اِبْنُ سَمعون، أبو الحسین محمد بن أحمد بن إسماعیل (300-14 ذوالقعدة 387هـ/913-18 تشرین الثاني 997م)، واعظ وخطیب حنبلي بغدادي. ضبط في بعض المصادر بابن شمعون (ظ: الیافعي، 2/432). وسمعون لقب جده إسماعیل (الذهبي، 16/505).

ولد ابن سمعون ببغداد ودرس فیها وأدرك بعض مشایخ الصوفیة مثل أبي بكر الشبلي، وقرأ المختصر في الفقه علی مؤلفه أبي القاسم الخرقي. وسمع الحدیث من عدد مثل عبد الله بن أبي داود السجستاني (للاطلاع علی مشایخه، ظ الخطیب، 1/274؛ ابن أبي یعلی، 2/155، 156؛ السمعاني، 7/234، 235؛ الذهبي، ن.ص). وأجاب ابن سمعون شخصاً طلب منه أن یجیز له الروایة مشیراً إلی تكبده الأسفار البعیدة من أجل السماع (ابن أبي یعلی، 2/161)، ولكن لم یرد الحدیث إلا عن رحلته إل مكة والمدینة (ابن عساكر، 202-203). وجاء في روایة أخری أن ابن سمعون كان یرتزق في بدایة حیاته بالنسخ، وبعد عودته من الحج تزوج من إحدی جواري الخلیفة الطائع العباسي فتغیر حاله.

ورغم أن ابن سمعون كان من أهل الحدیث وروی عنه جماعة (للاطلاع علی أسماء رواته، ظ: الخطیب، ن.ص؛ ابن أبي یعلی، 2/156؛ الذهبي، 16/505-506)، ولكنه اشتهر علی الأكثر بالوعظ والخطابة، وكان یحضر مجالس وعظه عدد من الأعیان كأبي حامد الإسفراییني وأبي إسحاق ابن شاقلا وأبي حفص البرمكي (ابن أبي یعلی، 2/161). وكان ابن سمعون یحظی باحترام شدید من القاضي أبي بكر الباقلاني (ابن عساكر، 201). ویبدو من بعض الروایات أنه كان لایأبه للملاحظات السیاسیة، فحینما منع عضد الدولة الدیلمي مثلاً الوعاظ والقصاصین عن الذهاب إلی المنبر منعاً للمشاحنات الدینیة بین الفرق، لم یأبه ابن سمعون بأمره وجلس علی كرسیه كالعادة في یوم الجمعة للوعظ (ابن أبي یعلی، 2/158-159). وكان یعیش برفاهیة، وحینما قیل له: كیف تدعو الناس إلی الزهد في الدنیا والترك لها، وتلبس أحسن الثیاب وتأكل أطیب الطعام؟ قال: «كل مایصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله بلُبس لین الثیاب وأكل طیب الطعام، فلا یضرك» (ظ: الخطیب، 1/275). وقد جمعت بعض حكمه ومواعظه (ابن أبي یعلی، 2/159-160؛ ابن الجوزي، صفة الصفوة، 2/266-268؛ أیضاً ظ: الحریري، 144 وما بعدها). ونسبت إلیه كرامات أیضاً (الخطیب، 1/275-277؛ ابن أبي یعلی، 2/157-159)؛ ابن الجوزي، المنتظم، 7/198-200؛ النبهاني، 1/106)

توفي ابن سمعون في بغداد، وصلي عليه في داره ودفن فيها، وقد هاج الناس لأنه صلي عليه في باب داره كما يفعل بأهل البدع وأخرج من القبر وصلي عليه في جامع المدينة ثانية. وفي 426هـ أخرج جسده من داره ثانية، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل (خطيب، 1/277؛ ابن أبي يعلي، 2/162).

تنسب إلیه مخطوطة باسم الأمالي وأخری باسم جزء فیه مسألة من كلام…، توجد في المكتبة الظاهریة بدمشق (GAS, I/668). وذكر له الشریشي (2/169) كتاباً باسم المجالس، وأورد بروكلمان كتاباً باسم مختصر حكم ابن سمعون، لأبي الحسین أو الحسن القزویني (GAL, S, I/360).

المصادر

ابن أبي یعلی، محمد، طبقات الحنابلة، تقـ: محمد حامد الفقي، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، صفة الصفوة، حیدرآباد الدكن، 1389هـ/1969م؛ م.ن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1358هـ؛ ابن عساكر، علي، تبیین كذب المفتري، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الحریري، القاسم، مقامات، مصر، 1288هـ؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: أكرم البوشي وشعیب الأرنؤوط، بیروت، 1404هـ/1984م؛ السمعاني، عبدالكریم، الأنساب، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ الشریشي؛ أحمد، شرح مقامات الحریري، تقـ: محمد عبدالمنعم الخفاجي، القاهرة، 1399هـ/1979م؛ النبهاني، یوسف، جامع كرامات الأولیاء، القاهرة، 1329هـ؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339م؛ وأیضاً:

GAL, S; GAS.

أحمد باد كوبه هزاوه/ن.