الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / ابن الحاج، ابواسحاق /

فهرس الموضوعات

ابن الحاج، ابواسحاق


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/2 ۱۱:۴۴:۲۵ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الحاجّ، أبوإسحاق إبراهیم بن عبدالله النُمَیري (و 713هـ/ 1313م)، شاعر و محدث و کاتب أندلسي، ولد في غرناطة في بیت شریف. وکان جده الأقرب إبراهیم کاتباً للرؤساء منبني اِشقَیلُولة، وصاهرهم و ضبط المهم من أعمالهم، ثم التحق بالنصریین و حصل والد ابن الحاج في الدولة النصریة علی مشاغل دیوانیة وصار ابن الحاج نفسه أیضاً في 734هـ/1334م في عداد کتّاب دیوان الإنشاء (ابن الخطیب، الإحاطة، 1/350=351).
لاتتوفر معلومات دقیقة عن دراسة ابن الحاج في غرناطة، ویشیر ابن الخطیب الذي کتب حوله بالتفصیل إلی روایته عن مشایخ غرناطة فقط (ن.م، 1/354) و أثنی علی مساعیه العلمیة والأدبیة کثیراً (ن.م، 1/351). ولم یبق إلا مدة یسیرة في منصب کاتب دیوان الإنشاء وقصد مکة للحج في بدایة عام 737هـ (ن.م، 1/351-352، وعبارة ابن الخطیب مشوشة قلیلاً في هذا المجال؛ ظ: هاپکینز، 58). و دخل ابن الحاج القاهرة سنة 738هـ و التقی الصفدي وأنشده بعض أشعاره (الصفدي، 6/40)، ومن المحتمل أن یکون قد سمع الحدیث في نفس هذه السفرة في دمشق من ثلاثة من کبار محدثي الشافعیة، عبدالرحمن المِزّي والبِرزالي والذهبي وفي مصر من عمادالدین الکندي قاضي الإسکندریة المالکي ووجیه‌الدین الصنهاجي وأثنی علیهم في أشعاره (المقري، 9/340-341)، وروی أیضاً عن قطب‌الدین أبي إسحاق و جمال‌الدین إبراهیم بن الإمام، وذکر المقري أنه مهر في روایة الحدیث بأسلوب الشرقیین، وأخذ عنه جماعة منهم القاضي أبوبکر ابن عاصم، صاحب تحفة الحکام (9/340، 341، 345).
عاد ابن الحاج في أواخر 738هـ إلی بجایة وتولی الکتابة لیحیی بن زکریا (ابن الخطیب، الإحاطة، 1/352؛ هاپکینز، 59). وقد ترک بلاطه بعد مدة والتحق بأخیه أبي عبدالله الذي کان حاکماً علی القُسَنطینة (ن.ص). و یبدو أنه رحل إلی فاس بعد وفاة أبي عبدالله بدعوة من السلطان أبي الحسن المریني و تولی أمر الکتابة له و لکنه رحل إلی المشرق قاصداً الحج مرة ثانیة بعد بضع سنوات في حوالي 748هـ (ابن الخطیب، هاپکینز، ن. ص). و قد التقی في سفره هذا ابن فضل الله العمري، واشتغل بالکتابة في بجایة بعد عدته من المشرق (ابن الخطیب، ن.ص؛ هاپکینز، 60)، و یبدو أنه اعتزل الخدمة بسبب الاضطرابات السیاسیة السائدة في إفریقیا و انقطع إلی تربة الشیخ أبي مَدین بعباد تلمسان. و لم تدم عزلته أیضاً، فقد أجبره هذه المرة السلطان أبو عنان الذي کان قد حل محل أبیه في فاس علی الکتابة له وبقي في منصبه هذا حتی وفاة الأمیر في 759هـ/1358م (ابن الخطیب، ن، ص). وقد تعرف في نفس هذه الفترة إلی أبي عبدالله محمد ابن جُزي (ظ: ن.د، 2/586-587) کاتب رحلة ابن بطوطة الذي صاهره فیما بعد (المقري، 8/79). واغتنم الفرصة بعد وفاة أبي عنان وعاد بعد 22 عاماً إلی الأندلس مسقط رأسه، فاستقیل باعتباره کاتباً بارزاً، ولم یلبث أن غدا من أعیان غرناطة، فلبس الحریر کالأشراف وتزین بزینتهم، وتردد علی بلاط السلطان، وولي القضاء وکتب في الدیوان (ابن الخطیب، ن.م، 1/352-353). وفي 768هـ أوفده السلطان محمد الخامس سفیراً إلی صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسی الزیّاني، فتعرضت سفینته قرب جزیرة حبیبة الواقعة غربي وَهران إلی هجوم الفرنجة، ووقع في الأسر، وکان تاریخ هذه المحنة کما یقول في 6 ربیع الثاني 768، ثم أطلق سراحه في 22 ربیع الثاني بعد أن فدي بمال کثیر (ن.م، 1/370-371).
ویبدو أن ابن الحاج لم یجمع شعره في دیوان، لأنه لاتوجد إشارة إلی ذلک في أي من المصادر، ولکن جمیع المصادر أوردت مقطوعات من أشعاره (و هي بصورة عامة قصیرة جداً في بیتین أو ثلاثة أبیات) ونقل منها ابن الخطیب الذي کان معاصراً له 28 قطعة (17 قطعة في الإحاطة، 1/355-358 و 11 قطعة في الکتیبة، 266-269) و مجموعها 57بیتاً، وذکر الصفدي (6/40) بالإضافة إلی ذلک ثلاث قطع وابن الأحمر (ص 318) قطعة واحدة وابن القاضي (ص 96) قطعة واحدة أخری، أما المقري (3/287-288، 9/340-348) فقد نقل 34 قطعة أخری في 74 بیتاً لم تذکر في أي من المصادر السابقة. نظم ابن الحاج أکثر هذه لاأشعار في سفرته الأولی في مدح أساتذته و مشایخه ورواة الحدیث أو في الموضوعات المتعلقة بالروایة والحدیث. و یبدو أنه کان یضمّن أقواله المنثورة في کتبه بهذه الأشعار، وکان قد احتفظ المقري (9/340) بمجلد من رحلته التي کان قد کتبها في سفرته الأولی  نقل عنها بعض المواضیع (2/535). ویؤید ذلک قطع ثلاث کان سمعها الصفدي (ن.ص) من ابن الحاج نفسه خلال لقائه في القاهرة. و بغض النظر عن أشعاره القصیرة التي تبرز فیها التوریة، فإن أشعاره الأخری بشکل قصائد مؤلفة من 35-80 بیتاً، وعلی ذلک فإن أشعاره إما قطع قصیرة جداً أو قصائد طویلة، وقد حفظت المصادر نفسها 4 قصائد من مجموعة أشعاره هذه، ونظم جمیعها في فترة اغترابه عن الأندلس. أولی قصائده کانت تلک التي أرسلها إلی سلطان الأندلس (ابن الخطیب، الکتیبة، 261-265). و الأخری نظمها في رثاء خاله محمد بن عاصم (تـ 743هـ/1342م) (ابن الأحمر، 314-318). والثالثة هي التي ذکر ابن القاضي 97 بیتاً منها فقط (ص 93-96) یبدو أنها نظمت بعد زیارة ضریح الرسول (ص) و دخوله إلی بجایه والقصیدة الأخیرة هي التي نظمها بعد شفاء السلطان أبي الحسن المریني (المقري، 9/349-350).
وقد جمع ابن عزیم بالإضافة إلی ذلک عدداً من أشعاره في مجموعة الشعریة (نسخة لیدن، الأوراق 95-117؛ ظ: هاپکینز، 63، 57)، و تنسب إلیه أیضاً مجموعة شعریة بعنوان قرائن القصر و محاسن العصر في مدح أمیرالمسلمین أبي عبدالله بن نصر، في المتحف البریطاني تحت رقم 5670 (هاپکینز، 57). وقد قسم هاپکینز (ص 64-63) جمیع هذه الأشعار إلی ثلاث مجموعات ووضع ماأورده ابن الخطیب و بقیة المصادر من أشعاره في المجموعة الأولی، ثم قارن بین ما اختاره ابن عزیم من أشعاره الأشعار الموجودة في القرائن وتردد في صحة انتسابه لابن الحاج. وأورد ابن الخطیب نماذج من نثره أیضاً (الإحاطة، 1/363-370) و عدّ له مایقرب من 20 أثراً یعثر علیها. و یبدو أن رحلته فقط کانت موجودة حتی القرن 11هـ.
وهذه الآثار هي: 1. الق الممساهلة والمسامحة في تبیین طرداعبة والممازحة؛ 2. إیقاظ الکرام بأخبار المنام؛ 3. تنعیم الأشباح بمحادثة الأرواح؛ 4. الوسائل و نزهة المناظر والخمائل؛ 5. الزهرات وإجالة النظرات؛ 6. کتاب حول نالتوریة»؛ 7. جزء في تبیین المشکلات الحدیثة الواصلة من زبید بالیمن إلی مکة؛ 8. جزء في بیان اسم الله الأعظم؛ 9. نزهة الحدق في ذکر الفرق؛ 10. کتاب الأربعین حدیثاً البلدانیة؛ 11. الأربعون حدیثاً، التي رواها عن الأمراء و الشیوخ؛ 12. روضة العباد المستخرجة من الإرشاد؛ وهي خلاصة أو تفسیر للإرشاد و التطریز في فضل ذکر الله و تلاوة کتابه العزیز، لأبي محمد الشافعي؛ 13. اللباس و الصحبة، في طرق الصوفیة و کان یظن أنه لم یجمع مثله أحد؛ 14. کتاب جاء فیه شطر من الحماسة لأبي تمام و هو لیس بکامل؛ 15. مثالیث القوانین في التوریة والاستخدام و التضمین، حیث یبدو أن جمیع شواهده من شعره؛ 16. فیض العباب و إجالة قداح الآداب في الحرکة إلی قُسَنطینة والزاب؛ وکذلک أربعة أراجیز في الفرائض، والجدل، والدرع والسلاح، والأحکام الشرعیة التي سماها الفصول المقتضبة في الأحکام المنتخبة (ن.م، 1/354-355). ولم تضف المصادر الأخری شیئاً علی هذا الفهرست، ویبدو أن جمیع آثار ابن الحاج المنثورة هي هذه التي کتبها بعد عودته إلی وطنه و في وقت فراغه الذي حصل له، ویمکن أن یکون هذا هو السبب في عدم إشارة الصفدي إلی أي من مؤلفاته.
ولایعرف تاریخ وفاة ابن الحاج بدقة لأن الأوائل الذین عاصروه و ترجموا له لم یشیروا إلی تاریخ وفاته ولم تضف المصادر الأخری معلومات إلی ما أخذته من أولئک، ولکننا نعلم أن ابن عزیم کان تلمیذاً لابن الحاج في أواخر عمره و کان عمره في 780هـ/1378م، 20 سنة، وبناء علی ذلک فإنه کان حیاً إلی سنة 780هـ، ویحتمل أن تکون وفاته بین 780-790هـ (هاپکینز، 63-62). ویری ابن حجر (1/30) أن وفاته في 764 أو 765 هـ و هو خطأ واضح لأنه أسر في 768 هـ.

المصادر

ابن الأحمر، إسماعیل، نثیر فرائد الجمان، تقـ: محمد رضوان الدایة، بیروت، 1967م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1392هـ/ 1972م؛ ابن الخطیب، محمد، الإحاطة، تقـ: محمد عبدالله عنان، القاهرة، 1375هـ/1955م؛ م.ن، الکتیبة الکامنة، تقـ: إحسان عباس بیروت، 1963م؛ ابن القاضي، أحمد، جذوة الاقتباس، الرباط، 1973م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: س. دیدرینغ، بیروت، 1392هـ/1972م؛ المقري التلمساني، أحمد، نفح الطیب، تقـ: یوسف الشیخ محمد البقاعي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ وأیضاً:

Hopkins, J. F. P., «An Andalusian Post of the Fourteenth Century; Ibn al-ḤāJJ.», Bulletin of the School of Oriental (and African) Studies, 1961, vol. XXIV.
محمد سیدي

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: