الصفحة الرئیسیة / المقالات / ابن الزبیر، أبومحمد /

فهرس الموضوعات

ابن الزبیر، أبومحمد

ابن الزبیر، أبومحمد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/14 ۱۴:۴۵:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الزُّبَیر، أبو محمد الحسن بن علي بن إبراهیم الأسواني الغسّاني (تـ ربیع الثاني أو رجب 561/شباط أو أیار 1166)، الملقب بالمهذّب، شاعر من العصر الفاطمي. ولد في أوائل القرن 6 الهجري بأسوان ونشأ فیها. وبعد أن تفتحت قریحته الشعریة في مطلع شبابه (526هـ) اتصل ببني الكنز العائلة المشهورة والمعروفة برعایة الأدب، ومدحهم (ضیف، 196؛ بدوي، 149؛ فروخ، 3/319). ثم غادر مسقط رأسه واتجه إلی القاهرة طلباً للشهرة والمال، فمدح فیها رضوان بن ولخشي وزیر الخلیفة الحافظ (حكـ 524-544هـ) (ضیف، ن.ص).

وطبقاً لما ذكره یاقوت (2/942؛ أیضاً ظ: الصفدي، 12/132)، فإنه قد ذهب مرة إلی الیمن مبعوثاً للخلیفة الفاطمي، لكنه لم یذكر تاریخ سفره ولا اسم الخلیفة. فقد انتهز ابن الزبیر الفرصة في الیمن وانهمك بالبحث في الأنساب وألف كتاباً ضخماً في هذا الموضوع (ظ: بقیة المقالة). كما أصبح في القاهرة وبوساطة من القاضي الجلیس (تـ 561هـ) من المقربین إلی الملك الصالح طلائع بن رُزّیك، وزیر الفائز (حكـ 549-555هـ) وصار من زمرة شعرائه الخاصین به، ونال من وراء ذلك ثروة هائلة (یاقوت، ن.ص؛ الصفدي، 12/131؛ ابن شاكر، 17/184-185). وكان الملك الصالح –الذي هو نفسه شاعر بارع– یعرض شعره علی ابن الزبیر بعد نظمه (ظ: المقریزي، اتعاظ…، 3/222؛ ابن تغري بردي، 5/313؛ الأمیني، 45؛ كامل حسین، 239)، ولهذا السبب فقد تصور البعض أن أغلب أشعار الملك الصالح هي لابن الزبیر (ظ: یاقوت، الصفدي، ن.ص؛ سلام، 320؛ بدوي، 150؛ قا: الأمیني، 45-46). وهناك أبیات في متنال أیدینا لابن الزبیر امتدح فیها شعر الصالح بشكل مبالغ فیه (ظ: عماد الدین، 1/212).

وبعد وفاة الصالح ولسبب نجهله، تحولت علاقة الصداقة التي كانت قائمة بین القاضي الجلیس وابن الزبیر إلی عداوة شدیدة (المقریزي، المقفی…، 3/347، 348)، لكن حین أُلقي بابن الزبير في غیاهب السجن بأمر من أبي شجاع شاور بتهمة التعاون مع شیركوه، توسط القاضي الجلیس في أمره فأطلق سراحه (ن.م، 3/347؛ الداودي، 1/137). ومع كل ذلك، قیل إنه حین مات القاضي الجلیس، شمت به ابن الزبیر ولبس في جنازته ثیاباً مذهبة، مما أدی إلی أن یعیب علیه الناس ذلك ویستقبحوا فعله (یاقوت، لاصفدي، ن.ص). ومن جانب آخر فقد ورد في روایة أن شجاع بن شاور هو الذي ساعد في إطلاق سراحه (ظ: یاقوت، 2/945؛ الصفدي، 12/135-136؛ المقریزي، الخطط، 1/424).

ولیس معلوماً ما إذا كان ابن الزبیر قد تولی فعلاً منصب القضاء في العصر الفاطمي، أم أنه مثل كثیر آخرین كان یحمل لقب قاض فحسب، رغم أن البعض قد صرحوا بأن الصالح قد عینه في هذا المنصب (ظ: بدوي، 154؛ سالم، 20-21؛ الأمین، 5/155).

واستناداً لبعض الشواهد المتوفرة في شعر ابن الزبیر وكذلك مدحه الإمام علي بن أبي طالب‌(ع) وأهل لابیت‌(ع)، فقد قیل إنه كان یعتنق المذهب الشیعي الاثني عشري أو الإسماعیلي (ظ: ن.ص)، ولهذا السبب ذمه عماد الدين الكاتب (1/214؛ قا: سالم، 29-35).

توفي ابن الزبير في القاهرة، وقد ذُكر أنه مات خوفاً من شاور (الصفدي، 12/131؛ المقریزي، المقفی، 3/346؛ الداودي، 1/136؛ أیضاً ظ: بدوي، 153).

مدحه عمارة الحكمي الیمني (تـ 569هـ) كما مدح أخاه القاضي الرشید (ص 184). وكان ابن الزبیر ذا خط جید ونثر حسن، وفصیحاً، وكان یفضل في الشعر علی أخیه الرشید (یاقوت، 2/942؛ الصفدي، ن.ص).

اعتبرته جمیع المصادر أعظم شعراء عصره، ووضعته في مصاف الشعراء الكبار للعصرین الأموي والعباسي، وكان یُعتقد أن لشعره قوة شعر البادیة (مثلاً ظ: عماد الدين، 1/204؛ المقریزي، ن. ص؛ كامل حسین، 240-243). كما كان الشاعر یفخر بحسن شعره الذي جری علی الألسن، ویعدّ نفسه أفضل بلغاء عصره (ظ: عماد الدين، ن.ص، البیت 4، أیضاً 1/224، البیت 11). وقد قیل إن أول شعر قاله كان في 526هـ (ابن خلكان، 1/161). أما دیوانه الذي أشار إلیه ابن خلكان (ن.ص؛ أیضاً ظ: الذهبي، 20/490)، فلایوجد بین أیدینا، ولایوجد من شعره الیوم سوی حوالي 500 بیت متناثرة في شتی المصادر، وقد جمعها محمد عبد الحمید سالم ونشرها في القاهرة سنة 1409هـ/1988م.

تلاحظ في أغلب أغراض شعره موضوعات كالمدح والوصف والغزل والفخر والرثاء والهجاء والعتاب وحتی المجون، إلا أن الغالب علیها المدح وتعتبر قصائد مدائحه التي تتضمن بعض الأمور التاریخیة كوصف سفن الصالح الحربیة وانتصاره علی الصلیبیین (ظ: عماد الدين، 1/208-209، 211) ذات قیمة، وقیل إنه كان یسعی لأن یقتفي فیها أسلوب أبي تمام والمتنبي (ضیف، 197؛ سلام، 320).

تعتبر قصیدته المیمیة في مدح داعي الیمن من أجل إطلاق سراح أخیه القاضي الرشید والتي تدعی «النواحة»، من قصائده الشهیرة (ظ: یاقوت، 2/942-944؛ الأدفوي، 202). أما أشعاره في الغزل –سواء المستقلة منها، أم تلك التي تتصدر قصائد مدحه– فقد وصفت بالرقة والعذوبة (بدوي، 157). وطبقاً لما قاله ابن حجة فإن غزله قد أعجب القاضي الفاضل (تـ 596هـ) إلی الحد الذي جعله یكتبه بخطه ویترنم به (ص 304). ویبدو أنه لم یكن یمیل إلی الهجاء، فإن قال هجواً جعله بعیداً عن الإسفاف والإقذاع (ظ: عماد الدين، 1/223-224؛ بدوي، 158).

وفي الرثاء، رویت له عدة أبیات خالیة من حرارة اللوعة وبأسلوب ضعیف (عماد الدين، 1/222؛ بدوي، 159). وكان ابن الزبیر مثل كثیر من الشعراء والمعاصرین له قد ذم الزمان بشدة، واعتبر الأصدقاء سبباً في شقائه، وكان یقول إنه لایثق بأي أحد ولایصدق حتی بالذي یراه ویسمعه (عماد الدين، 1/224؛ بدوي، 160). ورغم وجود بعض الموضوعات الفاتنة في شعره كتشبیهه الأطلال البالیة بجسمه بعد رحیل أحبته (ظ: عماد الدين، 1/206، البیت 6) فشعره تقلیدي؛ كما تلاحظ فیه بعض الصناعات اللفظیة كالجناس والتوریة والاقتباس (مثلاً ظ: م.ن، 1/206، البیتان 2 و3، 211، البیت 13، 213، البیت 7؛ بدوي، 161-162).

 

آثاره

فضلاً عن دیوانه، ینسب إليه أثران:

1. تفسیر القرآن، في خمسین مجلداً (ظ: المقریزي، المقفی، 3/346؛ الداودي، 1/135). 2. الأنساب، الذي كان یقع في 20 مجلداً، وكل مجلد في 20 كراساً. وقد أثنی یاقوت علیه وقال: إنه یدل علی جودة قریحة مؤلفه وكثرة اطلاعه، لكنه –وعلی حد تعبیر یاقوت أیضاً– قد حذا فیه حذو البلاذري، وبعض موضوعاته تلخیص لروایاته (2/942).

وتنسب إلیه في بعض المصادر كتاب جنان الجنان و… (مثلاً ظ: المقریزي، ن.ص؛ الداودي، 1/135-136)، بینما الحقیقة هي أن هذا الكتاب هو لأخیه القاضي الرشید (ظ: ن.د، ابن الزبیر، أبوالحسین؛ أیضاً ظ: الذهبي، ن.ص).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجة الحموي، أبو بكر، خزانة الأدب وغایة الأرب، القاهرة، 1304هـ/1886م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عیون التواریخ، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ الأدفوي، جعفر، الطالع السعید، تقـ: سید محمد حسن، القاهرة، 1966م؛ الأمین، محسن، أعیان الشیعة، تقـ: حسن الأمین، بیروت، 1403هـ/1983م؛ الأمیني، محمد هادي، مقدمة دیوان طلائع بن رزیك الملك الصالح، النجف، 1383هـ/ 1964م؛ بدوي، أحمد، الحیاة الأدبیة في عصر الحروب الصلیبیة عصر والشام، القاهرة، 1979م؛ الحكمي الیمني، عمارة، النكت العصریة، تقـ: هـ. درنبرغ، باریش، 1897م؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرین، القاهرة، 1392هـ/1972م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ سالم، محمد عبدالحمید، شعر المهذب ابن الزبیر، القاهرة، 1409هـ/1988م؛ سلام، محمد زغلول، الأدب في العصر الأیوبي، الإسكندریة، 1990م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: رمضان عبد التواب، فیسبادن، 1399هـ/ 1979م؛ ضیف، شوقي، عصر الدول والإمارات، مصر، القاهرة، 1990م؛ عماد الدين الكاتب، محمد، خریدة القصر، قسم شعراء مصر، تقـ: أحمد أمین وآخرون، القاهرة، 1951م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1981م؛ كامل حسین، محمد، في أدب مصر الفاطمیة، القاهرة، 1963م؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: محمد حلمي محمد أحمد، القاهرة، 1393هـ/1973م؛ م.ن، الخطط، بیروت، دار صادر؛ م.ن، المقفی الكبیر، تقـ: محمد الیعلاوي، بیروت، 1411هـ/1991م؛ یاقوت، معجم الأدباء، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1993م.

بابك فرزانه/ هـ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: