اِبْنُ الخَصیب، أبو بكر الحسن، منجّم إیراني من القرن 3هـ/9م. وكان یكتب بالعربیة والفارسیة (القفطي، 165؛ سارتن، I/603). وذكر ابن طاووس كنیته أبا الحسین ابن أبي الخصیب وعدّه من علماء الشیعة من أهالي قم ممن أقام بالكوفة (ص 129). لاتتوفر معلومات دقیقة عن مسقط رأسه ولا عن تفاصیل حیاته، ویبدو مما كتبه هو في كتاب الموالید أنه التقی في 230هـ/845م المنجّم أبا العنبس الصمیري وأنه عاش بعد الریاضي الكندي (تـ احتمالاً بین 252-260هـ/866-874م) (GAS, VII/122). وهكذا یمكن الاستنتاج أن ابن الخصیب كان حیّاً في النصف الثاني من القرن 3هـ/9م، ولهذا فإن ما كتبه البغدادي (1/265) من أن وفاته كانت في حوالي 190هـ/805م لایبدو صحیحاً. وكان ذا رغبة شدیدة بالدراسة والبحث في السعد والنحس وقران النجوم وكان یتنبأ بأعمار الحكومات والسلالات (EI2) ویقول القفطي (ن.ص) أن لم یكن له سهم الغیب فأكثر تنبؤاته خاطئة، ویری ابن الندیم أنه كان بارعاً في علم النجوم وله مصنفات فیه نالت قبولاً لدی الأمم الأخری.

آثاره

1. كارمهتر أو الكارمهتر، وهو موسوعة في النجوم. وقال ابن الندیم (ص 276) إنه یحتوي علی أربعة كتب هي: المدخل إلی علم الهیئة؛ تحویل سني العالم، ویبدو أنهما فقدا (GAS, VII/123)؛ الموالید؛ تحویل سني الموالید، الذي كان من المصادر المهمة للخواجة نصیرالدین الطوسي في كتابه السفینة (ن.ص). وتوجد مخطوطات هذین الكتابین وترجمتهما اللاتینیة. ویتم الاحتفاظ بكتاب الموالید و كتاب تحویل سني الموالید اللذین یضمّهما مجلد واحد في مكتبتة الحمیدیة (رقم 856) وجستربیتي (رقم 5399) وبكتاب الموالید تحت عنوان المغني في الموالید أو المقنع في الموالید في إسكوریال بأرقام: 935و940 و973 و978 (ناقص) وفي مكتبة الفاتح بإستانبول رقم 5411 (GAL, S, I/394; GAS, VIII/123). وقد تمت الترجمة اللاتینیة لكتاب الموالید الذي ورد فیه اسم ابن الخصیب بشكل الكاسین بن الكاسیت في 615 أو 626هـ/ 1218 أو 1229م من قبل سالیو او سالومون في پادوآ (سارتن، ن.ص) وطبعت في 898هـ/1492م و899هـ و907هـ/1501م بالبندقیة (سوتر، 32)، وفي 947هـ/1540م بنورنبورغ في ألمانیا (GAS، ن.ص). كما ترجم إلی العبریة في 904هـ/1498م من قبل إسحاق أبو الخیر. كما ترجم أفلاطون تیقولي كتاب تحویل سني الموالید (ن.ص). ثم لفت فیما بعد یوهانس میلیوس أمین مكتبة حاكم سكسونیا أنظار الآخرین إلی آثار ابن الخصیب بعد كتابته شرحاً علیه حتی غدا «كتاب المغني في الموالید» جزءاً من «المائة حدیث» المنسوب إلی هرمس (EI2).

2. أحكام النجوم، وتوجد نسخة منه في مكتبة ملك (رقم 3502) في 338 ورقة یعود تاریخ كتابتها إلی رمضان 1226/أیلول 1811 (ملك 1/20). ویحتمل سزكین أن هذه النسخة هي نفس الجامع الكبیر في الأحكام لأیوب بن عین الدولة الخلاطي الخطیب (GAS, VII/124). وبالإضافة إلی المصنفات المذكورة فإن القفطي ینسب إلی ابن الخصیب كتب: قضیب الذهب والنكت وكتاب المنثور – التي ینسبها ابن الندیم (ص 276) إلی ابن الخیاط– وكانت قد قدّمت إلی یحیی بن خالد البرمكي (القفطي، ن.ص). ویبدو أن القفطي قد أخطأ عندما استفاد من الفهرست، لأن أیاً من المصادر الأخری التي ذكرت حیاة ابن الخصیب ومصنفاته لم یشر إلی هذه الكتب، كما أن قضیة تأیید البرامكة وحمایتهم لابن الخصیب والذي أشارت إلیه «دائرة المعارف الإسلام» كان نابعاً من نسبة كتاب المنثور إلی ابن الخصیب.

المصادر

ابن طاووس، علي، فرج المهموم، قم، 1363ش؛ ابن الندیم، الفهرست، تقـ: غوستاف فلوغل، لایبزیك، 1871م؛ البغدادي، هدیة؛ القفطي، علي، تاریخ الحكماء، تقـ: یولیوس لیبرت، لایبزیك، 1903م؛ ملك المخطوطات؛ وأیضاً:

EI2; GAL, S; GAS; Sarton, Garton, George, Introduction to the History of Science, Baltimore, 1927; Suter, Heinrich, Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, 1900.

علي‌ أكبر دیانت/ت.