الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن طرارا /

فهرس الموضوعات

ابن طرارا

ابن طرارا

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/21 ۰۸:۱۰:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ طَرارا، أبو الفرج المعافی بن زكریا بن یحیی النهرواني (7 رجب 305-18 ذو الحجة 390هـ/24 كانون الأول 917- تشرین الثاني 1000م)، محدث ومقرئ وأدیب وفقیه جریري. اشتهر في بعض المصادر بابن طرارة (أبو حیان، 2/134؛ یاقوت، الأدباء، 19/151)، ولابد أن «ابن طرار» (القفطي، 3/296)، و«ابن طراز» (الخطیب، 13/230)، تصحیف للكلمة (للاطلاع علی الضبط الصحیح والصریح للكلمة، ظ: ابن خلكان، 5/224). ویبدو أن المعافي اشتهر بالقاضي لتولیه نیابة القضاء في باب الطاق ببغداد (الخطیب، ن.ص).

ویرجع أصل أسرة المعافی كما تدل علیه القرائن المختلفة إلی النهروان، ولكن لاتتوفر أیة معلومات عن مسقط رأسه، ویمكن القول إنه أخذ العلم في بغداد قبل الـ 12 من عمره لسماعه من أبي القاسم البغوي في 317هـ (ظ: ریتر، 281، نقلاً عن الجلیس)، ومن بعض المشایخ في بغداد آنذاك ولاندري متی ترك المعافی بغداد قاصداً النهروان، غیر أنه توفي فیها (الخطیب، 13/231). ولایمكن القول إن مراد ابن الندیم من أن المعافي من أهل النهروان (ص 292)، هو أن أصله منها أو أنه عاش مدة طویلة فیها. ولاتدل مصادر تراجم المعافی ولاحتی دراسة مشایخه علی أنه خرج من العراق، ولكن ذكر أنه قصد الحجاز للحج (ابن خلكان، 5/223، نقلاً عن الحمیدي).

وكان كما أشرنا فیما مضی علی المذهب الجریري والذي یدل علی تسنّنه، ولم تشك مصادر تراجمته في ذلك أیضاً. كما أن الرجالیین من الشیعة ببغداد أمثال الطوسي والنجاشي في النصف الأول من القرن هـ ومَن بعدهم لم یذكروه بین مصنّفي الشیعة، غیر أن البرقاني قال: إن المعافی كان كثیر الروایة للأحادیث التي یمیل إلیها الشیعة (الخطیب، ن.ص). ولابد لتعزیز هذا القول من الإشارة إلی أن في كتب الشیعة والسنة عدداً كبیراً من الأحادیث عن مناقب الأئمة الأطهار(ع) قد نقلت عن المعافی، كما أن في كتب الإمامیة أحادیث رواها عن الأئمة الاثني عشر تؤكد علی صحة المذهب الشیعي الاثني عشري (كنموذج ظ: الخزاز، 81-83، 244).

سمع ابن طرارا، كما مرّ، الحدیث صغیراً من مشایخ بغداد الكبار كأبي القاسم عبدالله بن محمد البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي محمد یحیی بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج ومحمد بن همام الإسكافي وأحمد بن محمد بن سعید ابن عقدة (الخطیب، 13/230؛ ابن شاذان، 175؛ الذهبي، تذكرة، 3/1010؛ الخزار، 36، 114، مخـ؛ ابن الرازي، 44؛ وللاطلاع علی مشایخه الآخرین یمكن الرجوع إلی المصادر المذكورة وأیضاً یاقوت، البدان، 4/850-851، الفهرس). وممن روی عنه القاضي أبو الطیب الطبري وأبو القاسم عبید الله الأزهري وأحمد بن علي التَوّزي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني (الخطیب، ن.ص؛ الذهبي، سیر، 16/545؛ أیضاً ظ: یاقوت، ن.ص). وسمع منه عدد من محدثي الشیعة مثل علي بن محمد الخزاز القمي ومحمد بن أحمد بن شاذان القمي وجعفر بن أحمد القمي المعروف بابن الرازي، ورووا عنه (الخزاز، 20، مخـ؛ ابن شاذان، 26؛ ابن الرازي، ن.ص).

ومن الناحیة الرجالیة فقد وثّقه البرقاني والعتیقي (الخطیب، 13/231)، وعرف في علم القراءة بالمقرئ وراوي قراءة السلف، تعلم القراءة علی مختلف القراء كابن شنبوذ (تـ 328هـ) وأبي عیسی البكار وأبي مزاحم الخاقاني والخضر بن الحسین الحلواني (ابن الجزري، غایة، 2/302، نقلاً عن الهذلي). وبالنظر إلی النزاع القائم بین ابن شنبوذ وبین مقرئ بغداد الشهیر أبي بكر ابن مجاهد (تـ 324هـ) یمكن أن یكون حضور المعافی درس ابن شنبوذ وعدم روایته عن ابن مجاهد دلیلاً علی نزعة المعافی إلی آراء ابن شنبوذ في عدم شذوذ القراءات غیر السبع، مقابل ابن مجاهد الذي كان یعترف بالقراءات السبع فحسب (ظ: ن.د، ابن شنبوذ، ابن مجاهد). ومما یجدر ذكره أن أكثر الأسلاف تأثیراً في المعافی ونعني به الطبري، أورد في الكتاب الذي ألفه في القراءات أكثر القراءات غیر السبع (ظ: ابن الجزري، النشر، 1/34؛ قا: 1/31)، ولم ترد روایات المعافی في كتب القراءات كما كان متوقعاً رغم كثرة رواته (للاطلاع علی فهرست لهم، ظ: ابن الجزري، غایة، ن.ص)، وتألیفه كتاباً في القراءات (ابن الندیم، 293؛ قا: دیتریش، 279)، إذ لم یهتم بروایته سوی الهذلي (تـ 415هـ) في الكامل بشكل واسع (ظ: ابن الجزري، ن.ص)، وغیره مثل أبي معشر الطبري (تـ 478هـ) في التلخیص، وسبط الخیاط (تـ 541هـ) في الكفایة وابن فتحان (تـ 550هـ) في المصباح إلی حدما (ظ: ابن الجزري، النشر، 1/119، مخـ). وربما كان لعلاقة المعافی بابن شنبوذ أثر في عدم الاهتمام هذا، فالمعافی یعتبر في عالم الفقه أحد أهم أتباع مذهب محمد بن جریر الطبري وناشریه، بل لعله أكبر مؤلف في الفقه الجریري بعده. وقد ألف كتباً عدیدة في الفقه أهمها كتاباه التحریر والنقر، والحدود والعقود في أصول الفقه الجریري، وشرح الخفیف للطبري (ظ: ابن الندیم، 292-293).

وكان المعافی في صراع مع المذاهب المنتشرة ببغداد كالحنفي والشافعي والظاهري أثناء دفاعه عن المذهب الجریري، وله مؤلفات في ردها ونقضها یمكن أن نذكر منها كتاب أجوبة الجامع الكبیر للفقیه الحنفي محمد بن الحسن الشیباني، وكتاب الرد علی الفقیه الحنفي أبي الحسن الكرخي وكتاب الرد علی إسماعیل المُزَني الشافعي وكتاب الرد علی داود الأصفهاني مؤسس المدرسة الظاهریة، والرد علی فقیه یدعی أبا یحیی البلخي (ظ: ابن الندیم، ن.ص). ولاشك في أن المعافی لم یدرك درس الطبري وأخذ فقهه عن تلامذته. وعلی كل حال یبدو أن كتب المعافی الفقهیة أهملت بعد انقراض الفقه الجریري ولایمكن الیوم الحصول علی آرائه حتی في طیات الكتب.

قرأ الأدب علی عدد من الأساتذة مثل إبراهیم بن محمد نفطویه ومهر في مختلف فنونه من نحو ولغة وغیرهما (الخطیب، 13/230؛ یاقوت، الأدباء، 19/151)، وروی حكایات أدبیة عن عدد من المشایخ مثل محمد بن الحسن بن درید ومحمد بن الحسن بن زیاد المقرئ ومحمد بن القاسم الأنباري ومحمد بن محمود الخزاعي (الخطیب، 8/249؛ السراج، 1/11، 161، 2/177). وقد أورد یاقوت حكایة لقائه بأبي حیان التوحيدي في جامع الرصافة ببغداد (الأدباء، 19/152). ومن تلامذته في الأدب أبو الحسن علي بن سلیمان الأخفش الصغیر (ابن الأنباري، 169). وكان ینظم الشعر أیضاً وقد وردت نماذج منه في المصادر (الخطیب، 13/230؛ أبو إسحاق الشیرازي، 103؛ السراج، 1/138؛ یاقوت، ن.م، 19/154؛ ابن خلكان، 5/223). وذكر أبو حیان نماذج من نثره بعد أن أثنی علی فصاحته (2/134). كما نقلت مختلف المصادر آراءه وتفاسیره الأدبیة (كنموذج ظ: السراج، 1/62، 2/189؛ ابن عساكر، 4/20، 441، 5/65، 241).

أهم كتب المعافی في الأدب الجلیس الصالح الكافي والأنیس الناصح الشافي، ویضم 100مجلس، وتبدأ بعض المجالس بذكر حدیث نبوي ثم یشرح المؤلف الحدیث ویورد بالمناسبة حكایات ومقطوعات شعریة. وقد نهج المعافی في هذا الكتاب نهج المبرد في الكامل، ویمكن الإشارة لكتاب الجلیس بوصفه واحداً من مصادر تاریخ العصر الأموي. توجد منه مخطوطات عدیدة في مكتبات العالم كالأزهریة (الأزهریة، 5/64) ودار الكتب (الخدیویة، 4/224) والوطنیة بباریس (دوسلان، رقم 3489، 3487) وغارت (حتی، رقم 1369) وبرلین (آلوارت، رقم 8325؛ للاطلاع علی المخطوطات الأخری، ظ: GAS, I/523; GAL, I/ 195; GAL, S, I/312). وقد قام كل من ریتر في مذكرة (279 ومابعدها) ودیتریش في مقالة مسهبة بدراسة الكتاب ومؤلفه باسم «كتبا الجلیس والأنیس للمعافی…» (طبعت ترجمة مقالة دیتریش بالعربیة في مجلة المجمع العلمي العربي، 30(3)/380-394).

ومن كتبه الأدبیة أیضاً: شرح كتاب الجرمي في النحو، المحاورة في العربیة ورسالة في واو عمرو (ربما عن كتابتها) (ابن الندیم، 293؛ قا: دیتریش، 278). ونسب إلیه ابن الندیم (ن.ص) كتاباً في تأویل القرآن، (ن.ص) وتحدث الذهبي عن تفسیر كبیر له في 6 مجلدات (سیر، 16/546)، وقد ذكر المعافی في الجلیس بعض كتبه في علوم القرآن منها البیان الموجز عن علوم القرآن المعجز وكتاب في علل القراءات ووجوهها بالتفصیل (ظ: دیتریش، 279). ومما یجدر ذكره أن ابن الندیم ذكر لقاءه مع المعافی وقوله له إنه ألف حتی ذلك الوقت ما یزید عن 50 مؤلفاً في الفقه والكلام والنحو والعلوم الأخری، ولكن لیس لدینا الیوم سوی الجلیس وجزء من الحدیث في 4 ورقات، توجد مخطوطة منه في الظاهریة (فهرس مجامیع، 348).

 

المصادر

ابن الأنباري، عبد الرحمن، نزهة الألباء، تقـ: إبراهیم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1352هـ/ 1932م؛ م.ن، النشر، تقـ: علي محمد الضیاع، القاهرة، مكتبة مصطفی محمد؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الرازي، جعفر، «نوادر الأثر»، مع جامع الأحادیث، طهران، 1369هـ؛ ابن شاذان، محمد، مائة منقبة، قم، 1407هـ؛ ابن عساكر، علي، التاریخ الكبیر، تقـ: عبد القادر أفندي بدران، دمشق، 1332هـ؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبو اسحاق الشیرازي، إبراهیم، طبقات الفقهاء، تقـ: خلیل المیس، بیروت، دار القلم؛ أبو حیان التوحیدي، علي، الإمتاع والمؤانسة، تقـ: أحمد أمین وأحمد الزین، القاهرة، 1942م؛ الأزهریة، المخطوطات؛ الخدیویة، الفهرست؛ الخزاز القمي، علي، كفایة الأثر، قم، 1401هـ؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاة، حیدرآباد الدكن، 1333-1334هـ؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وآخرون، بیروت، 1404هـ/1984م؛ السراج، جعفر، مصارع العشاق، بیروت، دار صادر؛ فهرس مجامیع المدرسة العمیریة، تقـ: یاسین محمد السواس، الكویت، 1408هـ/1987م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1374هـ/1955م؛ یاقوت، الأدباء؛ م.ن، البلدان؛ وأیضاً:

Ahlwardt; De Slane; Dietrich, Albert, «Das Kitāb al-Čslis wa-‘l-Anis des Mu’āfā...», ZDMG, 1955, vol. CV; GAL; GAL, S; GAS; Hitti, Ph.K. et al., Descriptive Catalog of the Garrett Collecton of Arabic Manuscripts, Princeton, 1938; Ritter, H., «Arabische Handschriften in Anatolien und Istanbul», Oriens, Leiden, 1949, vol. II.

أحمد پاكتچي/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: