الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / ابن رضوان، أبوالقاسم /

فهرس الموضوعات

ابن رضوان، أبوالقاسم

ابن رضوان، أبوالقاسم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۳:۰۲:۳۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ رِضوان، أبو القاسم عبد الله بن یوسف بن رضوان النجاري (718-783هـ/1318-1381م)، صاحب العلامة لعدد من سلاطین الدولة المرینیة في المغرب. وكان ذا باع في الشعر والنثر والنحو والخطابة والفقه والروایة والترسل. ولد في مالقة ونشأ فیها (ابن خلدون، التعریف، 42). اشتهر أیضاً بالفاسي لسفره فیما بعد إلی فاس. أخذ عن عدد من الفضلاء مثل والده وخاله أبي الحكم بن أبي القاسم ابن ربیع وأحمد بن عبد الحق الجدلي قاضي مالقة وعدد من مشایخ تلك الدیار (بابا التنبكتي، 146). ارتحل بعد واقعة طریف إلی المغرب ونزل بفاس ولقي بها السلطان أبا الحسن علي بن عثمان المریني (حكـ 732-749هـ) ومدحه، واختص آنذاك بالقاضي إبراهیم بن عبد الرحمن التسولي التازي، المعروف بابن أبي یحیی، قاضي العساكر وخطیب السلطان أبي الحسن، وكان ابن أبي یحیی یستنیبه في القضاء والخطابة. ثم نظمه في حلبة الكتّاب بباب السلطان، واختص بخدمة عبد المهیمن رئیس الكتّاب (ابن الخطیب، الإحاطة، 3/443؛ ابن خلدون، ن.ص).

وقد شن السلطان أبو الحسن حملة علی تونس في عام 749هـ/ 1348م وأخذ معه ابن رضوان لكتابة الرسائل. وبعد ذلك عاد أبو الحسن إلی المغرب واستخلف بتونس ابنه أبا الفضل وخلّف ابن رضوان كاتباً له. ولكن بعد فترة وجیزة هرب أبو الفضل لهزیمته أمام حملة الفضل بن أبي یحیی سلطان الموحدین والتحق بأبیه في المغرب، إلا أن ابن رضوان لم یرحل معه وبقي في تونس ثم رحل إلی الأندلس والتحق في مدینة ألمریة بأشیاع أبي الحسن الذین كانوا یعیشون هناك تحت حمایة أبي الحجاج یوسف بن الأحمر، سلطان الأندلس. وقد دعاه أبوالحجاج للكتابة فامتنع. وفي هذه السنة (749هـ) هزم أبو الحسن في موقعة القیروان، فخرج علیه ابنه فارس بن علي المریني، المعروف بأبي عنان (حكـ 749-759هـ)، وأطاح به وانتزع الملك منه وقتل أبو الحسن في هذه الحادثة، فعاد أنصاره الذین كانوا في الأندلس ومنهم ابن رضوان إلی المغرب ونال ابن رضوان خظوة عند أبي عنان في المغرب وصار من كتابه. وعندئذ استخدم محمد ابن أبي عمرو –الذي كان یومئذ رئیس الدولة، وصاحب العلامة وسواها من المناصب الأخری– ابن رضوان وأدخله في سلك أصحاب السلطان، إلا أن السلطان فضّل ابن رضوان علیه وأفرده بالكتابة في 754هـ وجعل إلیه العلامة، ثم سخط السلطان علی ابن رضوان في 757هـ وعزله. وفي سنة 762هـ وإثر وفاة السلطان أبي القاسم إبراهیم بن علي (حكـ 760-762هـ) ابن السلطان أبي الحسن –الذي كان قد اعتلی سدة الحكم بعد أخیه أبي عنان– جعل عمر بن عبد الله الوزیر، الذي كان في الحقیقة المدبر الأساس للبلاد، العلامة لابن رضوان مرة ثانیة، فاستقل بها حتی آخر حیاته (ابن خلدون، ن.م، 42-45؛ ابن الخطیب، الإحاطة، ن.ص؛ ابن القاضي، 2/83، 508)، بالرغم من معاصرته لعدد من السلاطین المرینیین في المغرب.

كان ابن رضوان معاصراً وصدیقاً لابن الخطیب وابن خلدون. وقد ذكر ابن الخطیب أنه كان فاضلاً وأدیباً عذب البیان، واتجه منذ حداثته إلی نظم الشعر (أوصاف الناس، 55). كان ابن رضوان ذا قریحة جیدة في نظم الشعر وارتجاله. وما تبقی من شعره ینم عن نفسیته وأسلوب تفكیره. وكان یجل أساتذته، وقد مدحهم في بعض المواضع (م.ن، الإحاطة، 3/445-451؛ السلاوي، 4/39-40).

وكان لابن رضوان باع في النثر أیضاً ومن مؤلفاته النثریة مراسلاته مع ابن الخطیب ومدحه لكتاب المحبة أو روضة التعریف بالحب الشریف (ابن الخطیب، ن.م، 3/452-455). ویمتاز نثره بالسلاسة والبلاغة والبساطة. وقد حولت الرسائل الدیوانیة إلی ابن رضوان عندما كان محمد بن محمد بن رشید كاتباً للسلطان أبي عنان، لضعف ابن رشید في اللغة العربیة (ابن القاضي، 2/231-232). كما أشار ابن الخطیب أیضاً إلی جودة خطه (أوصاف الناس، ن.ص).

كان ابن رضوان محباً لأهل ‌الدین معظماً لهم ولمن یمیل إلی الصوفیة (بابا التنبكتي، 145-146). نقل ابن رضوان أخباراً وأشعاراً عن معاصریه وشیوخه كأبي بكر ابن منظور (ابن القاضي، 2/436؛ بابا التنبكتي، 145)، وقد استفاد مؤلفو الكتب بعده من هذه الروایات التاریخیة (ابن خلدون، العبر، 1(5)/1083؛المقري، 8/50-51، 10/138-139). كان ابن رضوان یدرّس أیضاً، ومن تلامذته عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشریف التلمساني، المشهور بأبي یحیی (ابن مریم، 128). توفي ابن رضوان في أزمور (ابن خلدون، التعریف، 45) أو في أنفا (ابن القاضي، 2/437)، الدار البیضاء حالیاً (الزركلي، 4/147-148).

 

آثاره

أهم آثار ابن رضوان، كتاب الشُهب اللامعة في السیاسة النافعة. وتوجد مخطوطة من هذا الكتاب في لیدن (ورهوفه، 345)، ومخطوطات أخری في بادلیان (ظ: GAL, I/606). وقد ذكر له كتاب آخر أیضاً باسم السیاسة السلطانیة أو السیاسة (بابا التنبكتي، 147؛ السلاوي، 4/39)، ولم یعثر حتی الآن علی مخطوطة منه وربما كان ذاك الكتاب.

 

المصادر

ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبد الله عنان، القاهرة، 1395هـ/1975م؛ م.ن، أوصاف الناس، تقـ: محمد كمال شبانة، مراكش، 1397هـ/1977م؛ ابن خلدون، العبر؛ م.ن؛ التعریف، بیروت، 1399هـ/1979م؛ ابن القاضي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1394هـ/1974م؛ ابن مریم، محمد، البستان، تقـ: محمد بن أبي شنب، الجزائر، 1326هـ/1908م؛ بابا التنبكتي، أحمد، «نیل الابتهاج»، في حاشیة دیباج المذهب لابن فرحون، القاهرة، 1351هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ السلاوي، أحمد، الاستقصاء، تقـ: جعفر الناصري ومحمد الناصري، الدار البیضاء، 1954م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: محمد البقاعي، بيروت، 1406هـ/1986م؛ أیضاً:

GAL; Voorhoeve.

مهدي سلماسي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: