الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن السکون /

فهرس الموضوعات

ابن السکون

ابن السکون

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۷:۵۹:۵۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السَّكون، أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحلّي (ح 530-600هـ/1136-1204م)، كاتب وفقیه ومحدث شیعي. دُعي بهذا الاسم نسبة إلی جده الأكبر السَّكون (أو السُّكون)، وأسمته بعض المصادر المتأخرة السَّكوني أیضا (ظ: أفندي، 4/239؛ عبد العزیز، 1/156؛ الدجیلي، 2/55؛ حمد كمال الدين، 1/131؛ البغدادي، 1/704).

أمضی فترة طفولته وصباه في مسقط رأسه الحلّة الواقعة بین بغداد والكوفة والتي كانت موطن أجداده قدیماً (ظ: ابن النجار، 4/88؛ قا: یاقوت، 15/75). كان والده من العلماء والمحدثین المعروفین في عصره (أفندي، 4/241)، وربما درس علیه ابن السكون مقدمات العلوم إبان طفولته وصباه. قدم بغداد أیام شبابه وأقام بها طالباً للعلم، فقرأ النحو علی ابن الخشاب واللغة علی ابن العصار حتی برع فیهما، وقد مدحه معاصروه مدحاً بلیغاً لتبحره بالفنون الأدبیة ونبوغه المفرط في حفظ اللغة (یاقوت، 15/75؛ ابن النجار، 4/88-89). وفضلاً عن النحو واللغة والأدب والبلاغة، فقد تفقه علی مذهب الشیعة أیضاً وبرع فیه ودرّسه، أما المخطوطات القیمة التي وصلتنا منه فقد كتبها خلال إقامته في بغداد، حیث لم یلبث طویلاً فیها وبعد فترة سافر إلی المدینة وأقام بها وأصبح كاتباً لدی أمیرها، ثم ترك المدینة بعد مدة وقدم الشام ودخل بلاط صلاح‌ الدين الأیوبي ومدحه.

ولانعرف لماذا ترك ابن السكون بغداد التي نال فیها الجاه والجلال، فهل كان یبحث عن أمیر كریم یهبه المال والثروة، أم أنه فرّ منها بسبب الأذی الذي كان یتعرض له الشیعة فیها؟ وما یدعونا إلی احتمال الرأي الأخیر، التهمة التي ألصقها به معاصره یاقوت (ن.ص) بأنه كان نصیریاً. ویتفق ابن النجار (ن.ص) مع یاقوت في رأیه هذا، رغم أنه قد وصفه بالتدین والعبادة وكثرة الصلاة باللیل، في حین أن النصیریة (ظ: النوبختي، 78؛ الشهرستاني، 1/188-189) فرقة ملحدة من وجهة نظر بعض العلماء. هذا وقد فنّد علماء الرجال الشیعة هذه التهمة بالأدلة والحجج (أفندي، 4/243؛ صدر، تأسیس، 126؛ الخاقاني، 4/252).

وكان ابن السكون ینظم الشعر أیضاً وتمتاز مقطوعاته الشعریة التي أوردتها المصادر برقة ذوقه. قال عنه یاقوت (ن.ص) «وكان یجید قول الشعر» إلا أنه لم یذكر شیئاً منه وأورد ابن النجار أبیاتاً من شعره (4/89-92).

 

آثاره

ذكر یاقوت (ن.ص) نقلاً عن شاعر عاصر ابن السكون أن له تصانیف، إلا أن كافة المصادر القریبة من عصره لم تنسب أي كتاب أو رسالة له. ویمكن القول إنه كتب كثیراً من الآثار بدقة بالغة وخط جمیل لحرصه علی تصحیح المتون وتحریرها مما دعا إلی الظن بأنها من تألیفه. ویبدو أنه كان یتردد في التحریر والتصحیح، فلم یكتب إلا ما وعاه قلبه وفهمه لبّه (یاقوت، ن.ص). وكان حریصاً علی دقة الكلمات ونقل صحیح العبارات (أفندي، ن.ص). ومن آثاره المخطوطة، نسخة من الصحیفة السجادیة (آقابزرگ، 115) وهي تختلف كثیراً عن النسخ المتداولة المشهورة. كما نسخ كتابي المصباح الكبیر والمصباح الصغیر للشیخ الطوسي (أفندي، 4/242). وله أیضاً نسخة نفیسة من كتاب الأمالي للشیخ الصدوق انتهی منها في 14 ذي الحجة 563، كانت محفوظة في مكتبة المحدث القمي (قمي، 327).

تصور بعض المعاصرین خطأ أنه صنّف كتابي ضبط اختلافات الصحیفة السجادیة، و اختلافات نسخ المصباح الصغیر (كحالة، 7/229)، في حین ذكرت المصادر أن جماعة من علماء الشیعة ضبطوا تلك الاختلافات عن النسخة التي كانت بخطه (أفندي، ن.ص؛ النوري، 3/483). وتوجد له إجازة بخطه كتبها لشمس‌ الدين محمد بن علي بن الحسین العاملي، جد الشیخ البهائي الأعلی، یجیزه فیها بروایة الصحیفة السجادية (ظ: صدر، تكملة، 356-357: نص الإجازة). ویشیر المجلسي في مقدمة شرحه للصحیفة أنه اختار لشرحه نسخة شمس‌ الدين محمد العاملي التي نَقلها بواسطة واحدة عن الصحیفة السجادیة بخط ابن السكون (المجلسي، الفرائد، 9، بحار، 107/60). أما فیما یتعلق بالشعر، فقد روی عنه في المصادر الموجودة 30 بیتاً فقط، روی ابن النجار 25 بیتاً منها عن خریدة القصر، وروی له مؤلف أعیان الشیعة عن كتاب الطلیعة في شعراء الشیعة للشیخ محمد السماوي (مخطوط) بیتین في مدح الإمام علي‌(ع) (ابن النجار، 4/89-92؛ الأمین، 8/314).

ولاتتوفر لدینا أیة معلومات عن تفاصیل حیاته، لاسیما في أواخر عمره واستشف بعض المعاصرین مما جاء في ترجمته أنه عاش في أواخر حیاته مجاوراً بمكة وهو رجل غریب لاأهل له هناك ولاعشیرة (حمد كمال‌ الدين، 1/132).

 

المصادر

آقا بزرگ، طبقات أعلام الشیعة (القرن السابع)، تقـ: علي نقي منزوي، بیروت، 1972م؛ ابن النجار، محمد، ذیل تاریخ بغداد، تقـ: قیصر فرح، حیدرآباد الدكن، 1404هـ/1985م؛ أفندي، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ البغدادي، هدیة؛ حمد كمال‌ الدين، هادي، فقهاء الفَیحاء أو تطور الحركة الفكریة في الحلة، بغداد، 1962م؛ الخاقاني، علي، شعراء الحلة أو البابلیات، النجف، 1372هـ/1952م؛ الدجیلي، عبد الصاحب عمران، أعلام العرب في العلوم والفنون، النجف، 1386هـ/1966م؛ الشهرستاني، محمد، الملل والنحل، تقـ: محمد سید كیلاني، بیروت، دار المعرفة؛ صدر، حسن، تأسیس الشیعة، طهران، منشورات الأعلمي؛ م.ن، تكملة أمل الآمل، تقـ: أحمد حسیني، قم، 1406هـ؛ عبد العزیز، دائرة المعارف الإسلامیة، طهران؛ قمي، عباس، الفوائد الرضویة، طهران، 1327ش؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ م.ن، الفرائد الطریفة في شرح الصحیحفة الشریفة، تقـ: مهدي رجائي، أصفهان، 1407هـ؛ النوبختي، الحسن، فرق الشیعة، تقـ: هـ. ریتر، إستانبول، 1931م؛ النوري، میرزا حسین، مستدرك الوسائل، طهران، 1318-1321هـ؛ یاقوت، الأدباء.

محمد علي لساني فشاركي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: