الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الحداد، ابو عبدالله /

فهرس الموضوعات

ابن الحداد، ابو عبدالله


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/5 ۱۱:۱۵:۴۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الحَدّاد، أبوعبدالله محمد بن أحمد القیسي، الملقب بمازن (تـ 480هـ/1087م)، شاعر وأدیب و مفکّر و عالم و موسیقار في عصر ملوک الطوائف في الأندلس والذي لقّب بابن الحدّاد لانتسابه إلی أحد أجداده. لاتتوفر معلومات عن تاریخ ولادته وفترة شبابه، باستثناء کونه من أهل وادي آش ونشأ فیما یبدو في أسرة علمیة کانت تملک أملاکا في تلک المدینة، ودرس عند خاله القاضي أبي عمر ابن الحَذّاء (ابن بسام، 1(2)/696-697؛ المراکشي، 6/10). تبحّر في کثیر من علوم عصره من الشعر و اللغة والأدب إلی الفلسفة و النجوم و الموسیقی.
وبعد اضطراب الأوضاع واحتلالها في وادي آش، ترک ابن الحدّاد في أواسط العمر، مسقط رأسه واستوطن المریّة بعد عدة رحلات وأصبح مدّاح بلاط ابن صُمادح (ابن بسام، 1(29/691-692؛ ابن الأبار، 1/398؛ ابن الخطیب، 2/332). ویبدو من الشواهد أنه سعی في هذه الفترة للنفوذ إلی بلاطات ملوک الطوائف والتمتع بحمایتهم وإحسانهم (ابن بسام، 1(2)/702-703، 3(1)/467-467؛ قا: منیزل، 13-14). ولایعلم تاریخ دخوله المریة، لکن یبدو أنه ورد هذه المدینة في أواخر حکومة معن بن صُمادح (تـ 443هـ/1051م) وصار في خدمته (م.ن، 12).
أما ممدوحه الأصلي فکان المعتصم بن معن (حکـ 444-480هـ) الذي حکم المریة طویلاً بعد وفاة أبیه و جمع في بلاطه عدداً من الشعراء البارزین من بینهم ابن الحدّاد (ابن بسام، 1(2)/732-733؛ ابن خلّکان، 5/40). وقد عاش الشاعر سنوات طویلة في بلاطه و نظم أشعاراً کثیرة في مدحه. مع کل هذا اضطر مرة واحدة علی الأقل إلی ترک المریة لیلجأ إلی مرسیة ثم إلی بلاط بني هود في سرقسطة (ابن بسام، 1(2)/692؛ ابن الأبار، ن.ص؛ ابن سعید، 2/144). یعتبر المراکشي سبب خروجه من المریة قتلاً کان قد ارتکبه أخوه (6/11)، وهناک آخرون تصوروا أنه لهجائه المعتصم و خوفه من عضبه، ففرّ إلی مُرسیة و سرقسطة (القمري، 3/504-505؛ قا: منیزل، 10-12). وصل سرقسطة في شعبان 461هـ ورحّب بقدومه الأمیر المقتدر بن هود (حکـ 438-474هـ) وسعی في تعظیمه. عاش الشاعر في بلاط المقتدر حتی 464هـ و مدحه و مدح ابنه المؤتمن (ابن بسام، 1(2)/725؛ ابن الأبار، المراکشي، ن.ص). ثم عاد إلی المریة واستعاد منزلته و مکانته العالیة في بلاط المعتصم وعاش في هذه الحال حتی نهایة العمر (ابن بسام، 1(2)/728؛ المراکشي، ن.ص). ویروي ابن الخطیب (2/337) أنه سافر إلی غرناطة أیضاً، ولکن لایتضح تاریخ ذلک و کیفیته.
کان ابن الحدّاد شاعراً کثیر الشعر و له دیوان کبیر دوّنت أشعاره حسب الترتیب الهجائي، وکانت توجد نسخ منه حتی القرون الأخیرة علی مایبدو (ابن الأبار، ن.ص؛ المراکشي، 6/10؛ حاجي خلیفة، 1/765). و معظم شعره في المدح والغزل. ومن خصوصیات شعره إتقان اللغة واستخدام مصطلحات غریبة و تراکیب غیر مألوفة (ابن الصیرفي، 75؛ قا: المراکشي، 6/11؛ منیزل، 25). اعتبر نیکل (ص 194) أن أسلوبه في التشبیهات المتعدة وغیر المترابطة علی الظاهر والتي تؤدي إلی إبداع تصاویر جذّابة، یذکّر بأسلوب ابن خفاجة (ن.ع) إلی حدّما. إن قسماً من أروع أشعار ابن الحدّاد في الغزل قالها في وصف نُوَیرة. ونویرة راهبة قبطیة کانت تقیم في دیر ریفة في شمالي أسیوط علی الشاطئ الشرقي للنیل حیث رآها ابن الحدّاد في سني شبابه عندما کان متوجهاً إلی الحجاز و بُهر بجمالها، بشکل انصرف عن الحج و أقام فترة طویلة جوار ذلک الدیر (ابن فضل الله، 1/384-385)، وقال أشعاراً کثیرة مخاطباً إیّاها و سمّاها نُوَیرة کنایةً (ابن بسام، 1(2)/693؛ ابن سعید، ن.ص)، وکان اسمها جمیلة (ابن بسام، 1(2)/709). وقد غدا هذا الحب الذي سبب فضیحة ابن الحداد علی الظاهر (ابن الخطیب، 2/334)، ملهماً لکثیر من أشعاره الغزلیة. وتعتبر هذه الأشعار التي خلط فیها الشاعر أحیاناً بین المفاهیم الإسلامیة والمسیحیة من أجمل وألطف قصائد ابن احدّاد و عکست مشاعره العمیقة والصادقة (ابن بسام، 1(2)706-709؛ برس، 279؛ منیزل، 26-27).
کان شعر ابن الحداد موضع اهتمام بعض الأدباء منهم عمادالدین الکاتب (2/271-289) والقفطي (1/106-108) وابن الصیرفي (ص 62، 75، 78، 83، 177). ویذکر المقّري (3/503-504) أنّ بعض قصائد ابن الحداد کانت تغنّي في الدندلس و تشاهد في أشعاره إشارات کثیرة إلی العلوم و الفنون المختلفة. وبشکل عام فإن أشعار ابن الحدّاد متأثرة بشدة من حیث الأسلوب والمضمون بکبار شعراء المشرق (منیزل، 27-28). لم یبق من دیوانه سوی مقطوعات متفرقة. وقد جمعت منال منیزل أکثر من 600 بیت من أشعاره من مصادر مختلفة وطبعتها مع مقدمة و شروح مفیدة. وأسلوبه في النثر متصنع و مليء بالتکلف، وقد نقل ابن بسام مقاطع من نثره (1(2)/693-704). وکان ذا صوت جمیل و یعزف العود أیضاً (ابن الخطیب، 2/334).
نسب إلیه المراکشي (6/10) 3 کتب في العروض هي: 1. المستنبط في علم الأعاریض المهملة عند العربی ممّا تقتضیه الدوائر الأربع من الدوائر الخمس التي تنفک منها أشعار العرب. ربّما یعتبر ماجاء بعد کلمة «المستنبط» فقط توضیحاً لمحتویات الکتاب ولیس جزءاً من عنوانه، خاصة وأن بقیة المصادر إما أنها اکتفت بذکر هذه الکلمة الواحدة (مثلاً ابن الأبار، ن.ص)، أو أشارت إلی محتوی الکتاب الذي هو علم العروض (مثلاً ابن بسام، 1(2)/692)؛ 2. قید الأوابد وصید الشوارد في إیراد الشواذ والردّ علی الشذاذ؛ 3. الامتعاض للخلیل. یقول المراکشي (ن.ص) إن ابن الحدّاد خلط في کتابه الأخیر بین أسالیب الموسیقی وآراء الخلیل بن أحمد (ن.ع).
عرف من تلامذة ابن الحدّاد اثنان هما عبدالله بن عوف وأبو عبد الله ابن أحمد بن سلیمان بن الصفّار (المراکشي، ن.ص).

المصادر

ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقـ: عزت العطار، القاهرة، 1955م؛ ابن بسام، علي، الذخیرة، تقـ: إحسان عباس، تونس، 1981م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1974م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن سعید، علي، المغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1955م؛ ابن الصیرفي، علي، الأفضلیات، تقـ: ولید القصاب وعبدالعزیز المانع، دمشق، 1402هـ/1982م؛ ابن فضل الله العمري، أحمد، مسالک الأبصار، تقـ: أحمد زکي پاشا، القاهرة، 1924م؛ حاجي خلیفة، کشف؛ عمادالدین الکاتب، محمد، خریدة القصر، تقـ: آذرتاش آذرنوش، تونس، 1971م؛ القفطي، علي، المحمدون من الشعراء، حیدرآبادالدکن، 1385هـ/1966م؛ المراکشي، محمد، الذیل والتکملة، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1973م؛ المقري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ منیزل، منال، شعر أبي عبدالله بن الحداد الأندلسي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ وأیضاً:

Nykl, A. R., Hispano-Arabic Poetry, Baltimore, 1946; Pérés, Henri, La poésie andalouse en arabe classique, Paris, 1953.
قسم الأدب العربي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: