الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن شریة /

فهرس الموضوعات

ابن شریة

ابن شریة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/18 ۲۰:۲۲:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ شَریَة، عُبید الجُرهمي، من الأخباریین وعلماء النسب في العصر الجاهلي، وأدرك العصر الإسلامي وتوفي في عهد عبد الملك بن مروان (65-86هـ/685-705م) (ابن الندیم، 2/89). اختلف في اسمه فأورده یاقوت بشكل: ابن سَریَّة وابن ساریَة وابن شَریَة (11/72)، وعرف أیضاً بابن شریَّة بدلاً من ابن سریَّة (ابن حجر، 3/101). والاختلاف في هذین الشكلین یعود كما یبدو إلی طریقة الكتابة القدیمة في عدم تنقیط الشین (شاكر، 123، الهامش). ویورد ابن الأثیر هذا الاسم تحت عنوان عبید بن شربة بشكل عُمیر بن شبرمة (3/351)، ویری ابن حجر (ن.ص) أن عمیر تصحیف سمعي لعُبید. وضبطه آخرون أیضاً بشكل عَبید (GAL, I/63; GAL, S, I/100).

لیس لدینا اطلاع علی تاریخ ولادته ورغم شهرته في العصر الإسلامي فلاتتوفر معلومات عن تاریخ وفاته أیضاً. واشتهر بطول العمر وكان من المعمرین في تاریخ العرب وعاش بين 220 و240 إلی 300 سنة (أبو حاتم، 50؛ ابن الأثیر، ابن حجر، ن.ص). والمعلومات الیسیرة التي لدینا هي ما ذكره أبو حاتم (ن.ص)؛ فقد عاش في الجاهلیة وأدرك الإسلام، فأسلم. أدرك النبي الأكرم‌(ص) ولم یسمع منه شیئاً (ابن الندیم، ن.ص). وقد أورد ابن حجر اسمه في الجزء الخاص من الإصابة مع أمثاله من معاصري الرسول‌(ص). وفد علی معاویة بن أبي سفیان (ابن الندیم، ن.ص).

وكان أحد أسباب شهرته ما لدیه من معلومات عن تاریخ العرب القدیم والعصر الجاهلي. ولذلك أورد ابن الندیم اسمه في المقالة الثالثة من الفهرست بین علماء الأخبار والأنساب، وكان یعیش في الیمن ووصلت شهرته إلی أقاصي شمال الجزیرة العربیة. وكان معاویة أول خلیفة أموي مغرماً بالاخبار والسیر (المسعودي، مروج، 3/31)، فاستحضره إلیه في دمشق، فأجابه (ابن الندیم، ن.ص). وفي روایة أخری أن معاویة لقیه بالحیرة لما توجه إلی العراق فرحب به وجعله سمیره (یاقوت، 11/73)، وكان رغم شیخوخته صحیح البدن والروح ذرب اللسان («أخبار عبید»، 312-313). ومن أهم العامل لشهرة ابن شریة في العصر الإسلامي ملازمته معاویة، كما أن سَمَره مع معاویة وروایاته عن جنوب الجزیرة العربیة قبل الإسلام أدت إلی شهرته باعتباره رائداً في تدوین تاریخ العرب (الأكوع، 21، الهامش؛ سالم، 44-45). وقد أضفت التجارب علیه وما نال من علم في عمره الطویل مظهر الرجل الحكیم، وكانت حِكمه سبباً آخر لشهرته في الأدب العربي (أبو حاتم، 51-52؛ ابن منقذ، 123-124؛ یاقوت، 11/73-75)، كما عرف بعلمه بأمثال العرب وأیامها (ظ: أبوعبید، 64، 75، 93، مخـ).

لم یترك ابن شریة مصنفاً ولكن ألّف الآخرون كتابین مما رواه وباسمه، هما: كتاب الملوك وأخبار الماضین وكتاب الأمثال (ابن الندیم، ن.ص؛ البغدادي، 1/645)، ویضم الأول ما أجاب به ابن شریة معاویة عن أسئلته التاریخیة («أخبار عبید»، 313). وكان أثناء الحدیث یخرج عن موضوع السؤال فیطلب منه معاویة أن یأخذ في حدیثه الأول (ن.م، 420، 451، 479). وقد أمر معاویة كتّاب بلاطه أن یدونوا ما یتحدث به في كتاب (ن.م، 314). وتبدو أخبار ابن شریة الغریبة مثیرة للعجب أحیاناً (ن.م، 366) وأحیاناً ممتعة جذابة (ن.م، 323). وكان الكتّاب یضیفون إلیها أحیاناً بعض الروایات من مصادر أخری لصلتها بالموضوع، وحینما یعودون إلی حدیثه یشیرون إلی ذلك (ن.م، 350، 378). ویذكر حماس ابن شریة في حدیثه ومبالغته في بعض الأخبار عن ملوك حمیر بالقصص الإیرانیة عن كیكاووس، فهو یذكر شمر بن یرعش أحد ملوك حمیر ودخوله خراسان ووصوله إلی ماوراء النهر، واحتلاله مدینة السغد، ثم كیف سبی مع أصحابه الناس وهدموا المدینة واسمها یومئذ أعجمي، وسماها الأعاجم بالشمر فیقال لها «شمركند» وهي المدینة التي سمیت في زمن ابن شریة بسمرقند (ن.م، 429).

وفي حدیث ابن شریة معلومات عن وجود أرض الترك في منطقة الخزر والتي یبدو أنها من مشاهداته (ن.م، 438). كما یشیر أثناء أحادیثه عما سمعه عن ابن عباس في تفسیر ما یقول (ن.م، 336، 373، 419). والخبر المتعلق باجتماع أولاد بربر بن كنعان بن كوش بن حام وأنهم یزحفون لرجل من ولد فاطمة (ع)، حتی یردّوه إلی مكة وأن هذا الرجل هو صاحب العدل في آخر الزمان (ن.م، 323)، من الأخبار التي أضیفت إلی أحادیثه. وكان هذا الكتاب منتشراً في القرن 4هـ/10م، ونقل عنه المسعودي في أخبار الیمن والعرب العاربة (مروج، 2/60-62، 113، 114)، ویذكر أن رواته في ذلك هم ابن شریة ورواة أهل الحیرة وغیرهم (التنبیه، 72). وما قیل من أن المسعودي كان كما یبدو لایثق بروایات ابن شربة عن تاریخ جنوب الجزیرة العربیة (EI2)، لایمكن أن یستخلص من كلامه في مروج الذهب، فالمسعودي یروي أخبار ابن شریة عن تاریخ الیمن كروایة أخری عن خبر ینقله، ولایبدي رأیاً في قبوله أو رده، ولم یكن مضطراً لنقله لو علم أنه مردود، أو لصرح برده. ویشیر ابن حجر إلی أن نسخ كتاب أخبار عبید كانت في القرن 4 هـ/10م مختلفة جداً «فلایؤخذ منه نسختان مستویتان» (3/101). ورغم وجود اختلاف في تتابع أسماء ملوك الیمن وسنوات حكمهم بین ما نقله المسعودي عن ابن شریة وبین النسخ المطبوعة من «أخبار عبید» (مروج، 2/60-62؛ «أخبار عبید»، 299 وما بعدها)، غیر أن التقارب بینهما یبلغ حداً یمكن القول معه بصحة المتن المطبوع (EI2). ویری شاكر أن ما ینسب إلی عبید من الأخبار، إنما هو محض قصص مختلفة وأنها من أفاعیل هشام بن محمد الكلبي (ص 123، 124،الهامش). ومن هذا الكتاب مخطوطات في مكتبة آصفیة والمتحف البریطاني (GAL, S, I/100). طبع كتاب الملوك في حیدرآباد الدكن عن نسخة آصفیة مع كتاب التیجان المنسوب لوهب بن منبه باسم «أخبار عبید بن شریة الجرهمي في أخبار الیمن وأشعارها وأنسابها».

ولابن شریة كتاب آخر هو كتاب الأمثال، وهو أول ما جمع من أمثال العرب (بلاشیر، I/55؛ زلهایم، 71، 212)، وكان معروفاً في القرن 4م، فقد قال ابن الندیم إنه رآه وهو في نحو 50 ورقة (ن.ص)، ومنه أخذ مؤلفو كتب الأمثال بعده كالمیداني (زلهایم، 216) وهو الیوم مفقود.

ویعتقد الجاحظ أن «ابن شریة لایعرف إلا ظاهر الخبر» (ص 47). ولایری النقاد المعاصرون أن أخبار عبید بن شریة منحولة فحسب، بل یذهب بعضهم إلی أنه «شخص خیالي لم یوجد قط» (شاكر، ن.ص) ویبدو أن صاحب هذا الرأي هو المستشرق الألماني كرنكو الذي كتب إلی صاحب الأعلام یطلعه علی رأیه هذا (الزركلي، 4/189، الهامش). وقد بادر آخرون إلی نقد هذا الرأي وهم یرون أن عبیداً الذي یتحدث عنه كرنكو غیر الراویة ابن شریة (سزكین، 1(2)/32-33). ومهما یكن من أمر، فقد تعرضت شخصیة ابن شریة هذا لكثیر من مهارة أخیلة الرواة (الحجري، 312).

 

المصادر

ابن الأثیر، علي، أسد الغایة، بیروت، 1377هـ/1957م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الإصابة في تمییز الصحابة، القاهرة، 1328هـ/ 1910م؛ ابن منقذ، أسامة، لباب الآداب، تقـ: أحمد محمد شاكر، القاهرة، 1354هـ/ 1935م؛ ابن الندیم، الفهرست، تقـ: غوستاف فلوغل، لایبزك، 1872م؛ أبو حاتم السجستاني، سهل، المعمرون والوصایا، تقـ: عبد المنعم عامر، القاهرة، 1961م؛ أبو عبید البكري، عبد الله، فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، تقـ: عبد المجید عابدین وإحسان عباس، الخرطوم، 1958م؛ «أخبار بعید بن شریة»، مع كتاب التیجان في ملوك حمیر لوهب بن منبه، حیدرآباد الدكن، 1347هـ؛ الأكوع الحوالي، محمد بن علي، حواش علی الإكلیل للحسن بن أحمد الهمداني، القاهرة، 1383هـ/ 1963م؛ البغدادي، هدیة؛ الجاحظ، عمرو، البخلاء، تقـ: طه الحاجري، القاهرة، دایرة ‌المعارف؛ الحاجري، طه، تعلیقات علی البخلاء (ظ: همـ، الجاحظ)؛ الزركلي، الأعلام؛ زلهایم، رودلف، الأمثال العربیة القدیمة، تجـ رمضان عبد النواب، بیروت، 1404هـ/1984م؛ سالم، عبدالعزیز، التاریخ والمؤرخون العرب، الإسكندریة، 1967م؛ سزكین، فؤاد، تاریخ التراث العربي، تجـ محمود فهمي حجازي، الریاض، 1403هـ/1983م؛ شاكر، أحمد محمد، حواش علی لباب الآداب (ظ: همـ، ابن منقذ)؛ المسعودي، علي، التنبیه والإشراف، بیروت، دار صعب؛ م.ن، مروج الذهب، بیروت، 1385هـ/1965م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

Blachère, R., «Contribution à l’étude de la littérature proverbiale des Arabes à l’époque archaïque», Arabica, Leiden, 1954; EI2; GAL; GAL, S.

یوسف رحیم‌لو/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: