الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن حرزهم /

فهرس الموضوعات

ابن حرزهم


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/5 ۱۳:۲۴:۰۷ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حِرزِهِم، أبوالحسن علی بن إسماعیل بن محمد بن عبدالله (تـ 559هـ/1164م)، فقیه وصوفي مغربي. کان من أهل فاس. أوصلوا نسبه إلی عثمان بن عفان (ابن الزیات، 71، 147؛ ابن أبي زرع، 265؛ ابن الأبار، 3/232). والضبط الآخر لاسمه هو ابن حِرزِم و ابن حِرازِم (السبکي، 6/258) الذي یبدو أکثر تداولاً لدی العامة (الیافعي، 3/331). کان مکرّماً محترماً في جمیع أنحاء المغرب، حیث کانوا یدعونه بـ «رئیس الفقهاء» في تلک الدیار (الیافعي، 3/332؛ السبکي، 6/259؛ ابن قنفذ، 12).
وصف في المصادر بالفقیه والحافظ والزاهد والعالم و المحدث و المفسر والنحوي (ن.ص؛ ابن الزیات، 147، 148؛ ابن الأبار، ن.ص). وکان رجلاً زاهداً وورعاً ولم یهتم بزخارف الدنیا. وقد نقلوا أنه تصدّق بإلحاح حصته من إرث أبیه علی أخیه أبي القاسم (ابن الزیات 149؛ بابا التنبکتي، 198).
وقد کانت عقائد وآثار الغزالي في تلک الفترة موضع بحث و مناقشة وجدل شدید بین علماء المغرب، کما انتقد ابن حرزهم أیضاً آراء و کتب الغزالي و لاسیما إحیاء العلوم. ویقال إنه اعتکف مدة منتشغلاً بمطالعة هذا الأثر، إلی أن بدت علیه أخیراً آثار الإنکار، حتیإنه رأی أن آراء الغزالي بدعة و مخالفة للسنة (ابن الزیات، 148؛ الیافعي، 3/331-332؛ السبکي، ن.ص)، ولذلک أفتی بحرق جمیع نسخ کتاب إحیاء العلوم، وطلب من الحاکم آنذاک تأیید الفتوی و تنفیذها، وقد انتهوا من جمع نسخ الإحیاء في یوم الخمیس، وکان قراره مع الفقهاء الآخرین أن تحرق الکتب بأجمعها في غد ذلک الیوم (ابن الزیات، ن.ص؛ الیافعي، 3/332). ویبدو أنها لیس أول مرة یعمل فیها بکتب الغزالي هکذا، وقد اتخذ الفقهاء و الجهاز الحاکم مثل هذا القرار في هذا الباب سابقاً، وکان ابن حرزهم بنفسه قد استفتی الفقهاء حول ذلک في شبابه (ابن الزیات، 72-73؛ ابن القاضي، 2/552). ولکن هذه المرة وحسب الروایة التي ذُکرت في بعض المصادر، لم یتم إحراق نسخ الإحیاء نتیجة للرؤیا التي کان قدرآها ابن حرزهم (ابن الزیات، 148؛ السبکي، 6/259-260). وقد قام ابن حرزهم بمطالعة إحیاء العلوم ثانیة بعد هذه الحادثة واعتقد بموافقته للکتاب والسنة (ابن الزیات، السبکي، ن.ص). ولایستبعد أن تکون علاقات عمّ ابن حرزهم مع الغزالي (ابن الزیات، 71-72) مؤثرة في تغییر عقیدته، وقد بدت نزوحه إلی التصوف بعد ذلک وقویت تدریجیاً إلی حدّ عرفه جمیع من ذکره أو تکلم عنه باعتباره صوفیاً (نص؛ قا: ابن قنفذ، ن.ص؛ المقري، 5/241-242). ویقول ابن الزیات (ن.ص) إنه کان في التصوف علی طریقة الملامتیة و أخیراً اختار أبابکر ابن العربي (تـ 543هـ/1148م)، الذي کان من مریدي حجة الإسلام الغزالي، شیخاً له و نال منه الخرقة (ابن قنفذ، 93؛ بابا التنبکتي، المقري، ن.ص). إذاً یجب أن یکون تصوف ابن حرزهم تصوفاً معتدلاً، من ذلک النوع الذي کان الغزالي یتبناه، وکان یثني علی کتاب إحیاء العلوم دائماً (بابا التنبکتي، ن.ص). و یبدوا أنه اشتغل بتدریس کتاب الرعایة للمحاسبي مدة (ابن الزیات، 319؛ ابن أبي زرع، 270). و لم یعتزل في طریقة تصوفه و لم ینقطع عن المجتمع و مجالس الدرس و الوعظ. و التف حوله تلامذة وأتباع کثیرون بعد أن رحل إلی مدینة مراکش (بابا التنبکتي، ن.ص؛ ابن القاضي، 2/464) و منهم اثنان أکثر شهرة: أحدهما أبومدین (ن.ع) العارف الکبیر (ابن الزیات، 317؛ ابن أبي زرع، ن.ص) الذي أخذ الخرقة من ابن حرزهم، کما یقول المقري التلمساني (5/242)، والآخر أبوعبدالله التاودي (بابا التنبکتي، ن.ص)ف أما خلیفته في الوعظ والإرشاد و التدریس فکان عیسی بن الحداد (ابن القاضي، 2/502).
ولم ینفک عن دعوة القوم إلی الزهد والتوبة (بابا التنبکتي، ن.ص)، وکان شجاعاً مع الأمراء و یقابلهم بخشونة إلی حدّما (ابن الزیات، 148)، حیث أودع السجن مرة ولکن أطلق سراحه بعد فترة وجیزة (ابن الزیات، 150-151؛ ابن قنفذ، 25). ونموذجاً لشجاعته في مواجهة الأمراء هو ما حدث لأبي الحکم ابن برّجان (ن.ع) الذي هو صوفي من أتباع الغزالي و من ألد معارضي الجهاز الحاکم، فقد حکموا علیه بجریمة التأویل، وأمر السلطان أن تلقی جنازته في المزیلة بعد موته، وعندما سمع ابن حرزهم بهذا  الدمر،دعا الناس علانیة لیسرعوا إلی تشییع جنازته ودعاه: «الفاضل الفقیه والزاهد»، ولقد لبیت دعوته طبعاً ودفنت جنازة أبي الحکم باحترام تام (ابن الزیات، 148-149).
وقد نسبوا له کرامات و مکاشفات کثیرة (ظ: ابن الزیات، 150، 153؛ ابن القاضي، 2/464-465)، ومنها تنبؤه بوقت وفاته (ابن الزیات، 149-150؛ ابن أبي زرع، 265).
وکانت وفاته في آخر یوم من شعبان، أو کما یقول ابن الزیات في أواخر هذا الشهر في مسقط رأسه ودفن هناک (ص 147). وقد عدت مقبرته عندالناس من المزارات علی حدّ قول بابا التنبکتي (ن.ص)، ویبدو أن السلطان محمد بن عبدالله أمر في 1177هـ/1763م ببناء قبة علیه لهذا السبب (السلاوي، 8/19).
تقع مقبرة ابن حرزهم علی بعد 15 کم جنوب شرقي فاس و تدعی باسمه «سیدي حرازم» و هي مزار اللناس (EI2).

المصادر

ابن الأبار، محمد، التکملة لکتاب الصلة، تقتـ: فرنسشکه قداره، مدرید، 1915م؛ ابن أبي زرع، علي، الأنیس المطرب، الرباط، 1972م؛ ابن الزیات، یوسف، التشوف إلی رجال التصوف، تقـ: ا. فور، الرباط، 1958م؛ ابن القاضي المکناسي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973-1974م؛ ابن قنفذ، أحمد، أنس الفقیر وعز الحقیر، تقـ: محمد الفاسي و ا.فور. الرباط، 1965م؛ بابا التنبکتي، أحمد، «نیل الابتهاج»، حاشیة علی الدیباج المذهب لابن فرحون، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو و محمود محمد الطناحي، القاهرة، 1388هـ/1968م؛ السلاوي، أحمد، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصی، تقـ: جعفر الناصري ومحمد الناصری، الدار البیضاء، 1956م؛ المقّري، أحمد، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1968م؛ الیافعي، عبدالله، مرآة الجنان، حیدرآبادالدکن، 1337-1339هـ؛ وأیضاً:

EI2.
مسعود جلالي مقدّم
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: