الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن حماد، أبوالحسن /

فهرس الموضوعات

ابن حماد، أبوالحسن


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/11 ۱۲:۴۳:۵۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حَمّاد، أبوالحسن علي بن حمّاد بن عبیدالله بن حماد العبدي البصري، فقیه و محدث و شاعر إمامي في القرن 4 هـ /10م.
اختلف في نسبه العبدي (نسبة إلی عبدالقیس) أو العَدَوي (نسبة إلی بني عدي) (النجاشي، 244؛ العلامة الحلي، الإیضاح، باب عليّ؛ الحائري، 215؛ الحرّ العاملي، 2/186؛ أفندي، 4/70؛ الخوئي، 11/396). وکان العبدي نسباً لشاعر آخر من شعراء أهل البیت، یعني سیف أو سفیان من مصعب مما أدی إلی وقوع بعض علماء الرجال في الخطد، فذکر ابن شهر آشوب تحت اسم «أبوالحسین علي بن حماد»: قال أحد الصادقین علیه السلام: «تعلموا شعر العبدي فإنه علی دین الله» (معالم، 147). ولکن یبدو أن ذلک غیر صحیح، أولاً لأن الکشي ذکر نفس هذا الحدیث مع بعض التغییر عن الإمام الصادق (ع) في سفیان بن مصعب (ظ: الطوسي، 401)، واحتمال أن القصد من الصادقین هم علماء الإمامیة الموثقین (أفندي، 4/71) ضعیف أیضا، ثانیاً إن النجاشة (ن.ص) کان قد أدرکه في بدایة عمره و لذلک لم یکن سفیان معاصراً للإمام الصادق (ع) لیقول فیه هذا. و بالإضافة إلی ذلک فقد عدّ ابن شهرآشوب (ن.م، 151)، سفیان بن مصعب من أصحاب الإمام الصادق (ع) وأورد في مناقبه أبیاتاً نسبها لابن حماد والعبدي وهذا یدل علی تمایز هذین الاثنین عنده.
لاتتوفر معلومات دقیقة عن تاریخ ولادته ووفاته، ولکن علي بن محمد الصوفي الذي ولد في حوالي 387-390هـ (مهدوي، 121)، قال في کتابه المجدي (ص 158): نقل لي أبو علي بن دانیال و هو من أقربائي، قصیدة أنشدها له ابن حماد، و من هنا یمکن الحدس أنه کان من طبقة الشسخ الصدوق (تـ 381هـ/991م)، وأنه ولد في مطلع القرن 4هـ و مات في أواخره (أفندي، ن.ص؛ آقابزرگ، 185).
وکان عبدالعزیز بن أحمد بن عیسی الجلودي أحد کبار محدثي الإمامیة من مشایخ إجازة ابن حماد (النجاشي، ن.ص)، و تلمیذه البارز هو الحسین بن عبیدالله الغضائري الذي کان ابن حماد أحد مشایخ إجازته مما یدل علی وثاقته أیضاً.
وقد نُقلت عن ابن حماد قصائد کثیرة في کتب الشیعة کلها في مدح الأئمة المعصومین (ع) و رثائهم وذکر مناقبهم و أحوالهم. ویدل شعره علی سعة اطلاعه بأخبار أهل البیت (ع)، وهي خالیة من الخیال الشعري و جمیعها استدلالیة تستند إلی القرآن والحدیث نظمت للدفاع عن مذهب الإمامیة. و کنموذج منها یمکن مراجعة قصائده حول غدر خم و مناقب الإمام علي (ع) و إمامته و أخلافه عند ابن شهرآشوب (مناقب، 1/251، 256-257، 318، مخـ، 2/3، 40، 92، مخـ، 3/19، 48، مخـ، 4/41، 76، 217، مخـ)، والبیاضي أیضاً (1/98، 202، 324، 2/8، 14، 79، 3/77، مخـ). کما استشهد أبوالفتوح الرازي في تفسیره بشعره أیضاً. ومما یجدر ذکره في آثاره أن شعره في المصادر الأولیة مقطوعات قصیرة ذُکرت للاستشهاد و الاستدلال، ولکن فجأة تشاهد في المصادر المتأخرة قصائد طویلة و مراث کثیرة تنسب إلیه و ینتهي الأمر إلی أن ینسب الأمیني (4/171) له دیوان شعر یشتمل علی 2,200 بیت. و نعرف بالإضافة إلی ابن حماد عدة عراء بهذا الاسم و الشهرة، و قد أدی ذلک – کما أشرنا – إلی الخلط بین أسمائهم وآثارهم. أحدهم علي ابن حماد الواسطي العالم و الشاعر الإمامي في القرن 7 هـ 13م (أفندي، 4/72، 73)، والآخر علي بن حماد الأزدي البصري، وقد نقل الشوشتري قصیدتین إحداهما بائیة والأخری تائیة یری أنهما له کما یبدو (2/559-565؛ القمي، 1/265)، في حین أن الأمیني (4/170) ذکر القصیدتین لابن حماد الواسطي، و یبدو أنهما لشاعر واحد. الشاعر الآخر هو محمد بن حماد الذي یذکره صاحب الحصون المنیعة بالشاعر الأدیب والفاضل الذي کان معاصراً للشاعر الخلیعي الذي له ما یقرب من 200 قصیدة في مدح الإمام الحسین (ع) ورثائه، و توفي في الحلة عام 900هـ/1495م (ظ: الخاقاني، 4/386). ویقول الأمیني إن بعض قصائد محمد بن حماد نسبت لابن حماد (صاحب الترجمة هذه)، في حین صُرِّح باسم صاحب القصیدة في نهایة بعض القصائد (4/170-171والمدهش أنه کرر هذا الخطأ و نسب أشعار ابن حماد ذاک لابن حمادنا هذا (قا: الخاقاني، 4/390، 397-398) و لهذا وصلت أشعار ابن حماد العبدي في الغدیر إلی حوالي 500 بیت کما ذکر الطریحي في المنتخب أشعاراً و قصائد کثیرة لابن حمّاد حول واقعة کربلاء، ولکنه لم یذکر سوی في موضع احد (ص 472) اسم محمد بن حماد بینما اقتصر باسم «ابن حماد» دون ذکر الاسم والکنیة في الأشعار الأخری مما أدی إلی أن ینسب بعض العلماء هذه الأشعار إلی ابن حماد البصري (قا: الحائري، ن.ص)، ومن مقارنة مانقله ابن شهرآشوب والطریحي من شعر لابن حماد یمکن تحدید أسلوبین شعریین مختلفین، المجموعة الأولی في المناقب و موضوع إمامة علی (ع) و أهل بیته و جمیعها مسندة بالروایات. و المجموعة الثانیة أکثرها في رثاء الإمام الحسین (ع) و أهل بیته و أصحابه، ومن الطبیعي أن العاطفة والأحاسیس قد تغلبت علیها و صارت محط أنظار أصحاب المقاتل، کما أورد الخاقاني بعض أشعار ابن حماد الموجودة في المنتخب (الطریحي، 34-35، 270-271، 385-387، 472-475) في کتابه شعراء الحلّة (4/387-398) تحت اسم محمد بن حماد، ولذلک یمکن القول بأن أشعار ابن حماد في المنتخب لیست لابن حماد البصري.
وقد نُسب بیت مثیر في مدح الإمام علي (ع) لابن حماد، فُسِّر بآراء مختلفة (الشوشتري، 2/565) والبیت هو:
ضلَّ الأمین و صدَّها عن حیدر/ تالله ما کان الأمین أمیناً
والاختلاف في معنی «الأمین» و مرجع الضمیر «ها»، فقد قال بعض مخالفي الشیعة: المقصود من الأمین جبرائیل و یعود الضمیر إلی الرسالة والوحي (ظ: الحائري، ن.ص) و هذه هي عقیدة الفرقه الذمّامیّة من غلاة الشیعة، حیث یؤنبون جبرائیل (ع) لتقدیم الرسالة إلی محمد (ص) خطأً بدلاً من علي بن أبي طالب (ع) (ابن الجوزي، 98)، و یبدو أن هذا القول غیرصحیح نظراً لأن الشیعة تکفر غلاة الإمامیة (المفید، 63) وأن ابن حماد یعتقد بأمانة جبرائیل و خاتمیة الرسول الأکرم (ص) (ابن شهرآشوب، مناقب، 3/29، 66، 261، 295) وقال البعض إن المقصود من الأمین هو الأمین علی الإسلام عند الناس و ماجری یوم السقیفة وعندئذ یرجع الضمیر إلی الخلافة (الحائري، ن.ص)، ویبدو إن رأي الشوشتري (2/566-567) في هذا المجال أصح، إذا أخذنا بنظر الاعتبار و عقائد ابن حماد، حیث یقول إن القصد هو التعریض بأبي عبیدة الجراح الذي أخذ لقب أمین الأمة (البخاري، 4/216) وجدّ کثیراً في تثبیت خلافة أبي بکر.

المصادر

آقابزرگ، طبقات أعلام الشیعة في لاقرن الرابع، بیروت، 1390هـ/ 1970م؛ ابن الجوزي عبدالرحمن، تلبیس إبلیس، القاهرة، 1368هـ/1949م؛ ابن شهرآشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/1960م؛ م.ن، مناقب آل أبي طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن الصوفي، علي، المجدي، تقـ: محمود مهدوي دامغاني، قم، 1409هـ/1989م؛ أفندي، عبدالله، ریاض العلماء، تقـ: أحمد الحسیني، قم، 1401هـ/ 1981م؛ الأمیني، عبدالحسین، الغدیر، بیروت، 1387هـ/1967م؛ البخاري، محمد، صحیح، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ البیاضي، علي، الصراط المستقیم، تقـ: محمدباقر البهبودي، طهران، 1384هـ/1964م؛ الحائري، محمد، منتهی المقال، طهران، 1300هـ / 1883م؛ الحر العامليف محمد، آمل الآمل، تقـ: أحمد الحسیني، بغداد، 1385هـ/1965م؛ الخاقاني، علي، شعراء الحلة، النجف، 1372هـ/1952م؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحدیث، بیروت، 1398هـ/1978م؛ الشوشتري، نورالله، مجالس المؤمنین، طهران، 1375هـ/1955م؛ الطریحي، فخرالدین، المنتخب، النجف، 1379هـ/1959م؛ الطوسي، محمد، اختیار معرفة الرجال، تقـ: حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ العلامة الحلي، الحسن، إیضاح الاشتباه، طهران، 1319هـ/1901م؛ القمي، عباس، الکنی والألقاب، طهران، 1397هـ/1977م؛ المفید، محمد، شرح عقائد الصدوق، تبریز، 1371هـ/1951م؛ مهدوي دامغاني، محمود، مقدمة علی المجدي (ظ: همـ، ابن الصوفي)؛ النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسی الشبیري الزنجاني، قم، 1407هـ/1987م.

أحمد بادکوبه هزاوه
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: