الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن رستم الطبرِي /

فهرس الموضوعات

ابن رستم الطبرِي

ابن رستم الطبرِي

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/12 ۲۲:۰۵:۴۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ رُستُم الطَّبَريّ، أبو جعفر محمد بن جریر بن رستم الآملي، متكلم إمامي من القرن 3هـ/9م. لاتتوفر معلومات تذكر عن تفاصیل حیاته. والوحید الذي روی عنه هو الحسن بن حمزة الطبري الذي توفي في 358هـ/969م (ظ: النجاشي، 64)، ولذلك لابد أن یكون ابن رستم قد عاش في النصف الثاني من القرن 3هـ، أو ربما في مطلع القرن 4هـ. وهو من أقدم علماء الإمامیة في طبرستان. وتحكي نسبة «السروي» في تاریخ طبرستان (ابن إسفندیار، 130) عن ولعه بمدینة «ساري». وأشار منتجب‌ الدين في تاریخ الري إلی رحلة قام بها للري (ابن حجر، 5/103)، وربما اجتمع خلالها ببعض متكلمیها كأبي جعفر ابن قبة الإمامي (تـ قبل 319هـ). وصفه ابن إسفندیار بالتبحر في الحدیث والفقه إضافة إلی الكلام (ن.ص). كما أشار إلی صحبته المدیدة للإمام الرضا‌(ع) (تـ 203هـ) (ن.ص)، وهو ما لایمكن الأخذ به.

والأثر الوحید الموجود لابن رستم هو المسترشد في الإمامة، وقد طبع بالنجف بدون تاریخ. ونسب النجاشي هذا الكتاب إلی ابن رستم بهذا العنوان أیضاً، ورواه عن المؤلف بواسطتین (ص 376). وأشار الطوسي في الفهرست إلی كتاب له بهذا الاسم أیضاً (ص 158)، غیر أن ابن الندیم نسب المسترشد إلی الطبري المؤرخ دون أن یشیر إلی ابن رستم (ص 292). وقد أفاد من هذا الكتاب في القرون اللاحقة ابن شهر آشوب (تـ 588هـ) في المناقب (2/294، مخـ)، وابن أبي الحدید (تـ 656هـ) في شرح نهج البلاغة (2/36). وتحتوي النسخة المطبوعة من المسترشد علی موضوعات ذات صلة بالإمام علي‌(ع)، بینما لم تتحدث عن باقي الأئمة. لكن یُفهم من منقولات ابن شهرآشوب عن ابن رستم في المناقب (4/134، 262، 351)، وبالضبط في البحوث الخاصة بالأئمة السجاد والصادق والرضا‌(ع) والتي صرّح في أحدها بأخذه عن المسترشد، فقدان جزء المسترشد الخاص بالأئمة الاثني عشر.

ویصنَّف هذا الكتاب من حیث الأسلوب مع تلك المجموعة الكلامیة من آثار الإمامیة التي اعتمدت روایات مناوئیهم لإثبات أحقیة مذهبهم. ولدی مقارنة كتاب المسترشد بكتاب الإیضاح المنسوب للفضل بن شاذان النیسابوري (تـ 260هـ) یتضح أن هناك كثیراً من أوجه التشابه بینهما، كما أن المسترشد قد أورد بعض مباحث الإیضاح بشكل مفصل وأكمل (لمزید من الإیضاح في هذا المجال، ظ: ن.د، ابن شاذان، الفضل).

وحول احتمال اعتماد المصادر اللاحقة علی المسترشد، لابد من القول كمثال إن هناك مشتركات كثیرة بین الشافي للشریف المرتضی وبینه. ولما كان كلام الشافي أقرب إلی الإیضاح منه إلی المسترشد، فإن ذلك یقلل من احتمال اعتماد الشریف المرتضی علیه (كنموذج قارن بین المسترشد، 39-40 والشافي، 242 والإیضاح،135-139). ویعدّ المسترشد فضلاً عن جانبه الكلامي كتاباً غنیاً نظراً للمصادر التاریخیة القیمة التي اعتمد علیها والتي تُعد الیوم من المصادر المفقودة، كالروایات الكثیرة التي نقلها ابن رستم عن الواقدي (مخـ).

وفضلاً عن المسترشد، هناك آثار أخری لابن رستم لم یشر إلیها النجاشي ولا الطوسي (ظ: النجاشي، 376؛ الطوسي، الفهرست، 159). وقد نسب إلیه ابن شهرآشوب كتاباً باسم الفاضح (معالم، 106)، والذهبي كتاباً باسم الرواة عن أهل البیت (3/499)، وابن إسفندیار مصنفاً باسم حذو النعل بالنعل (ص 130). ونسب إلیه القاضي نور الله الشوشتري كتاباً یدعی الإیضاح في الإمامة (1/98-491)، لایُعرف مضمونه ولاعلاقته المحتملة بكتاب الإیضاح المنسوب لابن شاذان.

وقد أدت المعلومات الیسیرة والتشابه بالأسماء والمعاصرة في بعض الحالات إلی الخلط بین صاحب المسترشد وبعض الشخصیات الأخری، فابن حجر العسقلاني (5/103) خلط بینه وبین أبي جعفر أحمد بن محمد ابن یزدیار ابن رستم الطبري النحوي والمقرئ الساكن ببغداد (تـ بعد 304هـ) وصاحب المصنفات في علوم القرآن والأدب (ظ: ن.د، ابن رستم). عدّه ابن حجر (ن.ص) من متكلمي المعتزلة اعتماداً علی سند مجهول، واحتمل أن یكون ما نسب إلی الطبري الفقیه والمؤرخ من الاكتفاء بمسح الرجلین في الوضوء من أقوال ابن رستم الطبري، غیر أن قول الطبري بهذا الحكم في تفسیره (6/83) یؤكد بطلان ما ذهب إلیه ابن حجر. ومن جانب آخر فقد تصور ابن أبي الحدید (2/36) أن البیتین المعروفین اللذین نسبتهما المصادر الأخری (مثل یاقوت، 1/68) إلی أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي، وقیل إنه أنشدهما في الطبري المؤرخ، هما لصاحب المسترشد. وأشار الشاعر في هذین البیتین إلی موطن الطبري ومذهبه.

وأكبر خلط حدث في شخصیة ابن رستم هو نسبة كتاب دلائل الإمامة الذي طبع بالنجف في 1383هـ/1962م إلیه. وكان ابن شهرآشوب أول من نسب هذا الكتاب إلیه في القرن 6هـ في كتاب المعالم (ص 106). وفي القرن 7هـ اعتمد رضي‌ الدين ابن طاووس مراراً علی دلائل الإمامة وأسمی مؤلف محمد بن جریر بن رستم الطبري (إقبال…، 6)، ومحمد بن رستم بن جریر (الأمان، 52، فرج…102، كشف…، 35)، أو محمد بن جریر (اللهوف، 26، الیقین، 50-51). ویُفهم من التطابق بین أسلوب منقولات ابن طاووس ودلائل الإمامة المطبوع، وكذلك من وجود بعض منقولات الأمان (ص 52-60) واللهوف (ن.ص) في كتاب الدلائل (ص 74، 104-109)، أن الدلائل الذي یریده ابن طاووس هو هذا الكتاب بالذات، مع فارق واحد وهو أنه، خلافاً للنسخة المطبوعة، یضم البحث المتعلق بالإمام علي‌(ع) وربما الرسول‌(ص) أیضاً. ویُستشف من كلام ابن طاووس في اللهوف (ن.ص) أنه اعتبر عبارة «قال أبو جعفر محمد بن جریر الطبري» التي تكررت في دلائل الإمامة (مثلاً ص 63-210) مبیّنة لاسم مؤلف الكتاب، بینما لاینطبق مشایخ محمد بن جریر الطبري هذا –من حیث الطبقة– مع باقي المشایخ الذین نُقل عنهم خلا كتاب دلائل الإمامة. ویمكن أن نستنتج من ذلك أن استناد ابن طاووس في نسبة الكتاب لابن رستم استناد ضعیف إلی حدما. وعلی أي حال یجب الانتباه أیضاً إلی أن أسانید كتاب الدلائل، رغم الاضطرابات والغموض، تشیر إلی تألیفه بعد قرن من عصر صاحب المسترشد علی الأقل. ووجود عبارة «رحمه الله» بعد اسم الحسین بن عبید الله الغضائري (تـ 411هـ)، وكذلك ذكر عام 395هـ في طبقة مشایخ شقیق المؤلف (ص 92-300)، یشیران علی ما یبدو إلی أن تألیف الكتاب قد تمّ بعد 411هـ/1020م. وبناء علی ما ذكر یظهر لنا خطأ ما ذهب إلیه بعض المتأخرین كالمجلسي (1/20) من أن دلائل الإمامة هم اسم المسترشد الآخر، أو أن المسترشد هو الجزء الأول، والدلائل هو الجزء الثاني لأثر واحد (ظ: مقدمة الدلائل، «د»؛ حول الآثار الأخری المنسوبة لابن رستم الطبري، والتي تشبه دلائل الإمامة من حیث السند والأسلوب، ظ: آقابزرگ، 21/27-28، 22/332، 24/349؛ الحر العاملي، 1/28، 400). ولابد من الإشارة هنا إلی أن الطوسي قد نعت ابن رستم في الفهرست بـ «الكبیر» (ص 158) ومن المحتمل أنه أراد بذلك تمییزه عن ابن رستم آخر، لكنه لم یأت بهذه الصفة في رجاله (ص 514).

 

المصادر

آقابزرگ، الذریعة؛ ابن أبي الحدید، عبد الحمید، شرح نهج‌ البلاغة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1378هـ/1959م؛ ابن إسفندیار، محمد، تاریخ طبرستان، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1366ش؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، لسان المیزان، حیدرآباد الدكن، 1329-1331هـ؛ ابن رستم الطبري، محمد، المسترشد، النجف، المكتبة الحیدریة؛ ابن شاذان، الفضل، الإیضاح، تقـ: جلال‌ الدين المحدث، طهران، 1351ش؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1961م؛ م.ن، المناقب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، 1320هـ؛ م.ن، الأمان، النجف، 1370هـ؛ م.ن، فرج المهموم، النجف، 1368هـ؛ م.ن، كشف المحجة، النجف، 1370هـ/1950؛ م.ن، اللهوف، النجف، 1369هـ/1950م؛ م.ن، الیقین، النجف، 1369هـ/1950م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ الحر العاملي، محمد، إثبات الهداة، قم، المطبعة العلمیة؛ دلائل الإمامة، النجف، 1383هـ/1962م؛ الذهبي، محمد، میزان الاعتدال، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382هـ/1963م؛ الشریف المرتضی، علي، الشافي، طهران، 1301هـ؛ الشوشتري، القاضي نور الله، مجالس المؤمنين، طهران، 1354ش؛ الطبري، تفسیر؛ الطوسي، محمد، رجال، تقـ: محمدصادق بحر العلوم، النجف، 1381هـ/1961م؛ م.ن، الفهرست، تقـ: محمد صادق بحر العلوم، النجف، المكتبة المرتضویة؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، 1403هـ/1983م؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ؛ یاقوت، البلدان.

أحمد پاكتچي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: