الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن رشیق /

فهرس الموضوعات

ابن رشیق

ابن رشیق

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۲:۲۰:۳۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ رَشیق، أبو علي الحسن بن رشیق القیرواني (390 –ذوالقعدة 456هـ/1000- تشرین الأول 1064م)، شاعر وأدیب وناقد في عصر ملوك صنهاجة بالمغرب كان أبوه رشیق رومیاً ومولی من موالي الأزد (یاقوت، 8/110-112)، یمتهن الصیاغة في المحمدیة (المسیلة) إحدی مدن المغرب (القفطي، 1/298). ولد ابن رشیق بالمسیلة، وقضی فترة طفولته فیها (ابن بسام، 4(2)/597). تعلم الصیاغة من أبیه وبادر إلی قراءة الشعر والأدب فتفتحت مواهبه بسرعة وقال الشعر قبل أن یبلغ الحلم (القفطي، ن.ص). وبعد أن تأدب قلیلاً ترك مسقط رأسه ورحل إلی القیروان عاصمة دولة صنهاجة لیشارك في مجالس أهل العلم في 406هـ (ابن بسام، ن.ص؛ یاقوت، 8/112). وكانت القیروان آنذاك مهد العلم والأدب (یاقوت، 19/37)، فبدأ فیها مرحلة جدیدة من حیاته العلمیة بالمشاركة في المحافل الأدبیة وحلقات الدرس عند أمثال محمد ابن جعفر القزاز (یاقوت، 8/111) وعبد الكریم بن إبراهیم النهشلي (سلامة، 26-27؛ عباس، 44) وغیر هما من مشاهیر العلم والأدب في القیروان. وقد صادف دخوله إلی القیروان موت بادیس ثالث أمیر زیري (حكـ: 386-406هـ/996-1015م) وانتقال الحكم إلی ابنه المعز الذي كان عمره آنذاك لایزید عن 8 سنوات. وقد نال ابن رشیق في هذه الفترة شهرة واسعة وأصبح من شعراء القیروان وأدبائها فعقد صلات الصداقة مع رجال الدولة ولاسیما ابن أبي الرجال (ن.ع) وكان الأخیر یتولی آنذاك أمور القیروان باسم المعز ورئاسة دیوانه مما مهد له الدخول إلی بلاطه (ابن رشیق، العمدة، 1/15-16؛ الحاجري، 60-61؛ الوزیر السراج، 1(1)/278).

 

ابن رشیق في بلاط المعز بن بادیس

انهارت الدولة الأمویة في أواخر القرن 4 ومطلع القرن 5 الهجري واستقل كل أمیر وحاكم في رقعة صغیرة من أرجاء الأندلس والمغرب، لاتزید أحیاناً عن مدینة واحدة (ظ: ابن خلدون، مقدمة، 229، 292، 293؛ المراكشي، 70) وكانت هذه الدول الصغیرة هزیلة إلی حد دفع ابن ‌رشیق إلی الهزء بخلفائها الذین كانوا یتلقبون بألقاب خلفاء بغداد (ظ: ابن بسام، 4(1)/171-172). ولكن رغم الضعف السیاسي فقد كان هذا العصر عصر ازدهار العلم والأدب في المغرب والأندلس. ذلك أن الأمراء والحكام كانوا یتسابقون لاستقطاب الشعراء ومشاهیر الأدباء في بلاطاتهم، ویتنافسون في بذل الهدایا والصلات لأهل العلم والأدب (سلامة، 12). وكان ابن بادیس أحد المقبلین علی العلم والأدب والمدافعین عنهما حتی قال یاقوت (19/37) عنه إنه اجتمع من الأدباء والشعراء في بلاطه ما لم ‌یجتمع إلا في بلاط الصاحب بن عباد. وقد أدرك ابن بادیس نبوغ ابن رشیق وموهبته في الشعر والأدب واستحسن مدائحه وجعله من خواص ندمائه وأوكل إلیه أمور دیوانه (الوزیر السراج، 1(1)/278؛ ابن‌خلدون، العبر، 1(5)/1059؛ القفطي، 1/300؛ سلامة، 13؛ ابن ‌رشیق، دیوان، 177). وقیل إنه عین في دار الإنشاء عند الأمراء الزیریین أیضاً (EI2). ولاتتیسر معلومات دقیقة عن دخوله بلاط ابن بادیس ولكن یتضح من قصیدة مدحه بها في 410هـ (یاقوت، 8/112) الزمن التقریبي لدخوله بلاطه، وكان قد التحق مع ابن رشیق ابن شرف القیرواني (ن.ع) (القفطي، 1/301)، فحدث بینهما منافسة كتلك التي تقع عادة بین شعراء البلاطات، وما لبثت أن تحولت إلی خصومة شدیدة تجسدت في هجاء قبیح وحاد (ظ: الفیروزآبادي، 58-59)، ثم امتدت إلی خارج البلاط وتناقلت الألسن هجاءهما، وتداعت إلی أذهان الناس ذكری الخصام بین الخوارزمي وبدیع الزمان الهمداني ثانیة (ظ: ابن بسام، 4(1)/171-172، 4(2)598؛ ابن خلكان، 2/86). وكان ابن بادیس في هذه المشادة یقرب هذا تارة ویدني ذاك تارة أخری فیؤجج نار التنافر بینهما كما كان یفعل خلفاء بغداد وأمراؤها (ظ: یاقوت، 19/37؛ ابن الصیرفي، 47-49). وقد ألف ابن رشیق في هذه المدة عدة رسائل هجائیة في الرد علی ابن شرف (ظ: ابن شاكر، 3/359؛ القفطي، 1/303).

 

سقوط القیروان وفشل ابن رشیق

كان ابن رشیق یعیش في بلاط المعز كالنبلاء حیاة رغیدة في راحة وغنی ویزید كل یوم من شهرته وثروته بمدائحه وقصائده، إلی أن غیرت الحوادث السیاسیة وجه البلاط. ففي 435هـ خلع ابن بادیس طاعة الخلیفة الفاطمي المستنصر بالله (427-487هـ) وأحرق علم الفاطمیین دلالة علی عصیانه، وأمر أن تكون الخطبة باسم الخلیفة العباسي القائم بأمر الله (حكـ 422-467هـ). ولم ینج العلویون من أذاه ومذابحه (ابن الأثیر، 9/294-295، 521-522؛ ابن خلكان، 5/229-230). مما دعا المستنصر للثأر منه، وأثار قبائل بني هلال علیه فهاجموا القیروان واحتلوها بعد ما ارتكبوا القتل والنهب وتخریب المنازل. فلجأ ابن بادیس سراً مع عدد من الخواص ومنهم ابن ‌رشیق إلی بلاط ابنه تمیم بن المعز، وكان قد ولاه في 445هـ حكم المهدیة (ابن بسام، 4(2)/598؛ القفطي، ن.ص؛ النیفر، 1/52، 54؛ ابن دحیة، 59)، ومدح فیها ابن رشیق تمیماً وأصبح من ندمائه (ابن بسام، ن.ص؛ ابن أبي دینار، 86؛ ابن رشیق، العمدة، 1/231؛ ابن دحیة، 58). ولم تدم إقامته طویلاً فقد حدثت بینه وبین ابن بادیس جفوة غادر إثرها المهدیة إلی صقلیة (ابن بسام، ن.ص)، ونزل في مازر علی أمیرها ابن مطكود، فأكرمه واختصّه وقرأ علیه كتبه ومنها كتاب العمدة (القفطي، 1/303)، وهناك سعی بعضهم للإصلاح بینه وبین صدیقه القدیم ابن شرف، فاصطلحا (ابن بسام، 4(2)598-599). ولكنه رفض اقتراح ابن شرف في مرافقته إلی بلاط المعتضد (حكـ 434-461هـ) (م.ن، 4(1)/171-172). ویبدو أنه غیر رأیه فیما بعد، ذلك أنه كما یقول ابن بسام (4(2)/610)، كان في أواخر حیاته شدید الشوق للذهاب إلی المعتضد عبادین محمد في إشبیلیة، ولكن لم یساعده الحظ ومات في مازر. ویری بعضهم (الصفدي، 12/12؛ الذهبي، 18/325) أن وفاته كانت في 463هـ/ 1071م.

یعتبر شعر ابن رشیق الذي نظم أغلبه في المدح والوصف والغزل والخمریات والرثاء والهجاء، صورة لمختلف نواحي حیاته الاجتماعیة والأدبیة ولاسیما في بلاط ابن بادیس. ویعكس ما نظمه في وصف جواري ابن بادیس ومجلس لهوه ولعبه وصلاته أوج سعادته وقضاء وقت لهوه في بلاط المعز بین عامي 410 و446هـ (ظ: ابن رشیق، دیوان، 16-17، 32، 33، 54). وعندما شعر بخطر منافسیه علی مصالحه ولاسیما ابن شرف، جرد سلاح هجائه اللاذع، ولما أحرقت نار الحرب القیروان ودمرتها جادت قریحته برثائها، ونظم فیها أفضل قصائده (ن.م، 104، 116-117، 204-212؛ المدني، 157). ویمكن اعتبار شعره من نوع شعر العلماء لا الأدباء. ذلك أن أكثره خال من الابتكار والعاطفة والجدة، وأكثر مضامینه وعباراته وتشبیهاته واستعاراته تقلیدیة ومكررة ومقتبسة من السلف (كنموذج ظ: دیوان، 94، 119). وله أشعار في وصف الخمر والجواري والغلمان، وأكثرها في وصف غلام أحبه كما یقول عشر سنوات (ظ: ابن بسام، 4(2)/599-602، 604-605؛ ابن معصوم، 6/137؛ الصفدي، 12/13-16).

ورغم ظهور الموشحات وانتشارها في عهده بالأندلس، غیر أنه لایعثر في شعره علی نموذج من هذا الفن. ویبدو أنه كان حتی ذلك الوقت لایعتبر الموشحات في مستوی الشعر الكلاسیكي العربي. فقد كان المشهورون من الشعراء في الأندلس والمغرب آنذاك یعتبرون المشرق محور جمیع أنواع النبوغ والكمال في الشعر. وكان كل شاعر فیهما یسعی بتقلیده أحد شعراء المشرق أن یُعرف به. وقد أغضب هذا ابن بسام فقال: «حتی لو نعق بتلك الآفاق غراب أو طن بأقصی الشام والعراق ذباب لجثوا علی هذا صنما» (1(1)/11-12).

ولم یكن ابن رشیق لیشذ عن غیره من الشعراء، فطالما حلم بمعارضة أبي الطیب المتنبي في بعض قصائده، واعتبر نفسه في مستواه وأحیاناً أفضل منه بانقاده واتهامه بالسرقة (ظ: ابن بسام، 4(1)/24-25، ابن رشیق، قراضة الذهب، 106؛ عبد الرحیم، 287). وهو في شعره متأثر بالمتنبي وابن المعتز إلی درجة دعت ابن سناء الملك للقول «ولو لم یخلق الله ابن المعتز والمتنبي، لما كان ابن رشیق یعرف الشعر فضلاً عن أن ینظمه ولا أن یعلمه وهو ینهب أشعار هذین الرجلین نهباً قبیحاً» (عباس، 584، نقلاً عن فصوص الفصول، الورقة 80).

وفي الأندلس –وكما هو علیه الحال في المشرق– أدی نقل الشعر وروایته وانتحاله والعثور علی أبیات مختلفة لشعراء مختلفین في موضوع واحد، وتكرار صور الجاهلیین الذین یقصرون عن أفق الصحراء الضیق أو یتجاوزونه، وتقلید شعراء عدیدین لهذه الصور بأسلوب أجمل، واستعمال ألفاظ تتغیر مع مرور الزمن، واكتمال أوزان الشعر وكذلك التنافس بین الشعراء الذین كانوا في بلاطي الأمویین والعباسیین والأوساط الثقافیة الذي كان قد بلغ أوجه في القرنین 3 و4هـ، وظروف كثیرة أخری ومتعددة أیضاً أدی إلی ظهور ما ندعوه بالنقد الأدبي ولكن بشكله الابتدائي ولیس من شك أنه یمكن العثور علی بدایة هذا النقد في أقدم الكتب الأدبیة عند العرب من دراسة عبارات في تاریخ النقد مثل «هو أشعر من…» التي تتكرر مئات المرات في الروایات الأدبیة. غیر أن كل هذه النظرات النقدیة ظهرت مع آراء جدیدة في القرن 3هـ وجدها العلماء في تلك الفترة في مقدمات أو ثنایا كتب الأدب وإن كانت مختصرة. وربما كان أهم ما ورد من هذا النوع ما قدم به ابن قتیبة كتابه الشعر والشعراء. وبعد ابن قتیبة بـ 200 عام أدلی ابن رشیق بدلوه في میدان النقد في كتابه القیم العمدة الذي تجاوز فیه حدود المقدمات والشروح الضمنیة إلی تأسیس مدرسة نقدیة مرموقة مما اعتبر بدایة عهد جدید في هذا المضمار (قا: نیكلسن، 60-61)، ومع ذلك فلابد من القول بأن أهم الآراء النقدیة التي یعتمد علیها إنما أخذها عن القدماء ولاسیما ابن قتیبة ومنها العلاقة بین اللفظ والمعنی عند ابن قتیبة، (12-15) وانتقاد الذین یستجیدون الشعر السخیف لتقدم قائله (العمدة، 1/90-92) وهو ما نجده بعینه عند ابن قتیبة (ص 10) وابن رشیق لایرد أساس بناء القصیدة التي تبدأ بالنسیب والبكاء علی الأطلال وقطع الفلوات علی النیاق، إلا أنه –وفي عصره– لم یعد صحیحاً أن یدعي الشاعر أنه قطع الفلوات لرؤیة الممدوح وهو یتردد علی بلاطه یومیاً (1/230). وكان ابن قتیبة قد تحدث عن هذا الموضوع نفسه قبل قرنین بما یتناسب وزمانه. وهزئ من شاعر لم یكن یملك ناقة فكان یركب حماراً أو بغلاً ویصفه (ص 22). وكان ابن رشیق یصر علی إصلاح الشعر وإعادة النظر فیه، ویری أن علی الشاعر أن یتفقد شعره ویعید نظره فیه وینقحه كما كان یفعل الحطیئة (العمدة، 1/200-201). وقد ذكر ابن قتیبة هذا الموضوع نفسه بالنص (ص 23). وهو یحبذ ما اشتهر بالسرقة في الشعر (قراضة، 106)، ویری كابن قتیبة (ص 19) أن تلفیق الشاعر المتأخر للشعر هو شرط أساسي، ولاشك في أن ابن رشیق تأثر في نقله لهذه الآراء بالجاحظ وقدامة وابن المعتز وأستاذه النهشلي فضلاً عن ابن قتیبة، ولكنه لم یشر للأسف إلی مصادره في أي موضع (ظ: سلامة، 209-228). والظاهر أنه أورد بالإضافة إلی ما ذكر عدداً كبیراً من الآراء الحدیثة في ثنایا كتابه مما یدعو إلی اعتباره مؤسس مدرسة للنقد الأدبي بهذا الطریق الذي سلكه في المغرب علی الأقل وإن كان قد ظهر بعده بقلیل عدد آخر أیضاً من كبار النقاد في الأندلس كابن حزم وابن شرف وابن الافلیلي وابن سیدة (ن.ع.ع) وأوردوا آراء في هذا المجال أیضاً.

 

آثاره المطبوعة

1. الدیوان، لم یذكر أحد من أصحاب المصادر القدیمة وجود دیوان له سوی ابن خلكان (7/52، ترجمة ابن یعیش)، ولكن جُمع أخیراً كل ما عثر علیه من شعره في المصادر ودوّن، وإن كانت هذه المجموعات لاتضم كل ما بقي من شعره (كمثال ظ: ابن بسام، 4(2)/ 593-597، 606-612؛ یاغي، 12). فدوّن عبد العزیز المیمني شعره مرة في مجموعة باسم النتف من شعر ابن رشیق، وطبعت بالقاهرة في 1343هـ/1924م، ودوّنه مرة أخری عبد الرحمن یاغي في مجموعة طبعت باسم دیوان ابن رشیق.

2. أنموذج الزمان، أو شعراء القیروان من أنموذج الزمان، ویشتمل علی ترجمة الشعراء المعاصرین له. وكان هذا الكتاب أحد مصادر ابن بسام في الذخیرة (ظ: 4(2)/529، 593، مخـ) وابن شاكر الكتبي في فوات الوفیات (ظ: 1/221، 2/225، 425، مخـ) في ترجمة الشعراء والعلماء في المغرب والأندلس، وطبع في 1951-1971م بتحقیق زین العابدین السنوسي بتونس.

3. العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعیوبه، وهو أكثر كتبه قیمة وأهمها، شرح فیه آراء بلاغیة وبیانیة مشفوعة بأقوال القدماء وبسطها وشرحها. ویقول ابن خلدون (مقدمة، 574) في تقریظه لهذا الكتاب «وهو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة وإعطاء حقها، ولم یكتب فیها أحد قبله ولابعده مثله». ویذكر القفطي (1/304) أنه اشتمل علی ما لم یشتمل علیه تصنیف من نوعه، وهو تاج الكتب المصنفة في هذا النوع.

ألّف ابن رشیق هذا الكتاب المرتب والأصیل مستمداً من آراء المتقدمین وآرائهم وتیارات النقد الأدبیة المختلفة منذ ابن سلام حتی عصره، التي تعرضت لكثیر من التطورات الأساسیة، كما أبدی فیه آراء مختلفة ودرس جمیع جوانب الشعر بدقة ونقدها ذاكراً كثیراً من الروایات والأمثال في كل موضوع. وقد ألّف الكتاب حسب نسق وترتیب خاص، یمكن أن نقسمه إلی ثلاثة أقسام: 1. الشعر وأقسامه وأغراضه ومنافعه ومضاره والآراء المختلفة في نقد الشعر؛ 2. البلاغة والبیان والبدیع؛ 3. أنساب العرب وأخبارهم وأیامهم، ویشتمل علی جزء مختصر من الكتاب. وقد أورد في هذا الكتاب الكثیر من آراء القدماء بدون ذكر المصادر (عباس، 443-450) ویذكر فروخ (4/552) أنه ائتم في كتاب العمدة بكتاب الممتع لعبد الكریم النهشلي، كما اقتبس منه الموضوعات وعناوین الفصول أیضاً. قدّم ابن رشیق هذا الكتاب الذي لابد أنه ألفه في أوائل دخوله القیروان إلی ابن أبي الرجال وزیر المعز بن بادیس (ظ: العمدة، 1/15-16). طبع الجزء الأول منه في البدء عام 1285هـ بتونس ثم كلا الجزأین في 1907م بتحقیق محمد محيي ‌الدين عبد الحمید بمصر، ثم طبع بعد ذلك عدة مرات. وفي 1960م طبعت منتخبات منه في القاهرة بعنوان المختار من كتاب العمدة بتحقیق طاهر الجبلاوي.

4. قراضة الذهب في نقد أشعار العرب، أو قراضة الذهب في صناعة الأدب، رسالة في نقد الشعر ألفها في مخاطبة علي بن قاسم اللواتي في الدفاع عن التهمة التي وجهت إلیه حول سرقة الشعر، وقد أورد في هذه الرسالة نماذج من السرقات الشعریة عند القدماء وأنواعها. وذكر محاسن وعیوب أبیات من شعر الماضین، طبعت هذه الرسالة لأول مرة في 1344هـ/1926م بالقاهرة بتحقیق محمد الخانجي، ومرة أخری في 1972م بتحقیق الشاذلي بویحیی بتونس.

 

الآثار المنسوبة إلیه

الشذوذ، وقد أورد فیه الغرائب والشواذ في اللغة (القفطي، 1/304)؛ تاریخ القیروان؛ شرح موطأ مالك؛ الروضة الموشیة في شعراء المهدیة؛ المساوي، في السرقات الشعریة؛ مختصر الموطأ (الزركلي، 2/191؛ إبراهیم، 1/304)؛ الاتصال؛ إثبات المنازعة؛ أرواح الكتب؛ الأسماء المعرّبة؛ تحریر الموازنة؛ التوسع في مضایق القول؛ الحیلة والاحتراس؛ الریاحین؛ شعراء الكتاب؛ صدق المدائح؛ طراز الأدب؛ غریب الأوصاف ولطائف التشبیهات لما انفرد به المحدثون؛ متفق التصحیف؛ معالم التاریخ؛ المعونة؛ المنّ والفداء؛ الممادح والمذام (ابن خلكان، 2/88-89).

وقد نسب له بعضهم (مخلوف، 110؛ حاجي خلیفة، 2/1918؛ البستاني، 3/110؛ GAL, S, I/540) كتاب میزان العمل. بینما یری ابن أبي زرع (ص 181) أن مؤلفه هو أبو علي ابن رشیق الویسي، وأورد ترجمة أفراد نقلاً عن هذا الكتاب كانوا یعیشون في القرنین 6 و7هـ (حوالي قرنین بعد ابن رشیق وهذا یدل علی أن مؤلف میزان العمل هو شخص آخر یشبه في الاسم.

والرسائل التي دوّنها ابن رشیق في الرد علی ابن شرف هي: رفع الإشكال ودفع المحال؛ ساجور الكلب؛ قطع الأنفاس؛ نجح المطّلب، أو نجح الطلب؛ نقض الرسالة الشعوذیة والقصیدة الدعیة؛ الرسالة المنقوضة (الصفدي، 12/12؛ ابن شاكر، 3/359).

 

المصادر

إبراهیم، محمد أبو الفضل، مقدمة وحواش علی إنباء الرواة (ظ: همـ، القفطي)؛ ابن أبي دینار، محمد، المؤنس، تقـ: محمد شمام، تونس، 1387هـ؛ ابن أبي زرع، علي، الأنیس المطرب، الرباط، 1972م؛ ابن الأثیر، الكامل؛ ابن بسام، علي، الذخیرة؛ تقـ: إحسان عباس، تونس/ لیبیا، 1395-1399هـ؛ ابن خلدون، العبر؛ م.ن، مقدمة، بیروت، دار إحیاء التراث العربي؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن دحیة، عمر، المطرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري وآخرون، القاهرة، 1374هـ/1955م؛ ابن رشیق، الحسن، دیوان، تقـ: عبد الرحمن یاغي، بیروت، 1409هـ/1989م؛ م.ن، العمدة، تقـ: محمد محیي ‌الدين عبد الحمید، بیروت، 1401هـ/1981م؛ م.ن، قراضة الذهب، تقـ: الشاذلي بویحیی، تونس، 1972م؛ ابن الصیرفي، علي، المختار من شعر شعراء الأندلس، تقـ: عبد الرزاق حسین، عمان، 1985م؛ ابن قتیبة، الشعر والشعراء، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1964م؛ ابن العماد الحنبلي، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن معصوم، علي، أنوار الربیع، كربلاء، 1388هـ/1968م؛ الحاجري، طه، «ابن رشیق صاحب كتاب العمدة»، مجلة العربي، الكویت، 1383هـ/1964م؛ عد 63؛ الزركلي، الأعلام؛ سلامة، محمد، ابن رشیق القیرواني، القاهرة، المجلس الأعلی للشؤون الإسلامیة؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: رمضان عبد النواب، بیروت، 1399هـ/1979م؛ عباس، إحسان، تاریخ النقد الأدبي عند العرب، بیروت، 1971م؛ عبد الرحیم، مصطفی علیان، تیارات النقد الأدبي في الأندلس، بیروت، 1404هـ/1984م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1984م؛ الفیروزآبادي، محمد، البلغة، تقـ: محمد المصري، دمشق 1391هـ/1972م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1369هـ/1950م؛ المدني، أحمد توفیق، المسلمون في جزیرة صقلیة وجنوب إیطالیا، الجزائر، 1365هـ؛ المراكشي، عبد الواحد، المعجب، تقـ: محمد سعید العریان ومحمد العربي العلمي، القاهرة، 1368هـ/1949م؛ النیفر، محمد، عنوان الأریب، تونس، 1351هـ؛ نیكلسن، ر. أ.، تاریخ الأدب العباسي، تجـ: صفاء خلوصي، بغداد، 1387هـ/1967م؛ الوزیر السراج، محمد، الحلل السندسیة في الأخبار التونسیة، تقـ: محمد الحبیب الهیلة، تونس، 1970؛ یاغي، عبد الرحمن، مقدمة دیوان (ظ: همـ، ابن رشیق)؛ الیافعي، عبدالله، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339هـ؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2, GAL, S.

عنایت‌ الله فاتحي نژاد/ ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: