الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن رضوان، أبوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن رضوان، أبوالحسن

ابن رضوان، أبوالحسن

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۲:۵۹:۰۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ رِضوان، أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر، منجم وطبیب وفیلسوف مصري (تـ بعد 459هـ/1067م). قال في شرح المقالات الأربع إنه ولد في 356 یزدجردي (377هـ) (المركزیة، 4/863) وأكثر المعلومات التي لدینا حوله ذكرها ابن أبي أصیبعة نقلاً عنه: ولد في الجیزة قرب القاهرة، وبدأ تعلمه في مسقط رأسه وهو في السادسة من عمره، وانتقل وقد بلغ العاشرة إلی القاهرة لمتابعة دراسته، وبادر وهو في الرابعة عشرة إلی دراسة الطب والفلسفة، ولكنه لم ‌یقض هذه المرحلة بسهولة لضیق ذات یده (2/99). توفي والده الذي كان فرّاناً من أهالي الجیزة (م.ن، 2/101)، وكذلك والدته وهما شابان (شاخت، 50).

عمل ابن رضوان في البدء منجماً یقعد علی قارعة الطریق، ثم نزع إلی الطبابة وفي الثانیة والثلاثین من عمره صار طبیباً شهیراً (القفطي، 288؛ ابن أبي أصیبعة، 2/100). تزوج وهو في حوالي الثلاثین من عمره ومات أولاده صغاراً (شاخت، 51). وقد دفعه إلی دراسة الطب اعتقاده بأنه ألیق الصنائع ویتاخم الفلسفة، ویری من دلالات النجوم أن الطب مهنته في المستقبل (ابن أبي أصیبعة، 2/99). وسار له الذكر الحسن في طبابة فخدم الخلیفة الفاطمي الحاكم بأمر اللّه الذي جعله رئیساً علی سائر المتطببین (م.ن، 2/101) وفي عهد المستنصر عرف بعالم مصر (القفطي، ن.ص). ویبدو مما ورد في تذكرته أنه كان في هذه الفترة من حیاته ناعم البال وفي راحة. وقد وضع لنفسه برنامجاً یومیاً للمحافظة علی صحته، وكان یعید النظر فیه كل سنة بما یوافق كبر سنه فیتصرف في صناعة ویعتني بالریاضة والاستراحة والغذاء ویتفقد ما یحتاج إلیه منزله وأهله بشكل لایبلغ التبذیر ولاینحط إلی التقتیر (ابن أبي أصیبعة، 2/100). ولم یكن یرغب في السیاحة، فلم یسافر لمعالجة الأعیان من المرضی حتی إنه لم یذهب إلی المناطق القریبة من القاهرة (EI2).

ولیس لدینا معلومات دقیقة عن الفترة التي تلت كتابته لسیرته، ویبدو أن عقله تغیر في آخر عمره، وسبب ذلك أنه في سنوات الغلاء والمجاعة (445 و447هـ) كان قد أخذ یتیمة رباها وكبرت عنده، فلما كان في بعض الأیام خلا لها الموضع، وكان قد‌‌ ادخر أشیاء نفیسة ومن الذهب نحو عشرین ألف دینار، فأخذت كل ذلك وهربت، ولم یظفر منها علی خبر ولاعرف أین توجهت، فتغیرت أحواله منذ ذلك الوقت (ابن أبي أصیبعة، 2/101)، وبعد عدة سنوات توفي وهو في حوالي الثمانین من عمره (لكلر، I/527).

كانت دراسة ابن رضوان مثالاً للإرادة والتصمیم ولم یكن له معلم ینسب إلیه في الطب، بل تعلم هذه الصناعة من الكتب، فلیس في المصادر ذكر لأستاذ تتلمذ علیه (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). وكان أبو كثیر إفرائیم ابن الزفّان الیهودي وهو من أطباء مصر الشهیرین، من أجلّ تلامذته في الطب (م.ن، 2/105-106)، كما كان الأمیر أبو الوفاء المبشر بن فاتك من أعیان أمراء مصر وأفاضل علمائها یلازم ابن رضوان ویأخذ عنه (م.ن، 2/98-99).

وتنبئ طریقة دراسة ابن رضوان إلی حدّ ما عن سلوكه ودرجته العلمیة ورأي علماء عصره به. فقد كانت كتب العلماء الیونانیین في الطب والنجوم أهم المصادر التي استقی منها هذه المعارف، وشرح ابن رضوان ونشر أكثر هذه الكتب، وكان یقرأ آثار أطباء العصر الإسلامي أیضاً وینتقدها علی الأغلب، منهم الأطباء حنین بن إسحاق وأبو الفرج ابن الطیب ومحمد بن زكریا الرازي. ویدّعي أن الرازي لم یفهم كتاب جالینوس (محقق، 358)، وله كتاب في الرد علی الرازي في العلم الإلهي وإثبات الرسل (صفا، 178)، وانتقد أیضاً ما كتبه ابن الجزِار القیرواني (EI2). وكان لابن رضوان مكاتبات ومناظرات مع كثیر من الأطباء المعاصرین القریبین والبعیدین، منهم جورجیس بن یوحنا، المعروف بالیَبرودي الدمشقي (تـ 427هـ/1035م) وهو طبیب من نصاری الیعاقبة ومن تلامذة ابن الطیب، التقی ابن رضوان في مصر، وحدثت بینهما مناظرات ومشاجرات في المسائل الطبیة (قطایة، 270). ویبدو من المشاجرات العلمیة التي كانت بین ابن رضوان وغیره من العلماء، أنه كانت هناك معركة عنیفة یقف في جانب منها ابن رضوان باعتباره عالماً تلقی العلم من كتب الأساتذة الیونانیین الشهیرین، ویهاجم كل رأي لایتفق مع آرائهم، وفي الجانب الآخر علماء تلقوا العلم من تلك المصادر، ولكن عن طریق أساتذة معاصرین ومتأخرین یحاجون أحیاناً حول ما كتبه القدماء. وقد ألف ابن رضوان كتاباً باسم الانتصار لأرسطو طالیس رداً علی التیار المعادي لأرسطو في زمانه مدافعاً عنه، قد أدت انتقادات ابن رضوان لنظریات حنین بن إسحاق وابن الطیّب إلی أن ألف ابن بطلان (ن.ع) تلميذ ابن الطیّب، كتاباً في الرد علیه (القفطي، 195-297). وكانت المشاجرة بین ابن رضوان وابن بطلان بشكل ردود متقابلة اضطر الأخیر إثرها إلی الرحیل عن مصر بعد أن مكث فیها ثلاث سنوات (قطایة، 270، 271). واستمر تبادل الردود بینهما بعد انتقال ابن بطلان أیضاً (القفطي، 195). وینص قسم من جواب ابن بطلان لابن رضوان علی رد الادعاء القائل بأن تحصیل الصناعة من الكتب أوفق من تحصیلها من المعلمین (م.ن، 196، 197؛ ابن أبي أصیبعة، 2/101).

ویری القفطي أن ابن رضوان كان مؤلفاً غیر محقق وفي بعض آرائه ما یضحك منه (ص 288). ویذكر ابن أبي أصیبعة ما عنده من سفاهة في بحثه وتشنیع علی من یرید مناقشته. إلا أنه رغم ذلك یراه في الطب والفلسفة وفروعها أفضل من ابن بطلان (1/242، 2/101). وقد قیم الباحثون المتأخرون شخصیته بأنها إیجابیة بصورة عامة. فهو وإن لم یصل إلی مرتبة عالیة، لكن ینبغي الانتباه إلی أنه بدأ من أدنی مستوی (لكلر، I/525). ویدل ما ذكر عن حیاته العامة والداخلیة وكونه طبیباً ناجحاً، أنه رجل معتدل وحسن السیرة وعالم نشیط (ابن أبي أصیبعة، 2/100، 102-103).

 

آثاره

یدل ما ینسب إلی ابن رضوان من كتب أنه غزیر الإنتاج، غیر أنه یفتقر من الناحیة الكیفیة إلی الأصالة والابتكار، وتألیفاته في الدرجة الثانیة من الأهمیة (لكلر، I/528). ویتعلق أكثر ما ألف بالطب وقلیل منه بالفلسفة والریاضیات، وأكمل فهرس لكتبه ما أورده ابن أبي أصیبعة الذي ذكر له حوالي 100 عنوان (2/103-105). وأكثر ما كتب عبارة عن رسائل قصیرة وتعلیقات ناقصة أو أجوبة وردود علی أجوبة وآراء بعض العلماء الأقدمین أو المعاصرین له وبعضها شروحه وتعلیقاته علی كتب أبقراط وجالینوس غیرهما من أطباء الیونان. وأكثر الآثار المذكورة في فهرس ابن أبي أصیبعة مفقودة حالیاً، وقد طبع بعضها وترجم إلی اللغات الأجنبیة، ولایزال بعضها الآخر مخطوطاً في مختلف المكتبات.

 

ألف– آثاره المعروفة في الطب

1. الأصول في الطب، ترجم إلی العبریة (GAL, I/637؛ مجلة معهد…، 5(2)/258)؛ 2. انتزاعات شروح جالینوس لكتب أبقراط (ابن أبي أصیبعة، 2/104). ترجم لاینز الشروح المتعلقة بالقسم الأول «طبیعة الانسان» إلی الإنجلیزیة ونشرها؛ 3. تفسیر ناموس الطب لأبقراط (ملي تبریز، 3/1128-1130)؛ 4. جواب لمسائل في لبن الأتن سأله إیاها یهودا بن سعادة (پرچ، IV/71)؛ 5. جواب لمسائل في النبض وصل إلیه السؤال عنها من الشام أو أجوبة مسائل (ابن بطلان) في النبض (ابن أبي أصیبعة، 2/104؛ إحسان أوغلي، 300)؛ 6. جوابه عما شرح له من حال علیل به علة الفالج في شقه الأیسر (پرچ، ن.ص). ویبدو أن هذا الجواب هو ما ذكر باسم مقالة في علة الفالج (إحسان أوغلي، 301)؛ 7. رسالة في دفع المضار عن الأبدان بأرض مصر، في 15 فصلاً (ابن أبي أصیبعة، 2/103؛ ظ: الخدیویة، 6/15؛ EI2). وقد نشر مایرهوف ترجمة للفصل السادس منها في إرلانغن في 1923م (سارتن، I/730؛ وأیضاً ظ: GAL, S, I/886؛ للاطلاع علی نسخها في مصر والعراق، ظ: مجلة معهد، 5(2)/258)؛ 8. رسالة في علاج صبي حدث به المرض الأسود المسمی بداء الفیل وداء الأسد (إحسان أوغلي، ن.ص)؛ 9. رسالة في أجوبة مسائل سأل عنها أبوالطیب أزهر بن النعمان في الأورام (ن.ص)؛ 10. شرح الصناعة الصغیرة لجالینوس، ترجم إلی اللاتینیة وطبع في 1496م في البندقیة، ثم طبع مراراً بعد ذلك. توجد ترجمة لهذا الشرح بالعبریة (GAL, I/637-638)؛ 11. شرح كتاب جالینوس إلی أغلوقن في التأتي لشفاء الأمراض (ششن، 2/238)؛ 12. رسالة مرتبة علی ثلاثة أبواب، عنوان الباب الأول منها فیما یجب علی الرئیس الفاضل من مصالح بدنه وأدب طبیبه وقهرمانه (پرچ، ن.ص)؛ 13. فصل من كلامه في القوی الطبیعیة (إحسان أوغلي، ن.ص؛ المنجد، 5/101)؛ 14. كفایة الطبیب فیما صح لديّ من التجاریب، لم یذكر في فهرست ابن أبي أصیبعة، ویدور حول مختلف الأمراض وطرق علاجها، وأضیف إلیه في الختام عدد من الرسائل حول النبض وعلامات بعض الأمراض التي یلعب فحص البول دوراً مهماً فیها وإحداها كتاب التفسرة (پرچ، GAL, I/697: IV/ 2)؛ 15. مقالة في أوار الحمیات (پرچ، IV/72)؛ 16. مقالة في أن كل واحد من الأعضاء یتغذی به من الخلط المشاكل (ن.م، IV/71؛ إحسان أوغلي، ن.ص)؛ 17. مقالة في التطرق بالطب إلی السعادة (ن.ص؛ ششن، 2/238-239)؛ 18. مقالة في شرف الطب (إحسان أوغلي، ن. ص؛ مجلة معهد، 5(2)/258)؛ 19. مقالة في الطریق إلی إحصاء عدد الحمیات (پرچ، ن.ص)؛ 20. مقالة في الشعیر وما یعمل منه، ألّفها لأبي زكریا یهودا بن سعادة الطبیب (ن.ص)؛ 21. مقالة في مزاج السكر (ن.ص)؛ 22. النافع في كیفیة تعلیم صناعة الطب، تنبئ عن معلومات ابن رضوان الواسعة عما كتبه الأطباء الیونانیون واعتماده علیهم واعتقاده فیهم وتوجد في هذا الكتاب انتقاداته للرازي، وقد ورد قسم من موضوع هذا الكتاب في مقدمة كتاب شاخت ومايرهوف (GAL, S, I/886؛ محقق، 358؛ للاطلاع علی نسخه، ظ: مجلة معهد، 5(2)/258؛ لاینز، 181)؛ 23. ولابن رضوان عدا ذلك عدد من المقالات في الرد علی ابن بطلان، أورد ابن أبي أصیبعة سبعاً منها، وترجم شاخت ومايرهوف إلی الإنجلیزیة 3 منها ضمن خمس رسائل لابن بطلان وابن رضوان ونشراها في القاهرة عام 1937م (للاطلاع علی نسخ مقالات ابن رضوان، ظ: صفا، 322-323).

 

ب- أهم آثاره في الریاضیات والنجوم

شرح المقالات الأربع في القضایا بالنجوم، رد ابن رضوان في مقدمة هذا الشرح شك أبي معشر البلخي بانتساب المقالات الأربع إلی بطلیموس، ویعتقد بأن ما ورد في هذا الشرح یتفق وما أورده بطلیموس في المجسطي وكتبه الأخری. وقد أثبت العلماء الأوربیون صحة نسبة هذا الشرح إلیه فیما بعد (نلّینو، 217-218). ترجم هذا الشرح إلی اللاتینیة وطبع في عامي 1493 و1519م بالبندقیة ثم أعید طبعه فیما بعد (زوتر،104 ). ولم‌یطبع النص العربي لهذا الكتاب حتی الآن، توجد مخطوطات منه في بعض المكتبات (ن.ص؛ GAL, I/638؛ المركزیة، 4/862-863؛ شوری، 14/282-283). طبع شتاین شنایدر قسماً من هذا الشرح (شاخت، 50)، كما ترجم شرح المقالات إلی التركیة أیضاً (EI2).

 

ج. آثاره في الفلسفة والأدیان

1. مقالة في بعث نبوة محمد صلی الله علیه وسلم من التوراة والفلسفة (شتاین شنایدر،98 )؛ 2. مقالة في حدث العالم أو دلیل موجز علی حدث العالم (كاتالوغوس، II/209)؛ 3. مقالة في الرد علی إفرائیم وابن زرعة في اختلاف الملل (شتاین شنایدر، 96)؛ 4. مقالة في سیرته، ترجمة لابن رضوان وتعلمه وقد بلغ أعتاب الستین من عمره (پرچ، IV/71-72).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ إحسان أوغلي، أكمل ‌الدین، فهرس مخطوطات الطب الإسلامي، أنقرة، 1404هـ/1984م؛ الخدیویة، الفهرست؛ ششن، رمضان، نوادر المخطوطات العربیة، بیروت، 1400هـ/1980م؛ شوری، المخطوطات؛ صفا، ذبیح ‌الله، تاریخ علوم عقلي در تمدن إسلامي، طهران، 1346ش؛ قطایة، سلمان، «الخلاف بین طبیبین عربیین المختار بن بطلان وعلي بن رضوان»، أبحاث المؤتمر السنوي الثاني للجمعیة السوریة لتاریخ العلوم، حلب، 1979م؛ القفطي، علي، تاریخ الحكماء، القاهرة، 1326هـ؛ مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ محقق، مهدي، فیلسوف ري محمد بن زكریای رازي، طهران، 1353ش؛ المركزیة، المخطوطات؛ ملي تبریز، المخطوطات؛ المنجد، صلاح ‌الدین، معجم المخطوطات المطبوعة 1975-1980م؛ بیروت، 1982م؛ نلّینو، كرلو، علم الفلك، روما، 1911م؛ وأیضاً:

Catalogus codicum manuscriptorum orientalium, London, 1852; EI2; GAL; GAL, S; Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1876; Lyons, M.C., «On the Nature of Man», Al-Andalus, Madrid, 1965, vol. XXX; Pertsch; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, 1928; Steinschneider, M., Polemische und apologetishe Literatur in arabischer Sprache, Leipzig, 1877; Sxhacht, J. and M. Meyerhof, The Medico– Philosophical Controversy between Ibn Butlan of Baghdad and Ibn Ridwan of Cairo, Cairo, 1937; Suter, H., Die Mathematider und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.

یوسف رحیم‌لو/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: