الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن ظافر /

فهرس الموضوعات

ابن ظافر

ابن ظافر

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/21 ۲۲:۲۵:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ ظافِر، أبو الحسن جمال ‌الدين علي بن ظافر (569-613هـ/ 1174-1216م)، أدیب وشاعر ومؤرخ وكاتب في الدولة الأیوبیة. ولد باقاهرة، وبدأ بتعلم الفقه والكلام علی أبیه، ثم توجه نحو الأدب والتاریخ وحفظ من تواریخ ملوك العجم جملة وفیرة، وبرع في كل هذه العلوم. كان أبوه أبو منصور عالماً یدرّس علوم ‌الدين بمدرسة المالكیة بالقاهرة وتدعی القمحیة، فخلفه فیها (المنذري، 2/276-277؛ الذهبي، 22/60؛ ابن شاكر، 3/27). ویبدو أن هذا أول عمل تولاه في شبابه، ثم ترسّل للدیوان للملك العزیز، ولم یترك بعده بلاط الأیوبیین، فنراه حیناً في الإسكندریة وحیناً بدمشق وأحیاناً في أماكن أخری. ویبدو أنه دخل بعد مغادرته العزیز في 597هـ في خدمة الملك العادل الأول بدمشق وطلب منه مرة نظم أبیات في مدح الملك المنصور محمد بن المظفر صاحب حماة (ابن ظافر، بدائع، 324). ونراه بالإسكندریة بین عامي 601 و602هـ في خدمة الملك العادل أیضاً، ونقرأ حكایة في بدائع (ص 320-323) عن أحد مجالس هذا الأمیر مع قصیدة أرسلها الملك المعظم للعادل یتشوقه لزیارته وعَود ركابه إلی الشام.

خدم ابن ظافر الملك الأشرف في الرُّها ولازمه مدة، وفي 607هـ أنفذه السلطان في مهمة إلی الموصل ولما عاد أمسكه الملك الأشرف عنده في مدینة الرها نحو شهر (ن.م، 324-326). كما تولی له الشؤون الدیوانیة والمالیة في مدینة نصیبین أیضاً (ظ: ن.م، 209). وعلی كل حال لابد من اعتباره شاعر بلاط هذا الأمیر علی الأغلب، فنلاحظ صحبته له كما أشرنا في السفر والحضر وفي مختلف المجالس. وكانت هذه الصداقة تربط بینهما حتی قبل أن یتولی الملك الأشرف زمام الأمور في جزء كبیر من الشام. وقد أورد ابن ظافر حكایات مختلفة عن مجالس هذا الأمیر، فوصف مرة مجلس لهوه برأس العین ومجلس غناء له في الرها (ن.م، 102-103، 324-326). وكان لهذه الصداقة من الأثر ما جعل الملك الأشرف یولیه منصب الوزارة (المنذري، 2/377؛ یاقوت، 13/264). وبعد فترة غادر الملك الأشرف في 612هـ وعاد إلی القاهرة، دون أن نعرف سبباً لذلك، سوی ما ذكره بأنه شهوة الانفصال من الوزارة وشدة الشوق إلی الوطن (ن.م، 104). ثم عاد إلی القاهرة، وولي وكالة بیت المال. ولم یلبث فیه طویلاً فقد توفي بعد سنة ودفن في مقبرة بسفح المقطم بالقاهرة (المنذري، ابن شاكر، ن.ص؛ یاقوت، 13/265).

كان للمنزلة العالیة التي نالها ابن ظافر في حكومة الملوك الأیوبیین أن تعرّف إلی جمیع كبار زمانه، فكان یتردّد علی مجالس القاضي الفاضل الأدبیة وزیر صلاح ‌الدين الأیوبي. وقد أورد في كتابه بعض ما نظمه القاضي الفاضل (بدائع، 116، 403-404، مخـ)؛ كما ذكر أحیاناً بعض موشحات وأشعار القاضي ابن سناء الملك روایة عنه (ن.م، 101، 119، 279، مخـ) وأبیات وروایات كثیرة عن عماد الدین الكاتب مباشرة (ن.م، 100، 115، 311، 388، مخـ)؛ وهناك كبار آخرون صادقهم أو شارك في مجالسهم وهم كثیرون، ورد ذكر أغلبهم في بدائعه.

 

آثاره

1. بدائع البدائه، وهو في الحقیقة مجموعة من البدائه في قوالب مختلفة، ویعتبر أساس شهرة ابن ظافر ومكانته. وهو حافل بالتكلّف والسجع والمحسنات البدیعیة والحلی اللفظیة مع ذكر حكایات الأدباء والشعراء وبدائههم. أخذها عامة من كتب الأدب والتاریخ، أو مما رواه شیوخه أو ما وقع في مجالسه أو شاهده بنفسه (ن.م، 72، 76-77، مخـ). ویبدو أن كثیراً من الأدباء والشعراء كانوا علی علم بتألیف بدائع، فقد طلب من الجمیع إیفاءه بلطیف الحكایات في البدائه، فأجابوه. فمثلاً نری أن القاضي ابن المؤید یرسل إلیه من الإسكندریة، حكایة ظریفة (ن.م، 200).

ویقول ابن ظافر عن تألیفه الكتاب: إنه نشط في صدر عمره لجمع بعض أخبار الشعراء في البدائه والإرتجال وأوقف علیها القاضي الفاضل، فحثّه علی الازدیاد منها، فاجتمع له من ذلك جزء رتبه علی ترتيب الأعصار، وأعلم كل حكایة له فیها شعر أو سجع بذكر اسمه لتُعرف دون غیرها، ثم عرضها كاملة علی القاضي الفاضل. ولم یزل ذلك الجزء منسیاً رغم سرور القاضي واغتباطه به، إلی أن كانت سنة 603هـ، فجری ذكره في مجلس الملك الأشرف ولم یكن الشاعر قد التحق به، فكان هذا سبباً في اهتمام الأمیر به، فأضاف ما جمع في زمن فتوته إلی الكتاب وأنفذه إلیه (ن.م، 4-5). ویبدأ ما وصل إلینا من الكتاب بمقدمة ثم فصلین قصیرین، یضم الأول شرحاً مختصراً في اشتقاق البدیهة والارتجال، والثاني في بیان الفرق بینهما، ثم 5 أبواب في أنواع البدیهة مع شرح مختصر لكل نوع. حقق هذا الكتاب محمد قطة العدوي، وطبع في 1278هـ، ثم في 1316هـ في حاشیة معاهد التنصیص، كما حققه محمد أبو الفضل إبراهیم، وطبع بمصر في1970م، وتحدث حاجي خلیفة (1/229) وابن شاكر (ن.ص) عن ذیل علیه للمؤلف نفسه.

2. غرائب التنبیهات علی عجائب التشبیهات، وهو في التشبیهات، وربما كان من أجمع الكتب التي وصلتنا في هذا الموضوع، وقد ختم المؤلف مقدمة الكتاب بفهرس لما فیه من مواضیع (غرائب، 8). ویقسم إلی 6 أبواب یختص كل منها بأحد مواضیع التشبیه وهي: في تشبیه الأجرام العلویة، المیاه والأنهار، الأنوار والأثمار والنباتات، الخمریات، الغزل، وفي تشبیهات مختلفة، حققه محمد زغلول سلام مصطفی الصاوي الجویني، وطبع بالقاهرة في 1971م، منه مخطوطة بمدرید باسم المناقب النوریة (ظ: ESC2, I/283; GAL, I/391؛ سلام، 29-30).

3. أخبار الدول المنقطعة، حققه أندریه فریه، وطبع بالقاهرة في 1972م، ویضم أخبار وحوادث الدول الحمدانیة والساجیة والطولونیة والإخشیدیة والفاطمیة والعباسیة، طبعت أقسام منه مستقلة، مثل قسم الساجیین، حقفه فرایتاغ في 1823م وطبع في بون، وأخبار الدولة الحمدانیة بالموصل وحلب ودیار بكر والثغور، حققته تمیمة الرواف، وطبع بدمشق (1985م). ویذكر بروكلمان «أخبار الشجعان» أیضاً قسماً من الدول المنقطعة (GAL, S, I/553-554).

وذكر له من الكتب أیضاً مكرمات الكتّاب؛ أساس السیاسة؛ أخبار السلجوقیة؛ التشبیهات؛ من أصیب ممن اسمه علي؛ نفائس الذخیرة (یاقوت، 13/266-267؛ ابن شاكر، ن.ص)، وذكر له أیضاً كتاب شفاء الغلیل في ذم الصاحب والخلیل، لخصه السیوطي وسماه الشهاب الثاقب في ذم الخلیل والصاحب (الزركلي، 4/297).

 

المصادر

ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن ظافر، علي، بدائع البدائه، تقـ: محمد، أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1390هـ/ 1970م؛ م.ن، غرائب التنبیهات علی عجائب التشبیهات، تقـ: محمد زغلول سلام ومصطفی الصاوي الجویني، القاهرة، 1971م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: بشار عواد معروف ومحیي هلال السرحان، بیروت، 1405هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ سلام، محمد زغلول ومصطفی الصاوي الجویني، مقدمة وحواش علی غرائب (ظ: همـ، ابن ظافر)؛ المنذري، عبد العظیم، التكملة لوفیات النقلة، بیروت، 1405هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

ESC2, GAL, S.

سیمین محقق/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: