الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن دواس، ابوطاهر /

فهرس الموضوعات

ابن دواس، ابوطاهر

ابن دواس، ابوطاهر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/9 ۲۱:۵۳:۰۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ دَوّاس، أبو طاهر قمر الدولة جعفر بن علي بن دواس الكتامي المصري (تـ 530هـ/1136م)، شاعر وفنان وموسیقي، ومن ظرفاء عصره المشهورین. سماه ابن الدواداري أبا طاهر بن دواس القنا أو القنّا (6/593). وأول من كتب عنه هو عماد الدين الكاتب، حیث تناوله بشيء من التفصیل وأثنی علی شخصیته الأدبیة والفنیة (2/218-221)، لكنه لایذكر شیئاً مهماً عن دقائق حیاته. لاتتوفر لدینا معلومات عن سنة ولادته، ویبدو أنه ولد في إحدی مدن مصر (ابن سعید، المغرب، 224)، ونشأ في طرابلس الشام (الصفدي، 11/114؛ ابن شاكر، 1/287). ویظهر أنه حظي بمكانة في الدولة الفاطمیة قبیل نهایة القرن 5هـ/11م ونال ألقاباً وصار أمیراً (ابن سعید، ن.م، 224-225). كما لاتتوفر معلومات أخری عن حیاته وأعماله في مصر وطرابلس. وقد رحل فیما بعد إلی بغداد لأسباب لم توضحها المصادر. وصار في خدمة أبي سعید آق سنقر البُرسقي، الملقب بقسیم الدولة، ومن مشاهیر أمراء السلاجقة، وأصبح ندیمه (الصفدي، ابن شاكر، ن.ص).

لاتوجد روایات مباشرة عن سبب سفر ابن دواس إلی طرابلس وبغداد. ولكن یمكن بدارسة الشواهد التاریخیة توضیح ذلك، فقد كان القحط شدیداً في مصر في 462هـ/1070م إلی درجة رحلت والدة الخلیفة المستنصر بالله بسبب الجوع إلی بغداد وتفرق أهل مصر في البلاد وتشتتوا (ابن خلكان، 5/230). ولایستبعد أن أسرة ابن دواس قد رحلت في هذه الأیام إلی طرابلس الشام، فنشأ فیها ابن دواس وأمضی فیها أیام بلوغه وشبابه. وقد تسنم في نفس الوقت أي في 487هـ المستعلي الخلافة في مصر وآلت الدولة الفاطمیة في عهده إلی الضعف وقد انقطعت دعوتهم من أكثر مدن الشام، ومن جهة أخری هجم الصلیبیون علی الشام واستولوا علی المدن المهمة وقاموا بقتل ذریع (م.ن، 1/178-179). وربما أدت هذه الوقائع إلی هجرة ابن دواس إلی مركز الخلافة الإسلامیة الشرقیة، أي بغداد عاصمة العباسیین، والبحث عن مدافع قوي هناك. ویبدو أن تاریخ دخول ابن دواس بغداد كان بین عام 490 (فترة أول هجوم الصلیبیین علی الشام) إلی عام 498هـ، لأنه وكما قال عماد الدين الكاتب (ن.ص) قضی أكثر عمره في بغداد وفي بلاط آق سنقر البرسقي. ونعلم أیضاً أن آق سنقر كان یتولی شحنة بغداد والموصل منذ 490 إلی 518 هـ من قبل السلطان محمد بن ملكشاه وابنه محمود، وقتله الفدائیون الإسماعیلیون في 520هـ (ابن خلكان، 1/242؛ ابن الأثیر، 10/622). ولذلك یمكن الاحتمال أن ابن دواس كان قد قضی جمیع تلك الفترة عند آق سنقر وكان یزداد مكانة ومقاماً –كما یقول عماد الدين الكاتب (2/218)– یوماً بعد یوم. لاتتوفر معلومات عن أواخر سني إقامته في العراق، ومن الممكن أن تكون روایة عماد الدين الكاتب (2/220) حول حضوره في مجلس مؤتمن الدولة أبي القاسم علي بن صدقة وإنشاده الشعر في محضره تحكي عن التحاق ابن دواس به بعد موت البرسقي، حیث كان له عمل في واسط آنذاك. ولكن یبدو أن ابن دواس لم یر العراق فیما بعد مكاناً مناسباً للحیاة، فقفل راجعاً إلی مصر بلده الأصلي، لأن وفاته كانت في الإسكندریة (ابن الفوطي، 4(4)/740).

كان ابن دواس رجلاً متعلماً وصاحب فن، وإن لم تكن لدینا معلومات عن مراحل دراسته وأساتذته، ولكن تشهد روایة مؤرخ وأدیب كعماد‌ الدين الكاتب والأشعار الملیحة المعدودة الباقیة من ابن دواس علی تسلطه وقدرت الكبیرة في الأدب والفصاحة، وكان فناناً بارزاً، وبارعاً في الضرب علی العود، وذا صوت حسن، ولامثیل له في لعب الشطرنج والنرد، وله لسان كحد السیف، وصاحب نوادر ومضاحك. وقد بقیت منه أشعار في هجاء أبي القاسم علي بن أفلح (تـ 535هـ)، حیث نقل عماد الدين الكاتب بیتین منها (2/218-220). ورغم أن ابن دواس كان شاعراً بارعاً، وقد وصف شعره بأنه «جید منسجم فیه غوص» (الصفدي، 11/115)، لكن لم یُروَ له دیوان شعر. وما یوجد من أشعاره في المصادر یبلغ 29 بیتاً كالآتي: عماد الدين الكاتب (2/219-221) 21 بیتاً، الصفدي (11/114، 115) 8 أبیات. وقد أخبر ابن سعید (المغرب، 226) عن بعض أشعار الأخری في كتاب زینة الدهر للحظیري. وذكر المدني صاحب أنوار الربیع (1/199-200) بیتین له بعنوان الشعر البدیع، كما اختار ابن سعید أیضاً بیتین من شعره لكتابه عنوان المرقصات (ص 64).

 

المصادر

ابن الأثیر، الكامل؛ ابن خلكان، وفیات؛ ابن الدواداري، أبو بكر، كنز الدرر، تقـ: صلاح‌ الدين المنجد، القاهرة، 1380هـ/1961م؛ ابن سعید، علي، عنوان المرقصات والمطربات، القاهرة، 1286هـ؛ م.ن، المغرب، تقـ: حسین نصار، القاهرة، 1970م؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، فوات الوفیات، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ ابن الفوطي، عبدالرزاق، مجمع الآداب، تقـ: مصطفی جواد، دمشق، 1967م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: شكري فیصل، بیروت، 1401هـ/1981م؛ عماد الدين الكاتب، محمد، خریدة القصر، تقـ: شوقي ضیف وآخرون، القاهرة، 1951م؛ المدني علي، أنوار الربیع في أنواع البدیع، تقـ: شاكر هادي شكر، كربلاء، 1388هـ/ 1968م.

قسم الأدب العربي/ع.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: