض بالخط النسخ برقم 5203 (مدیر شانه‌چي، 2/916). كما ذكر المؤلفون بعده عدداً من كتبه ووصفوها (حاجي خلیفة، 1/96، 382، 2/1916، 2028). ویبدو أن كتابه التدقیق، أكثر مؤلفاته شهرة وهو في بیان الأمراض المتشابهة ومعرفة الفوارق بینها.

وله كتابان أیضاً لم یذكرهما ابن أبي أصیبعة: 1. كفایة الطبیب في الطب (البغدادي، 2/372)؛ 2. تنبیهات العقول علی تشكیكات الأصول، وهو كتاب في حل مشكلات كتاب الفصول لبقراط، منه مخطوطة في المكتبة الوطنیة بباریس. وفي آخر هذه النسخة رسالة أخری لابن العالمة في شرح بعض الفقرات الغامضة من كتاب المسائل لحنین بن إسحاق (دوسلان، رقم 2841)، لكن أكثر كتبه المهمة مفقودة، ولم یطبع له حتی الآن شيء من الموجدة.

وكان ابن العالمة ینظم الشعر أیضاً، ولدینا بعض أشعاره (الیونیني، 1/94؛ الصفدي، الجندي، ن.ص).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/ 1882م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، إستانبول، نسخة مصورة في مكتبة فیض الله أفندي؛ البغدادي، إیضاح؛ الجندي، محمد سلیم، تاریخ معرة النعمان، تقـ: عمر رضا كحالة، دمشق، 1965م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ؛ فیلسوف الدولة، عبد الحسین، مطرح الأنظار، طهران، 1334هـ؛ مدیر شانه‌چي، كاظم وآخرون، فهرست خطي دو كتابخانۀ مشهد، طهران، 1351ش؛ الیونیني، موسي، ذیل مرآة الزمان، حیدرآباد الدكن، 1374هـ؛ وأیضاً:

De Slane.

علي آل داود/ ن.