الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادیان و التصوف / ابن الجلاء /

فهرس الموضوعات

ابن الجلاء


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/7/24 ۱۴:۰۲:۰۳ تاریخ تألیف المقالة

اِبنُ الجَلّاء، أبوعبدالله أحمد بن یحیی الجلّاء (تـ 306هـ/918م)، من متصوفة الشام الشهیرین. وذکر السلمي (ص 166) اسمه محمداً أیضاً و تبعه الأنصاري (ص 295) في ذلک إلّا أنهما بریان أن أحمد هو الأصح. و تحدث عن لقب والده «بالجَلّاء» قائلاً: «ما کان بجلاء الحدید. ولکن کان إذا تکلّم علی القلوب جلّاها من صدأ الذنوب» (ظ: السراج، 181-182، 373؛ الخطیب، 14/204). ولقبه ذو النون بذلک (ابن الجوزي، صفة، 2/411؛ ابن تغري بردي، 3/30).
ولد ابن الجلّاء في أسرة صوفیة النزعة. وکان والده من الصوفیة وذاصلة ببشر الحافي و معروف الکرخي و السَّري السَّقَطي وذي النون المصري و هم من أکابر مشایخ ذلک العصر (القشیري، 12؛ الخطیب، ن.ص؛ ابن الجوزي، المنتظم، 5(2)/17؛ ابن تغري بردي، ن.ص). ولذلک تعرف ابن الجلّاء علی کبار رجال الطریقة وهو وفي عهد الشباب، وکان یخدم بعضهم أحیاناً (ظ: السراج، 184-185). ولم یرد في المصادر ذکر لتاریخ ولادته إلّا أن إدراکه مجالس بشر الحافي (تـ 227هـ) یدل علی أنه ولد قبیل 227هـ. ولد ابن الجلاء في بغداد ثم ترکها متوجهاً إلی الرملة و دمشق (السلمي، 166؛ أبونعیم، 10/314؛ الخطیب، 5/213-214؛ ابن الجوزي، صفة، 2/443). و لاتتوفر معلومات عن حیاته قبل ترکه بغداد، ولاعن الفترة التي ترکها فیها ولا السبب الذي دفعه لذلک، وإن یبدو أنه توجه من بغداد إلی عدد من المدن کمکة و المدینة و الرملة و دمشق، لیدخل في سلک الصوفیة (ظ: السلمي، ن.ص؛ السراج، 169؛ الکلاباذي، 154؛ ابن عساکر، 2/273). ومما یؤید ذلک ما روي عنه أنه قال: «قلت لأبي و أمي أحب أن تهباني لله تعالی. قالا: قد وهبناک لله تعالی. فغبت عنهما مدة ورجعت من غیبتي، فدققت علیهما الباب.فقال والدي: من؟ قلت ولدک. قال: کان لنا ولد فوهبناه لله، ولانسترجع ما وهبناه، و ما فتح لي الباب» (العطار، 497؛ وأیضاً ظ: أبونعیم، 10/315؛ الخطیب، 14/204؛ القشیري، 22). و ذکر السراج (ن.ص). أنه أقام 18 سنة في مکة، غیر أن المصادر الأخری لم تشر إلی إقامته الطویلة هذه في مکة، ویبدو من حکایاته عن مشاهداته في جامع القیروان (ظ: السراج، 287؛ الأنصاري، 574-575) أنه وصل إلی القیروان في رحلته إلی المغرب، و ربما التقی عدداً من مشایخ الصوفیة في هذه الرحلة؛ أما ماذکرته المصادر عن لقائه 600 من مشایخ الصوفیة (ظ: دبو نعیم، 10/47؛ الخطیب، ن.ص؛ القشیري، 18، 23؛ الأنصاري، 296؛ ابن الملقّن، 363)، فهو إشارة لأسفاره إلی مختلف المناطق. وقد أوردت کتب التراجم و طبقات الصوفیة أسماء جماعة من کبار الصوفیة التاهم ابن الجلاء واتصل بهم. منهم ذو النون المصري وأبو تراب النخشبي و السري السقطي و أبو علی الرودباري و الجُنید البغدادي و أبوالحسن النوري و علي بن بندار الصیرفي (ظ: السراج، 209؛ السلمي، 166، 362، 427، 469، 533؛ أبو نعیم، 10/219-220. 314؛ الخطیب، 5/214؛ الهجویري، 169، 170؛ القشیري، 186؛ ابن الملقن، 137-138).
وکان والده یحیی الجلاء أول شیخ و مرشد له، ثم خدم کما یبدو بشر الحافي و ذا النون المصري و أستاذه في الطریقة أب تراب النخشبي. وعدّ من تلامیذه و مریدیه جماعظ من عرفاء القرن 4هـ/10م الشهیرین کأبي بکر محمد بن داود الدُّقّي و محمد بن سلیمان اللبّاد و محمد بن الحسن الیقطیني (ظ: السلمي، 166؛ الأنصاري، 295؛ الذهبي، 14/251). وکان بعض هؤلاء وغیرهم من رواة أقواله وقد أورد ابن عساکر (ن.ص) أسماء هؤلاء الرواة کما یلي: محمد بن سلیمان اللبّاد و أبوبکر محمد بن داود الدقّي و أبو العباس الورّاق الدمشقي ومحمد بن الحسن الیقطیني ومحمد بن عبدالله الجلندي.
ولما کان ابن الجلاء ووالده من کبار المتصوفة في عصرهما، فقد خلط کتاب التراجم بین روایاتهما، کروایة الضحک بعد الموت أثناء الغسل و الکتفین، فبعضهم نسبها لابن الجلاء (القشیري، 22؛ ابن عساکر، 2/278؛ العطّار، 499) و نسبها البعض الآخر لأبیه (ابن الجزي، صفة، 2/411؛ ابن الملقن، 86).
ولابن الجلاء أشعار و أقوال، وقد وردت أشعاره متفرقة في کتب التراجم و طبقات الصوفیة (ظ: السلمي، 167، 169؛ أبونعیم، 10/315؛ ابن عساکر، ن.ص؛ ابن الملقن، 83). ورویت عنه أقوال أیضاً في التوکل والبلاء و المحبة والفقر و الورع و الخوف و الابتلاء والزهد و التصوف والفرق بین الزاهد و العابد و الموحد (ظ: السراج، 26، 48، 49، 53، 61، 174، 179-180، 221؛ الکلاباذي، 95؛ السلمي، 168؛ أبونعیم، 10/314-315؛ المستملي، 2/1242-1243، 1267؛ القشیري، 22، 65؛ ابن الملقن، 81-82؛ الشعراني، 1/88).
ونسبت إلیه بالإضافة إلی ذلک کرامة (ظ: المستملي، 4/1780-1781؛ القشیري، 195؛ السمرقندي، 142). ویبدو أنه کان صاحب مکانة و منزلة خاصتین لدی الناس آنذاک. وقال بعض کبار المتصوفة المعاصرین له: «إن في الدنیا ثلاثة من أئمة الصوفیة لارابع لهم: أبو عثمان بنیشابور و الجنید ببغداد و أبو عبدالله ابن الجلاء بالشام» (العطار، 475؛ أیضاً ظ: السلمي، 166؛ الخطیب، 5/214؛ القشیري، 21؛ الأنصاري، 196؛ ابن الملقن، 239).

 

المصادر

ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، عبدالرحمن، صفة الصفوة، تقـ: محمود الفاخوري، بیروت، 1405هـ/1985م؛ م.ن، المنتظم، حیدرآبادالدکن، 1357هـ؛ ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، [عمّان]، دار البشیر؛ ابن الملقن، عمر، طبقات الأولیاء، بیروت، 1406هـ/1986م؛ أبونعیم الأصفهاني، أحمد، حلیة الأولیاء، القاهرة، 1357هـ/ 1938م؛ الأنصاري، خواجه عبدالله، طبقات الصوفیة، تقـ: محمد سرور مولایي، طهران، 1362ش؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و أکرم البوشي، بیروت، 1404هـ/1984م؛ السراج، عبدالله، اللمع في التصوف، تقـ: رینولد نیکلسون، لیدن، 1914م؛ السلمي، محمد، طبقات الصوفیة، تقـ: پدرسن، لیدن، 1960م؛ السمرقندي، عمر، منتخب رونق المجالس، تقـ: أحمدعلی رجائي، طهران، 1354ش؛ الشعراني، عبدالوهاب، الطبقات الکیری، بیروت،1374هـ/1954م؛ عطار، فرید الدین، تذکرة الألیاء، تقـ: محمد استعلامي، طهران، 1360ش؛ القشیري، عبدالکریم، الرسالة القشیریة، تقـ: الأنصاري الشافعي، القاهرة، 1379هـ/1959م؛ الکلاباذي، محمد، التعرف، بیرت، 1380هـ/1960م؛ المستملي البخاري، إسماعیل، شرح التعرف، تقـ: محمد روشن، طهران، 1363-1366ش؛ الهجویري، علي، کشف المحجوب، تقـ: ف. جوکوفسکي، لینیغراد، 1926م.
 

مینا حفیظي
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: