الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن حجة الحموي /

فهرس الموضوعات

ابن حجة الحموي


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/5 ۰۹:۴۱:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حِجَّةٍ الحَمَويّ، تقي‌الدین أبوبکر بن علي بن عبد الله (767-15 شعبان 837هـ/1366-27 آذار 14334م)، أدیب و شاعر و ناظم للموشّحات و مؤلف حنفي، کان یشغل بعض الوظائف و المناصب الدینیة بالإضافة إلی المهام الاجتماعیة (ابن حجر، 8/310؛ ابن تغري بردي، 15/190). ولد في حماة الشام و نشأ فیها. لاتتوفر معلومات وافیظ عن أیام شبایه سوی ما قیل إنه کان یهتم بحفظ القرآن و یمتهن تجارة الحریر و صناعة الأزرار، ولذلک سمي أحیاناً بـ «الأزراري» (السخاوي، 11/53).
بدأ حیاته الأدبیة بتردده إلی مجالس علماء حماة منهم الشیخ الهیتي و العز الموصلي و قرأ علیهما الأدب، و لازم مجلس العلاء القضامي، حتی تقدم في عمل «الأزجال» و «الموالیا» (ن.ص)، ثم أقبل علی نظم القصیدة و مدح أعیان بلده، ثم ارتحل منها إلی دمشق بعد أن اشتهر في ذلک، فمدح قاضیها البرهان ابن جماعة بقصیدة رائعة بدیعة، فاشتهر و ذاع صیته و بدأ رحلاته المتکررة بین القاهرة و الشام، والتحق في القاهرة بالوزیر ابن مکانس (تـ 794هـ/1392م) الذي کان بدوره شاعراً أیضاً و مدحه. کما التقی في سفره هذا کثیراً من الشخصیات و مدحهم، منهم ابن خلدون (الربداوي، 43-44). وعاد بعد مدة إلی الشام، و وصل دمشق عندما کان الظاهر برقوق قد أحرقها بعد أن حاصرها مدة (791هـ). وصف ابن حجّة مشاهداته للمدینة المحترقة في رسالة مثیرة جداً کتب إلی ابن مکانس تحت عنوان یاقوت الکلام …، حیث تعد بلاشک من أجمل آثاره (ظ: بقیة المقالة). وقدمدح خلال إقامته بالشام أمراء دمشق و حمص و حماة منهم: علاءالدین ابن أبي البقاء قاضي دمشق و أمین‌الدین الحمصي (ابن حجر، 8/311).
و تردد خلال السنوات 801-815هـ بین الشام و مصر مرات عدیدة و شاهد کثیراً من الحوادث منها حریق الشام للمرة الثانیة بیَدِ تیمور لنک (ظ: الربداوي، 46). و صار في 803هـ بحلب في خدمة علّان نائب المدینة، ثم عاش مختفیاً مدة إثر فرار علّان من السلطان، ولکنه صار في خدمة الشیخ المحمودي نائب دمشق بشفاعة صدرالدین ابن الآدمي و مدح آنذاک دمرداش، الذي انتصر علی الفرنجة الذین هاجموا ثغر طرابلس، بقصیدة رائیة، و توجه بعدها إلی دمشق، و تولّی أمر الکتابة في دیوانه. وقد دخل الملک الناصر إلی دمشق في 813هـ، فاختفی ابن حجة ثانیة، حتی رحل إلی حلب في 814هـ. ویظهر أنه وجد الفرصة المناسبة للتألیف والتصنیف خلال هذه السنین (م.ن، 46-48).
وبعد مقتل فرج بن برقوق في 815هـ/1412م، عهد الشیخ المحمودي بالسلطة في القاهرة بعد أن تلقب بالمؤید أبي النصر، ودعا ابن حجة إلی صحبته، فقربه و جعله من ندمائه و خاصة شعرائه، ثم عینه في مناصب عالیة، و بذلک عظم شأنه في الدولة وصار ذا ثروة و فیرة (ظ: القریشي، 12-13). و قد أورد ابن حجة نموذجاً من رسائله التي کان قد کتبها آنذاک والتي تعود إلی 819هـ/1416م في کتاب ثمرات الأوراق (ص 346-347). وتصدی بعد مدة لکتابة الإنشاء في بلاط الملک المؤید (ابن حجر، 8/311؛ السخاوي، 11/54؛ ابن أیاس، 2/155)؛ وغالباً ما نلاحظ ابن حجة في رکاب الملک بحکم وظیفته. وقد وصف سفر الملک إلی بلاد الروم و فتوحات السلطان في شمال الشام و آسیا الصغری ینثر غامض نسبیاً و مسجّع یمکن ملاحظته في ثمرات الأوراق (ص 370-380). و من الطبیعي و لایمکن طبعاً نسیان تأثیر القاضي ناصرالدین البارزي – و کان کاتب سر السلطان – في أکثر النجاح الذي حققه ابن حجة (السخاوي، ن.ص)، فقد رفع ابنَ حجة إلی مقام شیخ الأدباء بمصر (ابن أیاس، ن.ص)، حیث یعترف ابن حجة بذلک صراحة في خزانة الأدب (ص 2) و یری ذلک حافزاً له.
إن ابن حجة رغم دماثة خلقه و مروءته، کان معجباً بنفسه و یری غالب الشعراء کآحاد تلامیذه و یظهر سرقاتهم، فتعصب علیه شعراء مصر الذین کانوا یحقدون علیه و اغتنموا الفرصة مباشرة بعد وفاة الملک المؤید أکبر حماته في 830هـ/1427م و صاروا یهجونه هجاءً فاحشاً، حتی أنهم هجوه لأنه کان یخضب لحیته لکبر سنه. و أی تقلب أحوال الشاعر إلی إعراض الجمیع عنه، حتی الأصدقاء والأصحاب القدامي فأعرض عنه – علی سبیل المثال – النواجي (صاحب حلبة الکمیت، الذي نقل عنه أشعاراً کثیرة)، و نسي جمیع ما بینهما من مودة وصنف في هجائه کتاب الحجة في سرقات ابن حجة (السخاوي، 11/54-55؛ ابن أیاس، 2/156)، وعندما ضافت الحیاة علیه ترک القاهرة مرغماً وعاد إلی موطنه و قضی بقیة عمره منشغلاً بالعلم والأدب (ابن حجر، 8/311). و بالرغم من أن ابن حجة کان یعیش حیاة هادئة في حماة فقد أعدّ مقدمات عودته إلی القاهرة في أواخر عمره في عهد رئاسة کمال‌الدین البارزي لدیوان الإنشاء، ولکن الأجل لم یمهله فتوفي في مسقط رأسه (السخاوي، ن.ص)، ودفن قرب باب الجسر کما یذکر الصابوني في تاریخ حماة (الزرکلي، 2/67، الهامش 2)، و کانت قد بقیت آثار قبره إلی أواخر القرن 13هـ/19م (ن.ص). ولم یترک ابن حجة مجالسة العلماء و مصاحبتهم طول حیاته، کما استفاد منه کثیر من کبار العلماء. و یتحدث ابن حجر عن لقاءاته المتکررة معه و المودة التي کانت بینهما و یقول «سمعت علیه معظم شرحه علی بدیعیته و جملة من إنشائه». و ذکره ابن خطیب الناصریة فقال «إمام أهل الأدب في زمنه، و بیني و بینه صحبة أکیدة و محبة و مذاکرة في الأدب و التاریخ» (ابن حجر، 8/311؛ السخاوي، 11/54)، وقال المقریزي أیضاً لقیته أولاً بدمشق في 812هـ/1409م وأورد من نظمه أشیاء (م.ن، 11/55).
ومما لاشک فیه أن ابن حجة یعدّ من کبار شعراء و أدباء عصر الممالیک و هو ممن أشاع نظم الزجل والموالیا في الشرق. وتعتبر أشعاره مرآة تعکس أدب هذه الفترة و تتجلی العنایة الخاصة بالصناعة اللفظیة – التي کانت من میزات هذه الفترة – في آثاره، کما أن أحد الفنون التي کان یمیل إلیها کثیراً هو تخمیس القصائد المشهورة من ضمنها نخمیس «الأسماء الحسنی» و هي عینیة السهیلي المشهورة (GAL, I/312) والأخری هي تخمیس «بُردة» البوصیري (بلوشه، رقم 6072؛ شوری، 7/245) وتخمیس قصیدة عبدالقادر الجیلاني بعنوان «رشف المتهلین في تخمیس أبیات الشیخ عبدالقادر الکیلاني» (GAL, II/19). و من جملة معارضاته بدیعیته المعروفة التي نظمها في معارضة بدیعیتي صفي الدین الحلي و عزالدین الموصلي. ویری بعض الکتّاب المتأخرین والمعاصرین – ضمن الثناء علی شعره – خلافاً للقدماء أنه غیرخال من التکلف و التصنّع (ظ: الشوکاني 1/165؛ فروخ، 3/840)، ولکنهم أثنوا علی نثره بالفصاحة والجزالة و عدّوه أحسن من شعره (ن.ص؛ شکر، 1/123). وتدل کثرة المخطوطات والعناوین المتعددة لآثاره بوضوح علی إقبال الناس علیها. ویجدر تبحرّه في العلوم و مختلف فنون الأدب بالاهتمام والتعمق و مع ذلک فإنه لم یأب من «السرقات الأدبیة» کما أشرنا سابقاً إلی الحجة في سرقات ابن حجة. وللقریشي مصحح کتابه بلوغ الأمل إشارات في المقدمة (ص 29-33) إلی سرقاته من أزجال الشعراء الآخرین.
وقد طبعت بعض آثاره المتعددة و بقي کثیر منها مخطوطاً إلی الآن في مختلف مکتبات العالم، کما قام بالإضافة إلی التألیف بجمع أشعار الشعراء الآخرین و تلخیص الکتب و شرح القصائد المعروفة أیضاً (ظ: GAL, I/33).

آثاره المطبوعة

1. البدیعیة، و هي قصیدة تشمل 143 بیتاً نظمت بوزن وقافیة القصیدة المشهورة «البردة» للبوصیري – و کما أشرنا – في معارضة بدیعیتي معاصریه صفي‌الدین الحلي و عزالدین الموصلي. وبالرغم من أن ابن حجة لایرقی إلی مستوی البوصیري في صدق النیة في مدح الرسول (ص) و قدرة البیان و متانة التراکیب واستعمال الفنون البلاغیة (فروخ، 3/840)، ولکنه یفوق القصیدتین المذکورتین بقصیدته من حیث سلاسة الألفاظ و رقتها مع وجود بعض التکلف فیها (ضیف، 362-363). وقد سمی هذه القصیدة التي نظمها بطلب من ناصرالدین البارزي (ابن حجة، خزانة الأدب، 2) والتي تحتوي علی 136نوعاً من أنواع الصناعات البدیعیة باسم «تقدیم أبي‌بکر» (القریشي، 25). وکتب ابن حجة شرحین لهذه القصیدة: الأول شرح مختصر للقصیدة باسم ثبوت الحجة، حیث یری البعض أن «تقدیم أبي‌بکر» اسم نفس هذا الشرح (فروخ، ن.ص). والآخر شرح مفصل للقصیدة باسم خزانة الأدب و غایة الأرب في 3 مجلدات (ظ: بقیة المقالة)، وقد طبعت البدیعیة عدة مرات. وأُلَّفت کثیر من الکتب حول هذا الأثر یمکن الإشارة منها إلی الکتب التالیة: إقامة الحجة علی التقي ابن حجة تألیف أبي بکر ابن الشهاب الحضرمي حیث یتحدث فیه حول تکلف البدیعیة و رکاکتها؛ والحجة علی من زاد علی ابن حجة تألیف عثمان بک الحیّاني الجلیلي (تـ 1245هـ/1829م). وبالرغم من اعتراف عثمان بک بأن ابن حجة لم یترک مسألة في البدیع، إلا وذکرها (ظ: القریشي، 21)، غیر أنه یسعی مع ذلک لیضیف إلی عدد الصناعات البدیعیة. لقد طبع هذا الکتاب بتحقیق محمدصدیق الجلیلي في الموصل (1351هـ/1932م)؛ والعقد البدیع في فن البدیع تألیف الخوري بولس عوّاد والذي یُعدّ في الحقیقة شرحاً لتلک القصیدة، و طبع هذا الکتاب سنة 1881م في بیروت.
2. بلوغ الأمل في فن الزجل، أحد الکتب المعدودة التي اهتمت بالشعر الشعبي العربي. إن هذا الأثر، وإن کان لایتجاوز 100 صفحة، إلا أنه یعدُّ من أهم المصادر في دراسة «الزجل» و «القوما» و «کان ماکان» وأحیاناً «الموالیا». فإنه یقف في هذا الکتاب جنباً إلی جنب صفي‌الدین الحلي في العاطل الحالي والمرخص الغالي – الذي عرّف فیه شعراء الزجل الشامیین، في تعریفه شعراء الزجل المصریین. وقد استند مراراً إلی کتاب الحلي، وینسب أحیاناً مواضیعه – و حتی زجل الآخرین – إلی نفسه (القریشي، 29-33). ویری ابن حجة أن ابن قزمان مخترع للزجل (ابن حجة، بلوغ، 52) و استند إلی أشعاره مراراً. طبع هذا الکتاب في دمشق بتحقیق رضا محسن القریشي في 1974.
3. تأهیل الغریب، وهو ذیل لکتاب ثمرات الأوراق الذي ینسجم ترتیب موضوعاته مع هذا الکتاب. وقد نسب فندیک (ص 486) التأهیل خطأً لإبراهیم الأحدب المؤلف الآخر لذیل هذا الکتاب. طبع هذا الملحق مرة في 1292هـ في حاشیة المستطرف، وأخری في 1300هـ في حاشیة ثمرات الأوراق.
4. ثمرات الأوراق، جمع ابن حجة في هذا الکتاب الحکایات والنوادر التي تتناقل في المجالس و المحافل عادة، ولذلک فإن مواضیع کتابه تتألف من منتخبات من الأخبار و مقتطفات من الأشعار ومختارات من الرسائل و الرحلات المأخوذة من کتب الأدب و التاریخ، وتضم صفحات هذا الکتاب نقاطاً مهمة و مفیدة جداً في مجال التاریخ. ومن بین الرحلات التي وردت في هذا الکتاب رحلتان کتبها ابن حجة بنفسه، أحدهما رحلة الروم في رکاب الملک المؤید والأخری بصورة رسالة في وصف دمشق یخاطب بها ابن مکانس (ظ: ذیل رسالة یاقوت الکلام في هذه المقالة). ویبدو أن هذه الرسالة نفسها کانتسبباً لأن یعمم بروکلمان خطأً موضوع هذه الرسالة علی کل الکتاب، و یری أن الکتاب هو شرح لسفر ابن حجة من القاهرة إلی دمشق ووصف هاتین المدینتین (ظ: EI2;). صُنِّف لهذا الکتاب ملحقان أحدهما لإبراهیم الأحدب والآخر لابن حجة نفسه باسم تأهیل الغریب – الذي أشرنا إلیه سابقاً، وقد طبع هذا الکتاب مراراً في القاهرة منها طبعة 1971م بتحقیق محمد أبوالفضل إبراهیم؛ وطبع یعقوب عبدالنبي مختارات منه أیضاً في 1972م بالقاهرة و بتحقیق حامد عبدالقادر.
5. خزانة الأدب وغایة الأرب، وهو شرح ابن حجة المفصل علی البدیعیة ویمکن أن یُعد هذا الشرح و کذلک القصیدة البدیعیة من أهم آثار ابن حجة والتي کان سببت شهرته، ولاشک أن خزانة الأدب هو أکمل شرح من نوعه قد کُتب في مواضیع علوم البلاغة (الشوکاني، 1/165)، فبالإضافة إلی شرح الأبیات یحتوي علی شواهد شعریة کثیرة و لایکتفي ابن حجة الذي انتهی من تألیفه في 826هـ/1423م بنقل الشواهد فقط، بل ینقد کثیراً فیها و یبیّن نقاط القوة والضعف في کل واحد منها، وقد ضمَّن صفحات کتابه – بالإضافة إلی هذه الشواهد – کثیراً من نثره ونظمه. و بما أن الکتاب یشتمل علی کثیر من آثار الشعراء المجهولین في ذلک العصر وأواخر العصر الأیوبي، فهو لایخلو من الفائدة من هذه الناحیة (ضیف، 363). طبع هذا الکتاب مراراً مع البدیعیة، منها طبعة بولاق (1857م و 1304هـ/1887م) مع رسائل بدیع الزمان.
6. الدیوان، وهو مجموعة قصائد ابن حجة وأکثرها في المدح و تشیع فیها الصناعات البدیعیة ولاسیما التوریة. ویطلق علیه أحیاناً الدیوان الحموي و أخری جَنّی الجنَّتین و أیضاً الثمرات الشهیة في الفواکه الحمویة. ویری السخاوي (8/54) أن هذین العنوانین المختلفین کتابان مستقلان إضافة إلی الدیوان، أما طبعات الدیوان و النسخ الموجودة منه فتدل علی أنه کتاب واحد. کان إبن حجة قد نظم قصائد في مدح الرسول (ص) أیضاً بالإضافة إلی مدحه کبار رجال الدولة. ولهذا الدیوان أهمیة خاصة لمافیه من الحوادث التاریخیة فضلاً عن الجوانب الأدبیة، و تبدو في صفحات دیوانه إضافة إلی قصائده قصیدتان لابن نباتة و أحمد بن یهودا و کذلک مطالع لابن نباتظ و القیراطي و الحلي و الصفدي، حیث ذکرها ابن حجة لمعارضتها و بیان قدرته، و هذا الموضوع نفسه جعل حاجي خلیفة (1/607) و تبعه في ذلک بعض المعاصرین، یری أن جنی الجنتین هو مجموعة من مدائحه و مدائح الآخرین. وقد أضاف النواجي أشعاره المبعثرة باسم «الزوائد المصریة» إلی دیوانه، طبع هذا الکتاب في دمشق، سنة 1929م (ظ: النقشبندي، 137؛ الربداوي، 59-63).
7. کشف اللثام عن وجه التوریة و الاستخدام، و تحدث في هذا الکتاب عن التوریة وأنواعها، کما أورد المؤلف بعض أشعاره التي تتضمن التوریة في کتابه هذا، طبع هذا الکتاب في بیروت (1312هـ/1984م).
8. یاقوت الکلام فیما ناب الشام، و هو اسم الرسالة التي کتبها لابن مکانس، حیث وصف بأسلوب متکلف و متصنع مشاهداته عن المدینة الکئیبة المدمّرة وذکر بروکلمان هذه الرسالة باسم رسالة إلی ابن مکناس. و طبع هذا الأثر بصورة مستقلة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (عد 31) سنة 1956م.

آثاره المخطوطة

قهوة الانشاء، وهو مجموعة الرسائل والدیوانیات والإخوانیات لمعاصریه والتي هي ثمرة فترة اشتغاله في بلاط السلطان سیف‌الدین المؤید. و تشتمل هذه المجموعة – بالإضافة إلی رسائل الملک المؤید و الملک الظاهر – علی کثیر من رسائل الأعیان والأشراف والقضاة وحکام مصر أیضاً، ولهذا یمکن أن تکون نموذجاً حسناً من إنشاء وأدب تلک الفترة. وهو یحتوي بالإضافة إلی الجوانب الأدبیة علی کثیر من الفوائد التاریخیة أیضاً (حول مخطوطات هذا الکتاب، ظ: GAL, II/19؛ وأیضاً: التونجي، 234).
ومن الرسائل الإخوانیة یمکن الإشارة إلی هذه الرسائل: الرسالة البحریة التي کتبها عند هروبه من طرابلس إلی مصر لبدر الدین الدمامیني؛ رسالة السکین التي کتبها لبیان قدرته علی الکتابة ووصف السکین؛ رسالة وفاء النیل التي کتبها في 819 هـ معارضة للقاضي الفاضل وابن نباتة. وقد طبعت هذه الرسائل ملحقة یکتب ابن حجة المختلفة مثل ثمرات الأوراق و تأهیل الغریب.
ومن تآلیفه الأخری المنتخبات التي ألفها من نظم الآخرین وهي: 1. تحریر القیراطي، مختارات من دیوان القیراطي؛ 2. تغرید الصادح، مختارات من الأرجوزة الطویلة لابن الهبّاریة باسم «الصادح والباغم»؛ 3. زاویة شیخ الشیوخ، وهي مقتطفات من أجمل توریات عبدالعزیز الأنصاري شیخ الشیوخ في حماة جمعها ابن حجة في «زاویة» من کشف اللثام بهذا الاسم. کما أن کثیراً من مخطوطات کتبه الأخری مبعثرة في مکتبات العالم و هي: 1. أزهار الأنوار، مجموعة من الظرائف والنوادر؛ 2. بلوغ المراد من الحیوان و النبات و الجماد، إن ما یمتاز به هذا الکتاب عن مشابهة مثل الحیوان للجاحظ و حیاة الحیوان الکبری للدمیري، هو اشتماله علی النباتات و الجمادات مما لم یسبقه أحد في ذلک؛ 3. بلوغ المرام من سیرة ابن هشام و الروض الأنف و الأعلام (طلس، رقم 511)، و هو تلخیص من سیرة ابن هشام بشکل خاص والروض الأنف للسهیلي و الأعلام للقرطبي؛ 4. مجری السوابق، مجموعة من أشعار المتقدمین و المعاصرین له في وصف الخیل؛ 5. ملتقطات، کتاب في وصف الخلقة و المخلوقات. توجد مخطوطة منه في برلین (آلوارت، رقم 1393؛ الربداوي، 58)؛ 6. بیوت العشرة، مجموعة تشمل 10 قصائد، 5 قصائد لابن نباتة و 5 قصائد أخری لابن حجة والتي نظمت في معارضة القصائد الخمس الأولی (ظ: دوسلان، رقم 3387). وتوجد خطبة الکتاب في مخطوطة قهوة الإنشاء (الربداوي، 68) ویمکن أن یکون هذا الکتاب نفس الکتاب الذي ذکره السخاوي (11/54) بعنوان ثبوت العشرة؛ 7. قبول البینات، تشمل ثلاث قصائد نظمت کل واحدة منها بالترتیب لمعارضة الأخری و هي لجمال الدین ابن نباتة و برهان الدین القیراطي و ابن حجة؛ 8. لزقة البیطار في عقر ابن العطار، یضم قصائد في هجاء ابن العطار، منه مخطوطة ضمن مجموعة في مکتبة جستربیتي (آربري، رقم (4) 3912).
وتوجد مجموعة من أزجاله دیضاً في المکتبة الظاهریة بدمشق (القریشي، 26)، کما تحفظ بعض أشعاره أیضاً في مجموعات شعریة بصورة مخطوطات (ظ: النقشبندي، 540-541، 542). ویذکر من تآلیفه أثر باسم أمان الخائفین من أمة سیدالمرسلین (حاجي خلیفة، 1/166؛ البغدادي، 1/124)، ویبدو أنه نفس القصیدة المیمیة «أمان الخائف» في مدح الرسول الأکرم (ص) الموجودة في الدیوان (ظ: الربداوي، 61)، وکذلک بروق الغیث الذي انسجم في شرح لامیة العجم؛ بیاض النبات؛ السیرة الشیخیة (سیرة الشیخ املؤید بن عبدالله الحموي)؛ لطائف التلطیف و هي مختارات مما أخذها ابن نباتة من دیوان ابن الحجاج و نوادر الأدباء، تشبه مجموعة من أشعار المتقدمین (الشنطي، 1/344؛ حول مخطوطات کتب ابن حجة، ظ: GAL, II/18-19; GAL, S,II/9).
کما تنسب إلیه عدد من الکتب أیضاً و هي: 1. حدیقة زهیر؛ 2. فطرالنباتین؛ 3. ناضج قلافس (ظ: السخاوي، 11/54؛ الربداوي، 85-87).

المصادر

ابن أیاس، محمد، بدائع الزهور، تقـ: محمدمصطفی، القاهرة، 1404هـ/1984م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجر، أحمد، إنبا الغمر بأبناء العمر، تقـ: عبدالوهاب النجاري، حیدرآبادالدکن، 1975م؛ ابن حجة، أبوبکر، بلوغ الأمل في فن الزجل، تقـ: رضامحسن القریشي، دمشق، 1974م؛ م.ن، ثمرات الأوراق، تقـ: محمدأبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1971م؛ م.ن، خزانة الأدب، بیروت، 1304هـ؛ البغددي، إیضاح؛ التونجي، محمد، حواشي علی أسماء الکتب لعبد اللطیف بن محمد ریاضي زاده، القاهرة، 1403هـ/ 1983م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الربداوي، محمود، ابن حجة الحموي شاعراً و ناقداً، دمشق، 1402هـ/ 1982م؛ الزرکلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1355هـ؛ شکر، شاکرهادي، تعلیقات علی أنوار الربیع لابن معصوم المدني، النجف، 1388هـ/1968م؛ الشنطي، عصام محمد، فهرس المخطوطات المصورة (الأدب)، القاهرة؛ شوری، المخطوطات؛ الشوکاني، محمد، البدر الطالع، القاهرة، 1348هـ؛ ضیف، شوقي، البلاغة، تطور و تاریخ، القاهرة، دارالمعارف؛ طلس، محمدأسعد، الکشاف عن مخطوطات خزائن کتب الأوقاف، بغداد، 1372هـ/1953م؛ فروخ، عمر، تاریخ الأدب العربي، بیروت، 1401هـ/1981م؛ فندیک، ادوارد، اکتفاء القنوع بما هو مطبوع، القاهرة، 1313هـ/1896م؛ القریشي، رضامحسن، مقدمة و حواش علی بلوغ الأمل (ظ: همـ، ابن حجة)؛ النقشبندي، أسامة ناصر، مخطوطات الأدب في المتحف العراقي، الکویت، 1406هـ/1985م؛ وأیضاً:

Ahlwardt; Arberry; Blochet; De Slane; EI2; GAL; GAL, S.
مریم صادقي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: