اِبْنُ زَبر، كنیة اثنین من أفراد أسرة اشتهرت بدمشق ومصر في القضاء وعلم الحدیث.

1. أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربیعة (255- ربیع‌ الأول 329هـ/869 –كانون الأول 940م)

قاضي مصر ودمشق. كان من أسرة علمیة یصل نسبه إلی نزار بن معد بن عدنان. ولد في سامراء (ظ: السمعاني، 6/256-257؛ ابن عساكر، 320؛ ابن الأثیر، 1/494). درس في عنفوان شبابه علی سفیان بن عیینة وأبي داود السجستاني وأبي سلیمان الترمذي وعبد الله بن محمد بن شاكر ومحمد بن سلیمان المنقري وعباس بن محمد الدوري والحسن بن أحمد المدیني وأحمد بن عبید بن ناصح ومحمد بن القاسم بن الخلاد وعدد من أصحاب الأصمعي (ظ: ابن زبر، عبد الله، 324، 325، 328؛ الخطیب، 9/387؛ ابن حجر، لسان…، 3/253؛ ابن عساكر، ن.ص؛ الذهبي، سیر…، 15/315). وروی عنه جماعة كابنه أبي سلیمان والدار قطني وابن شاهین وأبي بكر ابن أبي الحدید وأحمد بن مالك البیع وعبد الله بن موسی الهاشمي (ظ: الخطیب، ابن حجر، ن.ص). وعده الذهبي (میزان…، 2/391) من الفقهاء والمحدثین، إلا أن المصادر اعتبرته غیر ثقة (الخطیب، السمعاني، ابن الأثیر، ن.ص؛ أیضاً ظ: ابن ماكولا، 4/162-163). وكان عبد الغني بن سعید المصري یمتنع عن كتابة حدیثه عن ابنه أبي سلیمان إذا جاء منفرداً (السمعاني، ن.ص). ویروي الدار قطني الذي قدم إلیه للأخذ عنه حكایة تدل علی قلة علمه (الخطیب، السمعاني، ن.ص). بدأت الصراعات السیاسیة والعسكریة في الدولة العباسیة في مطلع القرن 4هـ/10م وقد أدت إلی ضعف وانهیار جهاز الخلافة واستطاع ابن زیر أن یتولی منصب القضاء خلال هذه الفترة المضطربة وفي 316هـ/ 928م ولّاه المقتدر العباسي القضاء بمصر (ابن عساكر، 318)، فوافاها في المنتصف من المحرم سنة 317، وجلس للحكم في الجامع العتیق بعد قراءة كتاب العهد واختار من یعینه في مهمته (الكندي، 483؛ ابن حجر، رفع…، 2/265). وبناء علی ما ورد في المصادر لم‌یكن ابن زبر حازماً في القضاء، وكان یفضل مصلحته الشخصیة علی مصالح الآخرین (ظ: ابن عساكر، ابن حجر، ن.ص). قیل عنه لما كان في قضاء دمشق اشتكی الناس منه لدی علي بن عیسی ابن الجراح الذي كان یتولی دیوان المظالم آنذاك (ظ: الهمداني، 63)، فصرفه الأخیر عن الحكم (ابن حجر، ن.م، 2/266). وقد دفع الحقد الذي كان یضمره ابن زبر من هذا الحدث إلی أن يدبّر حیلة ویختلق قصة لدی المقتدر مما جعله یسيء الظن بعلي بن عیسی، وبهذا استطاع أن یتقلد قضاء مصر والشام في ربیع الثاني 320/ نیسان 932 ثانیة (ظ: الكندي، 484؛ ابن عساكر، 319-320؛ ابن حجر، ن.م، 2/266-267). وفي هذه الفترة أساء التصرف مع الرعیة كالماضي بحیث جعله یهرب من مصر عندما قرب وفاة أمیرها تكین. وأراد آنذاك استخلاف ابنه فامتنع تكین، فاستناب أبا هاشم المقدسي وسأله أن ینظر بین الناس، ففعل وهرب ابن زبر إلی دمشق (ظ: الكندي، ن.ص؛ ابن حجر، ن.م، 2/269). ثم أعید ثالثة إلی قضاء مصر في 324هـ/936م نیابة عن ابن أبي الشوارب، فنظر بین الناس قدر شهرین، وأخیراً تولی القضاء في 329هـ لمدة شهر واحد حتی وافته المنیة في نفس العام بالفسطاط (ابن زبر، محمد، 275؛ قا: الكندي، 478، 489؛ الخطیب، 9/378؛ ابن حجر، ن.م، 2/269-270).

وكان قد ألف أبو محمد كتباً في الحدیث، وذُكر أن له تصنیف باسم تشریف الفقر علی الغنی (ظ: ابن عساكر، 318؛ الذهبي، سیر، 15/316). كما جمع بعض أخبار الأصمعي (ابن عساكر، ن.ص)، وهناك نسخة منه تضم نصف ما جمع في مجموعة من مجامیع المكتبة الظاهریة، وقد نشرها عز الدین التنوخي في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1339هـ/1921م.

2. أبو سلیمان محمد بن عبد الله (ذوالحجة 298- جمادی الأولی 379/آب 911- آب 989)

محدث ومؤرخ دمشقی. ولد في الرقة (ابن زبر، محمد، 260). أخذ عن والده وأبي عبد الله الهروي وابن منبع وأبي جعفر الطحاوي وجُماهر بن محمد الزملكاني وأبي القاسم البغوي ومحمد بن فیض الغساني وآخرین (م.ن، 65، 86، 90، 93، مخـ؛ ابن ماكولا، 4/163؛ الذهبي، تذكرة…، 3/996-997). ودرس علیه أمثال أبي عبد الله محمد بن أحمد البرزي (الكتاني، عبد العزیز، 328؛ قا: یاقوت، 1/564)، وأبي علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان وأخیه أبي الحسین محمد، ومحمد بن عوف المزني، وأبي نصر ابن جبان، وأبي الحسن المكي بن محمد بن غمر المؤدب الذي روی كتابه الوفیات (ابن زبر، محمد، 25؛ الكتاني، عبد العزیز، 347، 350؛ الذهبي، تذكرة، 3/997). لاتتوفر معلومات وافیة عن حیاته، ولكن لیس هناك من شك في أنه كان یمیل إلی العلم والتألیف أكثر من میله إلی القضاء كأبیه (ظ: الكتاني، عبد العزیز، 308؛ ابن حجر، رفع، 269). ذكر أن تصانیف أبي سلیمان أثارت إعجاب أبي جعفر الطحاوي الذي قال له أنتم (المؤلفون) الصیادلة، ونحن (الفقهاء) الأطباء (الذهبي، ن.ص). وقد عدّه ابن ماكولا ثقة (ن.ص)، وامتدح عبدالعزیز الكتاني ثقته وأمانته أیضاً (ن.ص).

آثاره

ألف– المطبوعة

تاریخ مولد العلماء ووفیاتهم. وهو أشهر مصنفات أبي سلیمان، وقد ابتدأ المؤلف هذا التاریخ بالسنة الأولی للهجرة، واستمر حتی عام 338هـ/949م تقریباً. ولم یتناول المؤلف أحداث السنوات 28، 29، 39، 48، 77. ویورد بعد إتمام الكتاب موالید ووفیات عام 338هـ، ویبدو أنه تناول علی عجل بعض أحداث السنوات التالیة بشكل متناثر وغیر منظم (السنوات 340، 343، 347، 348، 349، 354، 357؛ ظ: ابن زبر، محمد، 279-281)، كما یشیر أبو سلیمان في مصنفه هذا إلی موضع الوفاة علی الأغلب (ظ: ص 196، 197، 198، مخـ) وإلی معلومات أخری فضلاً عن تاریخ الموالید والوفیات (مثلاً ظ: ص 32، 249، مخـ). وعلی أي حال أصبح هذا المصنف مادة لیواصل الآخرون ما قام به أبو سلیمان ویذیلون علیه. وقد ذیّل علی هذا الكتاب الذي عنونه حاجي خلیفة بوفیات النقلة كلّ من أبي محمد عبد العزیز الكتاني (تـ 366هـ/977م)، وأبي محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني (تـ 485هـ/1092م)، وأبي الحسن علي بن المفضل المقدسي. ویصل ذیل علي بن المفضل إلی سنة 581هـ/1185م، وذیّل علی هذا الذیل أبو محمد عبد العظیم المنذري (تـ 656هـ/1258م) بثلاثة مجلدات سماه التكملة لوفیات النقلة. وذیّل جماعة أخری علی تكملة المنذري، ذكرهم السخاوي (ص 333) وحاجي خلیفة (2/2019-2020). وعلی أيّ حال، طُبع كتاب ابن زبر مع الذیلین الأولین، أي ذیل الكتاني والأكفاني بتحقیق محمد المصري عام 1410هـ/1990م في الكویت.

ب- المخطوطة

1. أخبار ابن أبي ذئب، وكما یبدو من الكتاب فإن قسماً منه یختص بسیرة فقیه أهل المدینة ابن أبي ذئب هشام بن شعبة. توجد مخطوطة منه مؤرخة في 583هـ/1187م في المكتبة الظاهریة بدمشق (الظاهریة، 219)؛ 2. وصایا العلماء عند حضور الموت، منه مخطوطات في المكتبة الظاهریة بدمشق ومكتبة البلدیة بالإسكندریة (فهرس…، 282؛ GAS, I/204).

المصادر

ابن الأثیر، علي، اللباب، بیروت، دار صادر؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، رفع الإصر، تقـ: حامد عبد المجید وإبراهیم الأبیاري، القاهرة، 1961م؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1330هـ؛ ابن زبر، عبد الله، «المنتقی من أخبار الأصمعي»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1354هـ/1935م، س 13، عد 7، 8؛ ابن زبر، محمد، تاریخ مولد العلماء ووفیاتهم، تقـ: محمد المصري، الكویت، 1410هـ/ 1990م؛ ابن عساكر، تاریخ مدینة دمشق (عبادة بن أوفی –عبد الله بن ثوب)، تقـ: شكري فیصل وآخرون، دمشق، دار الفكر؛ ابن ماكولا، علي، الإكمال، تقـ: عبد الرحمن المعلمي، حیدرآباد الدكن، 1405هـ/1984م؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، تذكرة الحفاظ، حیدرآباد الدكن، 1333-1334هـ؛ م.ن، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وإبراهیم الزیبق، بیروت، 1404هـ؛ م.ن، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ؛ السخاوي، محمد، الإعلان بالتوبیخ، تقـ: فرانز روزنتال، بغداد، 1382هـ/1963م؛ السمعاني، عبد الكریم، الأنساب، حیدرآباد الدكن، 1386هـ/1966م؛ الظاهریة، المخطوطات (التاریخ)؛ فهرس مجامیع المدرسة العمریة، تقـ: یاسین محمد السواس، الكویت، 1408هـ؛ الكتاني، عبد العزیز، «تالي كتاب تاریخ مولد العلماء»، مع تاریخ مولد العلماء (ظ: همـ، ابن زبر، محمد)؛ الكتاني، محمد، الرسالة المستطرفة، القاهرة، 1333هـ؛ الكندي، محمد، الولاة والقضاة، تقـ: رفن كست، بیروت، 1908م؛ الهمداني، محمد، تكملة تاریخ الطبري، تقـ: آلبرت یوسف كنعان، بیروت، 1961م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

GAS.

قسم الفقه وعلوم القرآن والحدیث/ت.