الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن خفیف /

فهرس الموضوعات

ابن خفیف

ابن خفیف

تاریخ آخر التحدیث : 1442/11/5 ۱۹:۴۹:۴۱ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ خَفیف، أبو عبد الله محمد بن خفیف بن أسفكشاذ (أسفكشار) الضبي (تـ 371هـ/981م) والشهیر بـ «الشیخ الكبیر»، من كبار مشایخ الصوفیة في فارس ومؤسس الطریقة الخفیقیّة. ألّف تلمیذه أبو الحسن الدیلمي كتاباً في سیرته، وروی عنه الكثیر من الأخبار الروایات مما شاهده وسمعه عن أحواله وأخلاقه وقد فقد أصل الكتاب، ولدینا ترجمة بالفارسیة له بقلم ركن ‌الدین یحیی بن جنید الشیرازي (القرن 8-9هـ)، ویعتبر أهم مصدر عن حیاته. ویقول الدیلمي إن والد الشیخ خفیف من مدینة «كلاشم»، ببلاد الدیلم كان في جیش عمرو بن لیث الصفار، وحینما خرج هذا الأخیر من خراسان آلی خفیف في نیشابور علی نفسه ألا ینضم إلی صفوف الجند، تزوج فیها من ابنة أحد كبار الكرّامیة، ولكنه ما لبث أن عاد إلی جیش عمرو بن لیث وذهب إلی شیراز. وفي هذه الفترة ولد له ابنه محمد بشیراز ولما توجه عمرو بن لیث من فارس إلی خراسان للمرة الثانیة كان عمره 8 أشهر (سیرة، 9). ولابد أن هذه الحوادث وقعت بین 266هـ/880م، أثناء وصول عمرو بن لیث إلی الحكم توجهه من جندي شابور إلی فارس ومنها إلی سیستان وخراسان، وبین 270هـ/883م عندما سار ثانیة في أوائل حكمه من فارس إلی سیستان خراسان (ظ: تاریخ سیستان، 235، 236، 241). وعلی هذا یمكن اعتبار ولادته حوالي 269هـ وهو ما یقرب ویتفق كثیرا مع حدیثه عن طول عمره (الدیلمي، ن.م، 34) وما ذكره الآخرون عن ذلك (ابن العماد، 3/76، نقلاً عن السلمي) وقیل إن عمره 104 سنوات (یاقوت، 3/350؛ السبكي، 2/154؛ الذهبي، 16/347) وهناك روایات أخری عن طول مره وأنه عاش 95 عاماً (ابن العماد، 3/77؛ الیافعي، مرآة، 2/397؛ السبكي، الذهبي، ن.ص) و105 سنوات (الدیلمي، ن.م، 218) وحتی 110 و114 و124 سنة (جنید، 45؛ الدیلمي، ن.ص؛ حمد الله، 657)، وهي كلها غیر صحیحة، وورد في كتب التراجم والطبقات أنه من أولاد الملوك (الهجویري، 199، 318؛ ابن الملقن، 291؛ السبكي، 2/151) وهي نسبة لاتبدو بعیدة، فاسم جده «أسفكشاذ» أو «أسفكشار» (یبدو أنه بمعنی «مربي الخیل») یوحي للذهن انتماءه إلی طبقة الأمراء وقواد الجیش. وكانت والدته «أم محمد» امرأة عفیفة، ویذكر ابن خفیف حكایة عن صفاء قلبها (الدیلمي، .م، 205-206)، كما یورد جنید الشیرازي (ص 368) وجامي (ص 622) اسمها بین الزاهدات والعارفات، ویبدو أنها كانت ممن شجعوا ابن خفیف علی الدخول في طریقة الصوفیة (ظ: الدیلمي، ن.م، 92).

اضطر ابن خفیف في أوائل شبابه لممارسة بعض الأعمال لسدّ حاجاته وحاجات والدته مثل غسل الملابس وصنع المغازل والحقاق، حتی قال عن نفسه: «ماوجبت عليّ زكاة الفطرة أربعین سنة» (ن.م، 19؛ الذهبي، 16/346). كان أول أساتذته في شیراز أبو العباس أحمد بن یحیی ومؤمل الجصّاص وجعفر الحذّاء (الدیلمي، ن.م، 12، 18، 141-143؛ جامي، 144، 243-244)، وأفاد من صحبة أبي بكر محمد العتایدي وأبي بكر الشعراني وغیره من المشایخ في فارس (الدیلمي، ن.م، 136-137، 138-141). وأخذ علم الحدیث في هذه الفترة أیضاً عن عدد من المحدثنی المعروفین في شیراز كعبد الله بن أحمد الشارداني وعبد الله بن جعفر الأرزكاني وإبراهیم بن روزبه (ن.م، 14، 16، 208) وكان یحضر مجالس درس أبي العباس ابن سُریج طلباً للفقه (الذهبي، 16/345).

التحق ابن خفیف بدرس أبي الحسن الأشعري بالبصرة في أوائل شبابه (السبكي، 2/277، قا: 2/155-156)، والتقی في رحلاته التي قام بها في فترات أخری إلی الحجاز والعراق والشام، عدداً من كبار الصویة كأبي الحسن المزیّن وأبي علي الرودباري أبي بكر الكتاني وأبي الحسین الدرّاج وأبي یعقوب النهر جوري وأبي عمرو الزجاجي ورویم وابن عطاء والجریري والشبلي وعمر بن شلّویة، وأفاد منهم (السلمي، 485؛ الدیلمي، ن.م، 51-80، 85-128). كما التقی الحسین بن منصور الحلاج في السجن، ولكن في لقائه الجنید أقوالاً مختلفة، فقد جاء في روایة ذكرت في بعض الكتب أنه حینما كان قاصداً مكة دخل بغداد فلم یدخل علی الجنید لنخوته، ولما عاد ذهب إلی جامع بغداد، وكانت قد وقعت له حادثة في الصحراء وكان الجنید في المسجد، فأشار إلی تلك الحادثة وعاتبه علی عدم صبره فیها (القزویني، 212؛ العطار، 2/126؛ السبكي، 2/152). وفي روایة أخری أنه كان في مجلس یتحدث فیه الجنید عن الحلاج ینسب إلیه السحر والشعوذة، فحدث بینهما جدال وشجار بسبب ذلك (أخبار الحلاج، 92)، ولكن من ناحیة أخری ورد في روایة ذكرها السلمي (ص 535) وبعده الأنصاري (ص 301) أن ابن خفیف وعلي بن بندار الصیرفي كانا یسیران في أحد الطرقات، ولما وصلا إلی جسر طلب ابن خفیف من علي بن بندار أن یتقدم، وحینما سأل عن سبب هذا الطلب، قال «إنك لقیت الجنید وما لقیته»، غیر أن الروایتین الأول والثانیة لاتبدوان سلیمتین، ذلك أن ابن خفیف كان لایزال شاباً في حیاة الجنید الذي توفي في 297هـ/910م، ولم یكن قد بلغ حداً تمنعه نخوة الصوفیة من زیارته أو تمكنه من مخالفة شخص كالجنید كما یقول ماسینیون (حاشیة، 99). ثم إن الدیلمي الذي یذكر جمیع الذین التقوا ابن خفیف في العراق واحداً واحداً، لم یتحدث عن لقائه الجنید، ولكنه كان علی اتصال بعدد من تلامذته وأصحابه كابن عطاء والجریري ورویم، وقیل إنه لبس الخرقة من یده (جنید، 41-42)، وقد تحدث الدیلمي في سیرته عن مناظرته لابن عطاء أیضاً (ص 91-93). ولما دخل بغداد بعد عودته من مكة ذهب إلی الحسین بن منصور في سجنه وتعرف إلیه ونقل رسالة منه إلی أبي العباس ابن عطاء وكان كما یبدو یحتفظ ببعض رقاعه عنده (الدیلمي، ن.م، 93-97؛ ابن باكویه، 39-42؛ ظ: ماسینیون، «مصائب»، I/552-556، عن لقائه الحلاج).

وقد سافر ابن خفیف إلی الحجاز والعراق والشام وفلسطین، وحج مرات عدیدة وذكر بعض المؤلفین أنه سافر إلی بلاد الروم ومصر والهند (العطار، 2/127؛ ابن بطوطة، 143؛ الغزالي، 4/341؛ السبكي، 2/153)، ولكن یبدو أنه لانصیب لذلك من الصحة. ولم یرد ذكر لذلك في كتاب الدیلمي، وربما كانت شهرته من ناحیة وانشغاله من ناحیة أخری بالسیاحة والسفر (ظ: الیافعي، روض…، 173؛ السبكي، 1/150-151) وكذلك بعده عن شیراز فترة طویلة في النصف الأول من عمره، هو الذي دعا إلی أن تنسب إلیه مغامرات حكایات وقعت لغیره كالحكایات التي أوردها السبكي عن تغلبه علی البراهمة في إظهار الكرامات (2/152-153)، وكسماع ابن بطوطة في شیراز أنه هو الذي اكتشف طریق جبل سرندیب، وأنه هو الذي امتنع عن الأكل في القصة المعروفة حول عدد من الصوفیة یشتد بهم الجوع في طریق سرندیب فیقتلون فیلاً صغیراً ویأكلون منه جمیعاً سوی واحد منهم (ص 143؛ وعن نسبة هذه الحكایة لآخرین، ظ: أبو نعیم، 10/160-161؛ وأیضاً فروزانفر، 87-88).

ومن الحكایات الغریبة الأخری التي حیكت حوله، حكایة تشبه الأسطورة رواها ابن الجوزة في تلبیس إبلیس (ص 369-370). وهي تتنافي تنافیاً تاماً مع سیرة ابن خفیف وطریقته ولاشك في أنها من حیاكة منكري الصوفیة وأعدائها وینسبون أمثالها إلی مجالس أعراسهم وسماعهم (ظ: ماسینیون، «مصائب»، II/193).

أقام ابن خفیف منذ أواسط عمره في شیراز، وعمل حتی آخر حیاته علی تعلیم الطلاب والمریدین وإرشادهم. أما حیاته الخاصة فلاتتوفر سوی معلومات يسیرة عنها، وتتحدث بعض المصادر عن زواجه المتعدد، ویقول الهجویري إن أهل شیراز كانوا یعتقدون به فیروّجونه بناتهم تبركاً به (ص 218؛ العطار، 2/128-129). وقد حاكوا حول ذلك أساطیر عدیدة (ظ: الهجویري، العطار، ن.ص)، ربما تحكي عن أنه كان ذا اهتمام بهذا الأمر. ویبدو أنه كان له ابن یدعی عبد السلام مات في أوائل شبابه (الدیلمي، ن.م، 37؛ جنید، 48-49)، واثنان باسم أبي أحمد الكبیر وأبي أحمد الصغیر، وكانا في خدمته حتی آخر حیاته، وقد نال كلاهما مقامات في الطریقة، ومات الأول في 377هـ/987م، والثاني في 385هـ/995م (م.ن، 46-48؛ ظ: العطار، 2/129، 130).

كان العرفان لدی ابن خفیف مقترناً من الناحیة العملیة مع الزهد والریاضة ویتفق اتفاقاً تاماً مع أحكام ‌الدین وفرائضه، ویقوم من الناحیة النظریة والفكریة علی تطبیق الطریقة علی الشریعة، وقد روي الكثیر من الحكایات عن زهده وریاضاته (الدیلمي، ن.م، 13، 15-16؛ مخـ؛ ابن عساكر، 191-192؛ القشیري، 31؛ العطار، 2/125-126؛ السبكي، 2/151-152). وهو القائل «إن كل إشارة ورمز قالته طائفة الصوفیة أو عملت به وجدتها في الشریعة» (الدیلمي، ن.م، 35). ویقول أیضاً: «إن كل عارف لایسند معرفته بالشریعة لایقابلها بالشریعة یصیر بلامعرفة عما قریب» (ن.م، 36). وقد تحدث أغلب المؤلفین الذین ترجموا عن علومه الدینیة وتقیده بأحكام الشریعة. وذكر السلمي (ص 485) أنه كان «أوحد المشایخ في وقته» و«عالماً بعلوم الظاهر وعلم الحقائق» ومتمسكاً بعلوم الشریعة في الكتاب والسنة، ووصفه أبو نعیم الأصفهاني بأنه «كان شیخ الوقت حالاً وعلماً» (10/385). ویقول الأنصاري إنه كان یدعی «شیخ الإسلام» (ص 537)، ویذكر الهجیري «أنه كان عالماً في العلوم الظاهریة والباطنیة» (ص 318). واعتبره العطار وحید العالم في علوم الظاهر والباطن (2/125)، وقال یاقوت إنه أعلم المشایخ في علوم الظاهر (3/350). ویذكر ابن الملقن أنه أعلم من رویم والجریري وابن عطاء في علوم الظاهر (ص 290).

وكان ابن خفیف منذ عهد شبابه مولعاً –كما تمت الإشارة إلی ذلك– بسماع الحدیث وجمعه. ویذكر الدیلمي (ن.م، 16) أنه كان یكتب في كل لیلة أربعین حدیثاً (قا: جنید، 42)، حتی إنه سمع أشخاص منه بعض الأحادیث أثناء موته (الدیلمي، ن.م، 40-41). وروی بعضهم الحدیث عنه كأبي بكر الباقلاني العالم الأشعري المذهب (ظ: السبكي، 2/151؛ الذهبي، 16/342؛ ابن العماد، 3/77) والسلمي (ص 485-486) وأبي نعیم الأصفهاني (10/385 وما بعدها). وكان شافعي المذهب في الفقه، واعتبر أحد فقهاء هذا المذهب (ظ: ابن عساكر، ن. ص؛ السبكي، 2/150؛ جنید 41). وكان في علم الكلام كما سبق من تلامذة أبي الحسن الأشعري، وقد تحدث عن فضائل أستاذه ومناقبه في مقالة مفصلة وردت في كتاب السبكي (2/155-159)، نقلاً عن كتاب غایة المرام في علم الكلام لضیاء الدین الرازي (والد فخر الدین الرازي).

وكان ابن خفیف معتدلاً في آرائه وأعماله الصوفیة لایرضی بـ «ركوب الرخص وقبول التأویلات» (الأنصاري، 549). ویری أن الشطحات وبعض الأعمال المغایرة للأحكام الدینیة التي تشاهد عند جماعة من الصوفیة غیر مقبولة ولاصحیحة (ظ: الدیلمي، ن.م، 37-39، 66-67) ورغم أنه كان یحسن الظن بالحلاج ویصفه بـ «العالم الرباني» (السلمي، 308؛ الخطیب، 8/112؛ الأنصاري، 380) و«الموحد» (الدیلمي،ن.م، 100؛ ابن باكویه، 38) ویتحدث عن كراماته (الدیلمي، ن.م، 95-97؛ ابن باكویه، 41-42)، إلا أنه كان یرد بعض أحادیثه الشطحیة التي تنسب إلیه (ظ: الدیلمي، ن.م، 100-101؛ ابن باكویه، 44). وكان یوصي بالاقتداء بخمسة من مشایخ الصوفیة هم: الحارث المحاسبي وأبو القاسم الجنید وأبومحمد رویم وأبو العباس ابن عطاء وعمرو بن عثمان لأنهم علی طریقة الصحو ویجمعون بین العلم والحقیقة (ظ: الدیلمي، ن.م، 37؛ الأنصاري، 89، 232). ویلاحظ أنه لم یذكر بینهم أمثال بایزید البسطامي والحسین بن منصور الحلاج الذین كانوا من أصحاب السُكر، ذلك «أن المشایخ الآخرین كانوا من أرباب الحال… وتصدر عنهم أحیاناً أحادیث شتی أثناء الاستغراق لاتنفق مع الشرع، وكانوا حینما یعودون إلی أنفسهم یتوبون عن ذاك الكلام… ویرون الاستغفار واجباً» (الدیلمي، ن.م، 37-38).

وكان ابن خفیف –خلافاً لكثیر من الصوفیة الذین كانوا یجتنبون طلب العلوم المعروفة آنذاك– یشجع تلامیذه ومریدیه علی طلبها. وكان في شبابه یذهب خفیة إلی مجالس علماء الحدیث، ویخفي الدواة والورق في ملابسه خوفاً من اعتراض الصوفیة وافتراءاتهم، ثم احتاجوا إلیه فیما بعد وقصدوه لحل مشاكلهم (ن.م، 35، 36؛ ابن عساكر، 191؛ الذهبي، 16/346). وكان یحظی باحترام وإعزاز مختلف الطبقات في عصره، لامن قبل المتصوفة فحسب، بل ومن الفقهاء المحدثین أیضاً الذین یعتبرونه كبیراً (الدیلمي، ن.م، 28؛ جنید، 39-41). كما كان یعتقد به رجال البلاطات والدواوین (ظ: الدیلمي، ن.م، 200-201، 252-253) وقیل إنه كان مقرباً من عضد الدولة البویهي (العطار، 2/129- 130؛ زركوب، 126). وقد حضر جنازته یوم موته جماعات كبیرة من الناس حتی الیهود والنصاری والمجوس، وصُلّي علیه مائة مرة (الدیلمي، ن.م، 218).

 

آثاره

أشار أغلب المؤلفین إلی كثرة كتبه (ظ: الهجویري، 318؛ الأنصاري، 537؛ العطار، 2/125؛ السبكي، 151)، فذكر له الدیلمي 30 كتاباً مطولاً و15 مختصراً (سیرة، 212-213). وقد جاء فهرست الدیلمي هذا في شد الإزار لجنید الشیرازي (ص 42-43)، كما أورد زركوب عدداً من أسمائها في شیراز نامه (ص 127). ورغم أنه لم یبق من كتب ابن خفیف الیوم سوی رسالة أو رسالتین مختصرتین، غیر أن أسماء هذه الكتب، تمكننا من الوقوف إلی حدما علی الموضوعات التي كان یهتم بها. وردت في فهرست الدیلمي أسماء الكتب التالیة:

 

ألف- الكتب المطوّلة

1. شرف الفقر (شرف الفقراء المتحققین علی الأغنیاء المنفقین، ظ: جنید، ن.ص)؛ 2. جامع الإرشاد؛ 3. الاستذكار؛ 4. الفصول في الأصول؛ 5. كتاب المنقطعین؛ 6. الجوع ترك الشهوات؛ 7. لبس المرقعات؛ 8. الإعانة (جنید، ن.ص: الإغاثة)؛ 9. اختلاف الناس في الروح؛ 10. المعراج؛ 11. الرد علی ابن سالم؛ 12. الرد علی ابن زینان (جنید، ن.ص: الرد علی ابن رزمان)؛ 13. الاعتقاد (جنید، ن.ص: المعقتد الكبیر والصغیر؛ زركوب، ن.ص: الاعتقاد الكبیر والاعتقاد الصغیر)؛ 14. المنهج في الفقه (زركوب،ن.ص: المفتح في الفقه).

 

ب- الكتب المختصرة

15. الاقتصاد؛ 16. اللوامع؛ 17. المفردات؛ 18. المشیخة (جنید، ن.ص: أسامي المشایخ)؛ 19. فضل التصوف؛ 20. الفرق بین التقوی والتصوف؛ 21. الاستدراج والاندراج؛ 22. الجمع والتفرقة؛ 23. بلوی الأنبیاء؛ 24. المحبة؛ 25. الودّ والألفة؛ 26. رسائل علي بن سهل (جنید، ن.ص: مسائل علي بن سهل)؛ 27. السماع؛ 28. معرفة الزوال.

وكما یلاحظ فقد ذكر في كتاب الدیلمي 28 كتاباً من 30 كتاباً، فلا یشاهد من هذا العدد الأرقام 20 و24 و27 في كتابي جنید وزركوب، ولكن جنیداً یذكر بالمقابل كتاباً یسمی شرح الفضائل، كما یضیف ابنه عیسی بن جنید في تذكرة هزار مزار (والذي هو شبه ترجمة لكتاب جنید شد الإزار) كتابین باسم آداب المریدین وجامع الدعوات. إلی فهرست الدیلمي وجنید (ص 84). ویقول الدیلمي، إن شرف الفقر أول ما ألفه وجامع الإرشاد آخره (سیرة، 21-213). كما ذكر روایات حول هذین الكتابین في مواضع أخری علی لسان ابن خفیف (ن.م، 21، 193). وكان عدد من هذه الكتب لایزال موجوداً حتی عهد زركوب الشیرازي (القرن 8هـ) وقد وصفها بأنها «متداولة ومشهورة» (ص 126-127). كما أشار حاجي خلیفة إلی كتاب له باسم كتاب الفضائل وجامع الدعوات والأذكار، وقع في 262 باباً ویشتمل علی ذكر فضائل القرآن وعلی أدعیة الأنبیاء والصحابة والزهّاد والتابعین (5/131). ویبدوا أن هذا الكتاب یشتمل علی الكتابین اللذین ذكرهما كل من جنید باسم شرح الفضائل (ص 42) عیسی بن جنید باسم جامع الدعوات (ص 84).

ولدینا الیوم لابن خفیف بالإضافة إلی أقواله المتفرقة التي وردت في كتب الطبقات والتراجم، وبالإضافة إلی مقالة له عن فضائل أبي الحسن الأشعري وردت في طبقات السبكي (2/155-159)، رسالتان قصیرتان طبعتا باسم وصیة ابن خفیف ومعتقد ابن خفیف، مع ترجمة بالفارسیة للسیدة أ.شیمل طاري في ذیل سیرة ابن الخفیف للدیلمي (ترجمة یحیی ابن جنید الشیرازي) وتوجد نسخة من كتابه الاقتصاد في مكتبة پرتو باشا بتركیة (للاطلاع علی مخطوطات هذه الكتب وترجماتها بالفارسیة، ظ: GAS, I/ 664). وتوجد نسخة من كتاب معتقد ابن خفیف أیضاً في المكتبة المركزیة بجامعة طهران مع شرحها باسم الفوائد العمادیة في القواعد الاعتقادیة (المركزیة، 11/2076) ویبدو أنه نفس المعتقد الصغیر أو الاعتقاد الصغیر الذي ذكره جنید الشیرازي (ص 43) وزركوب (ص 127)، وربما هو نفس الكتاب الذي أورده جنید باسم شرح المعتقد الصغیر بین كتب مولانا افتخار ‌الدین محمد بن نصراله بن محمد الدامغاني (ص 66-67).

وكما ذكرنا، فلیس لدینا سوی هذه الكتب من آثار ابن خفیف، ولكن یبدو من أسماء الكتب التي أوردها الدیلمي وجنید أن أغلبها یدور حول مواضیع تتعلق بالتصوف، وأن بعضها في الفقه الكلام (ظ: ماسینیون، «مصائب»، II/194). ویبدو أن كتابه شرف الفقر كان یتضمن المواضیع التي دارت في مناظرته لأبي العباس ابن عطاء حول تفضیل الفقر علی الغنی (ظ: الدیلمي، سیرة، 91-92، 212) وكان هذا موضوعاً دأب عرفاء ذلك العصر علی تناوله بالبحث والاختلاف بالرأي فیه (ظ: الهجویري، 27؛ الخطیب، 5/28). وربما كان كتاب بلوی الأنبیاء، تفصیلاً لمسألة رویت عنه حول «بلاء المحبین» (السلمي، 489-490). ویمكن العثور علی بعض الإشارات إلی موضوعات كتابیه المحبة و الودّ و الألفة من أقواله التي نقلت عنه حول المحبة (ن.ص؛ العطار، 2/131؛ البقلي، 10)، ومن كتاب تلمیذه الدیلمي في هذا الموضوع والموسوم بـ عطف الألف المألوف علی اللام المعطوف والذي استشهد فیه (ص 19، 35-36، 45، 135) ببعض آراء أستاذه وأقواله في المحبة. وكتابه رد علی ابن سالم هو من كتبه المفصلة، ویبدو من أسمه أنه في رد عقائد السالمیة، وقد اعترض، كما یقول الأنصاري (ص 312) علی أبي عبد الله ابن سالم في قوله «إن الله كان یری كل شيء من الأزل» (قا: ماسینیون، ن.م، II/194). ولابد أن كتابه المشیخة هو الأساس الذي اعتمد علیه تلمیذه أبو الحسن الدیلمي في تألیف كتاب باسم مشیخة فارس (ظ: جنید، 38، 45؛ ماسینیون، ن.م، II/195). ووصیة ابن خفیف رسالة صغیرة تشتمل علی نصائحه للمریدین والسالكین، تضم 25 وصیة في مراعاة التقوی والطهارة والابتعاد عن الشهوات والوساوس النفسیة، واجتناب الكبر والغرور والحسد، وتحصیل الفضائل والكمالات الأخلاقیة وممارسة الریاضة والمجاهدة.

أما معتقد ابن خفیف: فهي رسالة صغیرة أیضاً، تركز في موضوعاتها علی أساس تصحیح الأعمال وتزكیتها والإخلاص في العبادات. وتشتمل علی نقاط في تعریف التوحید وتنزیه ذات الباري تعالی، وإشارات إلی أن العلم غیر الرؤیة، أي إن الله یری ماهو موجود، ویعلم ما هو معدوم؛ وإن صفات الله قائمة علی ذاته ورؤیة الله یوم القیامة ممكنة. كما تتحدث عن مسألة الجبر والاختیار والطاعة والمعصیة وخلق الأفعال وكسب الأفعال، والنبوة والخاتمیة، ومعراج الرسول الأكرم وكیفیته، وعن المسائل المتعلقة بالإیمان والإسلام والتوحید والمعرفة والاستطاعة والفعل، والجنة والنار، وأخبار الآحاد والمتواترة، والعقل والشرع والحسن والقبح، وسائر المواضیع الكلامیة والاعتقادیة من وجهة نظر الأشاعرة. ویتم الحدیث في الفصل الرابع من الرسالة عن المواضیع الخاصة بطبقة الصوفیة مثل: الفقر أفضل من الغنی؛ والزهد الكلي أفضل من الزهد الجزئي؛ والرؤیة في الدنیا غیر ممكنة؛ والنبوة أفضل من الولایة؛ والمعجزة للأنبیاء والكرامة للأولیاء؛ والسكر مقام المریدین ولایجوز للعارفین الكاملین؛ والصحو أرجح من السكر؛ ولاضرر في ادخار المال إذا كان التوكل صحیحاً؛ ولیس التصوف علماً ولاعملاً، بل هو صفة تتجلی بها ذات الصوفي حینما یصیر صاحب علم وعمل ومیزان علم وعمل، ولافرق بین التصوف والفقر والتقوی، ولایتصرف الفقر في الأسباب، ولكن یستطیع الصوفي أن یتصرف في الأسباب؛ والحال غیر الوجود؛ ویجوز السماع للعارفین ولایجوز للمریدین وتركه أولی لأن آفاته كثیرة. ویشاهد في نهایة الرسالة إشارات إلی الفرق بین الروح والنفس والحیاة، ومخالفة النفس أیضاً.

یوجد اختلاف في روایة شجرة نسب خرقة ابن خفیف: فقد أوردها مؤلف فردوس المرشدیة، أثناء ذكره شجرة خرقة أبي الحسن الكازروني بشكلٍ (محمود بن عثمان، 22) وأوردها زركوب الشیرازي (ص 128-130) في ذكره نسب خرقة الشیخ شهاب ‌الدین السهروردي بشكل آخر قریب من الترتیب الوارد في فردوس المرشدیة، غیر أنه لایتفق أي منها اتفاقاً تاماً مع مانعرفه عن ابن خفیف من سیرة الدیلمي. وبناء علی ما ذكرناه من شجرات النسب (أیضاً ظ: معصوم علي شاه، 2/92، 173، 308-309) فإن الطریقة السهروردیة والطریقة الكازرونیة وأصحاب روزبهان البقلي تنسب خرقها بوسائط إلی ابن خفیف. وكان لابن خفیف في شیراز مقام وأصدقاء ومریدون كثیرون، ویقول مؤلف فردوس المرشدیة عن سبب میل الناس إلیه: إن طریقته كانت «أخذاً وعطاءً» (محمود بن عثمان، 17). وكانت طریقته تعرف في عهد الهجویري بالخفیفیة؛ ویقول هذا إن الخفیفیین كانوا یتولون ابن الخفیف (ص 317)، ویشیر حمد الله المستوفي في تاریخ گزیده إلی أن قبیلة الخفیفیة، وأبناءها أسیاد «أبهر» وكبارها، هم من بذرته (ص 657)، ولكننا لاندري ما یقصده حمد الله من هذه العبارة، لأنه لم یرد ذكر لأولاد ابن خفیف وأحفاده في أي مصدر، وربما یشیر ذلك إلی انتشار طریقته في تلك المناطق. وعلی كل حال، فإنها تشیر إلی وجود من یُنسب إلیه هناك في أوائل القرن 8هـ. وقد انتهت طریقة ابن خفیف إلی تأسیس الطریقة الكازرونیة علی ید مریده حسین الأكار وبواسطة مریده الأخیر أبي إسحاق الكازروني (ن.ع).

وتقوم طریقة ابن خفیف علی أساس المجاهدة، وقد رویت حكایات كثیرة عن ریاضاته الصعبة وطاعاته وعباداته الشاقة وإفراطه في التقلیل من الطعام ومنازعته للنفس (الدیلمي، سیرة، 23-24، 29-30؛ القشیري، 31؛ ابن عساكر، 192؛ السبكي، 2/151-152). ویمكن اعتباره حلقة اتصال بین مشایخ القرنین 3 و4 بالعراق، كجنید ورویم والشبلي وابن عطاء وبین متصوفة الفترة التالیة في فارس وخراسان ممن كانوا قد تربوا علی یدیه أمثال أبي الحسن الدیلمي، وابن باكویه وأبي نصر السراج وأبي عبد الله المقاریضي.

وكان ضریحه في شیراز مزاراً لأهل العرفان، وقد دفن عدد من كبار الصوفیة بفارس إلی جواره (ظ: جنید، 38-94). وكان الزوار یترددون علی خانقاهه ویقیمون فیه، وكانت له موقوفات. ویقول الفسائي إن هذا الخانقاه فَقَدَ رونقه منذ بدایة حكم الصفویین، لكن كریم خان زند سعی لتعمیره ومهدّ أطراف صحن الخانقاه والرباط والمقابر التي حوالیه وجعلها ساحة واسعة، تعرف بـ «میدان نَعلبَندان» تتصل بسوق وكیلي (2/158).

 

المصادر

ابن باكویه، محمد، «بدایة حال الحسین بن منصور الحلاج ونهایته» (ظ: ملـ، «أربعة نصوص»)؛ ابن بطوطة، رحلة، بیروت، دار الكتاب اللبناني؛ ابن جنید الشیرازي، عیسی، تذكرة هزار مزار، تقـ: نوراني وصال، شیراز 1364ش؛ ابن الجوزي، عبد الرحمن، تلبیس إبلیس، القاهرة، 1928م؛ ابن عساكر، علي، تبیین كذب المفتري، دمشق، 1347هـ؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن الملقن، عمر، طبقات الأولیاء، تقـ: نور الدین شریبة، بیروت، 1406هـ/1986م؛ أبو نعیم الأصفهاني، أحمد، حلیة الأولیاء، بیروت، 1407هـ/1987م؛ أخبار الحلاج، تقـ: لویس ماسینیون وب. كراوس، باریس، 1936م؛ الأنصاري الهروي، خواجة عبد الله، طبقات الصوفیة، تقـ: محمد سرور مولائي، طهران، 1362ش؛ البقلي الشیرازي، روزبهان، عبهر العاشقین، تقـ: هنري كربن، طهران، 1337ش؛ تاریخ سیستان، تقـ: ملك الشعراء بهار، طهران، 1352ش؛ جامي، عبد الرحمن، نفحات الأنس، تقـ: مهدي توحیدي پور، طهران، 1336ش؛ جنید الشیرازي، معین الدین، شد الإزار، تقـ: قزویني وإقبال، طهران، 1328ش؛ حاجي خلیفة، كشف، تقـ: غوستاف فلوغل، لایبزیك، 1871م؛ حمد الله المستوفي، تاریخ گزیده، تقـ: عبد الحسین نوائي، طهران، 1362ش؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، بیروت، 1349هـ؛ الدیلمي، أبو الحسن، سیرة الشیخ الكبیر، تجـ: ركن ‌الدین یحیی بن جنید الشیرازي، تقـ: أ. شمیل طاري، طهران، 1363ش؛ م.ن، عطف الألف المألوف علی اللام المعطوف، تقـ: ج. ك. فادیه، بیروت، 1962م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وأكرم البوشي، بیروت، 1403هـ/1983م؛ زركوب الشیرازي، أحمد، شیرازنامه، تقـ: إسماعیل واعظ جوادي، طهران، 1350ش؛ السبكي، عبد الوهاب، طبقات الشافعیة الكبری، القاهرة، 1324هـ؛ السلمي، محمد، طبقات الصوفیة، تقـ: یوهانس بدرسون، لیدن، 1960م؛ العطار، محمد، تذكرة الأولیاء، تقـ: نیكلسون، لیدن، 1905م؛ الغزالي، محمد، إحیاء علوم الدین، القاهرة، 1352هـ/1933م؛ فروزانفر، بدیع الزمان، مآخذ قصص وتمثیلات مثنوي، طهران، 1333ش؛ الفسائي، میراز حسن، تاریخ فارسنامۀ ناصري، طهران، 1314ش؛ القزویني، زكریا، آثار البلاد، بیروت، دار صادر؛ القشیري، عبدالكریم، الرسالة القشیریة، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ محمود بن عثمان، فردوس المرشدیة في أسرار الصمدیة، تقـ: إیرج أفشار، طهران، 1333ش؛ المركزیة، المخطوطات؛ معصوم علي شاه الشیرازي، محمد، طرائق الحقائق، تقـ: محمد جعفر محجوب، طهران، 1339ش؛ الهجویري، علي، كشف المحجوب، تقـ: جوكوفسكي، لینینغراد، 1926م؛ الیافعي، عبد الله، روض الریاحین في حكایات الصالحین، قبرص، مؤسسة عماد الدین؛ م.ن، مرآة الجنان، حیدرآباد الدكن، 1337-1339هـ؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:

GAS; Massignon, Louis, La passion de Husayn ibn Mansûr Hallâj, Paris, 1975; id. Les notes à Akhbā al- Hallāj (PB); Quatre textes inédits relatifs à la biographie d’ al Hosayn ibn Mnasoūr, Al Hallāj, ed. Louis Msssignon, Paris, 1914.

فتح ا‌لله مجتبائي/ن.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: