الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن سکرة /

فهرس الموضوعات

ابن سکرة

ابن سکرة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۷:۴۶:۱۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سُكرَة، أبو الحسن محمد بن عبد الله الهاشمي (تـ 11 ربیع الآخر 385هـ/15 أیار 995م)، شاعر الهزل والملح والظرف في العصر العباسي. وقد عرف أیضاً بابن رائطة (الخطیب البغدادي، 5/465)، أو ابن رابطة (ابن تغري بردي، 4/173). ذكر بعضهم (التنوخي، 258) أن جده سكرة وبعضهم الآخر (الثعالبي، 3/3) أنه محمد، ویبدو أنه كان یسمی محمداً ویلقب سكرة. وابن سكرة من أعقاب الخلیفة المهدي (الخطیب البغدادي، ن.ص؛ ابن الأثیر، 9/115). ظهر في عصر أُعجبت البیئة الفاسدة والارستقراطیة في بغداد بشعر مجالس اللهو والسوقة وما یغلب علیه السخف والمجون. وفي مثل ذلك الجو العجیب جعل شاعر كابن الحجاج من شعر السخف مدرسة، واختص 10 إلی 15مجلداً من دیوانه بذلك الموضوع. ولم یستطع ابن سكرة الذي كان ینزع إلی هذه المدرسة وینظم تلك الموضوعات شعراً أن یتخلص من ظل ابن الحجاج الثقیل وأن یشتهر في التاریخ، ومع ذلك فقد أثنی الكثیرون علی شعره (مثلاً ظ: الثعالبي، الخطیب البغدادي، ابن تغري بردي، ن.ص؛ ابن خلكان، 4/410-413). بینما كان الكتّاب الذین لم یتخلوا عن جانب الوقار والتعقل ینظرون إلیه بعین الاحتقار؛ فأبو حیان (1/137) مثلاً دعاه مع ابن الحجاج بأنهما بلاعقل وضالین ومن ذوي الخسران.

لم یتطرق أي من المصادر الموجودة إلی حیاة ابن سكرة، ویبدو من بعض أبیاته أن المهلبي رعاه أثناء وزراته وعاش في راحة ورفاهیة (ظ: الثعالبي، 3/23-24). وربما في فترة الراحة هذه التي ناب فیها نقابة الهاشمیین (ابن كثیر، 11/318)، مدح أعیان بغداد وأشاد بكرمهم (الثعالبي، 3/26). وصادق إبراهیم بن هلال الصابي وابنه المحسِّن (یاقوت، 1/88). ونظم عدداً من القصائد في قاضي القضاة أبي السائب عتبة بن عبید الله (تـ 350هـ) (الهمداني، 1/179).

ولما دخل المتنبي بغداد، وامتنع عن مدح الوزیر المهلبي تصدی له عدد من شعراء بلاط الوزیر بالهجاء، وأدی ذلك إلی هربه من بغداد وكان أحد هؤلاء الشعراء ابن سكرة والثاني منافسه ابن الحجاج (ظ: الثعالبي، 1/99). وبذلك نلاحظ أن هذین الشاعرین كانا ولاشك معاً في بلاط الأمیر، ینظمان الشعر بأسلوب واحد، ثم آل الأمر بهما إلی التهاجي، فلم یكن عبثاً أن جعلهما البغدادیون في طبقة واحدة وقارنوهما بجریر والفرزدق (الثعالبي، 3/3). ویبدو أن ابن سكرة كان لایمیل إلی الإمام علي‌(ع) وأهل بیته (ظ: ابن الأثیر، ن.ص) وربما كان یتجاوز في ذلك حد الأدب، ففي القصیدة المنسوبة لابن الحجاج في مدح الإمام علي، شن هجوماً عنیفاً علی ابن سكرة وشمت به، وذلك لإساءته الأدب بحق آل بیت الإمام‌(ع) (ظ: ن.د، ابن الحجاج). وربما لهذا السبب أیضاً حرم من دعم كبار رجال الدولة وأصیب بالفقر والفاقة عندما استولی الدیالمة الشیعة علی بغداد، ووجد الشیعة قدراً من القوة في ظلهم. ومن المحتمل أنه نظم المقطوعتین القصیرتین اللتین أوردهما الثعالبي (3/22-23) وتتضمنان معاني عمیقة في هذه الفترة أیضاً. فهو یذهب في المقطوعة الأولی إلی الظن بأن نسبه جنی علیه وصدّ رزقه، فیتحسر علی «كُستیج» المجوس وصلیب النصاری. ویشیر في المقطوعة الثانیة إلی أن العید أتی ولیس فیه للهاشمي سرور ولافرج، وإنما هو عید أهل قم وقاشان والكرج، ویكرر هذا المعنی أیضاً في مقطوعة أخری (م.ن، 3/25)، ویقول إنه لم یدركه الحظ، وذنبه أنه أبطحي الأب، ولایُعزی إلی قم ولا الكرج، غیر أن هذه الأشعار لم تُجده نفعاً وظل یعاني الفقر والحاجة (م.ن، 3/23-24). ولذلك نظم أبیاتاً خاطب فیها وزیراً مجهولاً، یشكو له عسف الدهر ویقول إنه بهذا الفقر حلّت له المیتة التي حرمت (م.ن، 3/24، 25).

لیس لدنیا من آثار ابن سكرة غیر 410 أبیات أوردها الثعالبي، وعدة مقطوعات ذكرت في المصادر الأخری، ولكن یُقال إن دیوانه یربو علی 50 ألف بیت منها في قینة سوداء یقال لها خمرة أكثر من 10 آلاف بیت (الثعالبي، 3/3). یُعلل كثرة الأبیات التي نظمت في هذه القینة، الحكایة التي رؤیت عنها وعن الشعر الهزلي الذي نظمه. فقد أدی اهتمام الشاعر بالقینة السوداء خمرة إلی حسد زوجته بنت أبي تحفة الهاشمیة، فشكت إلی نقیب الهاشمیین، واضطر الشاعر أخیراً لإرضاء زوجته إلی أن یهجو خمرة كل رأینا أن یسخّر كل شعره لمدرسة السخف، وینافس ابن الحجاج، وقد أشرنا إلی نماذج له في المدح والعتاب نظمها علی أسلوب شعراء القرن 4هـ/10م وهي تخلو من السخف. وبالإضافة إلی ذلك فقد ذكر الثعالبي (3/3 وما بعدها) نماذج من شعره في الغزل والخمرة، كما أورد له الیافعي (2/428-429) أبیاتاً في الحكمة مع مدح للرسول‌(ص) (لنماذج أخری من شعره، ظ: الجرجاني، 298؛ الحریري، 257؛ الهمداني، 1/184؛ ابن الشجري، 281؛ الشریشي، 3/39). غیر أن اكثر أشعاره كالنماذج التي أوردناها حول فاقته وهزله، یمكن أن تكون ذات فائدة لدراسة المجتمع في ذلك العصر.

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الشجري، هبة الله، الحماسة، حیدرآباد الدكن، 1345هـ؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو حیان التوحیدي، علي، الإمتاع والمؤانسة، تقـ: وأحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ التنوخي، المحسن، جامع التواریخ، تقـ: د.س. مرغلیوث، القاهرة، 1918-1921م؛ الثعالبي، عبد الملك، یتیمة الدهر، تقـ: محمد محیي‌ الدین عبد الحمید، بیروت، دار الفكر؛ الجرجاني، عبد القاهر، أسرار البلاغة، تقـ: محمد رشید رضا، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الحریري، القاسم، مقامات، القاهرة، المكتبة التجاریة الكبری؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ. الشریشي، أحمد، شرح مقامات الحریري، تقـ: محمد عبد المنعم خفاجي، القاهرة، 1399هـ/1979م؛ الصابي، محمد، الهفوات النادرة، تقـ: صالح الأشتر، دمشق، 1387هـ/1968م؛ الهمداني، محمد، تكملة تاریخ الطبري، تقـ: ألبرت یوسف كنعان، بیروت، 1961م؛ الیافعي، عبد الله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339هـ؛ یاقوت، الأدباء.

أبو محمد وكیلي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: