اِبْنُ صالِح، إبراهیم بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي (تـ 176هـ/792م)، أمیر عباسي. وهو ابن عم المهدي الخلیفة العباسي (ابن تغري بردي، 2/49). تزوج من العباسة ابنة المهدي وأخت هارون الرشید (ابن قتیبة، 380؛ البلاذري، 3/280). وهناك معلومات أوفی عن أحداث العقد الأخیر من عمره، ولابد أن یكون قد تولی مناصب حكومیة قبل هذه الفترة. كان في عهد المهدي أمیر دمشق وفلسطین (ابن عساكر 2/219؛ الطبري، 8/148)، ثم ولّاه مصر أیضاً في محرم 165/ أیلول 781 (الكندي، 123؛ قا: ابن عساكر. ن. ص، الذي ذكر أن المهدي ولّاه مصر مرتین). وفي زمانه خرج دحیة بن مصعب – من أحفاد مروان – بصعید مصر ونابذ ومنع الأموال ودعا إلی نفسه بالخلافة، فتراخی عنه ابن صالح ولم یحفل بأمره حتی ملك عامة الصعید. فسخط المهدي علی ابن صالح (167هـ) وعزله عزلاً قبیحاً وولی مكانه موسی ابن مصعب الذي صادر أمواله (الكندي، 124؛ ابن تغري بردي، 2/49، 54)، لكن المهدي رضي عنه بعد ذلك وولّاه غیر مصر (م.ن، 2/49). وعندما توفي المهدي (169هـ/785م) كانت ولایة دمشق والأردن وقبرص بیده (ابن عساكر، ن.ص)، وأقرّه الهادي (خلافته: 169-170هـ) علی أعماله كما ولّاه الجزیرة.

وعندما جاء هارون الرشید عزله ثم ولّاه دمشق في 172هـ، فظل في هذا المنصب حتی 175هـ (نص). وفي فترة غیابه عن دمشق وإمارة عبد الصمد بن علي هاجت الفتنة فیها بین القیسیة (المُضَریّة) والیمانیة (ن.ص؛ ابن الأثیر، 6/128؛ ابن خلدون، 3(2)/464)، وأدی ذلك إلی عزل عبد الصمد وعودة ابن صالح (ابن عساكر، ن.ص) الذي تمكن بعد سنتین من إعادة الهدوء إلی دمشق (ن.ص). واستخلف من بعده ابنه إسحاق علی دمشق، فواصل نهج أبیه (ابن خلدون، ن.ص). وقبل أن یحكم ابن صالح مصر للمرة الثانیة قدم إلیه في 174هـ علی الخراج مع داود بن یزید بن علي أمیر مصر (ابن تغري بردي، 2/75-76).

ویبدو أن الرشید كان یكنّ له حباً خاصاً فعندما سمع بخبر احتضاره، جزع وأقبل علی البكاء وأمر برفع الموائد (ابن أبي أصیبعة، 2/34)، وجلس في مصیبته علی البساط دون أنماط تحته، وهو أول خلیفة یفعل ذلك، فاستن بنو العباس ذلك في المصائب (القلقشندي، 3/347-348). وأورد ابن أبي أصیبعة بإسهاب قصة إشرافه علی الموت ونجاته علی ید ابن بهلة الطبیب الهندي (2/34-35). وبعد هذه الحادثة تزوج ابن صالح العباسة وولّاه الرشید مصر وفلسطین (م.ن، 2/35). وبدأت فترة ولایته الثانیة لمصر في الیوم الأول من صفر 176 (زامباور، 40)، وانتهت بوفاته في شعبان من نفس العام. وكان قبره أول قبر بُیّض في مقبرة مصر (الكندي، 135). وكان ثقة في نقل التاریخ، نقل عنه البسوي بعض الروایات (1/682، 2/442).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/ 1882م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلدون، العبر؛ ابن عساكر، علي، التاریخ الكبیر، تقـ: عبد القادر أفندي بدران دمشق، 1330هـ؛ ابن قتیبة، عبد الله، المعارف، تقـ: ثروت عكاشة، القاهرة، 1388هـ/1969م؛ البسوي یعقوب، المعرفة والتاریخ، تقـ: أكرم ضیاء العمري، بغداد، 1394هـ/1974م؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: عبد العزیز الدوري، بیروت، 1398هـ/1978م؛ زامباور، إدوارد ریتر، معجم الأنساب، تقـ: زكي محمد حسن بك وآخرون، بیروت، 1400هـ/1980م؛ الطبري، تاریخ؛ القلقشندي، أحمد، مآثر الإنافة، تقـ: عبد الستار أحمد فراج، الكویت، 1964م؛ الكندي، محمد، الولاة والقضاة، تقـ: رفن كست، بیروت، 1908م.

یوسف نقدي ثقفي – محمد مهدي مؤذن جامي/ ت.