الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن السمیفع /

فهرس الموضوعات

ابن السمیفع

ابن السمیفع

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۹:۰۹:۱۴ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السَّمَیفَع، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، قارئ الیمن في القرن 2هـ/8م. لیس لدینا معلومات عن جده السمیفع، غیر أن هذا الاسم الذي ورد أیضاً بشكل السُمَیفِع (ظ: القاموس، مادة سمیفع)، أحد الأسماء المستعملة في الیمن قدیماً (مثلاً السمیفع أشوع من ملوك الیمن قبل الإسلام، والسمیفع بن ناكور أحد صحابة الرسول‌‌(ص)، ظ: ن.ص؛ ابن الأثیر، 2/357؛ عبد القادر بافقیه، 157 وما بعدها). والمعلومات عنه مبعثرة، فیری ابن الندیم أن أصله من الیمن، ویذكر أنه سكن البصرة في أواخر حیاته (ص 34). وذكر طاووس بن كیسان الیمني تلمیذ ابن عباس (تـ 106هـ) أنه كان شیخه في القراءة (ابن الجزري، غایة، 2/162، نقلاً عن أبي العلاء الهمداني). والراوي الوحید المعروف عنه هو إسماعیل ابن مسلم المكي (تـ ح 160هـ) وقد روی أیضاً عن ابن كثیر (تـ 120هـ) قارئ مكة (ظ: الذهبي، 3/575؛ ابن حجر، 5/193؛ ابن الجزري، ن.م، 1/169، 2/162). كما رأی عبد الرحمن الأعرج (تـ 117هـ) ابن السمیفع یقرأ وكان ذا منزلة. وبناء علی ما لدینا من معلومات وحدیث أبي العلاء الهمداني الذي یشیر إلی تقدم ابن السمیفع علی قارئ المدینة نافع (تـ 169هـ) (ابن الجزري، ن.م، 2/162)، یمكن الحدس بأن ابن السمیفع توفي في النصف الأول من القرن 2 هـ/ 8م، وما مرّ لایتفق مع ما ذكره سبط الخیاط من أن وفاته كانت في عهد الولید بن عبد الملك عام 90هـ (الذهبي، ن.ص). وقد دعت قلة المعلومات عن حیاته إلی أن یقال عن مشایخه مایستغرب، فلم یعدّ نافع في بعض المصادر من مشایخه فحسب (ظ: ابن الجزري، ن.ص)، بل ذهب بعضها إلی أن أبا حیوة شریح بن یزید (تـ 203هـ) كان منهم أیضاً (ظ: الذهبي، ن.ص).

وكانت قراءة ابن السمیفع غیر مقبولة وشاذة (ابن الندیم، ابن الجزري، ن.ص)، ولاندري إن كانت في الیمن موضع اهتمام في حیاته أم لا، غیر أن تلمیذه إسماعیل بن مسلم لم یكن یمنیاً، ولیس فیما أورده المقدسي من القراءات المشهورة بالیمن في أواخر القرن 4هـ/10م أثر لقراءة ابن السمیفع (ص 97)، ومع ذلك فإن عدداً من القراء كابن خالویه وأبي عمرو الداني وسبط الخیاط وأبي معشر الطبري والمعدّل كانوا یعرفونها ویروونها (ظ: ابن الجزري، ن.م، 2/161-162؛ ابن حجر، الذهبي، ن.ص؛ ابن خالویه، مخـ؛ پرتسل، 43). ولأبي العلاء الهمداني كتاب مستقل في قراءته وتوجیهها وما ذكر لها من الشواهد والمتابعات (ابن الجزري، ن.ص)، وأهم مصدر یمكن أن نجد فیه قراءة ابن السمیفع كتاب روضة الحفاظ للمعدّل. توجد مخطوطة منه في مكتبة نور عثمانیة بإستانبول وفي الإسكندریة (پرتسل، 44-43)؛ وكذلك توجد معلومات متفرقة عن قراءته في مختصر ابن خالویه (ص 64، مخـ)، والبحر المحیط لأبي حیان الغرناطي (1/20، مخـ)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (15/321، مخـ)، وروح المعاني للآلوسي (1/82، مخـ). وأهم عامل لشذوذ قراءة ابن السمیفع والتي أكد علیها أكثر المقرئین ضعف سندها (ظ: ابن الجزري، ن.ص، النشر، 1/16). ویبدو من ظاهر العبارة المنقولة عن أبي عمرو الداني أن قراءة ابن السمیفع موقوفة علیه، ولم یتضح وصولها إلی الرسول (ص) (ظ: ابن حجر، 5/193؛ قا: الذهبي، 3/575)، ولكن أبا العلاء یری كما مرّ أن قراءته مأخوذة –علی بعض الأقوال– عن طاووس بن كیسان عن ابن عباس (ظ: ابن الجزري، غایة، ن.ص).

ولقراءة ابن السمیفع بالإضافة إلی مشكلة السند عامل آخر هو الشذوذ أیضاً، أي مخالفته العربیة، فمعا لایتفق في قراءته مع النحو واللغة المشهورین عند العرب قراءته «كأسوتهم» بدل «كسوتهم» (المائدة/ 5/89) و«الأَميّ» بدل «الأُميّ» (الأعراف/ 7/157) و«فَعَلَّه» بدل «فَعَلَه» (الأنبیاء/21/63) (للاطلاع علی هذه الحالات الثلاث وغیرها، ظ: ابن خالویه، 34، 46، 92، مخـ). كما یشاهد في قراءته ما یتفق مع اللهجة الیمنیة: فقد قرأ ابن السمیفع كلمة «حَصَب» في سورة الأنبیاء (21/98) حَضَب (ظ: ابن خالویه، 93). ویری اللغویون أنها لغة أهل الیمن (الجوهري، مادة حضب؛ الطبري، 17/174)، ولكن لابد من ملاحظة أن هذه القراءة نسبت في بعض الروایات إلی ابن عباس أیضاً (ظ: الطبري، ابن خالویه، ن.ص). وبناء علی ما ذكر فمن الصعب أن ندرك ما جعل عبد الرحمن الأعرج یصف ابن السمیفع بأنه من أفصح العرب (ابن الجزري، ن.ص). ولایشاهد في قراءته بشكل واضح مخالفة لرسم الخط في المصحف الذي هو عامل آخر یمكن أن یؤدي إلی شذوذ قراءة ما. وبالإضافة إلی ما ذكر فإن عدول ابن السمیفع أحیاناً عن القراءة المشهورة أدی إلی تغییر التریب النحوي في جملته وبالتالي إلی تغییر أساسي في المعني، ففي سورة الرعد (13/43) یقرأ مثلاً «…ومَن عِندَه عِلمُ الكتابِ» بشكل «…ومِن عَندِه عُلِمَ الكتابُ» (ابن خالویه، 67). ولعل وجود مثل هذه الحالات دعا ابن الجزري للعدول عن قراءته حتی ولو صح السند فیها، فهي قراءة شاذة لخروجها عن المشهور (ابن الجزري، ن.ص).

 

المصادر

الآلوسي، محمود، روح المعاني، القاهرة، إدارة الطباعة المنیریة؛ ابن الأثیر، علي، أسد الغابة، القاهرة، 1285هـ؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ م.ن، النشر، تت: علي الضباع، القاهرة، مكتبة مصطفی محمد؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1329- 1331هـ؛ ابن خالویه، الحسین، مختصر في شواذ القرآن، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1934م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبو حیان الغرناطي، محمد، البحر المحیط، القاهرة، 1329هـ؛ الجوهري، إسماعیل، الصحاح، تقـ: أحمد عبد الغفور عطار، القاهرة، 1376هـ/1956م؛ الذهبي، محمد، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ/1963م؛ الطبري، تفسیر؛ عبد القادر بافقیه، محمد، تاریخ الیمن القدیم، بیروت، 1985م؛ القاموس؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، 1386هـ/1966م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ وأیضا:

Pretzl, O., «Die Wissenschaft der Koranlesung», Islamica, 1934. vol. VI.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: