الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن سحنون /

فهرس الموضوعات

ابن سحنون

ابن سحنون

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/15 ۱۱:۰۶:۲۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ سَحنون، أبو عبد الله محمد بن سحنون بن سعید بن حبیب التنوخي (202-256هـ/817-870م)، فقیه مالكي. درس مقدمات العلوم بالقیروان، وتفقه بأبیه (القاضي عیاض، 4/204)، وسمع عبد الله بن أبي حسّان الیحصبي وموسی بن معاویة الصُمادحي وعبد العزیز بن یحیی المدني الهاشمي وعبد المؤمن بن مستنیر الجزري وأبا عبد الرحمن بَقيّ بن مخلد (أبو العرب، طبقات…، 158، 197؛ المالكي، 1/346؛ ابن حیان، 263؛ القاضي عیاض، ن.ص). وتعلّم المناظرة من أبي الحسن محمد بن نصر بن حضرم (الخشني، 198).

رحل إلی المشرق في 235هـ ونزل في مصر علی أبي رجاء ابن أشهب، فأتاه علماء مصر وفضلاؤها ومن بینهم المزني صاحب الشافعي. ولما خرج المزني من عنده أقسم أنه لم یرَ أعلم منه ولا أحدّ ذهناً (المالكي، ن.ص). ورحل من مصر في نفس العام قاصداً مكة فأدی مناسك الحج. والتقی في المدینة أبا مصعب الزهري من أصحاب مالك ابن أنس ویعقوب بن حمید بن كاسب، وسمع أبا مصعب وسلمة بن شبیب (القاضي عیاض، ن.ص؛ الذهبي، 13/60). والجدیر بالذكر أن أبا العرب روی في آثاره عن ابن سحنون بواسطة وبدون واسطه (ظ: المحن، 112، 128، 170، 191). وقد أثنی علیه العلماء الذین جاؤوا من بعده وأشادوا بمنزلته العلمیة كأبي العرب الذي عدّه ثقة وعالماً بالمذهب المالكي وآثار السلف. وبرزت مكانته العلمیة في حیاة والده، وكانت له حلقة إلی جانب حلقته (المالكي، 1/345).

كان له عدد كبیر من التلامذة منهم إبراهیم بن عتاب الخولاني وأبو محمد ابن حكمون وابن أبي الولید الخطیب وأبو القاسم الطوري ناظر مظالم القیروان وغیرهم (الخشني، 151، 164، 165؛ حول رواته، ظ: م.ن، 166؛ أبو العرب، طبقات، 100؛ الحمیدي، 1/280-282، 389).

وأورد ابن أبي دُلَیم أن ابن سحنون كان بارعاً في الفقه والمناظرة وأحسن الدفاع عن المذهب المالكي. وتحدث ابن الحارث عن معرفته بالحدیث (القاضي عیاض، 4/205-206). ونقل المالكي بإسهاب المناظرة التي جرت بینه وبین أحد علماء الیهود بمصر والتي انتهت بإسلام الیهودي (1/350-352).

وكان ابن سحنون الذي تربی في مدرسة سحنون وموسی الصمادحي في القضایا الكلامیة علی عقیدة أصحاب الحدیث. وكان لایعتقد أبداً بخلق القرآن وقد صرح في أحد المجالس بذلك. كما كان یقول في مسألة الإیمان: المرء یعلم اعتقاده، فیكف یعلم أنه یعتقد الإیمان ثم یشك فیه؟ (للتفصیل ظ: المالكي، 1/350-351؛ القاضي عیاض، 4/218-219).

وبعد وفاة والده تفاقم الأمر بینه وبین سلیمان بن عمران قاضي القیروان، فاضطر إلی الخروج من القیروان، إلا أنه كتب إلی محمد بن الأغلب أمیر القیروان یستأمنه، وعلی قول آخر إنه زار الأمیر في قصره وحصل علی أمان منه، ورفع الأمیر ید سلیمان عنه. وظهر ابن سحنون من بعد ذلك وقامت رئاسته (الخشني، 130-131). وعندما عجز القاضي سلیمان عن الإیقاع به، راح یحاربه بشكل غیر مباشر. ویشیر المالكي في هذا الصدد إلی قیام مجموعة من الحنفیین المقیمین بالقیروان بإلحاق الأذی به (1/352-353)، كما ذكر القاضي عیاض اسم أحد معارضیه ویدعی ابن أبي الحواجب صاحب الصلاة (4/314). واستطاع ابن سحنون بنفوذه أن یحمل الأمیر علی تولیة عبد الله بن طالب علی الصلاة (ن.ص)، ویُعدّ هذا ضربة قاصمة لمعارضي ابن سحنون. وبعد هذه الحادثة انزوی سلیمان ونُحّي عن منصب القضاء وحلّ ابن طالب محله (الخشني، 131-132). وأورد اللبیدي أنه خرج خلال الحرب مع الروم من القیروان إلی قصر الطوب فتمكن بدعم الناس من إلحاق الهزیمة بالروم الذین أشرفوا علی نهب الأموال (المالكي، 1/348).

توفي بالساحل كما أورد القاضي عیاض وحُمل إلی القیروان (4/219)، ودُفن بباب نافع بمقربة من قبر أبیه (الدباغ، 2/134)، وصلّی علیه أمیر القیروان إبراهیم بن الأغلب، وضَرَب حول قبره قبة (القاضي عیاض، 4/220). ورثاه بعض الشعراء كأحمد بن سلیمان الذي رثاه بقصیدة من حوالي 300 بیت (المالكي، 1/357-360)، ومحمد بن داود من أصحابه وآخرين (القاضي عیاض، 4/220-221).

ولابد من التنویه في النهایة إلی أن ابن سحنون حظي بأهمیة خاصة بصفته ناقلاً لفقه سحنون، ولوجوده في السلسلة الروائیة للفقه المالكي، حیث یمكن الوقوف علی هذه السلسلة في مواضع مختلفة من الكتب الفقهیة (مثلاً ظ: أبو العرب، المحن، ن.ص؛ ابن عبد الرفیع، 2/635، 784، 862؛ الونشریسي، 2/173، مخـ).

 

آثاره

تجد من آثاره الیوم الكتب التالیة:

1. آداب المعلمین، طُبع عام 1931م في تونس بتحقیق حسن حسني عبد الوهاب، ترجمه إلی الفرنسیة لوكونت وطبع في مجلة «الدراسات الإسلامیة» بباریس (1953م). وطُبع بالقاهرة أیضاً عام 1955م بتحقیق أحمد فؤاد الأهواني ضمن كتاب التربیة الإسلامیة (GAS, I/473).

2. أصول الدین، منه مخطوطة في مكتبة الأوقاف بالرباط ضمن مجموعة (ن.ص).

3. الرسالة السحنونیة، علی شكل أسئلة وأجوبة في الفقه، توجد مخطوطة منها في المكتبة الأزهریة وأخری في دار الكتب المصریة (الأزهریة، 2/246؛ سید، 1/16؛ حول النسخ الأخری، ظ: GAS، ن.ص).

4. النوازل، الذي أشار إلیه ابن خیر باسم نوازل الصلاة من دیوان محمد بن سحنون (ص 254)، وأفاد منه الونشریسي في أثره (7/14) یوجد في مكتبة الكتاني بالرباط (GAS، ن.ص).

والجدیر بالذكر أنه صنّف رسالتین باسم الإمامة أحداهما إلی خلیفة عصره. تشیر الأخبار إلی أن هذین الكتابین نالا اهتماماً بالغاً في بغداد، كما یحظی تألیف هذه الآثار من الناحیة العقائدیة بأهمیة كبیرة جداً، فبعد قرن من الزمن وفي حرب عام 333هـ بین أهل القیروان وبني عبید بالمهدیة انبری أبو العرب لقراءة هذا الأثر علی المقاتلین بهدف رفع معنویاتهم (ظ: القاضي عیاض، 3/320، 335؛ الدباغ، 2/127؛ للاطلاع علی باقي آثار ابن سحنون، ظ: المالكي، 1/345-346؛ القاضي عیاض، 4/207).

 

المصادر

ابن حیان، حیان، المقتبس، تقـ: محمود علی مكي، بیروت، 1973م؛ ابن خیر، محمد، فهرسة، تقـ: فرنسشكه قداره، بغداد، 1963م؛ ابن عبد الرفیع، إبراهیم، معین الحكام، تقـ: محمد بن قاسم بن عیاد، بیروت، 1989م؛ أبو العرب، محمد، طبقات علماء إفریقیة وتونس، تقـ: علي الشابي ونعیم حسن الباقي، تونس، 1985م؛ م.ن، المحن، تقـ: یحیی وهیب الجبوري، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الأزهریة، الفهرست؛ الحمیدي، محمد، جذوة المقتبس، تقـ: إبراهیم الأبیاري، بیروت، 1983م؛ الخشني، محمد، طبقات علماء إفریقیة، تقـ: محمد بن أبي شنب، الجزائر، 1332هـ/1914م؛ الدباغ، عبد الرحمن، معالم الإیمان، تقـ: أبو القاسم بن عیسی بن ناجي وإبراهیم شبوح، القاهرة، 1968م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وعلی أبو زید، بیروت، 1404هـ/1984م؛ سید، المخطوطات؛ القاضي عیاض، ترتیب المدارك، المغرب، 1390هـ؛ المالكي، عبد الله، ریاض النفوس، تقـ: حسین مؤنس، القاهرة، 1951م؛ الونشریسي، أحمد، المعیار المعرب، تقـ: محمد حجي، بیروت، 1401هـ/1981م؛ وأیضاً:

GAS.

علي رفیعي/ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: