الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الساعاتي، فخرالدین /

فهرس الموضوعات

ابن الساعاتي، فخرالدین

ابن الساعاتي، فخرالدین

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/14 ۲۳:۴۳:۱۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ السّاعاتيّ، فخر الدين رضوان (یاقوت، 11/141: رمضان) ابن محمد بن علي بن رستم بن هَردوز الخراساني (تـ 618هـ/1221م)، طبیب وأدیب وله معرفة بالموسیقی والمنطق والحكمة والمیكانیك (حول والد ابن الساعاتي، ظ: ن.د، ابن الساعاتي، أبو الحسن). ولد فخر الدين بدمشق ودرس الطب فیها علی رضي‌ الدين أبي الحجاج یوسف بن حیدرالرحبي وفخر‌ الدين الماردیني وأخذ العلوم الأدبیة عن تاج‌ الدين زید الكندي (م.ن، 11/141-142؛ ابن أبي أصیبعة، 2/183-184؛ الصفدي، 14/128-129). وكان طبیباً حاذقاً وأدیباً فاضلاً وشاعراً وخبیراً بعلم الموسیقی ویحسن الضرب علی العود. وله خطّ في غایة الجودة (یاقوت، ابن أبي أصیبعة، الصفدي، ن.ص). ویشیر فخر الدين في بیت أو بیتین بدیعین إلی أن الناس حسدوه علی الفن الذي كسبه ووصل إلیه بعناء. وأغلب المصادر تذكره أدیباً وشاعراً، ولكن لیس بین أیدینا سوی 3 من الدوبیت نقلها یاقوت (11/142-143).

وكان ابن الساعاتي بالإضافة إلی مكانته العلمیة وزیراً لأمیرین أیوبیین هما الملك الفائز والملك المعظم. كما كان طبیب الملك المعظم الخاص وندیمه (ابن أبي أصیبعة، الصفدي، ن.ص).

أما الآثار المنسوبة إلی ابن الساعاتي فهي: 1. تكملة (تكمیل) كتاب القولنج لابن سینا الموسوم بـ القولنج وأنواعه ومداواته؛ 2. حواش علی القانون لابن سینا، في الطب؛ 3. المختار من الأشعار، أو المختارات في الأشعار؛ 4. ذیل علی رسالة الزكام لابن سینا (یاقوت، 11/142؛ ابن أبي أصیبعة، 2/184؛ حاجي خلیفة، 1/1451؛ البغدادي، 1/369؛ سارتن، 2/1807).

ولم یُشر أي مصدر من المصادر القدیمة إلی تألیف فخر الدين في علم الساعات ولا إلی معرفته بصناعة الساعات، ولكن یوجد كتاب له في هذا المجال اسمه علم الساعات والعمل بها، ویدور حول كیفیة عمل وبناء وتعمیر وإصلاح الساعة التي صنعها والده في الفترة بین 540-564هـ/1145-1169م ونصبها علی باب جیرون بدمشق والمعروف بباب الساعات. وجاء وصف تلك الساعة في آثار الكثیر من الرحالة ومنهم ابن جبیر (ص 243-244) وابن بطوطة (ص 108) والقزویني (ص 189؛ قا: سارتن، ن.ص). ویقول ابن الساعاتي في بدایة كتابه: «لما رأیت الساعات التي أنشأها والدي –رحمه الله، بدمشق حرسها الله– قد فسدت بعد فاته جمیع آلاتها… حتی كادت أن تصیر مجهولاً لایعرف ونكرة لاتتعرف، هذا مع قرب العهد وقصر المدة… وكانت أیضاً ساعات اللیل معه بطّالة وساعات النهار مختلفة جداً». وقال ابن الساعاتي إن السبب في خراب تلك الساعات هم أربعة أشخاص ظنّ كل منهم أنه علامة الوجود، تولّوا إدارتها الواحد تلو الآخر بعد والده (ص 3-11). وذكر ثلاثة منهم الأدیب والعالم بالأدب العربي والذي كان یتكلم الفارسیة ابن النقاش مهذب‌ الدين أبو الحسن، وتلمیذه مهذب‌ الدين أحمد بن الحاجب (ابن أبي أصیبعة، 2/162، 181-182)، والمهندس والطبیب مؤید‌ الدين أبوالفضل محمد بن عبد الكریم بن عبد الرحمن الحارثي (م.ن، 2/190). أما الرابع فقد اعتبره ابن الساعاتي أصغر من أن یضیع الوقت في ذكره. ویضیف قائلاً: فألزمني من لایسعني خلافه أن أتسلّمها وأعید حركاتها التي فسدت إلی الصلاح والتقویم، وعلمت ما في ذلك من الأجر لما في معرفة أوقات اللیل والنهار والصلوات في الغیوم والأمطار من الثواب الجزیل، والأجر الجلیل مع إحیاء ذكر والدي، فامتثلت أمره وأعدتها إلی ماكانت علیه من حسن الترتیب، فكأنها من قد عاش بعد الموت، ثم رأیت أن أجمع ذلك كله في كتاب یعتمد علیه ویعود الإنسان في سائر حالاته إلیه (ص 11-13).

وكتاب ابن الساعاتي في خمسة فصول یتناول الفصل الأول منه المخترعین الأوائل للساعة كهرمز من بلاد فارس وكیفیة انتقال هذه الصنعة إلی الیونان ومنها إلی البلاد العربیة. وقد تحدث في هذا الفصل إیضاً عن اختراع آلات الساعة وإكمال والده لها وذكر أسماء آلاتها بإجمال (ص 15-38). أما الفصل الثاني فیذكر فیه أسماء جمیع تلك الالات (ص 39-73). وفي الفصل الثالث یتحدث عن عمل آلاتها ویذكر أشكالها وصورها بشكل منفصل ومركب وذكر خصائص كل منها، من حیث الطول والعرض والمساحة والحجم وكیفیة ارتباط كل آلة بأخری قبلها أو بعدها (ص 74-231). والفصل الرابع من الكتاب في صورة العمل بالساعات وكیفیة دورانها وما في ذلك من الشروط (ص 231-273). ویختص الفصل الخامس بالعطل والعیوب التي من الممكن أن تحدث في كل آلة وكیفیة اتقاء ذلك وطریقة إصلاح تلك الآلة عند عطلها (ص 274-313). وقد انتهی من تألیف هذا الكتاب كما ذكر ذلك في محرم 600 (ص 290). ویعد هذا الكتاب كما یقول سارتن (2/1808) أهم مصدر في البحث حول الساعات الإسلامیة بعد تألیف الجزري (بدر الزمان إسماعیل بن الرزاز مؤلف كتاب في معرفة الحیل الهندسیة في 602هـ/1206م). ونقل هذا الكتاب بشكل ملخص إلی اللغة الألمانیة فیدمان وفریتس هاوزر باسم «الساعات في مجال الحضارة الإسلامیة» وطبعت هذه الترجمة في مدینة هاله سنة 1915م (EI2). أما الطبعة المحققة لهذا الأثر فقد تمّت بدمشق سنة 1402هـ/1981م وقام بتحقیقها محمد أحمد دهمان وتحتوي علی 313 صفحة وتشتمل بالإضافة إلی الكتاب علی مقدمة ومقالات في نهایته (دهمان، 89-94).

توفي ابن الساعاتي بدمشق إثر إصابته بمرض الیرقان (ابن أبي أصیبعة، 2/184).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أوغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن بطوطة، محمد، رحلة، تقـ: م.ع. العریان و م. القصاص، بیروت، 1407هـ؛ ابن جبیر، محمد، رحلة، بیروت، 1384هـ/1964م؛ ابن الساعاتي، رضوان، علم الساعات والعمل بها، تقـ: محمد أحمد دهمان، دمشق، 1402هـ/1981م؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، كشف؛ دهمان، محمد أحمد، مقدمة علم الساعات (ظ: همـ، ابن الساعاتي)؛ سارتن، جورج، مقدمه برتاریخ علم، تجـ: غلام حسین صدري أفشار، طهران، 1357ش؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: دیدرینغ، بیروت، 1402هـ/1982م؛ القزویني، زكریا، آثار البلاد، بیروت، 1404هـ/1984م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2.

أبو محمد وكیلي/ص.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: