الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن الزبیر، أبوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن الزبیر، أبوالحسن

ابن الزبیر، أبوالحسن

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/14 ۱۲:۳۳:۲۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الزُّبَیر، أبو الحسن علي بن محمد بن عبید بن الزبیر القرشي الأسدي الكوفي (254- ذو القعدة 348هـ/868- كانون الثاني 960م)، ویعرف أیضاً بابن الكوفي، أدیب وكاتب وراوٍ. وهو من سلالة أسد بن عبد العزّی بن قصي بن كلاب ومن رهط الزبیر بن العوام ابن أخي السیدة خدیجة بنت خویلد (الطوسي، الفهرست، 69؛ یاقوت، 14/153) وربما سمي بابن الزبیر لهذا السبب (أفندي، 4/207). كان أبوه من أهالي الكوفة، ولكنه أقام ببغداد واشتغل بطلب العلم في حیاة أبیه. وخلف له أبوه إرثاً كبیراً صرفه في طلب العلم والكتب، شراء واستنساخاً وكتابة، وفي مساعدة طلاب العلم الفقراء؛ وكان لكثرة كتبه یعیّن لكل منها موضعاً مخصوصاً من خزائنه ویكتبه علی أول الكتاب لیجده إذا طلبه. كان ابن الزبیر شغوفاً بجمع الكتب واستنساخها إذ استنسخ الكثیر بخطه وبلغ اهتمامه في هذا المجال حداً شغله عن التصنیف والتألیف علی الرغم من غزارة علمه (القفطي، 2/305-306). وقد أدت هذه الاستنساخات الحسنة والدقیقة إلی ثقة العلماء به حتی إن الكتّاب كانوا ینقلون مما خطَّه ابن الزبیر لمنح كتاباتهم ثقة أكثر وكانوا یصرحون بذلك (یاقوت، ن.ص). یقول ابن الندیم (ص 79) إنه: «عالم صحیح الخط». ونقل عن تحریراته أخباراً كثیرة في الفهرست. وقد أشاد كل من القفطي ویاقوت بكتبه المتقنة والدقیقة وحسن خطه وصحة ضبطه وجودته (ن.ص). وأدی اهتمام ابن الزبیر بالاستنساخ إلی وصول كتب كثیرة إلی الأجیال اللاحقة. وكان من تلامذة ثعلب (إمام الكوفیین آنذاك في النحو واللغة) ومن أصحابه (یاقوت، ن.ص). وكانت صلة ابن الزبیر بثعلب وثیقة إلی درجة أن الأخیر جعله وصیاً له وطلب منه في دفع كتبه بعد وفاته إلی أحمد بن إسحاق القُطرَ بُلّي (الزبیدي، 166).

ولابن الزبیر مكانة مرموقة في علم الحدیث أیضاً. وقد أورد الطوسي في كتبه عن طریق أحمد ابن عبدون الأحاديث التي رواها ابن الزبیر (الفهرست، 8، 217، التهذیب، 1/مخـ، 10/76، 77، الاستبصار، 1/مخـ). وسمع الحدیث من إبراهیم بن أبي العنبس والحسن ومحمد ابني علي بن عفّان وإبراهیم بن عبد الله القَصّار ومحمد بن الحسین الحنیني وعلي بن الحسن الفضّال. كما سمع منه ونقل عنه جماعة منهم ابن رزقویه وأحمد ابن محمد بن حسنون وأبوعلي ابن شاذان والتعلكبري (الخطیب، 12/81؛ الطوسي، رجال، 480) وكذلك كان أبو عبد الله محمد بن أسد الكاتب البغدادي من تلامذته (ابن خلكان، 3/342-343). وعده كل من الخطیب البغدادي (ن.ص) وابن الجوزي (6/391) والذهبي (15/567) ثقة. ویقول النجاشي (ص 87) إن ابن الزبیر «كان علوّاً في الوقت». ولم یصرح أحد من علماء رجال الشیعة المتقدمین بثقته. ولعل ذلك یعود لما قیل من غناء شیوخ الإجازة عن التنصیص علی التوثیق (المامقاني، 2/304). توفي ابن الزبیر ببغداد ونقل جثمانه إلی الكوفة ودفن بالقرب من مشهد أمیر المؤمنین(ع) (الخطیب، تاریخ، ن.ص؛ الطوسي، ن.ص).

نسب إلیه یاقوت (ن.ص) كتاب الهَمز، ونسب ابن الندیم (ص 70) له كتاب القلائد والفرائد وهو في اللغة والشعر، كما نسب إلیه كتاباً في معاني الشعر. والنقطة الغامضة والمهمة التي نشاهدها حول ابن الزبیر تتعلق بما نقل عنه ابن الندیم (مخـ) –وهي تزید عن 20 موضعاً– وغالباً ما تكون مع عبارة: «قرأت بخط» أو «هذا من خط ابن الكوفي» أو «رأیت»، ولایتضح ما یقصده ابن الندیم، أهي كتب ابن الزبیر نفسها التي ذكرت آنفاً؟ أم الملاحظات المختلفة التي كتبها علی حواشي الكتب الكثیرة المتوفرة في مكتبته؟ أم الكراسة أو الدفاتر المحتویة لملاحظات ابن الزبیر حول الكتب؟ ویری لیبرت (ص147-155 ) أن جمیع المنقولات هذه هي من كتاب بقلم ابن الزبیر ویشتمل علی فهرست الكتب وتراجم مؤلفیها في جمیع المجالات التاریخیة والأدبیة. كما یری أن هذا الأثر لایخلو من شبه لأثر ابن الندیم، أن السبب في عدم ذكر ابن الندیم هذا الكتاب ضمن آثار ابن الزبیر هو أن الأخیر ألّف هذا الكتاب لیستفید منه شخصیاً ولیس لعامة الناس. وبالإضافة إلی ذلك فإن تصریح ابن الندیم عند نقله الموضوعات من خط ابن الكوفي یعني أن ذلك الكتاب أو الكتب هي النسخة الأصلیة للكاتب نفسه. ورفض سزكین رأي لیبرت إذ یقول: إنه لیس من الجدیر أن نستنتج هذه الآراء من تلك الاقتباسات وهي أن ابن الكوفي كان صاحب كتاب في التاریخ یشتمل علی جمیع المجالات الأدبیة (GAS, I/384-485). ویری آقابزرگ أیضاً أن منقولات ابن الندیم تشیر إلی وجود كتاب لابن الكوفي في تراجم العلماء (مصفی…، 296) والعجیب أنه عندما شاهدوا كتاب منازل مكة بخط ابن الكوفي في مكان ما، نسبوه إلیه مباشرة (م.ن، الذریعة، 22/251)، في حین لم یصرح أي مصدر بذلك. وبالطبع إن ما أورده ابن الندیم (ص 58) عن ابن الكوفي حول أخبار أبي حاتم السجستاني: «وقال ابن الكوفي قرأته بخطّه…» ومایقوله عند حدیثه عن آثار المدائني وكتابه المغازي «وزعم أبو الحسن ابن الكوفي أنها عنده في ثمانیة أجزاء جلود بخط عباس الناسي وزعم تحت هذا الفصل…» (م.ن، 101)، یمكن الاستنتاج أن ابن الزبیر كان قد كتب ملاحظات مبوبة علی بعض كتب مكتبته. كما لایمكن أن نستبعد هذا الاحتمال وهو أن بعض اقتباسات ابن الندیم كانت من نفس كتب ابن الزبیر التي ذكرها ابن الندیم في الفهرست.

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ م.ن، مصفی المقال في مصنفي علم الرجال، طهران، 1378هـ/1959م؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، المنتظم، حیدرآباد الدكن، 1357هـ/1938م؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الندیم، الفهرست، تقـ: غوستاف فلوغل، هاله، 1872م؛ أفندي الأصفهاني، میرزا عبد الله، ریاض العلماء، تقـ: محمود المرعشي وأحمد الحسیني، قم، 1401هـ؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ/1930م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط، بیروت، 1404هـ/1984م؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1373هـ/1954م؛ الطوسي، محمد، الاستبصار، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، طهران، 1390هـ/1970م؛ م.ن، تهذیب الأحكام، تقـ: حسن الموسوي الخرسان، بیروت، 1401هـ/1981م؛ م.ن، رجال، النجف، 1380هـ/1961م؛ م.ن، الفهرست، تقـ: شبرنغر وآخرون، بومباي، 1271هـ/1854م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ المامقاني، عبد الله، تنقیح المقال، النجف، 1350هـ؛ النجاشي، أحمد، رجال، قم، 1407هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

GAS; Lippert, Julius, «Ibn al –Kûfi ein Vorgäge Nadim’ s», Wiener Zeitschrift für die Kunde des Morgenlandes, Wien, 1897, vol. XI.

ناصر گذشته/ص.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: