الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / ابن شاذان، أبومحمد /

فهرس الموضوعات

ابن شاذان، أبومحمد

ابن شاذان، أبومحمد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/17 ۱۹:۰۹:۴۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ شاذان، أبو محمد الفضل بن شاذان بن خلیل الأزدي النیسابوري (تـ 260هـ/874م)، متكلم وفقیه إمامي. لاتتوفر معلومات دقیقة عن حیاته، ومن الصعب التوفیق بین المتناقضات التي وردت عنه، ویبدو أن أصله من نیسابور وهو من قبیلة الأزد العربیة، كان أبوه شاذان بن خلیل من محدثي الإمیة (ظ: النجاشي، 306؛ الكشي، مخـ). ویظهر من روایة الكشي أنه دخل بغداد مع أبیه بعد فترة من وفاة الخلیفة هارون العباسي (193هـ). فبدأ بتعلم القرآن علی المقرئ إسماعیل بن عباد في قطیعة الربیع ببغداد ولما یبلغ سن الرشد (ظ: النجاشي، 34؛ الكشي، 515، 591-5992). ودرس في بغداد علی عدد من المشایخ مثل محمد ابن أبي عمیر (تـ 217هـ). وتعرف إلی الحسن بن علي بن فضال (نص). وبالنظر إلی ما ذكر وما سیأتي، لایمكن أن یكون وجوده في بغداد قد تجاوز الفترة مابین 193-203هـ/809-818م. ثم توجّه إلی الكوفة، وقرأ فیها علی عدد من المشایخ مثل الحسن بن علي بن فضال والحسن بن محبوب وأحمد بن أبي نصر وصفوان بن یحیی ونصر بن مزاحم المنقري (ن.ص؛ ابن شاذان، مختصر، 20208، 209، 213؛ الطوسي، الغیبة، 271).

ویمكن تقدیر إقامة ابن شاذان في الكوفة بین 203-207هـ، ذلك أنه روی عن داود بن كثیر الكوفي (ظ: الأسترابادي، 1/19ف نقلاً عن الطوسي) وقد توفي في حدود 203هـ، كما أن ظاهر حكایة الكشي ینمّ عن وجوده بالكوفة في حیاة طاهر ذي الیمینین (تـ 207هـ) (الكشي، 516). وذهب ابن شاذان إلی واسط (الكشي، 255). ویشاهد بین مشایخه بعض المحدثین البصریین مثل حماد بن عیسی ومحمد بن جمهور العمّي وأبي جعفر البصري، ولكن لیس لدینا ما یدل علی وجوده فیها (ظ: الكلیني، 1/413؛ الكشي، 411 و488؛ للاطلاع علی مشایخه الأخرین، ظ: م.ن، مخـ؛ الطوسي، الغیبة، مخـ؛ ابن شاذان، مختصر، مخـ).

وورد في عبارة غامضة عن النجاشي أن ابن شاذان أدرك صحبة الإمام الجواد‌(ع) (إمامته: 203-220هـ) وروی عنه (ص 307). ولكن من المحتمل أن هذا الخبر یتعلق بوالد الفضل (قا: ابن شهرآشوب، 4/380، فقد عدّ والد الفضل من أصحاب ذلك الإمام). ثم إن الطوسي عد ابن شاذان في رجاله (ص 420)، من أصحاب الإمام الهادي‌(ع) (إمامته: 220-254هـ). ومن المحتمل أنه روی عن هذین الإمامین وذلك لوجوده بالعراق في الربع الأول من القرن 3هـ، ولكن الغریب ما نجده في أحادیث ابن بابویه ما یحكي عن استماعه المباشر من الإمام الرضا‌(ع) وتصریح بعضها بأن هذا الاستماع استمر مدة طویلة نسبیاً (ظ: ابن بابویه، التوحید، 137، 270، الخصال، 1/58، عیون، 2/119، مخـ). غیر أن البرقي (ص 53-55) والطوسي (رجال، 385) والنجاشي (ص 37) لم یؤیدوا حدیثه مع هذا الإمام. وقد أورد الكشي روایات له بالواسطة عن الإمام الرضا‌(ع) (ظ: ص 203، 485، 488)، ومع ذلك من المستبعد أن یكون ابن شاذان قد استمع لمدة طویلة نسبیاً منه، ذلك أن الإمام الرضا‌(ع) كان في المدینة حتی 201هـ ومنذ ذلك التاریخ وحتی 203 هـ توجه منها إلی خراسان باعتباره ولي عهد المأمون وسكن فیها.

عاد ابن شاذان بعد فترة من العراق إلی نیسابور، وأقام فیها وفي عهد عبد الله بن طاهر بخراسان (214-230هـ)، أجری معه تحقیق بسبب تشیعه ونفي عن نیسابور (الكشي، 539-540). وكان یعتب رفي زمن الإمام الحسن العسكري (ع) (254-260هـ) أحد كبار علماء الإمامیة في خراسان، ویتحدث الكشي عن علاقته به من بعید (ص 542-543؛ قا: الطوسي، رجال، 34، الذي ذكر ابن شاذان بین أصحاب هذا الإمام). وهناك روایة تنمّ عن وجوده في بیهق في أواخر حیاته (الكشي، 543)، فقد وقع في نهایة 259هـ علی فراش المرض، وتوفي في مطلع 260هـ (ظ: م.ن، 538، 543)، وقبره الیوم في نیسابور.

أهم جوانب شخصیة ابن شاذان العلمیة آراؤه الكلامیة، فقد ذكر الطوسي (الفهرست، 124) أنه متكلم جلیل القدر، وأساس آرائه الكلامیة بناء علی ما لدینا من معلومات یسیرة یقوم علی الإقرار بعد الشهادتین بحجة الله وبما جاء من عند الله (ابن شاذان، العلل، 1؛ قا: الكشي، 539، 540 وما بعده)، وتتفق عقائده في الإمامة اتفاقاً تاماً مع عقائد الإمامیّة، فهو یری استحقاق الإمامة بالنص ووجوب طاعة الإمام (ابن شاذان، ن.م، 3)،وعدم إمكانیة وجود أكثر من إمام علی الأرض في زمن واحد (ن.م، 4). وقد بین في كتاب العلل (ص 1-4)، وفي المناظرات التي رویت عنه (الشریف المرتضی، الفصول، 1/83-85، مخـ؛ الكشي، 539)، أدلته علی إثبات الإمامة للإمام علي‌(ع)، ونفیها عن الشیخین، وبعض مسائل الإمامة الأخری. ویقول بالرجعة (ظ: ابن شاذان، مختصر، مخـ). وله رأي خاص في مسألة زواج عمر من أم كلثوم ابنة الإمام علي‌(ع)، فیعتقد أنها أم كلثوم أخری (ظ: القمي، 193). ومع ذلك قیل إن له آراء خاصة في بعض مسائل الإمامة، فهو لایعتقد بأن الأئمة یعلمون بواطن الأمور وأن العلم الإلهي یصل إلیهم بلا انقطاع. ویعتقد بأن النبي‌(ص) أتی بالدین كاملاً، والأئمة ینهلون علمهم منه بعده (الكشي، 540-541). وقیل إنه یری أن وصي إبراهیم‌(ع) خیر من وصی محمد‌(ص)، وهذا یعني تفضیل الأنبیاء علی الأئمة (م.ن، 538). ولكن أحد الموالین له یری أنه كذب علیه (ن.ص). ویبدو من المقارنة بین روایات الكشي وبین نص العلل، أن الإقرار بما جاء من عند الله في كلام ابن شاذان له معنی خاص، ففي روایة الكشي مثلاً یأخذ الآیات المتعلقة باستواء الله علی العرش بمعناها الظاهر، ویقول بنوع من التجسیم، ولكنه یؤكد في نفس الوقت علی أن صفات الله بخلاف المخلوفین في جمیع المعاني وأنه لیس كمثله شيء (ص 540، 542؛ ابن أبي الحدید، 3/228). ویمكن الشك في أن الرواة أدركوا كلام ابن شاذان بدقة، ومع ذلك ینبغي عدم نفي نسبة مثل هذه الآراء إلیه كلیاً، لاسیما وأنه كان یعتبر نفسه خَلَفاً لهشام بن الحكم ویونس بن عبد الرحمن والسكاك (الكشي، 539). ولكن لابد من الدقة في إدراك معنی التجسیم في عقیدته وعقائد أسلافه (لمزید من الاطلاع علی ذلك، ظ: ابن أبي الحدید، ن.ص). وبصورة عامة فإن عقیدة ابن شاذان في الصفات الإلهیة كما روي عنه تشبه إلی حد بعید عقائد السلفیة من أهل السنة.

أما فیما یتعلق بصلة ابن شاذان بالمذاهب الإمامیة الأخری، فلا بد من القول إنه كان علی اتصال وثیق في العراق بمشایخ الفطحیة والواقفیة وكان یحضر مجالس مناظرة ابن فضال، كبیر الفطحیة ویكنّ له وداً وافراً (الكشي، 516)، ویشاهد بین مشایخه عدد من الفطحیة كعلي بن أسباط (الطوسي، الغیبة، 284). ومن مشایخه الواقفیة سیف بن عمیرة وعثمان ابن عیسی وعبد الله بن القاسم الحضرمي وعبد الله بن جبلة. وفیما یتعلق بصلته بالإمام الحسن العسكري‌(ع) فهناك مجموعتان من الروایات، الأولی تتحدث عن لوم الإمام له وعتابه (الكشي، 541-542) وفي الثانیة یترحم الإمام علیه ویمدحه (م.ن، 538، 542-543). والفهرست الذي یورده النجاشي (ص 307)، والطوسي (الفهرست، 124)، عن آثار ابن شاذان یكشف عن صراعه مع فئات فكریة مختلفة كالمعتزلة والمعطّلة والمرجئة والخوارج وغلاة الشیعة، وقد كتب ردوداً علیهم. ولكن رده علی الكرامیة التي توفي مؤسسها في 255هـ، ولاسیما رده علی القرامطة الذین برزوا قبیل 264هـ بحاجة إلی دراسة ونظر. وقد تعرض ابن شاذان أیضاً إلی نقض آراء المخالفین له (ظ: النجاشي، 388؛ الطوسي، ن.م، 161). وقد ألف المتكلم الإمامي في القرن 4هـ ابن جنید الإسكافي (ن.ع) الذي یشبه ابن شاذان في بعض النواحي كتاباً في الدفاع عنه (ظ: النجاشي، 307).

وكان ابن شاذان فقیهاً أیضاً (الطوسي، ن.م، 124)، واعتبره المحقق الحلي من فقهاء الإمامیة الأوائل (ص 7). ومع ذلك لم یبق من فقهه إلا الیسیر. ویمكن الاطلاع علیه في كتابه العلل فهو لایختلف كثیراً عن آراء الإمامیة الشهیرة، غیر أن هذا الكتاب یشتمل علی البحوث المتعلقة بالعبادات. ویبدو من تلمیح ابن بابویه (من لایحضره الفقیه، 4/197)، وتصریح الشریف المرتضی (بحر العلوم، 3/215)، أن ابن شاذان یقول بحجیة القیاس المُستنبط العلة (قا: العلامة الحلي، 5/179). ویؤید ذلك أیضاً تعامله مع الأحكام الشرعیة بالتعلیل في جمیع كتابه العلل. وعلی كل حال یندر عند فقهاء الإمامیة من یقول بحجیة القیاس، أمثال یونس ابن عبد الرحمن الذي یری ابن شاذان أنه خَلَف له (ظ بحر العلوم، ن.ص).

ورد اسم ابن شاذان بوصفه راویاً في أسانید كثیر من أحادیث الإمامیة وصرح النجاشی بأنه ثقة (ن.ص)، واستند الكشي في مواضع كثیرة إلی آرائه عن المحدثین وجرحه وتعدیله (ظ: ص 446، مخـ).

 

آثاره

ذكر بعضهم أنه صنف 180 كتاباً، بعضها في الكلام والفقه، أوردها النجاشي في الرجال (ن.ص)، والطوسي في الفهرست (ص 124-125)، منها: 1. إثبات الرجعة، ذكره النجاشي (ن.ص)، نَشَر باسِم الموسوي مختارات منه في مجلة تراثنا؛ 2. الطلاق، ذكره النجاشي والطوسي (ن.ص)، وأورد الكلیني مقاطع یبدو أنها من هذا الكتاب (6/93-96، مخـ)؛ 3. العلل، وهو في العلل المتعلقة بالعبادات ذكره النجاشي والطوسي (ن.ص9؛ 4 و5 و6. كتاب الفرائض الكبیر وكتاب الفرائض الأوسط وكتاب الفرائض الصغیر (ن.ص)؛ 7. مسائل البلدان، أشار إلیه النجاشي (ن.ص)، وأورد الطوسي أجزاء منه في بعض كتبه (ظ: الأسترابادي، 1/236، مخـ)؛ 8. یوم ولیلة، یقال إن الإمام الحسن العسكري‌(ع) اطلع علیه وقرره (ظ: الكشي، 538، 542).

وقد أفاد الكشي من بعض كتب ابن شاذان الرجالیة (ظ: ص 113، 520، مخـ).

ومما یجدر ذكره أن جلال‌ الدین المحدث حقق كتاباً باسم الإیضاح ونشره باسم الفضل بن شاذان بوصفه مؤلفاً له، في طهران سنة 1351ش، ثم أعید طبعه ببیروت في 1402هـ/1982م. ولم یذكر أي من القدماء هذا الكتاب له. ویبدو أن الفیض الكاشاني (تـ 1091هـ/1680م) كان أول من نسبه إلیه في كتبه (مثلاً ظ: ص 5). وقد بادر المؤلف في الإیضاح إلی نقض مخالفي الإمامیة بصورة عامة، والمعتزلة والجهمیة والمرجئة وأصحاب الحدیث بصورة خاصة، والسند الوحید الذي یفید في معرفة طبقة المؤلف في هذا الكتاب هو عبارة «وحدثنا ابن أبي شریح» (ص 366)، وحتی لو اعتبرنا هذا الاسم تصحیفاً «لابن أبي سریج» (تـ بعد 240هـ)، فلن یساعد علی إثبات أن المؤلف هو ابن شاذان، وعلی كل حال لابد من النظر إلی هذه العبارة بتأمل. والشاهد الآخر وفي الكتاب (ص 341) أنه یری أن وضع اسم الفرائض علی بحث المواریث من صنع أهل السنة. بینما ألف ابن شاذان كما مر 3 كتب باسم الفرائض. والشاهد الثالث أن الشریف المرتضی أورد في الشافي (ص 242، مخـ)، موضوعات یُحتمل أنها من كتاب الإیضاح، لم یذكر أنها لابن شاذان (قا: الإیضاح، 135-139، مخـ؛ لمزید من الإیضاح، ظ: ن.د، ابن رستم الطبري). وقد سعی جلال ‌الدین المحدث في مقدمة الإیضاح الی إیراد شواهد تثبت كون الكتاب لابن شاذان.

 

المصادر

ابن أبي الحدید، شرح نهج البلاغة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ ابن بابویه، محمد، التوحید، تقـ: هاشم الحسیني، طهران، 1387هـ؛ م.ن، الخصال، تقـ: علي أكبر الغفاري، طهران، 1389هـ؛ م.ن، عیون أخبار الرضا، النجف، 1390هـ؛ م.ن، من لایحضره الفقیه، بیروت، 1401هـ/1981م؛ ابن شاذان، الفضل، «مختصر إثبات الرجعة»، تقـ: باسم الموسوي، تراثنا، قم، 1409هـ، عد 15؛ م.ن، العلل، تقـ: أحمد پاكتچي، لم یطبع؛ ابن شهرآشوب، محمد، المناقب، قم، المطبعة العلمیة؛ الأسترابادي، شرف‌ الدین، تأویل الآيات، قم، 1408هـ؛ الإیضاح، ینسب إلی ابن شاذان، تقـ: جلال ‌الدین المحدث، طهران، 1351ش؛ بحر العلوم، محمد مهدي، الرجال، طهران، 1363هـ؛ البرقي، أحمد، رجال، طهران، 1342ش؛ الشریف المرتضی، علي، الشافي، إیران، 1301هـ؛ م.ن، الفصول المختارة، النجف، المكتبة الحیدریة؛ الطوسي، محمد، الرجال، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1380هـ/1960م؛ م.ن، الغیبة، طهران، 1398هـ؛ م، ن، الفهرست، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، المكتبة المرتضویة؛ العلامة الحلي، الحسن، مختلف الشیعة، إیران، 1324هـ؛ القبض الكاشاني، محمد محسن، الأصول الأصلیة، تقـ: جلا‌ل ‌الدین المحدث، طهران، 1349ش؛ القمي، الحسن بن محمد، تاریخ قم، تجـ: الحسن بن علي القمي، تقـ: جلال‌ الدین طهراني، طهران، 1361ش؛ الكشي، محمد، معرفة الرجال، اختیار الطوسي، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الكلیني، محمد، الكافي، طهران، 1377هـ؛ المحقق الحلي، جعفر، المعتبر، إیران، 1318هـ؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی زنجاني، قم، 1407هـ.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: