اِبْنُ دُنَینیر، أبو إسماعیل إبراهیم بن محمد الموصلي (تـ 627هـ/1230م) أدیب وكاتب وشاعر المدیح في عصر الأیوبیین. نُسب إلی قابوس بن المنذر أمیر الحیرة في العصر الجاهلي. كان من أهل الموصل فدعاه ابن الشعّار (ظ: الزركلي، 1/62) بابن دُنینیر الموصلي. لاتتوفر معلومات عن طفولته وشبابه، لایعلم سنة ولادته أیضاً، ویری الزركلي أنها كانت في 853. أنشد الشعر منذ حوالي 606هـ كما یبدو، حیث كان في البدایة بخدمة الأمیر أسد ‌الدین أحمد بن عبد الله المهراني، ومدحه (ن.ص). ثم توجه إلی مصر والشام وصار سنة 614هـ في خدمة الملك الكامل (حكـ 615-635هـ/1218-1238م) ویبدو أنه قضی فترة فیها ومدحه.

لابد في الأصل من اعتبار ابن دنینیر مادحاً للأیوبیین، وقد رسم صدیقه ومعاصره ابن الشعّار (تـ 654هـ/1256م) وهو من أهل الموصل صورة عجیبة عنه، حیث ترجم له (ظ: ن.ص) مرتین في المجلد الأول من كتابه عقود الجمان، الأولی تحت عنوان «إبراهیم بن دنینیر» والثانیة «إبراهیم بن محمد، المعروف بابن دنینیر الموصلي»، فوصف میزات الشاعر الظاهریة بقوله: كان شاباً أشقر مشرباً بحمرة مقرون الحاجبین جمیل الصورة وله منظر، وكتب خطاً حسناً، وعرف علم النحو معرفة جیدة، وقال الشعر. ولكن سوء عقیدته وتظاهره بالفسق والإلحاد وإصراره علی شرب الخمر جعله بغیضاً إلی الناس ممقوتاً عندهم، ثم یضیف: ووجد في أوراقه كلام رديء في حق الله سبحانه وتعالی وكفریات وأهاج في الملوك، فأخذه الملك العزیز عثمان بن الملك العادل (حكـ 608-630هـ/1211-1233م) وصلبه في السبیتة (قلعة قریبة من بانیاس). ویقول في النهایة: رأیته غیر مرة بالموصل ولم آخذ عنه شیئاً لقلة اهتمامي بهذا الشأن (ن.ص)، ربّما یرید بذلك أشعاره الكفریة. وتقتصر معلوماتنا عن ابن دنینیر علی هذه الروایات، وعلی أي لانعرف لماذا طرد من بلاط الملك الكامل وما هي الحوادث التي طرأت في حیاته بعد تلك الفترة وأدت إلی قتله.

آثاره

لابن دنینیر دیوان شعر مليء بمدح الملوك والأمراء یبتدئ بقصیدة في مدح الملك الكامل، أشار فیها إلی الصلیبیین لدمیاط، منه مخطوطة في مكتبة الظاهریة بدمشق برقم 8744 (الظاهریة، 147-148)، ولابد أن المخطوطة التي ذكرها كحالة هي نفس مخطوطة الظاهریة بدمشق (ظ، 1/82). ونسب إلیه بالإضافة إلی الدیوان ثلاثة كتب أخری، الأول في علم القوافي والآخران في «طریقة كتابة التراجم». وإذا ما عثر یوماً ما، علی الكتابین الأخیرین في إحدی مكتبات العالم، أمكن اعتبار ابن دنینیر في عداد الأوائل الذین كتبوا في هذا الفن. ویذكر الصفدي (6/126) مصنفاته: الشهاب الناجم في علم وضع التراجم، والفصول المترجمه عن علم حل الترجمة، والكافي فيعلم القوافي.

المصادر

الزركلي، الأعلام؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات؛ تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ/1972م؛ الظاهریة، المخطوطات (الشعر)؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفین، بیروت، 1957م.

إیران نازكاشیان/ع.