الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الحداد، أبو عثمان /

فهرس الموضوعات

ابن الحداد، أبو عثمان


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/5 ۱۱:۲۱:۱۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الحَدّاد، أبوعثمان سعید بن محمد الغسّاني (219-302هـ/ 834-914م)، فقیه و متکلم و أدیب مغربي. ذکر الصفدي ترجمته (15/834-914م)، فقیه و متکلم وأدیب مغربي. ذکر الصفدي ترجمته (15/179، 256) في موضعین باسمي أبي عثمان القیرواني وابن الحداد القیرواني. کان من أهل القیروان و عاش هناک و لم یسافر قط لفقره ولم یحج أبداً، ولکنه ورث في شیخوخته مالاً بعد موت أحد أقربائه (الخشني، 148؛ ظ: الذهبي، سیر، 14/214: أخوه).
کان ابن الحداد من تلامیذ و أصحاب سحنون بن سعید (تـ 240هـ/ 854م)، أحد کبار فقهاء المالکیة في المغرب، وعندما دخل أبوالحسن الکوفي طرابلس، أسرع إلیه و سمع الحدیث منه (ن.ص).
وکان ابن الحداد متبحراً في الفقه و الکلام و له مهارة في الجدل والمناظرة والدفاع عن عقیدته و ردّالفرق المخالفة له، کما کان یعدّ من علماء النحو و اللغةأیضاً. ورغم قوله إنه لیس بشاعر، ولکنه کان یجید نظم الشعر فمثلاً رثی ابنه و ابن أخیه (الخشني، 148-149)، وقد نقل الذهبي بیتین له (ن.ص)، وکان من فقهاء المالکیة، ومذهبه في الفقه النظر و القیاس والاجتهاد، و یذم التقلید و یقول: هو من نقص العقول أو دناءة الهمم (الخشني، 149). و کان راسخاً في طریقة أهل السنة والجماعة و یمیل إلی الأشاعرة و یخالف المعتزلة. وقد کتب محمد بن الکلاعي ردّاً علی کتابه الذي ألفه ردّاً علی القائلین بخلق القرآن (الخشني، 221)، و یتضح من هنا أن ابن الحداد کان علی مذهب الدشاعرة في مسألة قدم أو حدوث کلام الله، وأن المناظرة التي وقعت بینه و بین سلیمان الفراء المعتزلي حول مکان الله، دلیل علی أنه کان یری رأي الأشاعرة في أن للّه تعالی مکاناً معیناً، بالرغم من أنه کان یتوسل بالجدل في جواب الفراء و لایجیب بصراحة (الخشنی، 198-199، 221). والنقطة الأخری التي یمکن أن نؤید بها اعتقاد ابن الحداد هي أن العلماء العراقیین کانوا یوجهون إلیه منتلامیذهم من یعنّته و یسأله (الزبیدي، 240) و نعلم أن هؤلاء العلماء کانوا غالباً من أهل العدل والتنزیه وعلی عقیدة المعتزلة.
وکان ابن الحداد راویاً وعالماض خبیراً ذا ورع (الخشني، 151؛ الذهبي، ن.ص). وکان له أصحاب و تلامیذتأثروا به و نهجوا نهجه في الفقه و الکلام بعده، منهم: إبراهیم بن محمد، المعروف بابن البرذون وأحمد بن موسی التمّار و علي بن منصور الصفار و محمد الرفادی وابن أحد الشرکاء و أبوبکر بن الفمودي و کلهم من علماء إفریقیة (الخشني، 214، 215، 216-219).
واستولی الفاطمیون علی أفریقیة في أیام ابن الحداد و یقول الزبیدي الذي کان من معاندي الفاطمیین و الشیعة، أنهم لما ملکوا ضیّقوا علی أهل السنّة و الجماعة و بدروا إلی رجلین کبیرین من أصحاب سحنون فقتلوهما، ثم نودي علیهما: هذا جزاء من ذهب مذهب مالک، فارتاع جملة أهل السنة وتجمعوا إلی ابن الحداد فسألوه التقیة، فأبی التقیة ولم یخش الموت و قال: لابدلي من المناضلة عن‌الدین و قبل مناظرة دعاة الفاطمیین. وقد مثّله أهل القیروان في حاله تلک بأحمد بن حنبل أیام «المحنة» (ص 240-241). ویذکر الخشني أن ابن ناظر الحداد أبا العباس الشیعي الصنعاني أحد دعاة الفاطمیین و أملی مناظرته معه علی تلامذته، و کتابه المجالس هو مجموعة هذه المناظرات (ص 199-212: قا: الزبیدي، ن.ص؛ القفطي، 2/53). وقد نقل الخشني أربعة مجالس منها (ن.ص) ونقلت ثلاثة مجالس منها أیضاً في ریاض النفوس للمالکي (سزگین، 1(4)/32؛ شبوح، 2(2)/364، الهامش 2). وتدور أکثر موضوعات الحوار في هذه المجالس، حول اختلاف مدرسة أهل البیت و مدرسة الخلافة فیما یخص الخلفاء الراشدین، والفقه و مباني الاجتهاد.
وقد ورد في بعض المصادر (الذهبي، العبر، 1/443؛ الیافعي، 2/240؛ ابن العماد، 2/238) أن ابن الحداد مال إلی المذهب الشافعي وکتب رداً علی المدوّنة لسحنون، وأخذ یسمي المدوّنة «المدوَّدة»، فهجره المالکیة، ثم أحبّوه لمّا قام علی أبي عبدالله الشیعي و ناظره و نصر السنة. ولم تورد المصادر القدیمة ذلک، ولذا یستبعد صحتها و لاسیما فقد کتب کما یقول الخشني (ص 150)، ردّاً علی الشافعي الذي کان قدرآه الخشني بنفسه والرد المذکور هو خطاب للفقیه الشافعي إسماعیل المزني (تـ 264هـ/878م) و کان المزني قد استنکف عن جوابه و قال: أما أنا فقد قرأت سکتُ، فمن کان عندهُ علم فلیتکلم.

آثاره

لابن الحداد تآلیف في الفقه و الکلام و الجدل منها: توضیح المشکل في القرآن؛ المقالات؛ الاستیعاب؛ الأمالي؛ عصمة المسلمین؛ (عصمة الدینیین: القفطي، 2/53؛ عصمة النبیین: السیوطي، 1/589، ویبدو أن الاسم الأخیر صحیح)؛ العبادة الکبری و الصغری (وقد ضبطه الصفدي، 15/180، 256، خطأً باسم کتابین هما: العبادة الکبری، والعبادة الصغری)؛ الاستواء، وکتب أخری و هي ردود علی الملحدین (الزبیدي، 239)، کما ذکر الصفدي (15/180) کتاباً باسم الرد علی الملحدین من جملة آثار ابن الحداد، ولکن یحتمل أن یکون هذا العنوان قسم من عبارة ذکرتها المصادر الأخری لتوضیح کتبه. و عدّها الصفدي من تألیفاته. ولم یبق منها سوی کتاب المجالس (سزگین، 1(4)/32).
کان لابن الحداد ولد باسم عبدالله، و قد رآه الخشني (ص 151) وشبّهه به و قال: ما رأیت آنس منه مجلساً، إذا قعد مقعداً لم یطمع أحد في القول ولافي الحدیث.

المصادر

ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، 1350هـ/1931م؛ الخشني، محمد، «طبقات علماء إفریقیة»، طبقات علماء إفریقة لأبي العرب التمیمي، تقـ: محمد بن أبي شنب، الجزائر، 1941م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و أکرم البوشي، بیروت، 1984م؛ م.ن، العبر، تقـ: أبوهاجر محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1985م؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین و اللغویین، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ السیوطي، بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1964م؛ سزگین، فؤاد، تاریخ التراث العربي، تجـ: محمود فهمي، الریاض، 1403هـ/1983م؛ شبوح إبراهیم، «سجل قدیم لمکتبة جامع القیروان»، مجلة معهد المخطوطات العربیة، القاهرة، ربیع الثاني 1376/ تشرین الثاني 1956؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: بیرند راتکه، بیروت، 1399هـ/1979م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد أبو الفضل إبراهیم، القاهرة، 1371هـ/1952م؛ الیافعي، عبدالله، مرآة الجنان، حیدرآبادالدکن، 1337-1339هـ.

أبومحمد وکیلي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: