الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن حسداي /

فهرس الموضوعات

ابن حسداي


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/11 ۱۲:۲۳:۳۲ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ حَسداي، أبو الفضل حسداي بن یوسف بن حسداي الإسرائیلي (تـ بعد 478هـ/1085م)، وزیر و کاتب و شاعر في عصر ملوک الطوائف بالأندلس. ولد في أسرة یهودیة (صاعد، 205) وأسلم فیما بعد (المقري، 3/293). کان جده حسداي من أحبار الیهود العظام و من روّاد الفقه والتاریخ الیهود في الأندلس، و قد نال مکانة رفیعة في أیام حکم المستنصر (حکـ 350-366هـ) (ابن أبي أصیبعة، 2/50؛ قا: ضیف، 2/441، الهامش). أما أبوه یوسف الذي کان له باع في الشعر و الأدب فقد حظي بدعم من بلاط بني هود في سرقسطة (ابن بسام، 3(1)/457-458).
لاتتوفر معلومات عن تفاصیل حیاة ابن حسداي و تاریخ ولادته ووفاته. ولانعلم سوی أنه کان یعیش في القرن 5هـ/11م في سرقسطة وعندما انفصل عنه صاعد الأندلسي (تـ 462هـ) و کان یصاحبه فیما یبدو في 458هـ کان ابن حسداي لایزال شاباً (ظ: صاعد، 206؛ قا: ابن أبي أصیبعة، 2/51). وربما ولد ابن حسداي في سرقسطة و نشأ بها و تعلم فیها. و کان واسع العلم، فبالإضافة إلی الشعر واللغة والأدب فقد تعلم الریاضیات والحکمة والطب و الموسیقی أیضاً (صاعد، 205؛ ابن بسام، 3(1)/458؛ ابن أبي أصیبعة، ن.ص). ومع کل هذا فقد اشتهر بکتابة الرسائل (ابن بسام، ن.ص؛ ابن خاقان، 182). ویبدو أن ابن حسداي لم یکن صادقاً في إسلامه و خالیاً من الغرض و شک السلف بصدقه و ذُکر أحیاناً أنه رغم مقامه العلمي السامي فقد أسلم لأنه کان یری أن‌الدین الیهودي یحول دون تقدمه في المجتمع الإسلامي (ابن خاقان، ن.ص؛ عمادالدین، 3/460-461؛ ابن دحیة، 196)، وذُکر أحیاناً أنه أسلم بسبب عشقه لجاریة مسلمة (ابن بسام، ن.ص؛ المقري، 3/401؛ قا: پیریس، 267). و علی کل حال فإن إسلامه کان بدایة لنجاحه و توفیقه (ابن خاقان، 182-183؛ عمادالدین، 3/461؛ ابن سعید، 2/441).
وقد دخل بلاط بني هود في سرقسطة بما بلغ من منزلة عملیة واطلاع علمي واسع وأصبح وزیراً و کاتباً و شاعراً یمدحهم، ولهذا السبب نجد أن أغلب المصادر القدیمة تذکرة بعنوان «الوزیر الکاتب» (ظ: ابن بسام، 3(1)/457-458؛ ابن خاقان، 182؛ عماد الدین، 3/460؛ ابن دحیة، ن.ص). وقد خدم المقتدر (حکـ 438-474هـ/1046-1081م) أولاً وصار کاتبه و شاعره (ابن خاقان، 183؛ عماد الدین، 3/461). وظلت مکانته قویة أیضاً خلال فترة حکم المؤتمن (حکـ 474-478هـ) وابنه المستعین (حکـ 478-503هـ). ولایزال الکثیر من الرسائل التي کتبها ابن حسداي لهؤلاء الأمراء الثلاثة أو کتبها مخاطباً إیاهم، موجودة الآن. و تولی ابن حسداي مهمة کتابة بطاقات الدعوة للمشارکة في حفل زواج المسعین أیام حکم والده، من ابنة وزیر حکومة بلنسیة أبي بکر بن عبدالعزیر (ابن خاقان، ن.ص؛ قا: پیریس، 295، 267). وقد نقلت المصادر إحدی هذه الرسائل التي یقول عنها ابن خاقان (183-184)، إنها کانت رائعة في اقتضابها و إیجازها (أیضاً ظ: ابن بسام، 3(1)/464-465؛ عمادالدین، 3/462-463). وهکذا نلاحظ کیف أصبح ابن حسداي مقرباً من الأمراء (قا: پیریس، 405) یشارکهم مجالسهم و یصحبهم في رحلاتهم: و یشیر ابن بسام (3(1)/493) إلی إحدی تلک الرحلات التي صحب فیها المستعین في نهر إبرة وأنشد ابن حسداي خلالها شعراً (أیضاً ظ: ابن خاقان، 184-185؛ عمادالدین، 3/461-462؛ ابن ظافر، 367-368؛ قا: پیریس، 210-209). ومع کل هذا یبدو أن ابن حسداي اعتزل خدمة بلاط المستعین فیما بعد و یحتمل أنه هرب من سرقسطة. وقد أورد ابن بسام الرسالة التي کتبها ابن حسداي للمستعین بهذه المناسبة و ردّ المستعین علیها (3(1)/461-462، 494).
واعُبر ابن حسداي أحد کبار الأدباء الیهود الخمسة في القرن 5 هـ/11م بالأندلس (پیریس، 404)، أما الآثار التي ترکها فلاتتعدی الرسائل التي کتبها بأسلوب یمتاز بالتکلف والصنعة یخاطب بها أمراء الأندلس ورجالها (ظ: ابن بسام، 3(1)/284-289، 459-485). ولم یبق من شعره سوی بضع مقطوعات أوردتها المصادر.
واشتهر بین الیهود الأندلسیین شخص آخر باسم ابن حسداي و هو أبوجعفر یوسف بن أحمد بن حسداي، طبیب في النصف الثاني من القرن 5هـ/11م والنصف الأول من القرن 6 هـ /12م و قد سافر إلی مصر أیام خلافة الخلیفة الفاطمي الآمر بأحکام الله (حکـ 495-524هـ) وانخرط في خدمة وزیره المأمون (مقـ 519هـ) واشتهر بما کتب من الشروح علی کتب بقراط وجالینوس الطبیة (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، ویحتمل جداً إمکانیة وجود قرابة بین الاثنین.

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء في طبقات الأطباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/1882م؛ ابن بسام، علي، الذخیرة، تقـ: إحسان عباس، لیبیا/ تونس، 1981م؛ ابن خاقان، الفتح، قلائد العقیان، بولاق، 1284هـ؛ ابن دحیة، عمر، المطرب من أشعار أهل المغرب، تقـ: إبراهیم الأبیاري وأخرون، القاهرة، 1374هـ/ 1955م؛ ابن سعید، علي، المغرب في حلی المغرب، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1955م؛ ابن ظافر الأزدي، علي، بدائع البدائهف تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1970م؛ پیریس، هنري، «اللغة العربیة وسکان الأندلس في القرون الوسطي»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1363هـ/1944م، ج 19؛ صاعد بن أحمد الأندلسي، طبقات الأمم، تقـ: حیاة بوعلوان، بیروت، 1985م؛ ضیف، شوقي، حاشیة علی المغرب (ظ: همـ، ابن سعید)؛ عمادالدین الکاتب، محمد، خریدة القصر، تقـ: آذرتاش آذرنوش، تونس، 1972م؛ المقري التلمساني، نفح الطیب، تقـ: إحسان عباس، بیروت، 1388هـ/1968م؛ وأیضاً:

Pérés, H., La poésie and alouse en arabe classique, Paris, 1953.
مهران أرزنده
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: