الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الربیب /

فهرس الموضوعات

ابن الربیب

ابن الربیب

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/12 ۲۱:۱۵:۵۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الرَّبیب، أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد التمیمي التاهَرتي القیرواني (تـ 420هـ/1029م؛ وسنة 430هـ وردت خطأ في EI2)، أدیب ولغوي ونحوي وشاعر ونسّابة وقاضي تاهرت. وذكر السیوطي (2/525) نقلاً عن یاقوت أنه ابن الزبیب وسری هذا الخطأ إلی المصادر المتأخرة (مثلاً ظ: نویهض، 69). وورد اسمه في كتاب ابن فضل الله (11/319) الحسین، ولعله من تصحيف النسّاخ. وذكر الصفدي (12/237) أنه تجاوز حین وفاته الخمسین من عمره، إلا أن كحالة (3/278) تبعه في ذلك نویهض (ن.ص) ذكرا ولادته في 340هـ وبذلك فقد عمّر 80 عاماً. ووصفه ابن شاكر (10/90) بأنه متبحر في «علم الجبر والمقابلة» ونظراً لأننا لم نشهد له مثل هذا العلم ولأنه كان نسّاباً مشهوراً من جهه أخری فإننا نظن أن عبارة «علم الخبر» الواردة في المصادر (مثلاً القفطي، 1/318؛ یاقوت، 3/998؛ الصفدي، ن.ص) قد صحّفت إلی عبارة «علم الجبر والمقابلة».

وما وصل إلینا من معلومات حول حیاته یتلخص في أن أصله من تاهرت بالجزائر (القفطي، ن.ص) وقد عُرف بالقاضي التاهرتي لتولیه قضاء تلك المدینة (ابن شاكر، ن.ص). ولا نعلم بدقة أین نشأ ولایمكن التسلیم بصحة ما أورده نویهض («.ص). من أنه نشأ في القیروان، ولكننا نعلم أنه طلب العلم فیها (القفطي، الصفدي، ن.ص). وفیها اهتم به واعتنی العالم اللغوي محمد بن جعفر النحوي، المعروف بالقزّاز القیرواني (تـ 412هـ/1021م) إذ استطاع ابن الربیب أن یرتقي بمساعدته مدارج عالیة في الأدب والتاریخ والأنساب. والتحق هناك أیضاً بأسرة أبي العرب الذین كانوا من الأمراء ومن العلماء أیضاً ومدح محمد بن أبي العرب (القفطي، 1/319). وأكثر ما وصلنا من أخبار عنه نقلها ابن رشیق الذي كان ولاشك قد عرفه وجالسه لأن الاثنین عاشا في مدینة واحدة وكان القزّاز القیرواني أستاذهما. وعدّ ابن رشیق ابن الربیب خطیباً مقوّهاً ومتصنعاً إلی حد ما في الشعر والنثر ونقل روایة عن عبد الكریم النهشلي الذي اعتبر فیها ابن الربیب أكبر شعراء القیروان بعده (یاقوت، ن.ص؛ ابن فضل الله، ن.ص).

لم یبق من شعره شيء یذكر، ولكن ذلك المقدار القلیل الذي ذكره یاقوت (ن.ص) وابن فضل الله (ن.ص) وغیرهما یدل علی براعته في الشعر. واعتبر ابن رشیق الأبیات التي نظمها ابن الربیب في مدح ابن أبي العرب دلیلاً علی مقدرته (القفطي، ن.ص). واعتبره الكل نسابة واعتبره ابن فضل الله (ن.ص) في الروایة التي لانعلم عمن أخذها، أفضل من الزبیر بن بكار والبلاذري، ولكن لایوجد من آثاره شيء في هذا الباب (قا: السیوطي، كحالة، ن.ص).

وسبب خلوده في مجال تاریخ الأدب رسالته الفریدة التي نقل منها ابن بسام (1(1)/111-113) والمقري مع اختلاف قلیل (3/156-158) وترجم غایانغوس روایة المقري إلی الإنجلیزیة (ظ: پلا، 53؛ EI2). وتعرض ابن الربیب في رسالته هذه إلی ذكر فضائل الأندلس والأندلسیین أولاً، ثم انتقد علماء تلك الدیار لتقاعسهم عن تدوین مآثر بلادهم لتخلد أسماؤهم كبقیة العلماء الآخرین بالبلاد وتعرف فضائل الأندلس لدی الجمیع. وكتبت الرسالة في الأصل إلی أبي المغیرة ابن حزم. وكان أبو المغیرة یتولی وزارة المستظهر بقرطبة سنة 414هـ/1033م. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار مكانة أبي المغیرة العلمیة والسیاسیة فمن المحتمل أن یكون ابن الربیب قد كتب في هذه الأیام هذا الخطاب إلیه. وأجاب اثنان عنها: الأول أبو المغیرة ابن حزم الذي كتب جواباً مسهباً جداً ضمّنه الإشادة والثناء التقلیدیین وبلهجة محترمة وذكر ابن الربیب أن الأندلسیین لم یظهروا الرخوة كما كان یظن الأخیر. ونقل ابن بسام (1(1)/113، 116) خلاصة لهذا الجواب الذي یبدو أنه مفصل جداً، ولكنه وللأسف حذف منه أقساماً نافعة (قا: پلا، 54). أما الجواب الثاني فكتبه أبو محمد علي ابن حزم الذي هو ابن عم ابن حزم الأول، ولكن لم یكن ابن حزم یخاطب ابن الربیب، لأنه كما یقول عثر علی رسالة ابن الربیب وسط كتب وأوراق الوزیر أبي بكر المهلبي الذي كان من الفضلاء والأدباء، ولهذا فقد وجه خطاباً إلیه. وقد نقل المقري (3/158-179) علی ما یبدو والنص الكامل لجواب ابن حزم، كما ذكره ابن خیر الإشبیلي (ص 226) مع عنوان رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها. وتتألف هذه الرسالة في الواقع من ثلاثة أقسام: القسم الأول في باب تفضیل الأندلس علی بقیة البلاد؛ والقسم الثاني في ذكر أسماء علماء الأندلس وأكثر من 80 كتاباً من مصنفاتهم؛ أما القسم الثالث فهو یتناول المقارنة بین مشاهیر الأندلس ومشاهیر أرض المشرق. وترجم هذه الرسالة پلا مع مقدمة قصیرة إلی الفرنسیة (ص102-53). وكتب ابن سعید تتمة لهذه الرسالة التي ذكرها المقري أیضاً (3/179-186). وعلی كل حال فلیس من الواضح عدم اطلاع ابن الربیب علی ذلك العدد الضخم من الآثار في الأندلس ولوكان مطلعاً فما هو السبب في كتابة مثل هذه الرسالة إلی ابن حزم؟

 

المصادر

ابن بسام، علي، الذخیرة، القاهرة، 1358هـ/1939م؛ ابن خیر، محمد، فهرسة، تقـ: فرنسشكه قداره، بغداد، 1382هـ/1963م؛ ابن شاكر، محمد، عیون التواریخ، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ ابن فضل الله العمري، یحیی، مسالك الأبصار، نسخة مصورة في مكتبة أحمد الثالث بإستانبول، رقم 2797؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/1964م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: رمضان عبد التواب، بیروت، 1399هـ/1979م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1369هـ/1950م؛ كحّالة، عمررضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ نویهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، بیروت، 1971م؛ یاقوت، معجم الأدباء، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1993م؛ وأیضاً:

EI2; Pellat, Charles, «Ibn Hazm, bibliographe et apologiste de l’Espagne musulmane», Al-Andalus, Madrid/ Granada, 1954, vol. XIX.

محمد هادي مؤذن جامي/ج.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: