الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن شهرآشوب /

فهرس الموضوعات

ابن شهرآشوب

ابن شهرآشوب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/18 ۲۱:۴۴:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ شَهرآشوب، أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجیش المازندراني، الملقّب برشید ‌الدين وعز الدين (489-16 شعبان 588هـ/1096-27 آب 1192م)، مفسر ومحدث وأدیب وفقیه إمامي. وردت كنیته «أبو عبد الله» في أسانید كتاب سلیم بن قیس فحسب (ص 63)، وحذت حذوه المصادر المتأخرة. ویستشف من تلقیبه وأبیه وجده بـ «السَرَوي» (الصفدي، 4/164)، أنّ أصل هذه الأسرة من ساري بمازندران، لكن لایمكن أن نجزم أنه ولد بمازندران أیضاً.

أقبل ابن شهرآشوب علی طلب العلم منذ طفولته، وحفظ القرآن وله ثماني سنین. وحول رحلاته العلمیة فقد أشیر فقط إلی أنه خرج من مازندران بعد نزاعه مع صاحبها وصار إلی بغداد في أیام المقتفي (530-555)، فوعظ علی المنبر فعظمت منزلته عند الخلیفة، ثم خرج بعد مدة من إقامته فیها إلی الموصل ومنها إلی حلب (الصفدي، ن.ص؛ الطباخ، 4/308-309). ویفهم من استقراء مشایخه في مقدمة مناقبه أنه سافر مراراً إلی خراسان قبل مغادرته مازندران، ویمكن أن یُتنتج من سماعه عن الفَتّال الذي توفي في 508هـ أنه كان في نیسابور قُبیل هذا التاریخ. كما یُفهم أیضاً من استماعه للشحامي وروایته عنه مسند أبي یعلی أنه كان قد سافر ثانیة إلی نیسابور، في هذه الفترة لأن الشحامي أملی المسانید بنیسابور منذ حوالي 513هـ واستمر فیها حتی وفاته عام 533هـ (الصریفیني، 358). ویستشف أیضاً من روایته المباشرة عن الكشاف للزمخشري ومجمع البیان للطبرسي أنه كان قد التقی بالزمخشري في خوارزم خلال الفترة بین تألیف الكشاف (528هـ) ووفاة الزمخشري (538هـ)، وكذلك بالطبرسي في سبزوار بعد عام 536هـ، وهو العام الذي انتهی فیه من تألیف مجمع البیان.

ویُفهم أیضاً من سماعه عن أبي الحسن البیهقي والشوهاني أنه كان في بیهق ومشهد أیضاً. كما زار ابن شهرآشوب المناطق الوسطی من إیران أیضاً، وغالب الظن أن زیارته جرت خلال مسیره من مازندران إلی بغداد، ذلك لأن استماعه لأبي الفتوح الرازي والسید فضل الله الراوندي وأبي شكر الصفار وأبي العلاء الهمداني وبعض المشایخ‌ الذین وردت أسماؤهم في مقدمة المناقب ینبئ عن احتمال وأحیاناً ثبوت زیارته للري وكاشان وأصفهان وهمدان. ویستنتج من القرائن العدیدة- ومنها أن أبا العلاء لم یكن في همدان إلا خلال 546-548هـ - أن تلك المرحلة من سفره كانت في حوالي 547هـ. ویبدو أنه قدم في هذا العام أیضاً إلی بغداد قادماً من همدان ووصلها كما ذكرنا في أیام المقتفي. ویُستنبط من استماعه لأبي الوقت السجزي أنه كان ببغداد حتی 552-553هـ (ابن شهرآشوب، مناقب، 1/6). كما یبدو أنه ظل في بغداد حتی أیام المستضيء. ویظهر أنه غادرها إلی الحلة في مطلع عهد المستضيء (566-574هـ) بعد أن وجدها مكاناً غیر مناسب لمزاولة نشاطاته بسبب سعي المستضيء لنشر العقائد والأفكار الحنبلیة ونفوذ علمائها.

وفي 567هـ مارس التدریس بالحلة (كتاب سلیم، 63) والظاهر أن ابن ادریس وابن البطریق سمعا منه الحدیث في هذه الرحلة (آقابزرگ، 20/175؛ ابن البطریق، 24). ویحتمل أن سفره إلی الموصل تم خلال وزارة جلال ‌الدين أبي الحسن علي بن محمد في 571هـ/1175م، كما یُحتمل أنه غادرها بعد عزله من الوزارة في 573هـ إلی حلب التي صارت ملجأً للشیعة منذ عهد الحمدانیین. توفي بحلب ودفن بجبل الجوشن عند موضع یُعرف بمشهد الحسین‌(ع) (الصفدي، ن.ص؛ الطباخ، 4/309). وأخطأ أفندي عندما أورد أنه توفي في «مشهد گنج افروز» من قری بار فروش (بابُل) وأن قبته معروفة هناك والناس يزورونه (5/126).

تتلمذ علی كثیر من الشیوخ كأحمد الغزالي وجار الله الزمخشري وأبي علي الطبرسي وأبي الحسن البیهقي فرید خراسان والخطیب الخوارزمي وقطب ‌الدين الراوندي (ابن شهرآشوب، مناقب، 1/9-12، معالم العلماء، 55، 135). وخلافاً لما یستشف من ظاهر عبارة المناقب (1/11)، یبدو أن استماعه لأبي حامد الغزالي بعید الاحتمال، لأن الغزالي ترك مسند التدریس منذ عام 500هـ، وكان ابن شهرآشوب آنذاك لایتجاوز الحادیة عشرة من عمره، ولیس بإمكانه أن یشد رحال السفر.

ومن تلامذته ورواته ابن ادریس الحلي وابن البطریق الحلي وابن أبي طي الحلبي (تـ ح 630هـ/1233م) وابن زهرة الحلبي (تـ 639هـ/1241م) (آقابزرگ، ابن البطریق، ن.ص؛ ابن شاكر، 4/269؛ ابن زهرة، 60، 77). وتصور بهبهاني (ص 37) خطأً أنّ العلامة الحلي كان أحد تلامذة ابن شهرآشوب اعتماداً علی عبارة العلامة التي عبر فیها عن ابن شهرآشوب بـ «شیخنا» (ص 205)، وهذا أمر غیر ممكن لأن العلامة الحلي ولد في 648هـ.

ویكشف ما وصلنا من مصنفاته عن تضلعه من علوم القرآن والحدیث والرجال. ورغم أنه لم یكن له كتاب معروف في الفقه والأصول، إلا أنه ذو اطلاع واسع في هذین الحقلین، حتی إن تلامذته غالباً مایعبرون عنه بـ «الفقیه» (ابن حجر، 5/310؛ ابن البطریق، ابن زهرة، ن.ص).

وكان له باع في الشعر أیضاً، ویُعرف ذلك من خلال المختارات الشعریة التي جاءت في كتاب المناقب، وكذلك من خاتمة معالم العلماء في ذكر شعراء أهل البیت‌(ع). كما كان یقرض الشعر أیضاً وله مقطوعات شعریة في فضائل الأئمة مبعثرة في كتاب المناقب. ومن ناحیة التوثیق الرجالي فقد كان هناك صمت حوله حتى القرن 11هـ، حیث وثقه محقق داماد اجتهاداً، وتعاقبت بعد ذلك كتب الرجال علی توثیقه (المامقاني، 3/157).

 

آثاره

 

ألف- المطبوعة

1. مناقب آل أبي طالب، طبع لأول مرة في بومباي عام 1313هـ، ثم تكررت طباعته في إیران والعراق. صُنّف هذا الكتاب في بغداد بُعید عام 553هـ، وذلك لروایة ابن شهرآشوب عن أبي الوقت السجزي (ظ: الأسطر السابقة). وأشار المؤلف بإسهاب في مقدمته إلی الهدف من تألیفه، وطبقاً لما جاء في مقدمة المناقب فإنه یبدأ بذكر مناقب الرسول‌(ص) ثم یتطرق إلی ذكر الأئمة‌(ع) وینتهي بذكر الصحابة والتابعین. غیر أن النسخ الموجودة تنتهي بذكر الإمام الحسن العسكري‌(ع). ولاصحة للاحتمال القائل بأن ابن شهرآشوب لم یتم الجزء الأخیر من الكتاب، لأنه أرجع في المعالم (ص 113) إلی الجزء الخاص بالإمام المهدي‌(ع) في المناقب. كما نقل ابن طاووس في الملاحم (ص 198، 200) مقاطع من ذلك الجزء من الكتاب. لخّص الحسین بن جبر كتاب المناقب وأسماه نخب المناقب (آقابزرگ، 24/88). والأوصاف التي وصف بها ابن جبر كتاب المناقب، دعت إلی الظن بأن النسخة التي اعتمد علیها كانت أكمل من النسخة الحالیة، من حیث ذكر الأسانید وتیویب الأحادیث، وأكبر حجماً منها (ظ: بیاضي، 1/11). وعلی هذا الأساس فقد استنتج النوري أن النسخة الحالیة ما هي إلا نخب المناقب لابن جبر، أو تلخیص آخر للمناقب (3/484). وعلی أي حال، نظراً لافتقاد الجزء الأخیر من كتاب المناقب، وعدم احتواء النسخة الحالیة منه علی بعض ما ورد في النخب (كحدیث الجویني حول سند حدیث الغدیر) (ظ: بیاضي، 1/12)، وبعض الشواهد الأخری، یمكننا القول إن المناقب الحالي هو أقل مادة من المناقب الأصلي، غیر أن مقارنته بمخطوطات نخب المناقب لابن جبر تبین أنه یختلف عن نخب المناقب؛ 2. معالم العلماء، طبع لأول مرة بطهران في 1353هـ بتحقیق عباس إقبال، ثم أعید طبعه بالنجف في 1380هـ. ونستنتج أن معالم العلماء صُنّف قبل متشابه القرآن، نظراً لأن بعض نسخ المعالم (ظ: الحر العاملي، 2/285) وخلافاً للنسخة المطبوعة بالنجف (ص 119)، لم تشر إلی كتاب متشابه القرآن. ولهذا فإن تألیف المعالم لابد أن یكون قبیل عام 570هـ (تاریخ الانتهاء من تألیف متشابه القرآن)، ومن المحتمل أن ذلك كان بالحلة. والواقع فإن كتاب المعالم هو تلخیص الفهرست للطوسي، وقد أضیفت إلیه بعض الزیادات. ویعتبر هذا الأثر أحد كتب الفهارس ورجال الشیعة المهمة منذ القرن 5 وحتی القرن 8 الهجري؛ 3. متشابه القرآن ومختلفة، فرع منه في 570هـ (متشابه، 2/285). وقد تناول فیه الآیات المتشابهات حسب الترتیب الموضوعي، وكذلك أصول العقائد والفقه وأصول الفقه وعلوم القرآن والأدب وغیرها. طبع بطهران في مجلدین في 1369هـ/1950م.

 

ب- المخطوطة

مثالب النواصب. أورد المؤلف هذا الكتاب في معالم العلماء (ص 119)، وفي إجازته لتلمیذه علي بن جعفر الجامعاني (أفندي، 3/383). توجد مخطوطة منه في مكتبة سپهسالار (دانش پژوه، 5/498؛ حول مخطوطاته الأخری، ظ: آقابزرگ، 19/76).

 

ج- المفقودة والمنسوبة إلیه

أشار المؤلف في كتاب معالم العلماء(ن.ص)، وفي إجازته للجامعاني (أفندي، ن.ص)، إلی الكتب التالیة: المخزون والمكنون في عیون الفنون؛ [إعلام] الطرائق في الحدود والحقائق؛ مائدة الفائدة؛ المثال في الأمثال؛ الحاوي؛ الأوصاف؛ المنهاج. وأشار المؤف في المناقب أنه أورد خطبتي أمیر المؤمنین علي‌(ع) الخالیتین من الألف والنقطة في المخزون (2/48). كما أن الصفدي قال عن مائدة الفائدة إنه جمع فیه أشیاء من النوادر والفرائد (4/164). وتحدث ابن شهرآشوب في المعالم عن كتاب آخر یدعی الأسباب والنزول علی مذهب آل الرسول (ن.ص) ولعله هو نفس كتاب بیان التنزیل الذي كان عند العلامة المجلسي ونقل عنه في البحار ووصفه بأنه كتاب صغیر الحجم كثیر الفوائد (1/29).

وعدا هذه الكتب فقد نسب إلیه الصفدي كتاباً في النحو یدعی الفصول (ن.ص)، وتفرشي كتاب أنساب آل أبي طالب (ص 323)، والواعظ الكجوري كتاب الأربعون حدیثاً في مناقب فاطمة الزهراء(ع) (آقابزرگ، 1/426). ونسب إلیه آقابزرگ نقلاً عن البلغة للفیروزآبادي كتاباً یدعی الجدیدة (5/91)، لكن یبدو أن الجدیدة أو الدیدة الذي جاء في البلغة للفیروزآبادي (ص 241)، هو نفس مائدة الفائدة. ونسب إلیه آقابزرگ (23/233) نقلاً عن كتاب الإقبال مصنّفاً عنوانه الموالید، إلا أن مقارنة كلام ابن طاووس (إقبال، 598)، بما جاء في المناقب (4/422)، یُظهر أن ما نقله ابن طاووس هو من المناقب.

ویبدو أن آثار ابن شهرآشوب أكثر مما ذُكر، لأن تلمیذه ابن أبي طي قال فیه: «وصنّف في المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف والفصل والوصل» (ابن حجر، 5/310). وعرف عنه علي بن هلال الجزائري في القرن التاسع آثاراً في المعقول والمنقول والفروع والأصول (المجلسي، 105/29-34).

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن البطریق، یحیی، خصائص الوحي المبین، تقـ: محمد باقر محمودي، طهران، 1406هـ/1985م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1329-1331هـ؛ ابن زهرة الحلبي، محمد، الأربعون حدیثاً، تقـ: نبیل رضا علوان، قم، 1405هـ/1985م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن شهرآشوب، محمد، متشابه القرآن ومختلفه، طهران، 1369هـ/1950م؛ م.ن، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1961م؛ م.ن، مناقب آل أبي طالب، قم، انتشارات علامة؛ ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، طهران، 1390هـ؛ م.ن، الملاحم والفتن، قم، 1398هـ/1978م؛ أفندي الأصفهاني، عبد الله، ریاض العلماء، قم، 1401هـ؛ بهبهاني، محمد باقر، تعلیقات منهج المقال، طهران، 1306هـ؛ بیاضي، علي، الصراط المستقیم، طهران، 1348هـ؛ تفرشي، مصطفی، نقد الرجال، طهران، 1318هـ؛ دانش پژوه، محمدتقي وعلي نقي منزوي، فهرست كتابخانۀ سپهسالار، طهران، 1977م؛ الصریفیني، إبراهیم، تاریخ نیسابور (المنتخب من السیاق لعبد الغافر الفارسي)، تقـ: محمدكاظم محمودي، قم، 1403هـ؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1394هـ/1974م؛ الطباخ، محمد راغب، أعلام النبلاء، حلب، 1343 هـ؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1381هـ/ 1961م؛ الفیروزآبادي، محمد، البلغة، تقـ: محمد المصري، دمشق، 1392هـ/1972م؛ كتاب سلیم بن قیس الكوفي، بیروت، مؤسسة الأعلمي؛ المامقاني، عبد الله، تنقیح المقال، النجف، 1352هـ؛ المجلسي، محمدباقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ النوري، حسین، مستدرك الوسائل، طهران، 1382هـ.

أحمد پاكتچي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: