الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفلسفة / ابن الخمار /

فهرس الموضوعات

ابن الخمار

ابن الخمار

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/7 ۱۲:۵۴:۵۰ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الخَمّار، أبو الخیر الحسن بن سوار بن بابا بن بهرام أو بهنام (و331هـ/942م)، طبیب ومتكلم وفیلسوف ومترجم مسیحي إیراني أسلم فیما بعد.

لاتتوفر لدینا أیة معلومات عن اسمه ولقبه قبل إسلامه (قا: الشهرزوري، 2/9، حیث یری أن «بهنام» كلمة فارسیة تعني اسم الخیر). ولما كان الأطباء النساطرة یتمتعون في عصره بشهرة ومكانة بالرغم من أسمائهم الخاصة (قا: الجاحظ، 102)، فإن تسمیته وتلقیبه بأبي الخیر الحسن یدعو إلی شيء من الغرابة. أما ما یشتهر من أن تسمیته بابن الخمار یعود إلی أن محمود الغزنوي منحه منطقة تدعی خمار بتخفیف المیم) فلیس صحیحاً (الشهرزوري، 2/11؛ قا: بدوي، التراث الیوناني، 87، الذي یعتقد أن أباه كان بائعاً للخمر ولذا سمي بابن الخمار). وذلك لأن أقدم مصادرنا التي تتحدث عن هذا الطبیب والفیلسوف هو الفهرست لابن الندیم (المؤلَّف في 375هـ/985م)، إذ ذكره بابن الخمّار، ومن الواضح أنه لم یكن في تلك الأیام قد التحق بخدمة محمود.

ولد ابن الخمار ببغداد وترعرع فیها وأخذ الفلسفة والمنطق عن أساتذة أمثال یحیی بن عدي (تـ 364هـ/974م) (ابن أبي أصیبعة، 2/362)، ولكن لایعلم عمن أخذ الطب، ویحتمل أن أستاذه في هذا الفن هو أبو الحسن ثابت بن سنان، وقد اعتبر البیهقي (ص 16) ابن الخمار من أصدقائه. وكان معاصراً ببغداد لعلماء أمثال أبي علي بن السمح المنطقي. وابن زرعة وأبي سلیمان المنطقي السجستاني وابن الندیم وأبي القاسم عیسی بن علي بن الجراح وتربطه صداقة ببعضهم (أبوحیان، الإمتاع، 1/32-35؛ ابن الندیم، 305). وقد رد ابن الخمار آراء أبي سلیمان المنطقي في موضوع أشكال العناصر (= صور الأسطقسات) (ابن أبي أصیبعة، 2/364)، ولعل معارضته هذه لأبي سلیمان الذي كان أبو حیان یحترمه كثیراً، كانت السبب في انتقاد الأخیر له علی الرغم من إشادته به (الإمتاع، 1/33-34). وبالإضافة إلی ذلك فإن بعض العلماء والأطباء مثل أبي الفرج علي بن الحسین بن هندو (تـ 410 أو 420هـ) وأبي الفرج عبدالله بن الطیب (تـ 435هـ/1043م) ببغداد (البیهقي، 93؛ ابن أبي أصیبعة، 2/363؛ یاقوت، 13/137)، وربما أبو علي مسكویه أیضاً كانوا من ضمن تلامذة ابن الخمار (بدوي، الحكمة الخالدة، 15). وعلی كل حال لاتتوفر معلومات عن تاریخ هجرة ابن الخمار من بغداد. وإذا أمكن الحدس من الرسالة التي كان ابن الخمار قد أهداها إلی الوزیر أبي سعد (البیهقي، 18؛ الشهرزوري، 2/11) أنه كان في الري أیام مجد الدولة الدیلمي وأبي سعید محمد بن إسماعیل الهمداني (الوزیر في 392هـ) (دانشنامه، 7/956)، فمن المحتمل أنه ذهب من هناك إلی خوارزم بدعوة من أبي العباس المأمون بن المأمون خوارزمشاه (حكـ 399-407هـ/1009-1017م) (البیهقي، 16). وعلی الرغم مما ذكره نظامي العروضي (ص 118) من أن أبا الخیر ابن الخمار وابن سینا وأبا سهل المسیحي وأبا ریحان البیروني كانوا یعیشون في بلاط المأمون خوارزمشاه وكان بعضهم یأنس بمحاورة البعض الآخر ویلتذ بمكاتبته، إلا أنه لایمكن التثبت من صحة ذلك، لاسیما وقد قیل إن ابن سینا قد صرح في إحدی رسائله بأمنیته في لقاه ابن الخمار (الشهرزوري، 2/11). وكما یذكر نظامي العروضي أیضاً (ص 119) أن محمود الغزنوي طلب من خوارزمشاه أن یرسل هؤلاء العلماء إلی بلاطه وكان ابن الخمار أحد الذین قبلوا هذه الدعوة، إلا أن الشهرزوري (2/10) یعتقد، علی الرغم من خطئه في تقدیر سن ابن الخمار، أنه بقي في خوارزم حتی سیطر علیها محمود الغزنوي في 407هـ وأَخذ علماءها، ومنهم ابن الخمار، إلی غزنة.

وبقي ابن الخمار سنین طوال عند السلطان محمود وحظي في بلاطه بجاه ونفوذ كبیرین، ولكنه لم یخضع لرغبته في اعتناق‌ الدین الإسلامي، حتی رأی النبي الأكرم‌(ص) في المنام، وقد دعاه إلی الإسلام فاعتنق ابن الخمار الإسلام. ومنذ ذلك التاریخ الذي صادف أیام شیخوخته، بدأ بتعلم الفقه وحفظ القرآن (م.ن، 2/10). ولاتتوفر معلومات عن وفاة ابن الخمار، فقد قیل إنه ركب یوماً حصاناً للذهاب عند السلطان ومعالجته، فسقط عنه بسبب هیاج الحصان، ولكن یمكن ربط ذلك مع مرض الصرع الذي كان ینتاب ابن الخمار مرة أو مرتین في كل شهر (أبوحیان، الإمتاع، 1/34). وعلی كل حال یمكننا أن نعلم من ذلك بأن موت ابن الخمار كان قبل وفاة السلطان محمود (421هـ/103م) (دانشنامه، ن.ص). وقد أُثني علی أخلاقه وسلوكه وتواضعه للضعفاء والمشي إلی من أظهر العبادة والزهد راجلاً واعتبار ذلك كفارة لمروره إلی أهل الفسق والجبابرة وكان إلی جانب ذلك یتعاظم علی العظماء ویركب إلی السلطان في زي الملوك والعظماء (ابن أبي أصیبعة، 2/363).

اشتهر ابن الخمار بالطب كثیراً، إذ لقّب بـ «بقراط الثاني» (الشهرزوري، 2/11)، وبـ «ثالث بقراط وجالینوس» (نظامي العروضي، 118)، وقیل إن السلطان محمود كان یشید به كثیراً ویوري ابن أبي أصیبعة (2/363؛ قا: الشهرزوري، 2/9) أن محموداً قبّل له الأرض. وربما كان قصد عبید الله بن جبرائیل من أبي الخیر الجراح الذي كان یعمل في المستشفی العضدي ببغداد هو أبو الخیر بن الخمار هذا (عیسی بك، 188). وكان یعد من أساتذة عصره في الفلسفة وله مناظرات ومذاكرات مع أبي سلیمان المنطقي في القضایا الفلسفیة (أبوحیان، الإمتاع، 2/83). ویذكر ابن الندیم، ابن الخمار الذي كان قد التقاه عند أبي القاسم عیسی بن علي وسأله حول أول من تكلم في الفلسفة، بأنه من أفاضل المنطقیین (ص 305). كما نقل أبو حیان بعضاً من آرائه الفلسفیة (المقابسات، 174-176).

ولابن الخمار ید طولی في ترجمة الكتب من السریانیة إلی العربیة. وقد رأی ابن أبي أصیبعة (2/362) عدداً منها بخط یده، ولكن مما یلفت النظر دقته التي أظهرها في مطابقة التراجم القدیمة مع النصوص السریانیة. فنراه مثلاً یطابق بین التراجم المتعددة لكتاب سوفسطیقا ومنها ترجمة أستاذه یحیی بن عدي وبین النص السریاني ویذكر مواضع الاختلاف. ویستنتج من مقدمة هذا الكتاب أن له أسلوباً علمیاً دقیقاً في الترجمة. وكان یری أن المترجم لابد له عند الترجمة أن یفهم ما یترجمه جیداً ویجب أن یكون تصوره للمعنی مطابقاً تماماً لتصور المؤلف الأصلي. وللوصول إلی ذلك لابد أن یجید المترجم اللغتین (الفاخوري، 2/338، 339).

 

آثاره

بعض آثار ابن الخمار تألیفاً أو ترجمة أو شرحاً هي:

 

ألف– في الطب وعلوم الطبیعة

الحوامل في الطب؛ دیابطا (ابن الندیم، 323)؛ امتحان الأطباء، الذي كتبه باسم المأمون خوارزمشاه (ابن أبي أصیبعة، 2/363) واستفاد منه ابن بطلان في كتابه (ص 69)؛ الآثار المختلفة (المخیّلة؟) في الجوّ الحادثة عن البخار، وقد ترجمه عن السریانیة (ابن الندیم، ن.ص؛ القفطي، 114)؛ خلق الإنسان وتركیب أعضائه؛ المرض المعروف بالكاهني (الصراع)؛ تدبیر المشایخ، الذي أعده حنین بن إسحاق باللغة السریانیة وترجمه ابن الخمار وأضاف إلیه (ابن أبي أصیبعة، 2/363-364)؛ الآثار العلویة، مترجم من السریانیة (ابن الندیم، ن.ص) وترجمة كتاب أطیوس الآمدي الذي استفاد منه أبو ریحان في كتابه الجماهر (ص 100)، كما نقل منه أبو ریحان عدة مرات في كتابه الصیدنة (ص 25، 212).

 

ب- المنطق والفلسفة والكلام والأخلاق

كتاب الهیولی؛ تفسیر ایساغوجي مشروح؛ تفسیر ایساغوجي مختصر؛ الوفاق بین رأي الفلاسفة والنصاری، في ثلاثة مقالات؛ كتاب اللینس (اللبس) في الكتب الأربعة في المنطق؛ مسائل ثاوفرسطس، مترجم من السریانیة (ابن الندیم، ن.ص)؛ الإفصاح عن رأي القدماء في الباري تعالی وفي الشرایع وموردیها؛ تبیین فساد ما ذهب إلیه أبو سلیمان محمد بن طاهر في صور الأسطقسات؛ تصفح ما جری بین أبي زكریا يحیی بن عدي وبین أبي إسحاق إبراهیم بن بكوس في صورة النار (ابن أبي أصیبعة، 2/363-364)؛ مقالة في القیامة (الشهرزوري، 2/11)؛ ترجمة مقالة في الأخلاق إلی العربیة (ابن الندیم، ن.ص)؛ ترجمة وتصحیح قاطیغوریاس (ابن أبي أصیبعة، 2/364) عن نسخة یحیی بن عدي التي قویلت أیضاً مع نسخة إسحاق بن حنین؛ ومطابقتها كذلك مع تراجم أخری وتعلیقات لابن الخمار. وقد طبع هذا الكتاب مرة في لایبزیك (1846م) من قبل زِنكر، ومرة أخری في القاهرة (1948م) في مجموعة منطق أرسطو (بدوي، منطق أرسطو، 11؛ صفا، 341)؛ السماء والعالم، مترجم إلی العربیة (م.ن، 96)؛ الصدیق والصداقة؛ سیرة الفیلسوف (ابن الندیم، ن.ص)؛ السعادة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)؛ حواش وتعلیقات علی ترجمة أبي عثمان الدمشقي من إیساغوجي لفرفوریوس (صفا، 352)؛ شرح ابن الخمار لـ مقولات أرسطو أورده خلیل الجُرّ في «مقولات أرسطو في التحریرات السریانیة – العربیة» الذي طبع في 1948م ببیروت، وكذلك رسالة بعنوان «مثالة في أن دلیل یحیی علی حدث العالم أولی بالقبول من دلیل المتكلمین أصلاً»، طبعت من قبل عبد الرحمن بدوي في الأفلاطونیة المحدثة عند العرب بالقاهرة سنة 1955م (EI2, I/631).

 

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، بیروت، 1376هـ/1957م؛ ابن بطلان، مختار، خمس رسائل لابن بطلان البغدادي ولابن رضوان المصري، تقـ: یوسف شاخت وماكس مایرهوف، القاهرة، الجامعة المصریة؛ابن الندیم، الفهرست؛ أبو حیان التوحیدي، علي، الإمتاع والمؤانسة، تقـ: أحمد أمین وأحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ م.ن، المقابسات، تقـ: محمد توفیق حسین، بغداد، 1970م؛ أبو ریحان البیروني، محمد، الجماهر في معرفة الجواهر، حیدرآباد الدكن، 1355هـ/1936م؛ م.ن، كتاب الصیدنة، تقـ: محمد سعید ورانا إحسان الهي، كراجي، 1973م؛ بدوي، عبد الرحمن، التراث الیوناني، بیروت، 1980م؛ م.ن، مقدمة منطق أرسطو، بیروت، 1980م؛ م.ن، مقدمة الحكمة الخالدة لأبي علي مسكویه، طهران، 1358ش؛ البیهقي، علي، تاریخ حكماء الإسلام، تقـ: محمد كرد علي، دمشق، 1365هـ/1946م؛ الجاحظ، عمرو، البخلاء، تقـ: طه الحاجري، القاهرة، دار المعارف؛ دانشنامه؛ الشهرزوري، محمد، نزهة الأرواح، تقـ: خورشید أحمد، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ صفا، ذبیح الله، تاریخ علوم عقلي، طهران، 1356ش؛ عیسی بك، أحمد، تاریخ البیمارستانات في الإسلام، دمشق، 1357هـ/1938م؛ الفاخوري، حنّا وخلیل الجّر، تاریخ فلسفه درجهان إسلام، تجـ: عبد المحمد آیتي، طهران، 1358ش؛ القفطي، علي، إخبار العلماء، تقـ: محمد أمین، القاهرة، 1326هـ/ 1908م؛ نظامي العروضي، أحمد، چهار مقاله، تقـ: محمد معین، طهران، 1333ش؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

EI2.

جعفر سجادي/ص.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: