الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن السبیل /

فهرس الموضوعات

ابن السبیل

ابن السبیل

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۱:۰۱:۳۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السَّبیل، لفظة قرآنیة تعني الغریب المنقَطَع به، وهو أحد الثمانیة المستحقین للزكاة، أو الستة المستحقین للخمس والفيء. وقد وردت هذه اللفظة في سور: البقرة (2/177، 215) والنساء (4/36) والإسراء (17/26) والروم (30/38) لأحد المستحقین للإنفاق بصورة عامة، وفي سورة التوبة (9/60) لأحد مستحقي الزكاة (الصدقات)، وفي سورة الأنفال (8/41) لأحد مستحقي الخمس، وفي سورة الحشر (59/7) لأحد مستحقي الفيء (ظ: ن.د، الخمس، الزكاة، الفيء).

ویدل أحد استعمالات لفظة ابن السبیل القدیمة علی أن لهذه العبارة معنی یقرب من المسافر، ویمكن الإشارة كمثال علی ذلك إلی الحدیث النبوي «… ابن السبیل أول شارب…» (أبو عبید، 3/69؛ أحمد بن حنبل، 2/494) وإلی ما ورد في خطبة لعلي‌(ع) «… أنتم بنو سبیل علی سفر…» (نهج البلاغة، الخطبة 181) وإلی قول الشاعر الراعي النمیري (تـ 120هـ) «علی أكوار هن بنو سبیل…» (ص 145). وفسرت ابن السبیل بالمسافر في روایات عن الإمام الباقر‌(ع) وعدد من المفسرین القدماء كابن عباس ومجاهد وقتادة (ظ: الطبري، 2/57، 10/115؛ السیوطي، 4/225)، كما فسرها ابن عباس وقتادة في روایات أخری بالضیف وفي بعضها الآخر بالمسافر والضیف معاً (ظ: الطبري، 2/57، 10/7، 115؛ الطوسي، التبیان، 2/96؛ تنویر…، 24، مخـ؛ السیوطي، 1/415، 4/225، 6/495).

ویشاهد في الروایات والآثار الفقهیة التي تعود إلی القرن 2هـ/8م عبارات عن الإمامین الباقر والصادق‌(ع) وأیضاً عن أبي یوسف وابن مبارك ما یقرب من «المسافر المنقطع به»، أو ما یعادلها في تعاریف «ابن السبیل» الفقهیة المتداولة (ابن الأشعث، 54؛ القاضي النعمان، 1/261؛ أبو یوسف، 81؛ ابن المبارك، 118).

ورغم الخلافات الموجودة بین المذاهب في تعریف مصطلح ابن السبیل الفقهي، غیر أنها تشترك جمیعها في أن ابن السبیل هو المسافر الذي لامال له یكفیه للوصول إلی ما یقصد.

 

عند الإمامیة

یری الطوسي (النهایة، 1/192) أن ابن السبیل المستحق للزكاة هو الضیف الذي ینزل بالإنسان ویكون محتاجاً في الحال وإن كان له یسار في بلده وموطنه، ویری بعضهم أن الضیف المحتاج من ابن السبیل (المحقق الحلي، 1/162؛ العلامة الحلي، «القواعد»، 1/197)، ویری آخرون أنه منشئ السفر من بلده مع حاجته إلیه ولایقدر علی مال یبلغه (ظ: العلامة الحلي، مختلف…، 2/11؛ الشهید الثاني، 1/130)، ویری أكثر الفقهاء أن سفر الطاعة یكون في طاعة بمعنی السفر المباح (الطوسي، المبسوط، 1/252؛ المحقق الحلي، 1/163؛ الشهید الثاني، ن.ص)، غیر أن ابن الجنید یراه بمعنی السفر الواجب أو المستحب (ظ: العلامة الحلي، ن.ص). ویصرح بعض فقهاء الإمامیة بعدم تمكن المسافر من الاعتیاض عما معه ببیع أو اقتراض أو غیرهما لتوفیر وسائل السفر (الشهید الثاني، ن.ص؛ صاحب الجواهر، 15/373). ویعتقد أكثر الفقهاء بأنه إن فضل شيء مما یدفع إلیه لقناعة أو تضییق علی نفسه أعاد (ظ: المحقق الحلي، 1/163؛ صاحب الجواهر، 15/376-377).

والمشهور عند الإمامیة أن ابن السبیل الذي یستحق الخمس والفيء هو الذي یكون هاشمیاً بالإضافة إلی الشروط المذكورة؛ ویری البعض الآخر أن أبناء المطّلب یستحقونه أیضاً (ظ: الطوسي، التبیان، 9/564؛ النهایة، 1/206؛ المحقق الحلي، 1/182).

 

المصادر

في نهایة المقال.

مصطفی محقق داماد/ن.

 

عند اهل السنة

 

الفقه الحنفي

ورد في تعریف القدوري أن ابن السبیل هو المسافر المنقطع عن ماله وإن كان غنیاً في وطنه، لأنه فقیر (1/154). ویشاهد أمثال هذا التعریف عند الحنفیین الآخرین (ظ: الكاساني، 2/46؛ المرغیناني، 2/205). ویری أبوحنیفة أن المبتدئ بالسفر لیس من ابن السبیل (ظ: الماوردي، 140؛ ابن هبیرة، 1/153)، غیر أن تعریف ابن السبیل في بعض المصادر الحنفیة أصبح عاماً حتی اعتبر بعضهم المقیم المحتاج منهم أیضاً (ابن همام، 2/205)، ولكن أغلب المصادر الحنفیة لم تذكر شیئاً عن اشتراط إباحة السفر (كنموذج، ظ: الغنیمي، 1/154). ویفضّل بعض فقهاء الحنفیة الاستقراض – إن أمكن– علی أخذ الزكاة (ابن همام، ن.ص).

 

الفقه المالكي

یقول خلیل في تعریفه لابن السبیل (1/139-140) هو الغریب المحتاج لما یوصله في غیر معصیة ولم یجد مسلفاً وهو مليء ببلده. وأورد ابن رشد (1/268) في تعریف قریب منه عبارة «سفر الطاعة». ولایری مالك المبتدئ بالسفر من ابن السبیل (ابن هبیرة، ن.ص). وفرّق بعض فقهاء المالكیة بین أن یكون السفر معصیة أو یرتكب المسافر معصیة في السفر، وحرّموا علیه الزكاة في الحالة الأولی فقط (العدوي، 2/219). وورد في بعض مصادر المالكیة: عدم إعطاء الزكاة لابن السبیل الغني في وطنه إن وجد من یسلفه (ظ: القرطبي، 8/187؛ الخرشي، 2/219؛ الدردیر، 40)، غیر أن المصادر الأخری لاتلزمه علی السلف (ظ: القرطبي، ن.ص).

 

الفقه الشافعي

ورد في تعریف النووي (ص 356)، أن ابن السبیل هو المسافر أو المبتدئ بالسفر المحتاج (لبدء سفره أو متابعته) وشرطه عدم المعصیة. ویری الشافعي أن المبتدئ بالسفر من ابن السبیل (ظ: ابن هبیرة، ن.ص)، وفرّق بعض الشافعیة بین سفر المعصیة والسفر الذي ترتكب فیه المعصیة (ابن حجر الهیتمي، 7/160)، وتنص بعض مصادر الشافعیة بصراحة علی أن السفر غیر الضروري وحتی ما كان للتجول لایمنع من استحقاق الزكاة (الملیباري، 2/194؛ الشربیني، 3/112). ولكن هناك رأیاً مخالفاً لذلك (ظ: المحلي، 3/198). ویری بعض فقهاء الشافعیة أن السلفة غیر ضروریة وإن كانت ممكنة (ظ: القلیوبي، 3/198).

 

الفقه الحنبلي

ورد في تعریف الخرقي أن ابن السبیل هو المسافر المحتاج في السفر وإن كان غنیاً في وطنه (7/328)، ووردت روایتان لأحمد بن حنبل عن إلحاق المبتدئ بالسفر بابن السبیل (ظ: ابن هبیرة، ن.ص). ولكن المعروف عند الحنابلة عدم الإلحاق (ن.ص؛ أبو یعلی، 133؛ ابن قدامة، 7/328؛ المرداوي، 3/238). وعن السفر المباح صرح في عبارة الحجاوي بأن المسافر یستحق الزكاة في سفر طاعة أو مباح (2/284). ولكن لكل آراء وتفاصیل تختلف حول ذلك (ظ: المرداوي، 3/237؛ ابن مفلح، 2/426). وقد حرم بعض الحنابلة ابن السبیل من أخذ الزكاة إن وجد مقرضا (ظ: المرداوي، 3/238).

وتشاهد في فقه المذاهب الإسلامیة الأخری الخلافات المذكورة إلی حدما. فابن المرتضی وهو أحد أئمة الزیدیة یری مثلاً أن ابن السبیل هو المحتاج الذي بینه وبین وطنه مسافة قصر مطلقاً، وإن كان غنیاً في بلده، ویعتقد بأنه لایستحق الزكاة إن أمكنه القرض (1/516-517). ویری ابن حزم من الظاهریة في عبارة قصیرة أن ابن السبیل هو المحتاج في سفر بغیر معصیة (4/275). ویری الشماخي من الإباضیة أیضاً أن ابن السبیل هو المبتعد عن أهله (وأصبح محتاجاً) وإن كان غنیاً في بلده. وابن السبیل المستحق للخمس لایلزم في رأي المذاهب الأربعة أن یكون هاشمیاً (ابن هبیرة، 2/431-432؛ الماوردي، 144؛ ابن رشد، 1/390-391؛ المحلي، 3/188-189؛ أبو یعلی، 128). ویشاهد وجوب تقدیم الهاشمي علی غیره في فقه الزیدیة، وإذا لم یوجد الهاشمي أمكن دفع الزكاة لغیره (ظ: ابن المرتضی، 1/569).

 

المصادر

ابن الأشعث، «الأشعثیات»، مع قرب الإسناد للحمیري، طهران، مكتبة نینوی الحدیثة؛ ابن حجر الهیتمي، أحمد، تحفة المحتاج، مصر، 1315هـ؛ ابن حزم، علي، المحلی بالآثار، تقـ: عبد الغفار سلیمان البنداري، بیروت، 1408هـ/1988م؛ ابن رشد، محمد، بدایة المجتهد، مصر، 1357هـ/1938م؛ ابن قدامة، عبد الله، المغني، بیروت، 1404هـ/1984م؛ ابن المبارك، عبد الله، غریب القرآن، تقـ: محمد سلیم الحاج، بیروت، 1405هـ/1985م؛ ابن المرتضی، أحمد، شرح الأزهار صنعاء، 1341هـ؛ ابن مفلح، إبراهیم، المبدع، بیروت، 1399هـ؛ ابن هبیرة، یحیی، الإفصاح، حلب، 1366هـ/1947م؛ ابن همام، كمال الدین، فتح القدیر، مصر، 1319 هـ؛ أبو عبید، القاسم، غریب الحدیث، حیدرآباد الدكن، 1385هـ/1966م؛ أبویعلی، محمد، الأحكام السلطانیة، تقـ: محمد حامد القفي، مصر، 1386هـ/1966م؛ أبویوسف، یعقوب، الخراج، بیروت، 1399هـ/1979م؛ أحمد بن حنبل، مسند، مصر، 1313هـ؛ تنویر المقباس من تفسیر ابن عباس، بیروت، دار الفكر؛ الحجاوي، شرف الدین، «الإقناع»، مع كشاف القناع للبهوتي، تقـ: هلال مصیلحي مصطفی هلال، الریاض، مكتبة النصر الحدیثة؛ الخرشي، محمد، شرح علی مختصر سیدي خلیل، مصر، 1318هـ؛ الخرقي، عمر، «المختصر»، مع المغني (ظ: همـ، ابن قدامة)؛ خلیل بن إسحاق، «المختصر»، مع جواهر الإكلیل، بیروت، دار المعرفة؛ الدردیر، أحمد، أقرب المسالك، بیروت، دار الفكر؛ الراعي النمیري، الدیوان، تقـ: راینهرت فایبرت، بیروت، 1401هـ/1980م؛ السیوطي، الدر المنصور، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الشربیني، محمد، مغني المحتاج، مصر، 1352هـ؛ الشماخي، عامر، الإیضاح، عمان، 1404هـ/1984م؛ الشهید الثاني، زین الدین، الروضة البهیة، مصر، 1378هـ؛ صاحب الجواهر، محمد حسن، جواهر الكلام، طهران، دار الكتب الإسلامیة؛ الطبري، تفسیر؛ الطوسي، محمد، التبیان، 1389هـ/1969م؛ م.ن، المبسوط، تقـ: محمد تقي كشفي، طهران، 1387هـ؛ م.ن، النهایة، تقـ: محمد تقي دانش پژوه، طهران، 1342ش؛ العدوي، علي، حاشیة علی شرح مختصر خلیل (ظ: همـ، الخرشي)؛ العلامة الحلي، الحسن، «القواعد»، مع إیضاح لفخر المحققین، قم، 1387هـ؛ م.ن، مختلف الشیعة، إیران، 1323هـ؛ الغنیمي، عبد الغني، اللباب، تقـ: محمد محیي ‌الدین عبد الحمید، مصر، 1383هـ/1963م؛ القاضي النعمان المغربي، دعائم الإسلام، تقـ: آصف فیضي، القاهرة، 1383هـ/1963م؛ القدوري، أحمد، «الكتاب»، مع اللباب (ظ: همـ، الغنیمي)؛ القرآن الكریم؛ القرطبي، محمد، الجامع لأحكام القرآن، مصر، 1386هـ/1966م؛ القلیوبي، شهاب الدین، حاشیة علی شرح منهاج الطالبین، مصر، مكتبة عیسی البابي الحلبي؛ الكاساني، علاء الدین، بدائع الصنائع، مصر، 1406هـ/1986م؛ الماوردي، علي، الأحكام السلطانیة، مصر، 1393هـ/1973م؛ المحقق الحلي، جعفر، شرائع الإسلام، النجف، 1389هـ/1969م؛ المحلّي، جلال‌ الدین، «شرح منهاج الطالبین»، في هامش حاشیة علی شرح… (ظ: همـ، القلیوبي)؛ المرداوي، علي، الإنصاف، تقـ: محمد حامد الفقي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ المرغیناني، برهان الدین، «الهدایة»، مع فتح القدیر (ظ: همـ، ابن همام)؛ الملیباري، زین الدین، «فتح المعین»، في هامش إعانة الطالبین، مصر، 1356هـ؛ نهج البلاغة؛ النووي یحیی، «منهاج الطالبین»، مع السراج الوهاج، بیروت، دار المعرفة.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: