الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن رقیقة /

فهرس الموضوعات

ابن رقیقة

ابن رقیقة

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/13 ۲۳:۱۸:۰۸ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ رُقَیقَة، أبو الثناء سديد ‌الدین محمود بن عمر بن محمد بن إبراهیم بن شجاع الشیباني الحانوي (564-635هـ/1169-1238م)، طبیب وشاعر. وردت شهرته مصحفة في المصادر بصور مختلفة مثل: ابن زُقیقة، وابن دقیقة، وابن رفیقة، إلا أنه ذكرت في أقدم وأوثق المصادر أي عیون الأنباء لابن أبي أصیبعة (2/219)، بابن رقیقة. ولد في مدینة حیني (حاني) من توابع دیار بكر، ودرس فیها الطب والحكمة علی فخر الدین الماردیني، ومهر في الطب وخاصة الكحالة وهو دون العشرین إلی درجة أنه تمكن –وبإشارة من الماردیني– من معالجة عین نور الدین بن محمد من أمراء آل أرتق حاكم المنطقة بنجاح (م.ن، 2/221).

قضی ابن رقیقة سني شبابه الأولی لدی نور الدین، ثم ترك مسقط رأسه وربما لملازمته الماردیني الذي كان یرافقه في السفر والحضر. وقد نُوه إلی إقامته الطویلة في مَیّافارقین (ن.ص). ولاشك أنه كان في هذه المدینة قبل 586هـ/1190م، حیث التقی شیخ الإشراق، شهاب ‌الدین السهروردي (مقـ 586هـ) الذي كان یتردد علی أستاذه الماردیني وبینهما صداقة (م.ن، 2/167؛ الشهرزوري، 2/127). وأقام في آمِد، وحَماة، وخَلاط وربما في عدة مدن أخری من آسیا الصغری والشام، إلا أنه لم یتضح علی وجه الدقة، توالي هذه الإقامات ومدة كل منها. ویبدو من التواریخ المتفرقة التي توفرت لدینا أنه كان یرافق الماردیني في 587هـ ویحض مجلس درسه في دمشق (ابن أبي أصیبعة، 1/300) وأنه حضر وفاة أستاذه (594هـ/1198م) في آمد (ن.ص). وكذلك كان في 609هـ/1212م (سنة وفاة الملك الأوحد نجم‌ الدین أیوب) وربما قبل ذلك بعدة سنوات في خلاط (م.ن، 2/221)، وفي 615هـ في میافارقین (م.ن، 2/230). وانتهت إقاماته القصیرة والطویلة في بلاط أمراء آل أرتق ثم الأیوبیین، باستقراره في دمشق عام 632هـ/1235م. وقد قضی السنوات الأخیرة من عمره هناك في خدمة الحاكم الأیوبي الملك الأشرف مظفر ‌الدین موسی إلی أن وافته المنیة (م.ن، 2/221).

أما أسرته فقد أشیر إلی شخصین منها: أحدهما ابنه أبو العباس أحمد الذي كان راویاً للحدیث (الصفدي، 25/157)، والآخر أخوه معین‌ الدین الذي كان أدیباً ونحویاً بارعاً وله أشعار كثیرة أیضاً (ابن أبي أصیبعة، 2/220؛ الذهبي، 1/322). لاتتوفر معلومات عن مذهب ابن رقیقة، مع أنه كان ولاشك علی مذهب أهل السنة والجماعة. ویتضح كذلك من خلال الأبیات التي نقلت عنه، احترامه لأهل البیت، حتی إنه نظم أبیاتاً اقتداء بقول لأمیر المؤمنین علي‌‌(ع) (ابن أبي أصیبعة، 2/223-224).

ویذكره ابن أبي أصیبعة أنه جمع من صناعة الطب ما تفرق من أقوال المتقدمین، فتمیز علی سائر نظرائه وأضرابه من الحكماء والأطباء (2/219). وكان ابن أبي أصیبعة زمیلاً ومصاحباً لابن رقیقة بین سنتي 632-634بدمشق في بیمارستان النوري الذي أنشأه نور الدین زنكي، ولهذا بعد كتابه أوثق مصدر عن ترجمة ابن رقیقة. وقد أشیر في هذا الكتاب إلی عملیات ابن رقیقة الجراحیة للعیون وإلی معالجاته الناجعة لمرض الماء الأزرق وإلی طریقة الامتصاص التي كان یستخدم فیها آلة باسم «المقدح» (2/220). وكانت هذه الطریقة تستخدم منذ حوالي القرن 4هـ/10م، حیث یشیر أبو القاسم عمار بن علي الموصلي الكحال المشهور (تـ 400هـ/1010م) في كتابه الموسوم بـ المنتخب في علاج أمراض العین إلی المعالجة بالمص للماء النازل في العین (الماء الأزرق)، أثناء ذكره الطرق الست في معالجة هذا المرض (فائق خطاب، 28). ولهذا تصدق مقولة لكلر (II/174) عن استخدام هذه الطریقة في العراق قبل ابن رقیقة. ویشیر لكلر إلی استخدام م.لوجیه هذه الطریقة من جدید ویَحتمل أنه اقتبسها من المسلمین (ن.ص). ویبدو مما ذكره ابن أبي أصیبعة أن ابن رقیقة كان یستخدم مقدحاً خاصاً ابتكره، وكانت تتم به معالجة الماء الأزرق بصورة أنجع (2/220). ووصفه البغدادي عند ذكره مصنفاته (2/405) بـ «رئیس الأطباء» في دمشق، وربما استند في ذلك إلی رأي الصفدي الذي عده من رؤساء الأطباء (25/157). ولایستبعد ذلك نظراً إلی سنه آنذاك وخبرته المدیدة وإلی مهارته في الطب والجراحة والكحالة.

وكان ابن رقیقة قد اشتغل علاوة علی الطب بعلم النجوم والحدیث، حیث یشیر إلی هذا في أشعاره (ابن أبي أصیبعة، 2/230). وقد صرح بابتكاره بعض الآلات النجومیة وإبداعها (ن.ص)، إلا أنه لاتتوفر معلومات أدق في هذا المجال. ونقل ابن أبي أصیبعة حدیثاً بروایته (2/220). كما كان ابن رقیقة أیضاً أحد مصادر روایات ابن أبي اصیبعة التاریخیة بشأن بقیة الأطباء (1/253، 267، 290، 291، 300، 2/167).

وذكر ابن أبي أصیبعه 230 بیتاً من أشعار ابن رقیقة واعتبره فریداً في نظم الشعر بین بقیة أطباء عصره، ویقول: «كان یأخذ أي كتاب شاء من الكتب الطبیة وینظمه رجزاً في أسرع وقت» (2/220).

ولاتقتصر مضامین أشعار ابن رقیقة في الطب، إذ یُلاحظ في ما نقل عنه، حدیث النفس، والحكمة، والنصح، والزهدیات، والمدح، والمراثي، والغزل. ومن خلال هذه الأبیات تتجلی وبوضوح نفسه الكریمة وروحه الزاهدة، وعن طریقها أیضاً یمكن الحصول علی بعض المعلومات عن حیاته.

ومع أن حاجي خلیفة والبغدادي ذكرا مصنفات ابن رقیقة، إلا أنها مفقودة. یمكننا القول استناداً إلی عناوین مصنفات ابن رقیقة، أن أغلب تألیفاته في الطب، منها: أرجوزة في الفصد؛ الغرض المطلوب في تدبیر المأكول والمشروب؛ الفریدة الشاهیة والقصیدة الباهیة؛ قانونجة في الطب؛ قانون الحكماء وفردوس الندماء؛ موضحة الاشتباه في أدویة الباه؛ مسائل وأجوبة في الحمیات. ومن مصنفات غیره التي نظمها: لطف المسائل وتحف السائل، نظم فیه مسائل حنین بن إسحاق وكلیات قانون ابن سینا، وكان له أیضاً حاشیة وشرح علی قانون ابن سینا (ابن أبي أصیبعة، 2/230؛ البغدادي، 2/405). وله دیوان شعر ذكره ابن العماد (5/177).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ البغدادي، هدیة؛ الذهبي، محمد، المشتبه في الرجال، القاهرة، 1381هـ/1962م؛ الشهرزوري، محمد، نزهة الأرواح وروضة الأفراح، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ فائق خطاب، فرات، الكحالة عند العرب، بغداد، 1975م؛ وأیضاً:

Leclerc, Lucien, Histoire de la médecine arabe; Paris, 1876.

محمد مهدي مؤذن جامي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: