الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / ابن حوشب /

فهرس الموضوعات

ابن حوشب


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/12 ۱۲:۳۰:۱۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حَوشَب، أبوالقاسم رستم بن الحسن (الحسین: المقریزي، الخطط، 1/439) بن فرج بن حوشب بن زادان، المشهور بمنصور الیمن (230-302هـ/845-914م)، من مؤسسي أول دولة إسماعیلیة في الیمن (EI2، مادة منصور الیمن).
وورد أیضاً أن اسم أبیه فرح أو فرّخ (القاضي النعمان، 32؛ خراساني، 50) أو فروخ (ابن خلدون، 4(1)/62). ویبدو من نسبه أنه إیراني، لکن لم یشر إلی ذلک في أي مصدر. وعدّه البعض من أعقاب مسلم بن عقیل بن أبي طالب (عمادالدین، 5/31؛ غالب، أعلام، 233)، ولم یلاحظ ذلک في سلسلة نسبه، عدا الجندي (1/75) الذي أورد أسمه بشکل مضطرب، وأوصل نسبه إلی المبارک بن أبي طالب.
کان ابن حوشب من أهل الکوفة. قرأ القرآن وعلم الحدیث والفقه، وکان من أهل الفطنة والدرایة (القاضي النعمان، 33؛ عمادالدین، 4/396)، کما کان «ملکاً مسدّداً» کما یقول الجندي (1/77). ویقال إنه کان في بدایة الأمر من الاثني عشریة، ولکنه غیر ثابت في عقیدته ولم یجد ما یدفع به شکه، حتی صادف کما یبدو إماماً من أئمه الإسماعیلیة المستورین فأصبح من مریدیه، ومنذ ذلک الحین صار علی رأي الإسماعیلیة و تقرّب من الإمام و حظي بمکانة لدیه (القاضي النعمان 33 -38؛ ابن خلدون، ن.ص).
والحقیقة أن إثبات هویة الإمام و معرفة سلسلة نسبه، وهل یتصل حقاً بإسماعیل بن جعفر الصادق (ع)، أمور لایمکن الإجابة عنها بسهولة. وأورد مؤلا کتاب عبیدالله المهدي في بحث طویل سلاسل مختلفة ذکرت لنسبه وابنه (حسن، 143-169). ویمکن أن یکون هو الحسین بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن إسماعیل (عمادالدین، 4/395، 5/89). ومهما یکن اسم هذا الإمام، فقد کان یسکن سلمیّة (مدینة في الشام) (ابن خلدون، 4(1)/65)، وکانت دار هجرة الإسماعیلیة والأئمة المستورین و مرکز استقطاب الأنصار (لقبال، 204). والتقی المنصورُ الإمامَ عند وصوله الکوفة (عمادالدین، 4/395؛ خراساني، 48)، فرشحه الإمام داعیاً له في الیمن علی أن یذهب إلیها بصجبة علي بن الفضل الذي کان قد زوّد الإمام بأخبار الیمن وأطلعه علی أوضاعها. لهذا بعثه بصحبة علي إلی عدن لاعة في الیمن، ودعاه في بعض وصایاه له، بـ «بحرالعلوم» و أمره بالإشراف علی أعمال علي بن الفضل لأنه کان یراه أعلم منه، وطلب من علي بن الفضل إطاعته (القاضي النعمان، 38-42؛ الحمیري، 198؛ الجندي، 1/75). وهناک أدلة تاریخیة تشیر إلی أن داعي الإسماعیلیة الکبیر عبد الله بن میمون القداح (تـ في النصف الثاني من القرن الثالث) هو أول من نفذ فکرة إرسال الدعاة إلی الیمن، لذلک نراه یختار نجله الأکبر أحمد لهذه المهمة، والذي قام بعد عودته من الیمن بإرسال علي بن الفضل وابن حوشب إلیها (غالب، مقدمة، 17-18).

ابن حوشب في الیمن

خرج ابن حوشب و علي بن الفضل من الکوفة أواخر 267هـ/881م، ووصلا إلی مکة حین قدوم الحجاج من الیمن (القاضي النعمان، 42). وفي أوائل 268هـ وصلا بالسفینة إلی میناء غلافقة (علی ساحل البحر الأحمر) (الجندي، 1/75)، حیث اقترقا، فقصد علي بن الفضل أرض یافع وقصد ابن حوشب جند و عدن لاعة (الحمیري، ن.ص؛ یحیی، 191، 192). وکان الشیعة هناک قبل ذلک بانتظار ظهور مهدتِهم، ویبدو أن المنصور أیضاً کان یعد أهل الیمن بظهور مهدي الإسماعیلیة الموعود في الیمن (لویس، 113). وکان الداعي الإسماعیلي السابق في عدن لاعة أحمد بن عبدالله بن خلیع قد توفي لتوّه في سجن الأمیر ابن یعفر (من ملوک الیعافرة). فنزل ابن حوشب فيداره و تزوج ابنته (القاضي النعمان، 45). وأقام عامین في التقیة، وفي 270هـ أظهر دعوته واستجاب له خلق کثیر (القاضي النعمان، 46؛ عمادالدین، 5/38). وعندما قوي أمره، هجم علیه و علی أصحابه إسحاق ابن طریف وهو من أمراء الیمن وضیّق الخناق علیهم فوقع المنصور والإسماعیلیون في حصار و دعا المنصور مشایخ أهل الدعوة للتشاور، واقترح علیهم اللجوء إلی حصن یمتنعون فیه. وینقل الجندي (1/76) عن لسان المنصور أنه کان یرید ملجأً یحفظ فیه أموال المسلمین، ومن المحتمل، کما یقول غالب (أعلام، 236-237)، أنه اتفق سراً مع بني العرجي (سلاطین همدان) وأصحاب تلک البلاد علی استعمال بعض الأماکن و الحصون في بلادهم.
ویقول القاضي النعمان (ص 45)؛ لما کانت أوضاع لحرکة علی غیر مایرام، کتب ابن حوشب إلی الإمام طالباً منه تحدید الموقف، فورد علیه الکتاب بالعهد للمهدي (ولده، عبیدالله المعروف بالمهدي بالله) وأخذ البیعة له والاستعداد للحرب. فسُرّ المنصور لذلک وأرسل هدایا للإمام. ویبدو أن الأمر قد استقام له بعد ذلک (القاضي النعمان، 45-46). وعندماتلقی المنصور إذناً من الإمام بالقتال، أو عندما ضاق به الأمر، قام بتعبئة القوی وبدء العملیات العسکریة. وکان أول حصن استولی علیه هو «عبر محرم» و فیه تحالف معه 500رجل، أعلن دعوته لعبید الله المهدي والتحق به خلق کثیر. وکان ذلک مقدمة لفتح قلاع أخری، وامتدت فتوحاته إلی جبل مسر (من أعمال صنعاء)، حیث دخل حصنه في 270هـ مع 3,000 مقاتل فأسر عامل الحوالیین و بنی فیه داراً للهجرة یلجأ إلیها الإسماعیلیة، و أصبح قاعدته الحربیة (الحمیري، 198؛ عمادالدین ، 5/38-39؛ الجندي، ن.ص).
ولما طرقت أنباء نشاطات المنصور إسماعیلیة العراق، رأی الکثیر منهم في الیمن مکاناً مناسباً للتجمع والعمل، فساروا إلیه وزادوا من قوته وإمکاناته (ظ: ابن الأثیر، 8/30)، حتی أصبح المنصور للإسماعیلیة «فجر الدعوة المتنفس» (ظ: حسن، 113؛ غالب، أعلام، 239).
ویقول یحیی بن الحسین (ص 192) اتخذ المنصور من مسورلاعة قاعدة له، وقام منها بالإغارة علی ولایات تلک الناحیة حتی استولی علی تلک المناطق کافة. ثم جهز جیشاً إلی شِبام کَوکَبان (مدینة غربي صنعاء تقع علی جبل شبام: یاقت، 3/318) وقاتل الحوالیین، فهزم في البدایة، لکنه لم یستسلم، وعاد مرة أخری لقتالهم فهزمهم وغنم أموالهم ونقلها إلی مسور، ولکن لما خرجت علیه العساکر من صنعاء لقمع حرکته، انسحب من شبام کوکبان إلی مسور.
ویقول القاضي النعمان (ص 47) إن من بین العملیات العسکریة التي نفذها ابن حوشب هو الاستیلاء علی صنعاء وإخراج بني یعفر منها، وقد صرّح ابن خلدون (4(1)/63) بذلک أیضاً، ولم یصرح به کل من الطبري وابن الأثیر (الطبري، 6/372؛ ابن الأثیر، 7/510). وعلی أيّ فمن المحتمل أن یکون ابن حوشب هو أول فاتح لصنعاء (من العلویین)، لأن هناک شواهد تدل علی أن علي بن الفضل قد استولی علی صنعاء لأول مرة عام 293هـ، وکما یبدو فأن الزیدیة لم یحققوا ذلک إلی مابعد هذا التاریخ.

النشاطات الإعلامیة

لم تقتصر نشاطات ابن حوشب علی الجانب العسکري و تأسیس الحکومة الإسماعیلیة، فقد کان یری بصفته داعي الدعاة الإسماعیلي أن من وظائفه نشر الدعوة الإسماعیلیة و توسیع نطاق مذهبه، فحقق نجاحاً باهراً في هذا المجال. ومن بین نشاطاته إرسال الدعاة إلی نواحي الیمن والیمامة والبحرین والسند والهند و مصر والمغرب (اقاضي النعمان، 47؛ ابن خلدون، ن.ص). وبعث بابن أخیه الهیثم داعیاً إلی بلد السند فأفلح في نشر الدعوة کثیراً وأنشئت أول قاعدة إسماعیلیة في الهند علی یده (القاضة النعمان، 45؛ غالب، أعلام، 239؛ الحمداني، 169)، وأرسل إلی مصر أباب محمد عبدالله بن عباس أیضاً وکان من کبار دعاة المنصور و بعد خلیفته علی الدعوة (القاضي النعمان، 53)، ورجع أبو محمد بعد مدة إلی زعیمه ابن حوشب في الیمن (عماد الدین، 5/37، 38).
وکان الکثیر من دعاة الإسماعیلیة أیام المهدي بالله قد نشأوا علی یدیه (م.ن، 5/38). وتحدثت الکتب عن داعیین إسماعیلیین في المغرب: الأول أبویوسف (أبوسفیان)، والثاني معروف بالحلواني. وقیل إنهما من دعاة ابن حوشب (المقریري، الخطط، 1/349)، لکن یبدو أن الأمر لیس کذلک (ظ: حسن، 74) ویحتمل أنهما قدما إلی المغرب قبل أن یبدأ مهمته. ویذکر القاضي النعمان (ص 54) أنهما سافرا إلی المغرب عام 145هـ/762م وأن الإمام الصادق (ع) قد أرسلهما، ویبدو أنهما قد سافرا بعد هذا التاریخ.
ویعد ابن خلدون (4(1)/62-65) الحلواني وأباسفیان، من أوائل الشیعة العبیدیین الذین دعوا للإسماعیلیة في إفریقیة في عهد محمد الحبیب أو أبیه جعفر بن محمد بن إسماعیل، یعبر عن جعفر هذا في موضع بجعفر المصدّق (4(1)/62) وفي موضعین بجعفر الصادق (4(1)/64، 65)، وعلی کل حال فإنه یقصد ثاني إمام إسماعیلي مستور کما في فهرسه. ویقول حسن (ص 74-75) إن أحمد بن عبدالله القداح هو الذي أرسل الحلواني وأبا سفیان إلی المغرب للدعوة لوالد عبیدالله، أي الإمام الحسین بن أحمد، ونشر التشیع (الإسماعیلي)، وتمهید الأمور لمهدیّهم فیها؛ وقد أفلح هذان الرجلان في عملهما کثیراً وقطعا خطوات واسعة في طریق نشر المذهب الشیعي و مالت قلوب أهل تلک النواحي إلیهما و إلی مذهبهما، خاصة و قد کان أکثر هؤلاء الشیعة في کتامة (القاضي النعمان، 57-58؛ ابن الأثیر، 8/31)، وقد مهّد هذان الرجلان في الواقع لدخول الداعي الإسماعیلي الکبیر أبي عبدالله الشیعي.
وکان أبوعبدالله الحسین بن أحمد، المعروف بالشیعي أو الصنعائي من أصحاب إمام الإسماعیلیة آنذاک، وقد بعثه الإمام للتعلم عند ابن حوشب وأمره بالعمل وفق أوامر الأخیر وتعلیماته، فعمل بما أوصي به، ولازم ابن حوشب  حضر مجالسه و تعلم منه ورافقه في حروبه (القاضي النعمان، 59، 60؛ ابن خلدون، 4(1)/65، 66). ولما بلغ خبر وفاة الحلواني و أبي سفیان ابنش حوشب، قال لأبي عبدالله الشیعي: إن أرض کُتامة موطأة ممهدة لک، ثم أعطاه مالاً و سیرّ معه عبدالله بن أبي ملاحف کما یبدو (ابن الأثیر، ن.ص؛ المقریزي، ن.ص)، ویبدو أن أبا عبدالله التحق بحجّاج کتامة في مکة عام 278هـ، ثم انطلق معهم إلی کتامة (حسن، 74).
کان ابن حوشب یتمتع بقاعدة فکریة وعقائدیة رصینة، فضلاً عن اقتداره السیاسي واتساع نشاطاته الإعلامیة. ویؤکد الکتاب الذي وصل إلینامنه، ولحسن الحظ، علی أنه کان صاحب فکرة رصینة في مذهبه. فکتابه الرشد والهدایة یبشر غالباً بظهور القائم ومهدي اخر الزمان في العقیدة الإسماعیلیة، ویتفق رأیه في هذا الکتاب مع الفکرة الإسماعیلیة العامة القائلة بأن المهدي الموعود هو «الناطق السابع»، الناطق الذي لن یأتي بشریعة، ولیس له وصي وأساس، وسظهر یوم القیامة بکل عظمة وشموخ وسیقضي بین الأحیاء والأموات. وکان ابن حوشبی توقع بناء علی ماورد في هذا الکتاب قرب ظهور المهدي المنتظر (برتلس، 67، 82-83). ولابد من الإشارة إلی أن هناک من یشک في انتساب کتاب الرشد لأبي القاسم (ظ: EI2).

ابن حوشب وعلي بن الفضل

بعد فتوحات ابن حوشب، خضع جزء کبیر من الیمن لنفوذه، وسُرّ الإمام کثیراً لذلک (غالب، أعلام، 238). ویبدو أن الإمام الحسین بن أحمد قد أمر ابن حوشب بالقول بقرب ظهور المهدي، وطلب منه ومن علي بن الفضل الدعوة لولده المهدي (حسن، 73). وعندما توفي الإمام خلفه ولده عبیدالله المهدي الذي کان صبیاً فکفله عمه محمد بن أحمد، الملقب بسعید الخیر، وهو الذي نفذ أمر إرسال الداعي ابن حوشب إلی الیمن (عماد الدین، 5/89). وکان المهدي قد قرر أولاً الذهاب من السلمیة إلی الیمن، لکنه غیّر رأیه و عاد إلی مصر (القاضي النعمان، 149-150). وذکر الحمداني (2 167) أن سفره بدأ في 289هـ.
وکان حجة إقلیم مصر أثناء توجّه المهدي إلیه شخص یدعی فیروز، وکان بناصر المهدي في البدایة و یؤازره. ویقول القاضي النعمان – دون تسمیته – إنه قد قصد الیمن وأفسد علی المهدي قبل وصوله إلی إفریقیة. ویقال إن فیروز حینما أتی إلی ابن حوشب سمع أن المهدي والإمام المستور الذي یدعون له هو نفس عبید الله المهدي، الأمر الذي لایمکن له أن یقبل به، فطلب من ابن حوشب صاحب دعوة الیمن اتخاذ موقف معارض، فوجده ثابتاً علی أمره، فانصرف عنه إلی علي بن الفضل فوافق علی فکرته (القاضي النعمان، 149؛ الحمداني، 167-168). ولاشک في أن ابن حوشب کان یدعو إلی الإمام الحسین بن أحمد، ولم ینتفض عهده تجاه الإمام الذي تلاه، فظل علی اتصاله ببیت الدعوة، ولم یجز الخروج عن مبادئ زعماء الإسماعیلیة، إلا أن علي بن الفضل رفع لواء الاستقلال وانضم إلی أبي سعید الجنابي (ن.ع) في البحرین (تامر، 185؛ حسن، 112، 114). وعدّ الحمیري (ص 200) علي بن الفضل أول من سنّ مذهب القرامطة في الیمن.
واعترف علي بن الفضل باقتدائه بأبي سعید الجنابي في انتهاج طریق الاستقلال. فقد کان یسعی للاستیلاء علی الیمن بأسرها، تأثراً بالداعي فیروز، لکنه لم یتمکن، وعلی أي حال فإن ثورة علي بن الفضل، و تمرده علی رئیسه ابن حوشب، ومحاولته لإقامة دولة مستقله عن العباسیین والفاطمیین، هي من أهم العوامل التي أدت إلی ضعف الحرکة الإسماعیلیة في الیمن (غالب، أعلام، 240). إذن فلیس غریباً أن یتهمه المؤرخون القدامی من الإسماعیلیة وغیرهم بالکفر والارتداد والرفض والأباحة والانسلاخ من أمر الله وأمر أولیائه، وکثیر من القبائح (ظ: القاضي النعمان، 150؛ الحمیري، 199؛ عمادالدین، 5/40؛ یحیی، 197).
وفي 293 هـ علم ابن حوشب بتغیر عقیدة علي بن الفضل، فذهب إلیه ولامه علی النهج الجدید الذي انتهجهف و حاول جاهداً صرفه عن تلک الأفکار بالوعظ والدلالة، ودعاه إلی التوبة، إلا أنه لم یتأثر وأصر علی نهجه (,مادالدین، 5/42؛ یحیي، ن.ص). ولما عزم علي بن الفضل علی التوجه إلی تهامة نهاه عن ذلک و طلب منه التوقف والسکون في البلاد التي فتحها، فلم یصغ لذلک. وعندما انکسر جیش علي بن الفضل وحوصر (299هـ)، هبّ ابن حوشب لنجدته بجیش کبیر حفظاً للوحدة (ن.ص)، ومع ذلک لم تثمر جهوده.
قام علي بن الفضل بفتح صنعاء عدة مرات، الأولی في 293هـ بعد حرب ضاریة مع أسعد بن أبي یعفر الحوالي، إلا أن الناس أخرجوه منها؛ والثانیة في رمضان 294، وظل فیها 3 سنوات، ولکن ما أن خرج منها حتی بعث الإمام الزیدي الهادي جیشاً بقیادة محمد بن علي العباسي لفتحها (297هـ)ف فطرد عامل علي بن الفضل منها. والثالثة في 299هـ (یحیی، 198-200؛ شرف الدین، 4/88-89). ولما رأی علي بن الفضل أن أمر الیمن قد اجتمع له، خلع طاعة عبیدالله وکتب بذلک إلی ابن حوشب، فلامه علی فعله  قال له: کیف نخلع طاعة من لم نر خیراً إلا ببرکة الدعاء إلیه (یحیی، 202). ولم تبق من وسیلة سوی اشتعال الحرب بین قوتي المذهب الباطنیتین في بلد واحد. وقیل إن علي بن الفضل طالب ابن حوشب بالاستسلام (الجندي، 1/78). کما قیل إن ابن حوشب أعلن علیه الحرب (عمادالدین، 5/42؛ تامر، 184). وخرج علي بن الفضل بعشرة آلاف جندي لقتاله، فانتصر ابن حوشب في البدایة، إلا أنه هزم آخر الأمر (عمادالدین، 42-43)، ودخل علي بن الفضل إلی صنعاء فاتحاً وراح یُخطب له بها و قُطع ذکر الخلیفة العباسي، وأصبح لباس القرامطة الأبیض اللباس الرسمي (ظ: یحیی، ن.ص).
أوصی ابن حوشب قبل موته ابنه الحسن وأحد أصحابه ویدعی عبد الله بن عباس الشاوري بعدم قطع دعوة بني عبید، وقال: إننا غرس من غروسهم، ودعاهما إلی عدم التنصل من الإمام المهدي (الجندي، 1/80، 81). وعادت الدعوة الباطنیة إلی الکتمان بعد موت علي بن الفضل ومنصور الیمن (ابن حوشب) حتی أعلنها علي بن محمد الصلیحي في 429هـ/1038م (شرف الدین، 4/91؛ أیضاً ظ: EI1, VII/515).
واستحلف ابن حوشب عبدالله بن عباس في الدعوة بعد موته و جعله خلیفة في أهل دعوته، إلا أنه قتل علی ید الحسن ابن منصور الیمن، الذي خرج عن مذهب أبیه و عن طاعة الخلفاء الفاطمیین کما (عمادالدین، 5/44؛ شرف‌الدین، 4/91). ووصل الأمر من بعده إلی یوسف بن أبي الطفل (أو أبي الطفیل)، لکنه قتل بطریقة مماثلة أیضاً. وتلا هذا الداعي دعاة آخرون کلهم خلفاء منصور الیمن، مارسوا أعمالهم علی التوالي وبشکل سري في ذلک البلد، أما علي بن الفضل فلم یأت أحد بعده فقد أبید کل أتباعه وأنصاره (شرف‌الدین، 4/92؛ الحمداني، 218).
نُسب إلی منصور الیمن أثر یدعی کتاب الرشد و الهدایة في السنة الإسماعیلیة، لم تبق منه سوی فقرات، کما نُسب إلیه أو إلی ولده أثر آخر یدعی کتاب العالم و الغلام وتحوم شکوک حول هذا الانتساب لاسیما الکتاب الثاني. و یبدو أن الکتابین في الأدب الإسماعیلي ویعودان إلی ماقبل الفاطمیین (EI2).

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن خلدون، العبر؛ برتلس، آ.ي.، ناصر خسرو وإسماعیلیان، تجـ: ي. آرین پور، طهران، 1346ش؛ تامر، عارف، القرامطة، بیروت، دار مکتبة الحیاة؛ الجندي، یوسف، السلوک، نسخة مصورة في مکتبة المرکز؛ حسن، إبراهیم حسن وطه أحمد شرف، عبیدالله المهدي، القاهرة، 1947م؛ الحمداني، عباس، «دولت فاطمیان»، إسماعیلیان در تاریخ، تج یعقوب آژند، طهران، 1363ش؛ الحمیري، نشوان، الحور العین، تقـ: کمال مصطفی، القاهرة، 1948م؛ خراساني فدائي محمد، تاریخ إسمعیلیة أو هدایت المؤمنین الطالبین، تقـ: الکساندر سیمیونوف، طهران، 1362ش؛ شرف‌الدین، أحمد حسین، تاریخ الیمن الثقافي، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الطبري، تاریخ الأمم والملوک، بیروت، 1323هـ؛ عمادالدین القرشي، إدریس، عیون الأخبار و فنون الآثار، تقـ: مصطفی غالب، بیروت، 1406هـ/1986م؛ غالب، مصطفی، أعلام الإسماعیلیة، بیروت، 1964م؛ م.ن، مقدمة علی کنزالولد لإبراهیم بن الحسین الحامدي، بیروت، 1979م؛ القاضي النعمان بن محمد، رسالة افتتاح الدعوة، تقـ: وداد القاضي، بیروت، 1970م؛ لقبال، موسی، دور کتامة في تاریخ الخلافة الفاطمیة، الجزائر، 1979م؛ لویس، برنارد، «پیدایش إسماعیلیة»، إسماعیلیان در تاریخ، تجـ: یعقوب آژند، طهران، 1363ش؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: جمال‌الدین الشیال، بیروت، 1367هـ/1947؛ م.ن، الخطط، بولاق، 1274هـ؛ یاقوت، البلدان؛ یحیی بن الحسین بن القاسم، غایة الأماني في أخبار القطر الیماني، تقت: سعید عبدالفتاح عاشور، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

EI1; EI2.
مسعود جلالي‌مقدم
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: