الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن سعد، أبوعبدالله /

فهرس الموضوعات

ابن سعد، أبوعبدالله

ابن سعد، أبوعبدالله

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۶:۵۳:۱۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سَعد، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منیع، المشهور بكاتب الواقدي (168-230هـ/ 784-845م)، المؤرخ وكاتب السیر والتراجم البغدادي المشهور. كان من موالي الحسین بن عبد الله حفید العباس عم الرسول الأكرم‌(ص) (ابن سعد، 7(2)/99)، إلا أن ابن خلكان (4/351) سماه «الزهري» استناداً إلی رأي مجهول، وقد دعاه أیضاً بالبصري (ن.ص)، كما اعتبره زاخاو (ص 30) وآخرون بصري المولد. كان ابن سعد من أوائل كتّاب السیر الذین نشأوا خارج المدینة، حیث إن أغلب كتّاب السیر الذین سبقوه كابن إسحاق والواقدي كانوا مدنیین، وقد أخذ ابن سعد الحدیث والروایات التاریخیة عن جماعة من أبرز مشایخ البصرة والكوفة مثل هُشیم بن بشیر (تـ 183هـ) وإسماعیل بن عُلیة (تـ 193هـ) ووكیع بن الجراح (تـ 197هـ) وسفیان بن عیینة (تـ 198هـ) وهشام بن محمد الكلبي (تـ 206هـ) والهیثم بن عدي (تـ 207هـ) وأبي نعیم الفضل بن دكین (تـ 219هـ) (ابن سعد، 1(1)/2، 4، 5، 8، 78، 1(2)/19).

وقد أقام ابن سعد لفترة في المدینة أیضاً وسمع الحدیث من مشایخ تلك الدیار مثل معن بن عیسی (تـ 198هـ) ومحمد بن إسماعیل بن أبي فدیك (تـ 199هـ) وأبي ضمرة أنس بن عیاض (تـ 200هـ) (م.ن، 1(1)/2، 3، 1(2)/12). سمع الحدیث كذلك من بعض المشایخ المكیین مثل أحمد بن محمد الأزرقي (تـ 212هـ) وسعید بن منصور (تـ 227هـ) (م.ن، 1(1)/4، 80). ولایعرف بدقة زمن قدومه إلی الحجاز، ومما لاشك فیه أنه كان بالمدینة في 189هـ (م.ن، 5/314) وعاد إلی العراق قبل 210هـ (م.ن، 7(2)/51). وهناك بالإضافة إلی المذكورین آنفاً عشرات الأفراد الآخرین من مشایخ ابن سعد في أسانید كتاب الطبقات. ولم یأب ابن سعد روایة الحدیث حتی عن رجال من طبقته مثل یحیی بن معین (تـ 233هـ) (م.ن، 1(1)/63، مخـ؛ الذهبي، 2/425).

التحق في بغداد بحلقة درس محمد بن عمر الواقدي (تـ 207هـ) وأصبح من خاصة تلامذته وقد بلغ من كتابته آثار وروایات أستاذه درجة عرف معها بكاتب الواقدي (ابن خلكان، 4/351؛ ابن أبي طاهر، 63؛ الطبري، 8/643). ومن المستبعد أنه تعرف إلی الواقدي في المدینة، بالنظر إلی سن ابن سعد آنذاك، ولأن الواقدي خرج من المدینة إلی العراق في 180هـ (ظ: ابن سعد، 7(2)/77). وقد كانت آثار وروایات أستاذه الواقدي في التاریخ وغیره في متناول یده، وكان من أهم رواة هذه الآثار (ظ: الخطیب، 5/321). واستعان بها كثیراً في تدوین آثاره (ظ: ابن الندیم، 111) وضم الكثیر منها إلی طبقاته. وقد أفاد في مواضع مختلفة من كتابه من مصادر أخری غیر أثار الواقدي مثل مؤلفات الكلبي، والهیثم بن عدي والمدائني (قا: م.ن، 112).

وغالباً ما ینقل ابن سعد روایاته بسند كامل إلا أنه لایذكر اسم المصدر طبقاً لما هو متعارف علیه، وقد ذكر مصدراً واحداً فقط باسم نسب الأنصار لعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري (ظ: ابن سعد، 3(2)/70، مخـ) وبعد وفاة عدد من المؤرخین البارزین كالكلبي والواقدي والهیثم بن عدي أصبح من الطبیعي أن یلقی ابن سعد اهتمام طالبي الروایات التاریخیة وهو المؤرخ الذي أدرك هؤلاء المشایخ. ومن أهم تلامذته أبو العباس أحمد بن یحیی البلاذري والحارث بن محمد بن أبي اسامة صاحب المسند والحسین بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم وأبو بكر ابن أبي الدنیا (البلاذري، الأنساب، 1/5، مخـ، فتوح، 28، مخـ؛ الخطیب، ن.ص؛ بشأن الرواة الآخرین، ظ: ن.ص؛ المزي، 16/262).

أما لدی الرجالیین فقد كان ابن سعد خلافاً لأستاذه الواقدي الذي ضعفوه (ظ: ابن عدي، 6/2245)، موضع ثقة. وقد أشار أبو حاتم إلی صدقه في الروایة (ابن أبي حاتم، 3(2)/262) وعده الخطیب (ن.ص) من أهل العدالة، واعتبره البعض كابن الندیم (ص 111) ثقة. وقیل إن أحمد بن حنبل كان یبدي رغبة في الأخذ بروایاته (ظ: الخطیب، 5/322)، وقد ذكره المزي (16/261) في رجال سنن أبي داود. ومع كل هذا فقد نقلت عبارة عن یحیی بن معین تتضمن طعناً في صدق روایته (ظ: الخطیب، ن.ص). وبالإضافة إلی هذا فقد كان ابن سعد یروي القراءات أیضاً وقد أخذها وخاصة منها قراءات قراء المدینة مثل نافع وأبي جعفر وشیبة عن الواقدي وعلّمها بدوره للحارث بن أبي أسامة ونقلها الأخیر إلی ابن مجاهد (ظ: ابن الجزري، 1/201، 2/142، 219، نقلاً عن كامل الهذلي). وكان ابن سعد یحضر درس قارئ البصرة یعقوب بن إسحاق الحضرمي أحد القراء العشرة (ظ: ابن سعد، 1(2)/94، مخـ) ومن المستبعد أن لایكون قد أخذ عنه قراءته.

وحینما عقد المأمون في 218هـ/833م مجلس «المحنة» وطلب فیه إلی كبار الفقهاء والمحدثین الإقرار بخلق القرآن اضطر ابن سعد إلی قبول ذلك (ابن أبي طاهر، 343؛ الطبري، 8/634) وتدل دعوته إلی هذا المجلس علی مقامه ومنزلته الاجتماعیة. توفي ابن سعد ببغداد عن 62 عاماً (ظ: ابن سعد، 7(2)/99؛ قا: الخطیب، 5/322).

ومما خلد اسم ابن سعد حتی الآن هو تألیفه المفصل الفرید كتاب الطبقات الكبیر، الذي یبدأ بسیرة الرسول‌(ص) مارّاً بشرح أحوال الصحابة وعلماء المدینة وبقیة مدن الحجاز والشام ومصر والكوفة والبصرة وبغداد وبعض المراكز العلمیة الأخری آنذاك، وینتهي بمجلد لتراجم النساء. والذي یمكن اعتباره من نفائس الكتب في معرفة أنساب العرب قبل الإسلام. وقد أوصل ابن سعد في هذا الأثر العظیم نسب الصحابة والتابعین وبقیة الأفراد من جانب الأبوین وذوي النسب القریبین، إلی شخص كبیر معروف في القبیلة ویربط أحیاناً نسب شخص بعشرات الأجیال قبله. فمثلاً نراه یعرف أجداد زید بن حارثة حتی 31 جیلاً قبله (3/27؛ قا: غوتشالك، 111-113). وقد أولی وخاصة في تقسیمه الجغرافي للتابعین الذین انتشروا بعد الفتوحات الأولی في بلاط واسعة وكانت حیاتهم العلمیة قد تبلورت إزاء مواجهة المسائل المحلیة المستجدة والمحدودة، اهتماماً خاصاً بنشر علم الحدیث في البلدان الإسلامیة وخاصة في المدن الحدیثة كالبصرة والكوفة.

نشر كتاب الطبقات بلیدن بین أعوام 1904-1918م تحت إشراف إدوارد زاخاو وعدد من المستشرقین في 8 مجلدات وطبع ثانیة في بیروت بالاعتماد علی تلك المخطوطة بین 1957-1960م، ویبدو من مقارنة النص المطبوع في لیدن بالمخطوطات الموجودة في مكتبات إستانبول وبقیة المراكز العلمیة الأخری في العالم، أن المخطوطات التي اعتمد علیها في طبعة لیدن سقط منها بعض طبقات الصحابة وطبقات التابعین من أهل المدینة. ونشر زیاد محمد منصور الجزء المفقود من تابعي المدینة في 1403هـ/1983م في بیروت، كما نشر عبد العزیز الطباطبائي الجزء الخاص بترجمة الإمامین الحسن والحسین(ع) في 1408هـ في مجلة تراثنا (عد 10 و11) (حول الأجزاء غیر المطبوعة من مخطوطات الطبقات، ظ: GAS, I/300-301؛ حول ما تم من تصحیح في طبعة لیدن، ظ: دي خویه، LIX/377-412, LXI/441-485؛ شولتس، 403؛ عما سقط من الكتاب، ظ: ریتر،196-199 ؛ عن الدراسات التي تمت حول نص الطبقات، ظ: لوت، 614-593؛ ووستنفلد، 197-187). ونشر محمد عبد الحمید قسماً منه بالفارسیة في أكره عام 1891هـ، كما ترجم محمود مهدوي دامغاني إلی الفارسیة قسماً آخر منه ونشره بطهران في 1369ش.

وقد روی العدید من تلامذة ابن سعد كتابه هذا عنه. والنسخة المطبوعة بلیدن هي –كما یبدو من مقدمتها– روایة ابن حیویه عن الحارث بن أبي أسامة (ابن سعد، 1(1)/1). وأخذ الطبري أیضا روایة الحارث عنه مباشرة واستفاد منها في تاریخه (1/120، مخـ). والروایة المشهورة الأخری هي روایة ابن فهم التي استفاد منها ابن عساكر في تاریخ دمشق (ظ: ابن عساكر، «ترجمة الإمام الحسین(ع)»، 7، مخـ) وتجدر دراسة العلاقة بین روایتي الحارث وابن فهم وذلك بالمقارنة بین ما رواه الخطیب البغدادي (5/322) عن ابن فهم، وبین الزیادة الموجودة في الطبقات (طبعة لیدن، 7(2)/99) حول ترجمة ابن سعد والتي یبدو أن أحد الرواة أضافها إلیه. وقد استفاد النجاشي (ص 4) أیضاً من مخطوطة من الكتاب كانت مرویة عنهما. وعلاوة علی هاتین الروایتین، فقد كانت في متناول ید ابن عبد البر، روایة ابن أبي الدنیا في ثلاثة أجزاء (ظ: ابن خیر، 224-225؛ قا: ابن عبد البر، 1/11). وقد استفاد البلاذري كثیراً من الطبقات في فتوح البلدان وأنساب الأشراف.

وكان لابن سعد أیضاً مصنف آخر باسم كتاب الطبقات الصغیر (ظ: ابن الندیم، 112). وفي متحف الآثار القدیمة بإستانبول مخطوطة منه (ظ: GAS, I/301). ولایمكن القطع بالرأي بشأن العلاقة بین كتاب أخبار النبي (ظ: ابن الندیم، 111) وبین الطبقات. وقد ذكر ابن الندیم (ن.ص) مصنفاً آخر باسم الحیل (ربما الخیل) ضمن مؤلفات ابن سعد. ویوجد حالیاً –علاوة علی ما ذكر– مصنف منسوب إلی ابن سعد ویشك في صحة انتسابه إلیه وهو منظومة باسم القصیدة الحلوانیة في افتخار القحطانیین علی العدنانیین وقد شرحها غازی بن یزید، وتوجد في دار الكتب بالقاهرة (ظ: GAS, I/301).

 

المصادر

ابن أبي حاتم، عبد الرحمن، الجرح والتعدیل، حیدرآباد الدكن، 1372هـ؛ ابن أبي طاهر طیفور، أحمد، كتاب بغداد، تقـ: هانس كلر، لایبزك، 1908م؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن خیر. محمد، فهرسة، تقـ: فرنسشكه قداره، بغداد، 1963م؛ ابن سعد، محمد، كتاب الطبقات الكبیر، تقـ: إ. زاخاو وآخرون، لیدن، 1904-1918م؛ ابن عبدالبر، یوسف، «الاستیعاب»، في حاشیة الإصابة لابن حجر، القاهرة، 1328هـ؛ ابن عدي، عبد الله، الكامل، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن عساكر، علي، «ترجمة الإمام الحسین‌(ع)»، تاریخ مدینة دمشق، تقـ: محمد باقر المحمودي، بیروت، 1398هـ/1978م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: محمد حمید الله، القاهرة، 1959م؛ م.ن، فتوح البلدان، تقـ: رضوان محمد رضوان، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، بیروت، دار الكتاب العربي؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدرآباد الدكن، 1388هـ/1968م؛ الطبري، تاریخ؛ المزي، یوسف، تهذیب الكمال، نسخة مصورة من مخطوطة مكتبة أحمد الثالث، إستانبول؛ النجاشي، أحمد، الرجال، تقـ: موسی الشبیری، قم، 1407هـ؛ وأیضاً:

De Goeje, M. J., «Anzeigen», ZDMG, 1905, vol. LIX; id, «Anzeigen, Fortsetzung...», ibid, 1907, vol . LXI; GAS; Gottschalk, W., «Über den dritten Teil...», ZDMG, 1955, vol. CV; Loth, O., «Ursprung und Bedeutung der TabaԽât», ibid, 1869, vol XXIII;Ritter, H., «Die Lücken in Ibn Sa’dV», Der Islam, 1929, vol. XVIII; Sachau, E., Elinleitung zu TabaԽât III, Leiden, 1904; Schulthess, F., «Zu Ibn Sa’d’s Biographien,», ZDMG, 1916, vol, LXX; Wüstenfeld, F., «Über das Kitâb al-TabaԽât al- Kabīr», ibid, 1850, vol. IV.

عبد الكریم گلشني/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: