الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الجغرافیا / ابن الرومیة /

فهرس الموضوعات

ابن الرومیة

ابن الرومیة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۳:۴۴:۱۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الرّومیَّة، أبو العباس أحمد بن محمد بن مُفَرِّج (561-637 هـ/ 1165-1239م)، الملقّب بالعَشّاب والنباتي والزهري (المنذري، 3/530-531؛ ابن أبي أصیبعة، 3(1) 133)، نباتي وصیدلي ومحدث وفقیه ظاهري مالكي. كان جده الأكبر من أطباء قرطبة (ابن الخطیب، 1/215). وقد هاجرت أسرته من قرطبة إلی إشبیلیة. ولد أحمد في هذه المدینة التي كانت آنذاك قاعدة الحكومة الموحدیة بالأندلس وتحظی بشهرة وهیبة واسعة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ عنان، 338). وقد سمع الحدیث، بعد إكمال مقدمات دراسته، من علماء ومحدثین كبار أمثال أبي عبد الله ابن زرقون وأبي عبد الله الیابُري وابن جمهور وابن العربي وابن الجد وغیرهم (المنذري، 3/531؛ ابن الأبار، 1/121؛ ابن الخطیب، 1/217).

وقد بحث في علم النبات والأعشاب إلی جانب دراسته العلوم الدینیة وغادر في 580هـ/1184م مسقط رأسه لمتابعة دراساته (ابن الأبار، ن.ص)، فابتدأ في مغرب العُدوة (في الأندلس) بدراسة ومعرفة خصائص النباتات، ثم غادرها إلی إفریقیة، ونزل مصر في 613هـ/ 1216م. وبعدها سافر إلی الشام والعراق والحجاز وكان طوال هذه المدة مشغولاً في دراسة النباتات والتحقیق حولها (ابن أبي أصیبعة، ن.ص؛ ابن الخطیب، 1/216). كما أنه لم‌یغفل عن سماع الحدیث طوال هذه الفترة أیضاً، فأخذه عن محدثين كبار في بغداد والموصل ودمشق، ومنهم أبو الوقت السجزي وأبو عبد الله الفراوي وأبوالفتح ابن البطيء وغیرهم (ابن الأبار، ن.ص) ونال الإجازة من أكثرهم (ابن الخطیب، 1/217-218)، إلا أن تخصصه الرئیس كان في النبات والأعشاب، حیث اعتبره ابن أبي أصیبعة – وقد عاصره– من أكابر العلماء والفضلاء (ن.ص)، ووصفه ابن الخطب بأنه «عجیبة نوع الإنسان في عصره، وماقبله وما بعده في معرفة علم النبات» (1/215).

یعد ابن الرومیة أبرز علماء النبات المسلمین إذ درس النباتات لا من المنظور الطبي فحسب، بل من منظور علم النبات واستطاع أن یطور مجال هذا العلم وینقل تجاربه إلی الأجیال القادمة بواسطة تلامذته وأبرزهم ابن البیطار (لكلر، II/246). فقد اكتشف العدید من النباتات في إفریقیة ولاسیما في المغرب وبقیة المناطق كمصر والحجاز وذكر أسماءها وخواصها في أكبر مصنفاته وهو الرحلة النباتیة. وعلی الرغم من عدم وصول هذا الكتاب إلی أیدینا، إلا أن ابن البیطار قد ذكره في مواضع مختلفة من كتابه جامع المفردات (1/5، 6، 20؛ أیضاً ظ: لكلر، II/247).

بلغت الملك العادل أبا بكر بن أیوب أحد حكام الأیوبیین، شهرة ابن الرومیة العلمیة، عندما كان الأخیر یقیم بالإسكندریة، فدعاه منها إلی القاهرة وطلب منه الإقامة بمصر بعد أن أعزه وأكرمه وعین له راتباً (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، ولكنه رفض ذلك وذكر أن مجیئه إلی هناك كان من أجل زیارة بیت الله وأنه سیعود موطنه (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). واستطاع خلال السنتین اللتین قضاها هناك من إعداد التریاق الكبیر عن طریق تركیب النباتات المختلفة. وعاد إلی مسقط رأسه إشبیلیة بعد أدائه فریضة الحج وبقي فیها حتی نهایة عمره، إذ كان یبیع في دكان له الأعشاب الطبیة (ابن الأبار، 1/121؛ المقري، 3/353). وكان زاهداً في الدنیا، مؤثراً بما في یدیه منها، موسعاً علیه في معیشته، كثیر الكتب، جمّاعاً لها وأكثر من جمع آثار ابن حزم واستنسخها (ابن الخطیب، 1/215-216). ولقب الحزمي لتعصبه وحبه لابن حزم (المنذري، ن.ص). وكان یمیل إلی الأدب ورغم أنه كان غیر متظاهر بقول الشعر، إلا أن أصحابه سمعوا منه ورووا عنه (ابن سعید، 181). ومن تلامذته في الحدیث أبو عبد الله ابن سعید اللَّوشي في بغداد، وأبو بكر ابن مقط في مصر (ابن الخطیب، 1/218)، وفي علم النبات ابن البیطار.

كان ابن الرومیة قد فقد بصره بعد تألیفه الرحلة النباتیة (ابن الخطیب، 1/219). وتوفي في مسقط رأسه (المنذري، 3/530؛ ابن الأبار، ن.ص).

 

آثاره

لابن الرومیة مصنفات عدیدة في علم النبات والفقه والحدیث، ولكن مما یؤسف له أن أكثرها قد فقد. أشهر مصنفاته هي:

 

ألف– في الفقه والحدیث

1. الحافل، أو الحافل في تذییل الكامل، وهو ذیل علی كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (ابن الأبار، 1/121؛ ابن الخطیب، 1/219؛ البغدادي، 1/93)؛ 2. مختصر الكامل في مجلدین (ابن الأبار، ن.ص)؛ 3. مختصر غریب حدیث مالك للدار قطني (ابن الخطیب، ن.ص)؛ 4. كتاب المعلم بزوائد البخاري علی مسلم؛ 5. نظم الدراري فیما تفرد به مسلم عن البخاري؛ 6. حكم الدعاء في أدبار الصلوات؛ 7. كیفیة الأذان یوم الجمعة؛ 8. أخبار محمد بن إسحاق؛ 9. توهین طرق حدیث الأربعین (ن.ص)؛ 10. فهرسة حافلة أفرد فیها روایته بالأندلس من روایته بالمشرق (ابن الأبار، ن.ص).

 

ب- في علم النبات

1. تفسیر أسماء الأدویة المفردة من كتاب دیسقوریدس؛ 2. مقالة في تركیب الأدویة، ولم یذكر ابن أبي أصیبعة المعاصر له سوی هذین الأثرین (3(1)/133). ویبدو أن هذا الكتاب هو نفس الكتاب الذي أورده ابن الخطیب باسم شرح حشائش دیاسقوریدوس وأدویة جالینوس (1/219)؛ 3. كتاب الرحلة النباتیة، وهو أهم آثاره وقد مر شرحه (ابن البیطار، 6؛ ابن الخطیب، ن.ص؛ حاجي خلیفة، 2/1419)؛ 4. التنبیه علی أغلاط الغافقي (ابن الخطیب، ن.ص)؛ 5. التذكرة التي دونها عن أساتذته (الذهبي، 4/1426).

 

المصادر

ابن الأبار، محمد، التكملة لكتاب الصلة، تقـ: عزت العطار، القاهرة، 1956م؛ ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، بیروت، 1377هـ/1957م؛ ابن البیطار، عبد الله، الجامع لمفردات الأدویة والأغذیة، القاهرة، 1291هـ/1874م؛ ابن الخطیب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1955م؛ ابن سعید، علي، اختصار القدح المعلی في التاریخ المحلی، تقـ: إبراهیم الأبیاري، القاهرة، 1959م؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدرآباد الدكن، 1333-1334هـ؛ عنان، محمد عبد الله، تراجم إسلامیة شرقیة وأندلسیة، القاهرة، 1390هـ/1970م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: محمد البقاعي، بیروت، 1388هـ/ 1968م؛ المنذري، عبد العظیم، التكملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عواد معروف، بیروت، 1405هـ/1984م؛ وأیضاً:

Leclerc, Lucien, Histoire de la mé decine arabe, Paris, 1876.

علي أكبر دیانت/ص.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: