اِبْنُ الخَلّوف، أبو العباس شهاب‌ الدین أحمد بن محمد (3 محرم 829-899هـ/15 تشرین الثاني 1425-1494م)، أدیب وكاتب وشاعر مالكي. وسمّاه السخاوي بالخلوف (2/122).

ولد بقسنطینة (شمالي الجزائر). وعائلته في الأصل من الحمیریین بالیمن وقد اختارت الإقامة بمدینة فاس. أما أبوه فقد سافر به وهو في المهد إلی مكة، فأقام معه فیها 4 سنین ثم تحول به إلی بیت المقدس، فقطنها وحفظ به القرآن وكتباً أخری نظراً لما كان یتمتع به من ذاكرة قویة (السخاوي، ن.ص؛ نویهض، 39). وأخذ الفقه والأصول والعربیة من أبي القاسم النویري والحدیث عن شهاب‌‌ الدین ابن رسلان وعز الدین القدسي وغیرهما. ورحل إلی القاهرة وأخذ النحو والصرف والمنطق وغیرها عن عبد السلام البغدادي. ثم رحل إلی المغرب، وفیها أخذ عنه العربیة جماعة منهم أحمد السلاوي الذي قال عنه «إنه أحفظ من لقیه بها» (السخاوي، ن.ص). وعاد إلی القاهرة مرة أخری في سنة 859هـ/1455م بعد وفاة والده، ومنها إلی المغرب، حیث التحق ببلاط أبي عمر عثمان بن محمد الحفصي (839-893هـ/1435-1488م) (فروخ، 6/685) وأصبح كاتباً لابنه مسعود ذي الوزارتین ومدحهما كثیراً (السخاوي، فروخ، ن.ص؛ البستاني، 3/47). وقدم ابن الخلوف القاهرة غیر مرة منها سنة 877هـ/1472م وسافر منها إلی مكة فحجّها. وبقي في القاهرة حتی ربیع الثاني 881 وحظي فیها باحترام علماء أفاضل عصره ولاسیما السخاوي. الذي لقیه مودعاً له عند تركه القاهرة، فكتب عنه أبیاتاً من نظمه أوردها في كتابه (2/123)، ثم وصف شخصیته بقوله «وهو حسن الشكالة والأبهة، ظاهر النعمة، طلق العبارة، بلیغاً بارعاً في الأدب ومتعلقاته». توفي ابن الخلوف في تونس ودفن هناك في مقبرة مُحرِزبن خلف. وقد ذكر كلّ من مخلوف (ص 273) وعبد الوهاب (ص 224) وفاته في حوالي 910هـ..

مدح ابن الخلوف النبي الأكرم‌(ص) في أشعاره كثیراً، منها قصیدته المعنونة «سمط العقود في مدح سر الوجود» الموجودة في دیوانه (GAL, S, II/331). كما كان بالإضافة إلی ذلك مدّاحاً لملوك عصره (السخاوي، 2/122). كما عُدّ أبو القاسم البُرزُلي من ممدوحیه (الوزیر السراج، 1(44)/1084). وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن ابن الخلوف كان یبلغ الخامسة عشرة من عمره عند وفاة البرزلي، فمن المحتمل أنه كان قد مدحه بعد وفاته. وقد أشاد بشعره العلماء المتقدمون كالسخاوي (2/122-123) والمعاصرون (عبد الوهاب، 224-230؛ فروخ، 3/685-688) ووصفوه بالمحكم والبدیع الرائق؛ غیر أن البستاني (ن.ص) یری أن شعره «انحطاطيّ المستوی، متوسط الفكرة والتعبیر، یشوبه تكلف الصنعة وافتعال التأثیر وقد لایسلم من أخطاء التركیب». وبصورة عامة فإن شعره الذي لایعدو كونه تقلیداً لشعراء المشرق العربي ولاسیما البحتري، مليء بالتكلّف والتصنع، إذ یبدو الكشف عن بعض معانیه أمراً صعباً أحیاناً (فروخ، ن.ص؛ قا: عبد الوهاب، ن.ص).

آثاره

له دیوان شعر طبع في 1873-1874م ببیروت ودمشق (سركیس، 1/100، 833). ومن آثاره المطبوعة الأخری الموشح الذي طبع ضمن كتاب الدراري السبع، أو الموشحات الأندلسیة في بیروت (1864م). ولدینا من مصنفاته أیضاً كتابان آخران –لایوجدان في فهرست السخاوي– هما: جنی الجنتین في مدح خیر الفرقتین، توجد مخطوطة منه في المكتبة الأحمدیة بتونس (منصور، 38)؛ المدائح النبویة (GAL, II/307). وذكر السخاوي فهرساً عن آثاره الأخری (2/122) وهي: 1. تحریر المیزان لتصحیح الأوزان، في علم العروض؛ 2. جامع الأقوال في صیغ الأفعال، وهو أرجوزة في تصریف الاسم والفعل؛ 3. مواهب البدیع في علم البدیع، وهو بدیعیة میمیة؛ 4. شرح مواهب البدیع؛ 5. عمدة الفارض، في علم الفرائض؛ 6. نظم التلخیص، في المعاني والبیان؛ 7. نظم المغني، في النحو.

كما ضبطت له أبیات وأشعار متفرقة في سفینة الشقیقاتي الأندلسي الحلبي (GAL, S,II/331).

المصادر

البستاني؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1354هـ؛ سركیس، معجم المطبوعات العربیة والمعرّبة، القاهرة، 1346هـ/1928م؛ عبد الوهاب، حسن حسني، مجمل تاریخ الأدب التونسي، تونس، 1968م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1983م؛ مخلوف، محمد، شجرة النور الزكیة، القاهرة، 1349هـ؛ منصور، عبد الحفیظ، فهرس مخطوطات المكتبة الأحمدیة بتونس، بیروت، 1388هـ/1969م؛ نویهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، بیروت، 1971م؛ الوزیر السراج، محمد، الحلل السندسیة، تقـ: محمد حبیب الهیلة، تونس، 1970م؛ وأیضاً:

GAL; GAL,S.

عباس حجت جلالي/ص.