اِبْنُ خَطیبِ دارَیّا، أبو المعالي محمد بن أحمد بن سلیمان البیاسني (745-810هـ/1344-1407م)، شاعر وأدیب ولغوي. ذكر السیوطي كنیته أبا عبد الله (1/25)، وذكرها البعض أبا المعاطي (الشوكاني، 2/106)، حیث یبدو أنها تصحیف لأبي المعالي. كما أن نسبة «النیسابوري» (ابن العماد، 7/89) و«البیاني» (السخاوي، 6/310) هو تحریف للبیساني بلاشك وقد كان أبوه خطیباً في إحدی نواحي الشام تسمی داریّا، ولذا اشتهر بهذا الاسم (فروخ، 3/828). وقد اعتبره ابن حجر (6/81) صهر مجد الدین الفیروزآبادي صاحب قاموس المحیط.

أخذ العلوم العقلیة والنقلیة والنحو والفقه والحدیث عن أفراد كأبي الحرم القلانسي وعبد الوهاب بن أبي العلاء وعماد الدین ابن كثیر (السیوطي، ابن حجر، ن.ص؛ السخاوي، 6/311). أنشد الشعر منذ صباه إلی أن أصبح كما یقول ابن حجر (6/80، 81) أكبر شعراء عصره یمكن العثور علی أبیات من شعره متفرقة في مصنفات النواجي (ص 137، 138)، والسخاوي (6/80، 81) أكبر شعراء عصره. یمكن العثور علی أبیات من شعره متفرقة في مصنفات النواجي (ص 137، 138)، والسخاوي (6/311، 312)، والسیوطي (ن.ص)، والشوكاني (2/107)، والتي لاتتعدی كلها 70 بیتاً. كانت له أشعار في وصف مبنی «الآثار النبویة» الواقع في ناحیة المعشوق بمصر، وقد كتب بیتان منها علی حائط هذا المبنی (ظ: السخاوي، 6/312).

كان ابن خطیب في البدایة شاعراً هزلیاً ماجناً (الشوكاني، 2/106)، وقد هجا إبراهیم بن محمد البشتكي ومدح برهان‌ الدین ابن جماعة القاضي ثم هجاه، ومدح أفراداً كأبي البقاء والأشرف شعبان وجلال‌ الدین البلقیني (ابن حجر، 6/80؛ ابن تغري بردي، 15/144). كان ابن حجر العسقلاني (6/81) تلمیذه وسمع علیه الشعر والحدیث. وقد امتدح السخاوي (6/310) ذكاءه الحاد وسعة خیاله فیقول: إنه كان یقتدر علی تصویر الباطل حقاً وبالعكس، ولذا كان متلاعباً بالأكابر متصرفاً بلسانه في الكلام كیفما شاء، ویستعمل إذا قصد ذلك نوعاً من الكلام یسمیه «سریاقات» وهو عبارة عن كلام منسجم تفهم مفرداته، أما تراكیبه فمهلمة یتحیر سامعها لخروجه من علم إلی علم بحیث یظن أنه سرد جمیع العلوم، وكان أحیاناً یتمادی كثیراً بمثل هذا المزاح فنراه مثلاً –وبالرغم من هذه الخصلة– عندما كان یعمل في تقویم الأملاك بدمشق قد زوّر سند ملكیة دار باسم الغزالیة وقدّمه لبرهان‌ الدین ابن جماعة القاضي لیأذن في بیعه. ففطن القاضي بفراسته إلی تلاعبه به، وأن هذه الدار هي الزاویة المعروفة بالغزالیة من زوایا جامع بني أمیة، وأنه كتبها غزانیة بقصد تغییرها بعد تصدیق القاضي علیها إلی غزالیة لیشنع علیه، فرام القبض علیه، إلا أن ابن خطیب فر منه إلی القاهرة وأقام بها مدة في كنف ابن غراب، ثم رجع إلی بیسان أقام فیها (السخاوي، 6/310-311). وفي بیسان ترك ابن خطیب الهجاء والمجون وتزهد وتنسك (الشوكاني، 2/106)، وتوفي بها.

وبقیت من آثاره مخطوطات هي: أنموذج مراسلات في دمشق (ظ: GAL, II/17)؛ قصیدة (26 بیتاً) في برلین (آلوارت، رقم 7882، 8471)؛ موشحة في غوته (پرچ، IV/233) ودیوان شعره الذي توجد نسخة منه في الرباط كما یذكر الزركلي (5/330). وقد نسبت إلیه عدة مصنفات هي: أرجوزة تشتمل علی 300 بیتٍ ذكر فیها رواة الرسول‌(ص) وصحابته؛ الإمتاع بالأتباع؛ الإمداد في الأضداد؛ تحصیل الأدوات بتفصیل الوفیات، في تاریخ الصحابة؛ رونق المحدث (السخاوي، 6/311)؛ سبك النظم مع الشرح (السیوطي، ن.ص)؛ طرح الخصاصة بشرح الخلاصة، وهو شرح ألفیة ابن مالك؛ طَرف اللسان بطرق الزمان؛ كتاب اللغة (السخاوي، ن.ص)؛ اللیث والضرغام، في علم اللغة (السیوطي، ن.ص)؛ محبوب القلوب؛ مطالب المطالب؛ ملاذ الشواذ، في الشواذ اللغویة في القرآن (السخاوي، ن.ص)؛ نهایة الأمنیات في الكلام علی حدیث إنما الأعمال بالنیات (ن.ص؛ الشوكاني، 2/107).

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، إنباء الغمر، حیدرآباد الدكن، 1393هـ/1973م؛ ابن العماد، عبد الحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ الزركلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1354هـ؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ؛ الشوكاني، محمد، البدر الطالع، بیروت، 1348هـ؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1983م؛ النواجي، محمد، حلبة الكمیت، القاهرة، 1938م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; GAL:Perstsch.

عنایت‌ الله فاتحي نژاد/ خ.