ابن الحاجب، ابو حفص

اِبنُ الحاجِب، أبوحفص عزالدین عمر بن محمد بن منصور الأمیني (593-28 شعبان 630هـ/1197-9 حزیران 1233م)، محدث و مؤرخ دمشقی. وذکرت بعض المصادر أن کنیته «أبوالفتوح» (ابن المستوفي، 1/409). ولد في دمشق، ویحتمل أنه اشتهر بابن الحاجب لأنّ جده منصور بن مسرور کان حاجباً و بوّاباً لأمین الدولة حاکم بصری (ابن المستوفي، ن.ص؛ الذهبي، تذکرة، 4/1456).
وقد سافر کثیراً للاستفادة من محدثي عصره ولذلک ذکر بعنوان «الرحّال» (م.ن، العبر، 3/207). سمع کثیراً من الحدیث عن المشایخ في مدن و نواح مختلفة وجمع أسماءهم في مجموعات. سمع لأول مرّة في دمشق سنةً 616هـ/1219م من هبة الله بن خَضِر بن طاووس. ثم سمع الحدیث في نفس المکان من موسی بن عبد القادر و ابن أبي لقمة و ابن البُنّ، وقد دخل إربل في 624هـ و سمع الحدیث من أبي المعالي صاعد بن علي الواعظ الواسطي و أبي محمد بدل بن أبي معمر الحافظ التبریزي، ثم ذهب إلی بغداد و سمع الحدیث عند أبي الفرج الفتح بن عبدالله بن عبد السلام البغدادي و غیره (ابن المستوفي، ن.ص؛ الذهبي، تذکرة، 4/1455). کان ابن الحاجب یولي أهمیة خاصة لحضور حلقة الفتح بن عبدالسلام العلمیة، حیث أنه عندما و طأت قدماه بغداد صام یومه الأول شکراً علی بقاء الفتح بن عبدالسلام حیاً حسب ماقاله سیف‌الدین بن مجد (الذهبي، تاریخ، 374).
کما سمع الحدیث هناک من تلامذة القاضي أبي الفضل الأُرموي وأبي الوقت السِجزي، ثم سافر إلی مصر مرتین و سمع الحدیث من عبدالقوي بن حَبّاب وآخرین. کما سمع عن أبي بکر بن محمد الهروي، المعروف بـ «ابن العجمي» في طریقه إلی الحجاز. وقد سمع الحدیث بالإضافة إلی ماذکرناه في الإسکندریة والموصل وحلب والحرمین الشریفین أیضاً (ابن المستوفي، 2/644؛ المنذري، 3/346؛ الذهبي، ن.م، 373؛ البرزالي، 2/562). و سمع الحدیث عن ابن الحاجب أشخاص مختلفون منهم زکي‌الدین البرزالي و أبوموسی الرُّعیني و جمال‌الدین ابن الصابوني، ویقول ابن المستوفي إنه سمع الحدیث عن ابن الحاجب (ن.ص). والنقطة المهمة هي أنّ ابن الحاجب استطاع لتبحره في الحدیث أن یفوق کثیراً من مشایخه في هذا المضمار، حیث سمع أستاذه أبو إسحاق إبراهیم بن محمد الصریفیني العراقي الحدیث منه أیضاً (الذهبي، تذکرة، 4/1456)، وقد أوصی أن تودع کتبه بعد وفاته في دار الحدیث بجبل قاسیون المنسوبة إلی ضیاء‌الدین محمد بن عبدالواحد المَقدِسي لشدة علاقته بالحدیث و جمعه (المنذري، الذهبي، ن.ص).

آثاره

خلّف ابن الحاجب کتابین، توجد مخطوطتان منهما في الظاهریة: عوالي حدیث مالک بن أنس في 18 ورقة و مصافحات و موافقات و أبدال و أحادیث عوال تشتمل علی 40 حدیثاً و بعض الإضافات الأخری في 15 ورقة (الظاهریة، 545، 589). کما تنسب إلیه ثلاثة آثار أخری أیضاً و هي: ذیل تاریخ دمشق لابن عساکر (المنذري، ن.ص) و معجم الأماکن التي استمع الحدیث فیها (الذهبي، تذکرة، 4/1455)، ومعجم الشیوخ، الذي ذکر فیه 1180 شخصاً من مشایخ حدیثه (الذهبي، تاریخ، ن.ص).

المصادر

ابن المستوفي، المبارک، تاریخ إریل، تقـ: سامي خمّاس الصقار، بغداد، دار الرشید؛ البرزالي، قاسم، مشیخة قاضي القضاة ابن جماعة، تقـ: موفق عبدالقادر، بیروت، 1408هـ/1988م؛ الذهبي، محمد، تاریخ الإسلام، الطبقة 63، تقـ: بشار عوّاد معروف وآخرون، بیروت، 1408هـ/1988م؛ م.ن، تذکرة الحفاظ، حیدرآباد الدکن، 1333- 1334هـ؛ م.ن، العبر، تقـ: محمد السعید بن بسیوني زغلول، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الظاهریة، المخطوطات (مجامیع)؛ المنذري، عبدالعظیم، التکملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عوّاد معروف، بیروت، 1405هـ/1984م.

حسن صفري نادري