الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن الدهان، أبومحمد /

فهرس الموضوعات

ابن الدهان، أبومحمد

ابن الدهان، أبومحمد

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/8 ۲۲:۳۸:۳۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الدَّهَان، أبو محمد سعید بن المبارك (494- غرة شوال 569هـ/1101-5 أیار 1174م)، نحوي ولغوي ومفسر وأدیب وشاعر بغدادي. یصل نسبه إلی كعب بن عمرو الأنصاري (یاقوت، 11/219)، من أصحاب الرسول(ص) ومن الشعراء العرب. یری الذهبي (سیر، 20/582) نقلاً عن ابن خلكان أن لقبه هو ناصح الدين. وقد ذكرت بعض المصادر التي تلت الذهبي، وربما اقتداء به، اللقب نفسه (مثلاً الإسنوي، 1/537؛ ابن دقماق، 7/177؛ الدلجي، 164؛ ابن تغري بردی، 6/72).

ولد ابن الدهان في محلة نهر طابق ببغداد (یاقوت، 11/220؛ القفطي، 2/48). ونتعرف إلیه في وقت فاقت شهرته ووصفه معاصروه بعالم اللغة والنحو (ابن الأنباري، 247؛ عماد الدين، 3(1)/19؛ یاقوت، ن.ص). وقد أشار الفیروزآبادي فقط (ص 86) بعد 3 قرون إلی كتابه اللغوي المفصل القانون في 10 مجلدات. وذكر ابن الأنباري (ص 248؛ یاقوت، ن.ص) أن ابن الدهان درس اللغة علی علي بن عیسی الرُمّاني (تـ 384هـ)، إلا أن هذا القول لیس بصحیح، فبینهما أكثر من قرن من الزمن، وبناء علی هذا ربما كان قصد ابن الأنباري وغیره أن ابن الدهان أخذ عن الرماني بواسطة تلامیذه، كذلك لایصح أن یكون أبو زكریای الخطیب التبریزي (تـ 502هـ) قد أخذ عن ابن الدهان (ابن الأنباري، ن.ص)، فقد توفي الخطیب عندما كان الأخیر طفلاً.

سمع ابن الدهان الحدیث من أبي غالب أحمد بن البناء وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحُصین (یاقوت، ن.ص)، ولكن لایعلم من كان أستاذه قبلهما، لأنه سمع منهما وهو كبیر السن (الذهبي، سیر، 20/581). وسافر ابن الدهان إلی أصفهان وسمع الحدیث من علمائها واستفاد من مكتباتها، وكتب فیها الكثیر من كتب الأدب بخطه (القفطي، 2/47) ولم یكن خطه قبیحاً ومغلوطاً تشهد علی ذلك النماذج الباقیة منه (ظ: بهجة الأثري، 3(1)/21) وقد اتهمه یاقوت بسقم الخط وكثرة الغلط وقال: وهذا عجیب منه (11/222)، وربما یتعلق ذلك بالنسخ التي كتبها ابن الدهان من كتب مختلفة.

ولایعرف أسماء أساتذته في أصفهان ومدة إقامته بها، ولكن نظراً لاحتمال كونه شافعیاً (قا: الإسنوي، ن.ص) فقد كان یستطیع بسهولة أن یستفید من كتب ومعلمي نظامیة أصفهان. وبعد عودته من أصفهان، مكث في بغداد زماناً ثم غادرها في 544هـ/1149م (عماد الدين، 3(1)/21) قاصداً دمشق، ولكن عند اجتیازه من الموصل، صرفه جمال‌ الدين الجواد الوزیر (تـ 559هـ) –وهو من خواص أتابك عماد الدين زنكي– عن مواصلة السفر، فبقي ابن الدهان في الموصل حتی نهایة عمره وصدّره الوزیر للإقراء والإفادة والتصنیف (القفطي، 2/47-48؛ الصفدي، 15/251).

یقول عماد الدين الكاتب الذي لقي ابن الدهان في بغداد: «كان یقال حینئذ: النحویون أربعة ببغداد: ابن الجوالیقي وابن الشجري، وابن الخشّاب وابن الدهان، وكان جماعته یتعصبون له ویفضلونه علی غیره»، وقد عدّه عماد الدين –الذي كان أیضاً علی هذا الرأي– سیبویه عصره ووحید دهره (3(1)/19-20)، علماً بأن عماد‌ الدين كان تلمیذ ابن الخشاب (م.ن، 3(1)/7-8).

درس عند ابن الدهان النحو والأدب العربي كل من ابن الأرملة النحوي (ابن الساعي، 9/293) ویاقوت الموصلي (ابن خلكان، 6/119)، الخطاط المعروف ومجد الدين ابن الأثیر (ابن كثیر، 13/54). وشرح ابن الأثیر كتابه الفصول وسماه البدیع (ابن قاضي شهبة، 2/77). ولاتصح نسبة حاجي خلیفة (2/1265) ذلك إلی ابن المعطي، والتقی كل من ابن عساكر والسمعاني بابن الدهان أیضاً (ظ: القطي، 2/49) وذكره السمعاني في تاریخه وروی من شعره (الذهبي، المختصر، 192). واستمرت أهمیة ابن الدهان بالموصل مدة قرن واحد بعده، لأن ابن خلكان یقول: رأیت الخلق یشتغلون في تصانیفه المذكورة بالموصل وتلك الدیار اشتغالاً كثیراً (2/383). ولم یكن ابن الدهان صاحب مدرسة خاصة في النحو، بل یمكن اعتباره أستاذاً وشارحاً مقتدراً ودؤوباً. وله شرح مفصل علی الإیضاح لأبي علی الفارسي (تـ 377هـ) اسمه الشامل (أبو حیان، 651) بلغ 40 (یاقوت، 11/221)، أو 43 مجلداً (القفطي، 2/48). وله أیضاً شرح علی اللمع لابن جني (تـ 392هـ) اسمه الغرّة (یاقوت، ن.ص) وكان مطولاً جداً (القفطي، ن.ص). وحظي الشرح الأخیر بأهمیة كبیرة في المصادر، حیث أشار ابن الأثیر (11/411) إلیه فحسب من بین جمیع آثار ابن الدهان. ویقول ابن خلكان (2/382) أیضاً: «ولم أر مثله مع كثرة شروح هذا الكتاب».

ونظراً لاهتمام ابن الدهان بأبي علي الفارسي وتلمیذه وخلیفته ابن جني فإنه یمكن القول إن أسلوبه النحوي كأسلوبهما یشكل حداً فاصلاً بین مدرستي البصرة والكوفة وكان في الحقیقة مدرسة بغداد نفسها، ولكنه لم یبق من شرحي ابن الدهان غیر قسم من الغرّة. كما یتوفر حالیاً بعض آراء ابن الدهان في شرح الإیضاح عن طریق أبي حیان الغرناطي (ص 338، 360، 651-652، 654-656).

وقد كتب ابن الدهان ما عدا النحو كتباً ورسائل عدیدة في الأدب العربي وعلوم القرآن. وله كتاب اسمه تفسیر القرآن في 4 مجلدات (یاقوت، 11/221)، كتب علی أغلب الظن بأسلوب النحویین واللغویین. وكتب تفاسیر منفصلة أیضاً لبعض السور كالفاتحة والإخلاص (م.ن، 11/222). وله أیضاً رسالة في باب سرقات المتنبي من أبي تمام باسم الرسالة السعیدیة في المآخذ الكندیة (القفطي، 2/50)، وهو إشارة إلی اسمه، سعید، ولابد أن یكون شرحاً لكتاب صدیقه زید الكندي (تـ 613هـ) اسمه المآخذ الكندیة علی الظاهر. وله أیضاً شعر في مدح زید المذكور (الفیروزآبادي، 86). ولضیاء الدين ابن الأثیر كتاب في نقد هذه الرسالة اسمه الاستدراك في الأخذ علی المآخذ الكندیة من المعاني الطائیة، اعتبر فیه كثیراً من انتقادات ابن الدهان غیر صحیحة (ظ: ن.د، ابن الأثیر، ضیاء الدين). وكان لابن الدهان كتاب في الأدب (ربما هو نوع من المقتطفات الأدبیة) ذكرها القفطي بقوله «وسماه الریاض، سبعة مجلدات، رأیتها وملكتها بخطه» (ن.ص).

استفاد جمع كثیر من علم ابن الدهان (ابن خلكان، 2/383) وقد ألف بعض كتبه للتدریس، حیث كتب الدروس في النحو لتدریس المبتدئین (حاجي خلیفة، 1/752)، ثم شرحه تعمیماً للفائدة. كما أن كتابه الفصول في العربیة كتاب تعلیمي ومختصر. ومن كتبه النحویة الأخری الریاضة في النكت النحویة (یاقوت، 11/221؛ حاجي خلیفة، 1/939)، والفصول الكبری والفصول الصغری (ابن خلكان، 2/382؛ حاجي خلیفة، 2/1265).

وكان لابن الدهان اهتمام خاص بالشعر فضلاً عن نظمه له، وكان یشجع تلامیذه علیه أیضاً (ظ: ابن الساعي، 9/300) ويشير هذا الأمر علی الظاهر إلی أنه كان یری القدرة علی نظم الشعر دلیلاً علی تمكنه من علم العربیة. یقول ابن الساعي (ن.ص) نقلاً عن مجد الدين ابن الأثیر: «كنت أقرأ علم العربیة علی الشیخ سعید ابن الدهان فكان یدمرني دائماً بعمل الشعر، فرأیته في بعض اللیالي [بعد وفاته] في المنام وهو یأمرني بقول الشعر، حتی قلت الشعر مستلهماً منه». ووصف القفطي (2/47) وابن الدبیثي (ظ: الذهبي، المختصر، 191) وابن خلكان (2/383) شعره بالجودة. أما الصفدي فقد أورد نقدین علی أبیات ذكرها من شعره (15/251-253). فیری أن أحد أبیاته مأخوذ من أبي تمام وأن مضمون بیت آخر مكرر. ولم تورد المصادر قصائد معروفة تذكر من أشعاره التي قیل إنها كانت كثیرة (القفطي، 2/50). ولایوجد أثر لدیوان شعره. غیر أنه بقیت أجزاء من قصائده، وهناك أیضاً شرح علی إحدی قصائده في مكتبة غوتا (پرچ، IV/267) لشارح مجهول. وتشیر أبیات وردت خلال ترجمته في المصادر إلی أن الشاعر یعتبر أن لاقیمة للدنیا ومافیها ویدعو إلی التمتع منها، وقد أضفی علی أبیاته هذه طابع الحكمة. وله علی ما یبدو بعض الرسائل فقد نسب یاقوت (11/222) إلیه دیوان رسائل.

ترك ابن الدهان بغداد وبقیت كتبه فیها (یاقوت، ن.ص)، حیث أقلقته هذا الأمر (الفطي، 2/48)، لأنه أفنی عمره في تحصیلها واستنساخ الكتب (ابن خلكان، ن.ص؛ الدلجي، 164). وفاض نهر دجلة قبل أن یعمل علی نقلها إلی الموصل وأصیبت بغداد بالفیضان. فأرسل ابن الدهان من یطلعه علی أوضاع كتبه، إلا أنها كانت قد تلفت فأخذ ابن الدهان بإصلاحها بتبخیرها باللاذن، لاسیما وأن رائحة كریهة كانت تنبعث منها بسبب تدمیر مدبغة كانت خلف داره، ولكن أصیب بصره بأذی في هذا السبیل (القفطي، ابن خلكان، ن.ص).

رزق ابن الدهان في آخر سنة من عمره بولد (یاقوت، 20/159 سمي أبا زكریا یحیی، وكان كأبیه أدبیاً وشاعراً (ابن خلكان، 2/385). یقول یاقوت (20/16): «اجتمعتُ به لما كنت بالموصل سنة 613هـ وهو أحد نحاة العصر وأدبائه المشاهیر». ولایصح قول ابن المستوفي من أن ابن الدهان توفي في 566هـ نظراً لولادة یحیی في 569هـ (ابن خلكان، 2/383).

 

آثاره

رغم أن ابن الدهان صنف علی مدی 40 عاماً من حیاته العلمیة (الذهبي، العبر، 4/207) آثاراً عدیدة ومفصلة، إلا أنه لم یبق الیوم منها إلا الیسیر.

 

المطبوعة

1. الأضداد، تقـ: محمد حسن آل یاسین، النجف، 1373هـ، ضمن نفائس المخطوطات؛ 2. الفصول في العربیة، تقـ: فائز فارس، بیروت، 1409هـ.

 

المخطوطة

ألف– النحو: 1. الغرّة، توجد منه 3 نسخ في دار الكتب بالقاهرة (سید، 10/392) وكوپریلي (كوپریلي، 2/166) وقلیج علي باشا (GAL, S, I/192). ونسخة دار الكتب أقدم النسخ وكتبت في 614هـ وبشكل مفصل نسبیاً؛ 2. شرح أبیات سیبویه، في مكتبة بشیر آغا أیوب (ن.م، I/464)؛ 3. شرح الدروس في النحو: في مكتبة شهید علي باشا (سید، 1/386). ب– الأدب: 1. الفصول في القوافي، في مكتبة غوتا (پرچ، I/329)؛ 2. نماذج من قصائده، موجودة في موسوعتین في المتحف العراقي (النقشبندي، 565، 623).

 

المنسوبة إلیه

1. إزالة المراء في الغین والراء؛ 2. كتاب الضاد والظاء (الغنیة)؛ 3. المعقود في المقصور والممدود؛ 4. الدروس في العروض؛ 5. شرح بیت واحد من أشعار الملك الصالح طلائع بن رُزَّیك، الوزیر الفاطمي، في 20 جزءاً؛ 6. النكت والإشارات علی ألسنة الحیوانات، وهي علی أغلب الظن حكایات علی غرار ماجاءت في كلیلة ودمنة (حول الآثار المنسوبة إلیه، ظ: یاقوت، 11/221-222).

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن الأنباري، عبد الرحمن، نزهة الألباء، تقـ: إبراهیم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن دقماق، إبراهیم، ترجمان الزمان في تراجم الأعیان، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ ابن الساعي، علي، الجامع المختصر في عنوان التواریخ وعیون السیر، تقـ: مصطفی جواد، بغداد، 1353هـ/ 1934م؛ ابن قاضي شهبة، أبوبكر، طبقات الشافعیة، تقـ: حافظ عبد العلیم خان، حیدرآباد الدكن، 1399هـ/1979م؛ ابن كثیر، البدایة؛ أبو حیان الغرناطي، محمد، تذكرة النحاة، تقـ: عفیف عبد الرحمن، بیروت، 1406هـ؛ الإسنوي، عبد الرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبد الله الجبوري، بغداد، 1390هـ؛ بهجة الأثري، محمد، حاشیة علی خریدة القصر (ظ: همـ، عماد الدين الكاتب)؛ حاجي خلیفة، كشف؛ الدلجي، أحمد، الفلاكة والمفلوكون، بغداد، 1385هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط ومحمد نعیم العرقسوسي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، العبر، تقـ: صلاح‌ الدين المنجد، الكویت، 1963م؛ م.ن، المختصر المحتاج إلیه من تاریخ ابن الدبیثي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ سید، فؤاد، فهرس المخطوطات المصورة، القاهرة، 1954م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، بیروت، 1399هـ/1979م؛ عماد الدين الكاتب، محمد، خریدة القصر. تقـ: محمد بهجة الأثري، بغداد، 1976م؛ الفیروزآبادي، محمد، البلغة، تقـ: محمد المصري، دمشق، 1392هـ/1972م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة؛ تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ كوپریلي، المخطوطات؛ النقشبندي، أسامة ناصر وظمیاء محمد عباس، مخطوطات الأدب في المتحف العراقي، الكویت، 1980م؛ یاقوت، الأدباء وأیضاً:

GAL, S; Pertsch.

محمد مهدي مؤذن جامي/ج.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: