الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن سودون /

فهرس الموضوعات

ابن سودون

ابن سودون

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۲۲:۳۸:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سودون، علي بن سودون البَشبَغاوي (ح 810-868هـ/ 1407-1464م)، شاعر الهزل والزجل في عصر الممالیك البُرجیة. ولد في القاهرة ونشأ بها (السخاوي، 5/229). كان والده قاضیاً ویسعده أن یمارس ابنه عمله غیر أنه تعاطی الشعر مع أهل المجون (ابن العماد، 7/307-308). بادر إلی دراسة العلوم الدینیة فیقول السخاوي (ن.ص) إنه حفظ كتاب الكنز لابن الوجیه في القراءات العشر، وسمع الحدیث من عدد من المحدثين والفقهاء وشرح عقائد النسفي وصحیح مسلم. ولكن یبدو أن الثروة والرفاهیة اللتین كان یتمتع بهما بسبب شغل والده، دفعاه إلی أن یتجه في شبابه إلی التمتع بلذائذ الحياة (البقلي، 7)، ولذلك يصفه ابن العماد بالإسراف (7/307). غیر أن زمن سعادته لم یطل، فقد تركه والده بعد أن یئس منه وهو الذي كان یغدق علیه في سني حیاته الأولی المال ویقلق علیه، فاضطر للتوجه إلی الشام، وربما ذاق فیها طعم الفقر والحرمان المر. وقد كان هذا الفشل قاسیاً، بحیث ترك أثره فیه حتی آخر حیاته وفي جمیع آثاره تقریباً (البقلي، ن.ص)، ویبدو أن ابن سودون كان لایأبه لإرشادات أبیه في هذه الفترة من حیاته أیضاً، فحینما تبعه والده إلی الشام ورآه في حلقة من الأراذل والسفهاء ارتجل الابن شعراً سخر فیه من رجائه فیه (ابن العماد، 7/308).

ویقال إنه أول من أحدث خیال الظل (م.ن، 7/307)، وربما مال إلی هذه المهنة لضیق ذات یده وتوفیر معاشه. وامتاز شعره بمیله فیه إلی اللغة العامیة (البقلي، 89)، فكان ینظم أناشید جمیلة وسهلة بلغة العامة. ویمكن القول من ناحیة أخری، إنه كان ینهج نظم الموضح الذي وضع ابن سناء الملك (ن.ع) أساسه في الشرق، ثم أصبح بهذا الكشل الجدید بعد 3 قرون وربما بتأثیر من الزجل الأندلسي أیضاً.

وإذا كان ابن سودون قد جرب نظم الفنون الأخری أو الألاعیب الأدبیة المنتشرة في ذلك العصر كالألغاز والتعمیة وأحجیة الدوائر وغیرها (البقلي، 93-94)، غیر أن هدفه منها إنما هو إبراز قدرته (م.ن، 95)، والأصح أن نعتبره زجالاً، وأما أجمل ما یمتاز به نظمه وتجدر دراسته فهو كونه مرآة لعصره الذي عاش فیه. فإنه یشارك الآخرین من أبناء عصره في شكاواه بما یشعر به من الفقر والحرمان (كنموذج ظ: البقلي، 19، 25)، اللذین خلفتهما الحروب المتتابعة واستبداد الحكام وظلمهم (م.ن، 6؛ فروخ، 3/882-883). وإذا كان میله في أول سني حیاته إلی المجون والهزل وعدم المبالاة لما ناله من نعمة وثروة، إلا أن استمرارها في قصائده كان ولاشك استخفافاً بالعصر الفارغ الذي كان یعیش فیه، إذ أن بعض أشعاره هي هراء بالمرة (كنموذج ظ: البقلي، 92؛ العقاد، 200). وتتضح استساغة الناس في عصره لشعره من حدیث السخاوي (ن.ص) عن تنافس الظرفاء وغیرهم في تحصیل دیوانه، ولاشك في أن لغته البسیطة البعیدة عن الزخرف كان لها تأثیر كبیر في ذلك. فكتب السخاوي سنة 853هـ عنه بعض قصائده (ن.ص). وقد أطلق ابن سودون علی دیوانه اسم نزهة النفوس ومضحك العبوس، وربما كان هذا الاسم استخفافاً بابن الصیرفي (ن.ع) الكاتب المعاصر له في البلاط الذي ألّف كتاباً باسم نزهة النفوس والأبدان، وصف فیه أحداث بلاط الحكام ولاسیما الممالیك بدقه، إلا أن ابن سودون توجه في كتابه إلی العامة من الناس في مجتمعه.

ولدینا روایات متناقضة عن شخصیة ابن سودون، فقد وصفه بعضهم بالمجون والهزل والخلاعة (السخاوي، ن.ص؛ ابن العماد، 7/307-308)، وقیل أیضاً إنه أمّ ببعض المساجد وحج مراراً وشارك في بعض الغزوات (السخاوي، ن.ص).

ولابن سودون بالإضافة إلی الدیوان (طبعه حجریة، القاهرة، 1280هـ) مقالتان باسم «المقامة الجسریة» و«المقامة الجیزیة»، ومجموعة حكایات سماها «الحكایات والملافیق». وقد طبعت هذه الآثار الثلاثة في نهایة كتاب الأوزان الموسیقیة في أزجال ابن سودون. وتمتاز خاصة بخلوّها من العبارات المعقدة والألفاظ الغریبة التي نراها عادة في فن المقامات. ولغته فیها كما في زجله سهلة معبرة، وكل ما ورد فیها من سجع إنما للسخریة. ویتحدث فیها أیضاً عن فقر الناس، الذین یجدون في الأحلام ما یطلبون من طعام (ظ: نص الحكایة، البقلي، 127). كما یتحدث عن رباء بعض فقهاء البلاط وظلم الحكام الذین یسوقون الناس للمحاكمة بذرائع مضحكة (ظ: نص المقامة، البقلي، 115) ویسخر منهم بلغة كالسم النافع. ویمكن اعتبار ابن سودون متنوراً یغتاظ من علاقات عصره الاجتماعیة غیر السویة.

 

آثاره

1. تحفة الحامدین وفرحة الشاكرین في نصیحة العارفین، توجد مخطوطة منه في المكتبة الظاهریة (الظاهریة، التصوف، 1/246)؛ 2. قرة الناظر ونزهة الخاطر، وهو ما اختاره ابن سودون من هزلیات دیوانه (حاجي خلیفة، 2/1325)، توجد منه عدة مخطوطات في مكتبات الظاهریة (الظاهریة، الشعر، 327-328)، ودار الكتب (الخدیویة، 4/291)، وغوتا (پرچ، رقم 2159)، وأسعد أفندي (سید، 1/507)، ومركز الاستشراق السوفیتي (خالدوف، رقم 8721).

 

المصادر

ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ البقلي، محمد قندیل، الأوزان الموسیقیة في أزجال ابن سودون، القاهرة، 1976م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الخدیویة، الفهرست؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1354هـ؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1954م؛ الظاهریة، المخطوطات؛ العقاد، عباس محمود، «الشعر العربي والمذاهب الأدبیة في الغرب»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1379هـ/ 1960م، ج 35، عد 2؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، دار العلم للملایین؛ وأیضاً:

Khalidov; Pertsch.

محمد سیدي/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: