اِبْنُ الرّاعي، محمد بن مصطفی بن خدا ویردي (1119-1195هـ/1707-1781م)، كاتب وأدیب وشاعر حنفي دمشقي. عاش في الفترة التي اشتهرت عند الكتّاب المعاصرین «بعصر الانحطاط الأدبي»، وتنحصر معلوماتنا عن حیاته فیما نقله المنجّد («ترجمة…»، 693-694) عن مخطوطة سلك الدرر. ذكر المرادي صاحب سلك الدرر أنه ولد في دمشق وأخذ العلم والكتابة عن شیوخ تلك الدیار وتخرج علی ید محمد عاصم بن عبد المعطي، أحد أعیان الكتّاب بدمشق، ومهر في صناعتي النظم والنثر وبرع في كتابة الخطوط المتنوعة كالرقعة والدیواني والسیاقة والنسخي.

كان ابن الراعي یجید الفارسیة والتركیة إجادة حسنة ویحرر الرسائل بأسالیب مختلفة. وعلاوة علی أنه كان من كتّاب أوقاف الحرمین فإنه كان مقاطعجیاً بـ «باب الدفتري» في دمشق أیضاً، وكان یمیل في شعره إلی الهجاء وله أهاجٍ في الناس كثیرة. أما نكته ونوادره فقد كانت مشهورة في كل مكان. وقد تراكمت علیه في أواخر حیاته الأمراض والعلل والأكدار إلی أن مات.

تنحصر معلوماتنا عن أشعاره ورسائله العدیدة التي تركها، في كتاب باسم البرق المتألق في محاسن جلّق، المعروف بمحاسن الشام (البغدادي، 2/331). ویبدو من هذین العنوانین أن مقصود الكاتب من جلّق هو الشام ولاینحصر بمحلة في دمشق –كما ظنه فؤاد سید (2(3)/45)– أو قریة قریبة منها (قا: یاقوت، 2/154)، إذ أنه وقد فرغ منه في 1171هـ قد جمع فیه ما قیل في مدح دمشق نظماً ونثراً. یبدأ هذا الكتاب بأرجوزة تقع في 184 بیتاً وقد خصّت بمحاسن دمشق ومتنزهات وأزهار وأنهار وأودیة وعیون ضواحیها. ومن جهة أخری یمكن عدها أنموذجاً رائعاً من الأدب الجغرافي (المنجّد، «أرجوزة…»، 226). وتوجد مخطوطة من هذا الكتاب في مكتبة عارف حكمت بالمدینة المنورة، وأخری في المكتبة التیموریة (رقم 2187)، ومخطوطة ناقصة في دارالكتب المصریة (ظ: المنجّد، معجم…، 371-372)، ومخطوطة في المكتبة الخدیویة بخط المؤلف (الخدیویة، 5/19)، ومخطوطات أخری في برلین وفیینا (GAL, II/362; GAL, S,II/390).

المصادر

البغدادي، هدیة؛ الخدیویة، الفهرست؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصورة (التاریخ)، القاهرة، 1959م؛ المنجد، صلاح ‌الدین، «أرجوزة في محاسن دمشق»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1371هـ/1952م، س 27، عد 2؛ م.ن، «ترجمة جدیدة لابن خدا ویردي»، ن.م، دمشق، 1379هـ/1959م، س 34، عد 4؛ م.ن، معجم المؤرخین الدمشقیین، بیروت، 1398هـ/1978م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

GAL; GAL, S.

سیمین محقق/خ.