اِبْنُ الخَطیبِ الإزبِليّ، أبو المعالي بدر الدین محمد بن علي (686-755هـ/1287-1354م)، أدیب وشاعر وكاتب ونحوي وفقیه شافعي. ونسبته الإربلي الموصلي. ویبدو من انتسابه إلی إربل ثم إلی الموصل أنه ولد في الأولی ثم أقام بعدها في الثانیة. ویعده ابن حجر (5/309) رجلاً ذكیاً فطناً وذا ذاكرة عجیبة، فقد حفظ كتاب الحاوي الصغیر في 60 یوماً و الشمسیة في علم المنطق في یوم واحد. وكان متبحراً في القراءات أیضاً. وممن تتلمذ علیه، ابن رافع الذي امتدح أستاذه في ذیل تاریخ بغداد. ولاتتوفر لدینا معلومات عن حیاته سوی أنه قدم مصر رسولاً من قبل ملك المصول فأقام بها خمسین یوماً ثم عاد إلیها. ولم یذكر في الكتب من نظمه، غیر بیتین جمیلین في الحب (ن.ص) والأرجوزة التي سیرد ذكرها بالتفصیل.

أما المصنفات التي نسبت إلی ابن الخطیب فهي: 1. حاشیة علی كتاب تسهیل الفوائد لابن مالك في النحو (البغدادي، 2/135)؛ 2. شرح علی كتاب الحاوي الصغیر، تألیف الشیخ نجم‌الدین القزویني الشافعي، وهو في بیان فروع المذهب الشافعي (حاجي خلیفه، 1/626)؛ 3. شرح كتاب الكافیة الشافیة لابن مالك في النحو (م.ن، 2/1369)؛ 4. كما نسب بروكلمان إلیه رسالة باسم في تعریف العلوم (GAL, S, II/218)؛ 5. وتم العثور –بالإضافة إلی ماسبق– علی كتاب صغیر في الهند باسم أرجوزة الأنغام، ویشتمل علی 100 بیت في علم الموسیقی، وقد ذكر المؤلف اسمه في نهایة الكتاب (محمدبن علي بن الخطیب الإربلي) ویقول إنه نظمها في یوم أو أقل بـ «رنداد» (المشرق، 895) أو «مرتداد» (ربما كان قصده شهر مرداد)، وذلك في 729هـ/1329م (العزاوي، 112-113). وقد نشرت هذه الأرجوزة في 1331هـ/1913م في مجلة المشرق تحت عنوان «جواهر النظام في معرفة الأنغام». ویقول الناشر إنه لم یعثر رغم تحریه الكثیر، علی أیة معلومات حول ناظم الأرجوزة، ولم یجد له ذكراً في أيّ من فهارس أوروبا ومصر والآستانة (إستانبول) (المشرق، ن.ص). وقد عثر العزاوي في 1370هـ/1951م علی نسخة أخری للكتاب وطبعها ثانیة بعد مقابلتها مع نص المشرق في كتابه الموسیقی العراقیة في عهد المغول والتركمان (ص 106-113). ویوجد كذلك شرح علی الأرجوزة باسم برء الأسقام، شرح القصیدة في الأنغام في مكتبة برلین (رقم 5515) وقد أشیر في أوله إلی مؤلف القصیدة، أي «محمد بن [علي] الخطیب الإربلي» (آلوارت، V/62). واعتبر الكثیر من المؤلفین المعاصرین، ابن الخطیب عالماً بالموسیقی إثر العثور علی هذه الأرجوزة. وذهب العزاوي إلی أكثر من هذا، وذلك باستناده إلی كتاب مسالك الأبصار، فاعتبر ابن الخطیب من مشاهیر الموسیقی في عصره، حیث كان یحضر مجالس هولاكو في الأنس والغناء، كما عد جمال‌ الدین الدیسني (الداسني) من تلامذته في علم الموسیقی (ص 47)، ولكن یبدو أن هذا بعید جداً لأنه لم یشر أحد من المتقدمین إلی هذه الأرجوزة وحتی إنهم لم یشیروا إلی معرفته بعلم الموسیقی. ولما له من مكانة في علم الفقه فمن المستبعد تردده إلی مجالس الغناء. ولاتتوفر معلومات عن أواخر حیاته، وحتی أن المصادر القدیمة، التي أورد بعضها سنة ولادته لم تذكر سنة وفاته. وأما حاجي خلیفه الذي أشار إلی تاریخ وفاته فقد أورده خطأ أیضاً. والتاریخ المذكور في بدایة المقالة هو ما ذكره المتأخرون.

المصادر

ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الكامنة، حیدرآباد الدكن، 1396هـ/1976م؛ البغدادي، هدیة؛ حاجي خلیفه، كشف؛ العزاوي، عباس، الموسیقی العراقیة في عهد المغول والتركان، بغداد، 1370هـ/1951م؛ المشرق، بیروت، 1913م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; GAL, S.

مریم صادقي/خ.