اِبْنُ سَناءِ المُلك، أبو القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد، الملقب بالقاضي السعید (ح 550- رمضان 608هـ/1155- شباط 1212م)، شاعر وأدیب من العصر الأیوبي وواضع قواعد الموشحات وأوزانها. كان جده محمد، الملقب بسناء الملك من وجوه أهالي مصر وكبارهم (ابن الشعار، 9/211؛ المنذري، 2/231)، ویبدو من لقبه (سناء الملك) أنه ربما كان من أعیان البلاط الفاطمي. وذكر بعضهم نقلاً عن یاقوت أن اسم جده الأعلی «رازن» وقالوا إن رازن یهودي یعمل بالصرافة في القاهرة (ظ: نصر، 44)، غیر أننا لم نجد في آثار ابن الشعار ویاقوت وكذلك في المصادر الأخری إشارة إلی یهودیته، وإذا صح ذلك القول فلاندري متی اعتنق الإسلام، ولمّا كان اسم ابنه محمداً، أمكن القول إنه كان مسلماً حین ولادة ابنه. وكان والده جعفر من أهل العلم وكبار رجال البلاط الفاطمي والأیوبي أیضاً (ضیف، 494). واعتماداً علی ما ذكره كرد علي، فإن القاضي الفاضل ولّاه لفترة دیوان مصر (ص 532). كما ولي القضاء لفترة أیضاً (ابن سناء الملك، دیوان، 146، البیت 29). ویقول ابن الشعار (ن.ص) إنه لم یكن عنده شيء من العلم، غیر أن أعماله في الدیوان ومراسلاته ونقاشاته مع القاضي الفاضل (ظ: بروكلمان، 5/65)، تنفي هذا القول.

ولد ابن سناء الملك بالقاهرة في أسرة شیعیة المذهب، ومرفهة (ابن سعید، 273؛ ابن الشعار، ضیف، ن.ص)، واختلف في تاریخ ولادته (ابن الشعار، 9/214: 548هـ؛ الذهبي، تاریخ، 286؛ وأیضاً المنذري، ن.ص: 545هـ؛ ابن خلكان، 6/65: 550هـ). اهتم والده بتعلیمه منذ الصغر فعهد به إلی أساتذة العلم والأدب (ابن سعید، ن.ص؛ الهرفي، 367). فقرأ القرآن علی الشریف الخطیب ناصر بن الحسن الزیدي، والنحو علی أبي محمد عبد الله ابن بري، وسمع بالإسكندریة من أبي طاهر أحمد السلفي (یاقوت، 19/265؛ المنذري، الهرفي، ن.ص). ومن أساتذته أیضاً القاضي الفاضل وأبو المحاسن البهنسي. ودعاه بعضهم بحافظ القرآن أیضاً (الهرفي، ن.ص).

تجلت مواهبه منذ كان شاباً في الشعر والأدب، وبلغ غایة النبوغ في مدائحه لصلاح ‌الدین الأیوبي وغیره من عماله ولاسیما الوزیر عبد الرحیم البیساني، المعروف بالقاضي الفاضل. ورغم أن الحروب الصلیبیة آنذاك كانت تشغل أفكار الوزراء وعمال الدولة، غیر أن ذلك لم یقف حائلاً دون اهتمامهم بالأدباء والشعراء الذین كانت قصائدهم الملحمیة من الأهمیة، بحیث لاتقل عن ضربات السیوف، فهزت مدائح ابن سناء الملك قلوبهم، وجعلته أثیراً لدیهم (ابن سناء الملك، دیوان، مخـ؛ یاقوت، ن.ص؛ عماد الدین، 1/67-68؛ نصر، 19).

لاندري متی بدأت صلته بالقاضي الفاضل، ولكن یبدو من الشواهد أنها كانت قبل ذهاب القاضي الفاضل إلی الشام (في 570هـ) (ظ: عماد الدین، 1/64-65)، ویظهر أن سبب هذه الصلة هو علاقة الصداقة التي كانت تربط بین والده والقاضي الفاضل، فقد كان الأخیر من علماء عصره، وله مكانة سامیة في بلاط الأیوبیین ولاسیما صلاح‌ الدین الأیوبي (الصفدي، الوافي، 18/335)، مما كان له أكبر الأثر في شهرة ابن سناء الملك الذي كثیراً ما أشار إلی هذا في شعره، وكان یری أنه مدین له فیما وصل إلیه من شهرة (ظ: دیوان، 152، الأبیات 54-55، 193، البیتان 23-24، مخـ). ولم تنقطع الصلة بینهما بعد ذهاب القاضي الفاضل إلی دمشق في ركاب صلاح‌ الدین الأیوبي، إلی أن دعاه القاضي الفاضل إلی الشام في 571هـ، وعینه في دیوان الإنشاء (عماد الدین، 1/64-65، 67-68؛ یاقوت، ن.ص). وفي هذه الفترة تجاوزت شهرته حدود مصر (المقري، نفح، 2/305؛ نصر، 48)، ثم إلی القاهرة في 572هـ علی ما یبدو دون أن ینقطع عن مراسلة القاضي الفاضل (یاقوت، ن.ص). وكان لترسله هذا الذي كان في الأغلب مدحاً للقاضي الفاضل وغیره من رجال ‌الدولة الأیوبیة، دور كبیر في رفع مستواه العلمي والثقافي، ولاسیما في البلاغة والكتابة، ذلك أن القاضي الفاضل كان ینقد شعره ونثره نقداً علمیاً، ویعیده إلیه بعد أن یبین له نقاط شعفه وقوته (ظ: عباس، 581). وقد أورد القلقشندي (2/250) ما نقد له القاضي الفاضل من شعره.

عیّنه القاضي الفاضل في دیوان الإنشاء وإدارة أمور ولایات مصر بعد أن نال خبرة وألمّ بفن البلاغة والكتابة (ابن الشعار، 9/212؛ الذهبي، العبر، 3/149). ویبدو أنه عهد إلی ابن سناء الملك بهذا المنصب بعد وفاة والده (580هـ) وكان یشغل منصب نیابة القاضي الفاضل في مصر، ویقول ابن الشعار إنه أجري علیه رزق كان یتناوله، حضر الدیوان أو لم یحضره، ویبدو أنه ظل في منصب دیوان الإنشاء حتی وفاة القاضي الفاضل (596هـ).

تولی الوزارة بعد وفاة القاضي الفاضل عدوه اللدود ابن شكر، وكان ابن سناء الملك آنذاك في أوج شهرته، فمدحه، ولم یلبث أن نال ثقته، وحصل علی هدایاه وجوائزه وصلاته (دیوان، 256-261؛ ابن سعید، 274؛ ابن شاكر، فوات، 2/196؛ نصر، 47).

ورغم أن ابن سناء الملك لم یقطع صلته بعد وفاة القاضي الفاضل برجال البلاط والحكومة (ظ: ابن سناء الملك، دیوان، 227-256)، ولكن یبدو أنه لم یُعهد إلیه بعمل حكومي لمدة طویلة، ومن الممكن أن منصب القضاء الذي أشارت إلیه أكثر المصادر ومنها ابن الشعار (9/211)، وابن خلكان (6/61)، یتعلق بهذه الفترة. كما ولّاه الملك الكامل مسؤولیة دیوان الجیش سنة 606هـ، ولكنه لم یجد هذا المنصب مناسباً لطبیعته فأرسل إلیه أبیاتاً یستقیله من الخدمة ویستعفیه (ابن سناء الملك، دیوان، 185؛ الركابي، الأدب العربي، 66).

وكان ابن سناء الملك یعقد مع عدد من أدباء عصره وعلمائه مجالس وندوات أدبیة ولاتخلو أحیاناً من أنس، فیدعو إلی هذه المجالس كبار أهل العلم والأدب للبحث والمناظرة في مختلف النواحي الأدبیة، وكان جاداً في ذلك حتی إنه كان یهدد بالهجاء من لایجیب دعوته (ظ: ابن سناء الملك، دیوان، 577). وممن كانوا یحضرون مجالسه هذه ابن ظافر صاحب بدائع البدائه، وأبو علي الدیباجي (ظ: ابن خلكان، 6/62؛ ابن ظافر، 116، 233، 268؛ الشبیبي، 28). وحضر مجالسهم أیضاً ابن عُنین الذي مر بمصر في تلك الفترة (ابن خلكان، ن.ص).

ابن سناء الملك والموشحات

مضت مدة طویلة علی ظهور الموشحات في المغرب والأندلس، فأخذ الجمهور بهذا الشعر الجدید لما فیه من تنمیق في الكلام وجمال في المعاني، ولاسیما ما فیه من أوزان خفیفة وموسیقی عذبة یرافقها أحیاناً أغان ورقص جماعي یطرب لهما حتی أهل الزهد من أصحاب العزلة، وما لبث أن تجاوز حدود المغرب والأندلس فانتشر في مصر والشام وغیرهما من بلاد المشرق (المقري، نفح، 9/250؛ جنثالث پالنثیا، 160؛ الشكعة، 405-406)، ولما رأی ابن سناء الملك أن هذا النوع الجدید من الشعر یتفق وطبعه الظریف، مال إلیه منذ أول شبابه، فقول: «وكنت في طلیعة العمر، قد هِمت بها (الموشحات) عشقاً وشغفت بها حباً وصاحبتها سماعاً وعاشرتها حفظاً» (دار الطراز، 30)، ویدعي في مقدمة دار الطراز (ص 52-53) أنه «ما وجد شیخاً أخذ عنه هذا العلم ولامصنفاً تعلم منه هذا الفن»، غیر أن ابن الشعار یقول: وعاشر في مجلس القاضي أبي المحاسن البهنسي رجلاً مغربیاً، كان یتعاطی عمل الموشح المغربي والأزجال، فوقفه علی أسرارهما وباحثه فیها حتی انقدح له في عملها ما زاد علی المغاربة حسناً وإتقاناً (9/211-212). ولذلك ینبغي ألا یؤخذ ادعاؤه مأخذ الجد، فلیس من شك في أنه تعرف إلی آثار الوشاحین الشهیرین كابن بقيّ وابن ماء السماء وعبادة بن القزّاز والحصري وتأثربهم وإلا لما أظهر أمامهم العجز واعترف بنقص موشحاته (ابن سناء الملك، ن.م، 53).

ویری بعضهم أنه أول من نقل الموشح إلی المشرق (ظ: الصفدي، توشیع، 32؛ قا: البستاني، 3/166؛ الركابي، في الأدب الأندلسي، 291)، ولم یبالوا بقصة الرجل المغربي الذي علمه الموشح التي نقلناها عن ابن الشعار آنفاً (ن.ص). ویری أكثر المؤرخین أنه أكبر الوشاحین في المشرق والذي اشتهرت موشحاته شرقاً وغرباً (ابن خلدون، 497). ویبدو أن المتقدمین كانوا أكثر إعجاباً بموشحة له مطلعها:

یا حبیبي ارفع حجاب النور عن العذار

تنظر المسك علی الكافور في جلّنار

وقوله:

كلّلي یا سحب تیجان الربی بالحلي

واجعلي سوارها منعطف الجدول

(ابن خلدون، ن.ص؛ المقري، أزهار، 2/215-216). وكان العلماء والأدباء الإیرانیون یحظون في عهد ابن سناء اللك باهتمام الجمیع ولاسیما المحبون للعلم من رجال البلاط، وكانت اللغة الفارسیة منتشرة انتشاراً واسعاً حتی اعتبرت معرفتها فضلاً (ظ: دیوان، 280، البیت 30، 316، البیت 31). وكان ابن سناء الملك یجید الفارسیة، ولذلك كان یورد آخر قفل من موشحاته والذي یسمی «الخَرجَة» بالفارسیة (دار الطراز، 183). وكان وشاحو المغرب والأندلس یفضلون أن تكون عامیة (الركابي، ن.م، 298). وبالإضافة إلی هذه الخرجات یلاحظ وجود كلمات فارسیة في أبیاته الأخری أیضاً (ظ: دیوان، 126، البیت 9؛ ابن سعید، 288؛ الصفدي، توشیع، 49).

وتعود أغلب شهرة ابن سناء الملك إلی تدوینه قواعد الموشحات وأصولها، إذ لم یصنف أحد في قواعدها وأصولها العامة منذ ظهورها وحتی عصره، أي خلال 3 قرون (ظ: ابن سناء الملك، دار الطراز، 31)، ونراه یشیر إلی ذلك في مقدمة دار الطراز، فیقول: جمعت في هذه الأوراق ما لابد لمن یعاینها ویُعنی بها من معرفته، ولاغناء به عن تفصیله وجملته، لیكون للمنتهي تذكرة وللمبتدي تبصرة (ن.ص). وبعد أن یقسم الموشحات في مختلف النواحي من النوع والوزن والغرض واللفة، یتحدث عن أجزاء الموشح ویضع لكل جزء اسماً خاصاً (لمزید من الاطلاع حول ذلك، ظ: مقدمة دار الطراز).

ورغم أن بعض القدماء قبل ابن سناء الملك، كابن بسام أشار في كتبه إلی بعض أصول الموشح وقواعده ضمنیاً وبصورة عابرة، غیر أنه لم یتعرض لهذه الأصول بشكل كامل ومدون مع إیراد الشواهد علیها من آثار الوشاحین الشهیرین، ولذلك یمكن اعتبار عمل ابن سناء الملك فریداً من نوعه ومبتكراً (ظ: العماري، 1085).

شعره

إذا لم یخل شعر ابن سناء الملك من سمات أشعار تلك الفترة كالبساطة في الألفاظ ولطافة المعنی والتقلید، وعدم التجدید، ومن استعمال المحسنات البدیعیة من جناس وطباق وتوریة (العماري، ن.ص؛ قا: دیوان، مخـ)، غیر أنه حینما تجیش في نفسه عواطف الحب للوطن ویملأ الحماس قلبه یصف انتصارات المسلمین بسرور وینظم قصائد تعتبر من أبدع الشعر العربي، فهو یبالغ في إحدی ملاحمه بمدح صلاح‌ الدین ویذكر أنه استطاع بفتحه الشام (575هـ) إعادة التوحید إلی تلك الدیار وطرد التثلیث (دیوان، 323، البیتان 30 و34).

وكان تأثیر الحروب الصلیبیة بارزاً في شعره، ولذلك فإن ما ورد فیه من حدیث عن انتصارات المسلمین وهزائمهم ومواجهاتهم للصلیبیین ذو أهمیة بالغة. ویغلب علی شعره المدح ففي دیوانه الذي یضم 8 آلاف بیت، نجد حوالي 5 آلاف منها في هذا الغرض، وكان كأكثر شعراء المدح یبالغ في مدحه حیناً ویصل به إلی مرتبة الألوهیة أحیاناً أخری، ورغم أن هذا الشعر مكرر وفیه تقلید، غیرأنه لایخلو من الجمال (مثلاً ظ: دیوان، 100، البیت 35، 211، البیت 44، 267، البیت 17).

كما نظم في الفخر أیضاً، وتخیل الدهر في أحد أبیاته ذلیلاً أمامه وعبداً له، وادعی أن النجوم قد تخر له سجّداً لو علمت بمكانته، ولما كان قلمه هو میدان جولانه الوحید، فقد اتجه نحوه، فیقول في مدحه: إن صلیل المشرفي صدی لهذا القلم، ولاحاجة للسیف، فالقلم یلقي الرعب في قلوب الأعداء (دیوان، 559، 560). وله شعر في وصف الغلمان والجواري والخمرة والغزل والعتاب والهجاء وغیرها لایقاس أي منها بمدائحه. وإذا كان قد استفاد في هجائه من المعاني المعروفة في القرون 4 و5 و6، غیر أنه لم یسف ولم یستعمل البذاءة فیها، فنراه لایثیر غضب عماد الدین في الأبیات التي نظمها بهجائه وهجاء كتابه خریدة القصر، بل علی العكس نشاهد أن عماد الدین مدح هذا الهجاء (ابن الشعار، 9/225)، كما أثنی علیه في الخریدة وأكبره وتمنی له أن تترقی رتبته (1/67).

ویلاحظ أن شعر ابن سناء الملك الكلاسیكي متأثر تأثراً شدیداً بشعر المتنبي الذي كان ذائعاً آنذاك (ظ: الصفدي، الغیث، 2/18؛ قا: نصر، 23). كما یلاحظ في أعمال ابن سناء الملك بوارق من نقد الشعر (ظ: ابن ظافر، 108-116). وربما أمكن القول إنه اكتسب مهارته في النقد من مراسلته للقاضي الفاضل الذي كان یقرنها بالمناقشة ونوع من التعلیم (قا: عباس، 584-586). وقد بلغ الاهتمام بآراء المنجمین في العصر الأیوبي أوجه، وتجلی في آثار بعض الشعراء (ظ: نصر، 32-33)، ونری ابن سناء الملك یشیر إلی هذه الآراء في شعره (ظ: دیوان، 1-2، الأبیات 10-15).

والنماذج القلیلة التي بقیت من نثر ابن سناء الملك هي مجموعة مسجوعة تتصف بخصائص تلك الفترة. ولاشك في أنه متأثر بنثر ممدوحه وأستاذه القاضي الفاضل (ظ: فروخ، 3/451). وقد وردت هذه القطع النثریة علی الأغلب في كتب ابن الشعار (9/227- 241) وابن خلكان (6/64) وفي مقدمة دار الطراز.

أثنی علی بلاغة ابن سناء الملك وقدرته في النظم والنثر الكثیرون ومنهم معاصروه أمثال عماد الدین الكاتب (1/67-68) والقاضي الفاضل ویاقوت (19/267) وابن شاكر (عیون، 12/160؛ قا: العماري، 1086؛ الهرفي، 367).

مذهب ابن سناء الملك

اختلف في مذهبه: فیری بعض المعاصرین (العماري، 1084؛ نصر، 52-53)، أنه سني، أما ابن سعید الأندلسي فیذهب إلی أنه شیعی متعصب (ص 273). وربما كان رأي ابن سعید أقرب إلی الصواب، فبعض ما ورد في دیوانه من أبیات یؤكد علی تشیعه، ولاسیما التي وصف فیها یوم عاشوراء ومقتل الحسین بن علي‌(ع) بحزن وألم، ودعا قاتلیه بالباغین وأعداء الدین، وأنه الشفیع لحاجته (دیوان، 348، الأبیات 75-84، وأیضاً ظ: 155، البیت 36، 183، البیت 56، 203، البیت 10، 204، البیت 21، 205، البیت 31، 232، البیت 52، 448، البیت 9، مخـ)، وبالإضافة إلی ذلك فقد أشار ابن الساعاتي (2/403) إلی أنه كان شیعیاً، وطعن فیه لأنه أظهر في مقطوعة شعریة بغضه لعائشة وأبیها أبي بكر.

توفي ابن سناء الملك في 4 رمضان 608هـ/9 شباط 1212م بالقاهرة (یاقوت، 19/265).

آثاره

ألف- المطبوعة

1. دار الطراز في عمل الموشحات، وهو أهم مؤلفاته والعامل علی شهرته وقد حاول ابن سناء الملك في هذا الكتاب أن یحدد قواعد هذا الفن العروضیة وطرق نظمه وأوزانه، والكتاب قسمان یستهلهما بمقدمة في تعریف الموشح وأسماء أجزائه المختلفة، ویأتي بعد هذه المقدمة القسم الأول الذي یشتمل علی موشحات من الأندلس والمغرب لعدد من كبار الوشاحین كابن بقي والأعمی التطیلي وابن زهر وغیرهم، وهي في الحقیقة شواهد لما ورد في المقدمة من قواعد الموشح وأصوله وأجزائه، ویبلغ عدد هذه الموشحات 34 موشحة، والقسم الثاني یشتمل علی الموشحات التي نظمها ابن سناء الملك وعددها 35 موشحة مختلف الأنواع. حقق جودت الركابي هذا الكتاب لأول مرة وطبع بدمشق في 1368هـ/1949م وأعید طبعه فیها عامي 1397 و1400هـ. وأضاف جودت الركابي في آخر الكتاب موشحتین لابن سناء الملك وردتا في فصوص الفصول، مما یدل علی أن هذا الكتاب لایضم كل موشحاته.

2. دیوان، ویضم شعره في مختلف الأغراض من مدح وغزل وهجاء ورثاء وخمریات، ویشغل مدحه لولي نعمته القاضي الفاضل أكبر قسم منه، حققه محمد عبد الحق وطبع لأول مرة بحیدرآباد الدكن في 1958م، وأعید طبعه فیها عام 1959م كما حققه في القاهرة محمد إبراهیم نصر وطبع فیها عام 1388هـ/1969م.

ب- المخطوطة

1. فصوص الفصول وعقود العقول، وهو مجموعة تضم أشعار المؤلف ومراسلاته مع أدباء عصره وعلمائه ولاسیما القاضي الفاضل، ویبدو من الفهارس أنه نفس كتاب مراسلات (ابن شعار، 9/212)، أو دیوان الرسائل (یاقوت، 19/265). توجد مخطوطات منه في عدد من المكتبات: الأزهریة والخدیویة وإسكوریال والوطنیة بباریس ودار الكتب المصریة (الأزهریة، 5/201؛ الخدیویة، 4/290؛ ESC2، رقم 529؛ دوسلان، رقم GAL, S,I/461-462; 3333). 2. غزوات الرسول، وردت هذه المجموعة الشعریة لابن سناء الملك في عدد من الفهارس مع شكهم في نسبتها إلیه (ظ: الظاهریة، التاریخ، الریان، 2/668؛ ن.م، العش، 43؛ الزركلي، 8/71).

ج- المفقودة

1. روح الحیوان، وهو تلخیص لكتاب الحیوان للجاحظ (یاقوت، ن.ص؛ ابن خلكان، 6/62)؛ 2. مختارات من شعر ابن رشیق القیروانی (ظ: نصر، 54)؛ 3. حصائد الشوارد (ابن الشعار، ن.ص)، أو مصائد الشوارد (ابن خلكان، ن.ص).

ونسب إلی ابن سناء الملك كتاب الآداب (ظ: ظاهر، 396).

المصادر

ابن خلدون، المقدمة، بیروت، دار الفكر؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الساعاتي، علي، الدیوان، تقـ: أنیس المقدسي، بیروت، 1939م؛ ابن سعید الأندلسي، علي، النجوم الزاهرة في حلی حضرة القاهرة، تقـ: حسین نصار، القاهرة، 1970م؛ ابن سناء الملك، هبة الله، دار الطراز، تقـ: جودت الركابي، دمشق، 1400هـ/1980م؛ م.ن، الديوان، تقـ: محمد إبراهیم نصر، القاهرة، 1388هـ/1969م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، تقـ: فیصل السامر ونبیلة عبد المنعم داود، بغداد، 1397هـ/1977م؛ م.ن، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن الشعار، مبارك، عقود الجمان، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ ابن ظافر، علي، بدائع البدائه، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1970م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ الأزهریة، الفهرست؛ بروكلمان، كارل، تاریخ الأدب العربي، تجـ: رمضان عبد النواب، القاهرة، 1975م؛ البستاني، بطرس، أدباء العرب، بیروت، 1979م؛ جنثالث پالنثیا، آنخل، تاریخ الفكر الأندلسي، تجـ: حسین مؤنس القاهرة، 1955م؛ الخدیویة، الفهرست؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، الطبقة 61، تقـ: بشار عواد وآخرون، بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الركابي، جودت، الأدب العربي من الانحدار إلی الازدهار، دمشق، 1403هـ/1983م؛ م.ن، في الأدب الأندلسي، القاهرة، 1970م؛ م.ن، مقدمة دارالطراز (ظ: همـ، ابن سناء الملك)؛ الزركلي، الأعلام؛ السیوطي، حسن المحاضرة، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الشبیبي، محمد رضا، أدب المغاربة والأندلسیین، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الشكعة، مصطفی، الأدب الأندلسي، بیروت، 1983م؛ الصفدي، خلیل، توشع التوشیح، تقـ: البیرحبیب مطلق، بیروت، 1966م؛ م.ن، الغیث المسجم، بیروت، 1395هـ/1975م؛ م.ن، الوافي بالوفیات، تقـ: أیمن فؤاد سید، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ضیف، شوقي الفن ومذاهبه في الشعر العربي، القاهرة، 1960م؛ ظاهر، سلیمان، «المكاتب الإیرانیة والمكتبة الرضویة ووصف بعض كتبها»، مجلة المجمع العلمي العربي. دمشق، 1367هـ/1948م، عد 23؛ الظاهریة، المخطوطات؛ عباس، إحسان، تاریخ النقد الأدبي عند العرب، نقد الشعر، بیروت، 1406هـ/1986م؛ عماد الدین الكاتب، محمد، خریدة القصر، قسم شعراء مصر، تقـ: أحمد أمین وآخرون، القاهرة، 1952م؛ العماري، علي، «شعراء الوحدة»، مجلة الأزهر، القاهرة، 1379هـ، عد 31 (1)؛ فروخ، عمر، تاريخ الأدب العربي، بیروت، 1982م؛ القلقشندي. أحمد، صبح الأعشی، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ كرد علي، محمد، «كنوز الأجداد»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1367هـ/1948م، ج 23، عد 4؛ المقري، أحمد، أزهار الریاض، تقـ مصطفی السقا وآخرون، القاهرة، 1359هـ/1940م؛ م.ن، نفح الطیب، تقـ: یوسف محمد البقاعي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ المنذري، عبدالعظیم، التكملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عواد معروف، بیروت، 1405هـ/1984م؛ نصر، محمد إبراهیم، ابن سناءالملك، حیاته وشعره، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الهرفي، محمد، شعر الجهاد في الحروب الصلیبیة، بیروت، 1400هـ/1980م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

De Slane; ESC2; GAL, S.

عنایت ‌الله فاتحی نژاد/ن.